على جثث السوريين.. من يحسم الصراع في حلب؟

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٩ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربية


على جثث السوريين.. من يحسم الصراع في حلب؟

اهتمت صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها بالوضع في مدينة "حلب" السورية، في ظل المتغيرات المتسارعة على الأرض، وموقف كل من روسيا وأمريكا وتركيا والسعودية منهذا الصراع.

وفيما يلي نص الافتتاحية:   

نستطيع أن نسميه مكرا أو وقاحة أو مزيجا من الاثنين، لا يهم، لكن على اﻷقل هناك شيء واحد واضح: الروس قرروا نسف مفاوضات جنيف بشأن وقف إطلاق النار في سوريا وباتوا يراهنون على الحل العسكري.

هذا هو تقييم ضمنيي رُفع للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، نهاية هذا الأسبوع في صحيفة "فاينانشال تايمز"، عن حملة القصف الروسية والقتال الدائر في حلب، المدينة الثانية والعاصمة الاقتصادية السورية، في شمال البلاد.

فبعد أسبوع من القصف المكثف - بما في ذلك استخدام القنابل العنقودية - على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في شرق المدينة، قوات نظام الأسد تتقدم، ويمكنها تطويق البلدة قريبا، وعزلها عن الحدود التركية، وبذلك تحقق نصرا إستراتيجيا كبيرا على التمرد المسلح المتواجد في حلب منذ صيف عام 2012. وسيكون نقطة تحول في الحرب الدائرة بالفعل منذ خمس سنوات.

بان كي مون قال "بمجرد عقد مفاوضات جنيف [بداية الأسبوع الماضي]، استمر القصف الجوي إضافة إلى بدء عمليات برية لـ [القوات الموالية للأسد]”، حيث يبدو الأمر كما لو أن روسيا استخدمت محادثات جنيف، كمصيدة،

الأمين العام للأمم المتحدة أدان الغارات الروسية التي تؤدي إلى “العديد من الوفيات بين السكان المدنيين”، وتدمر “المنشآت المدنية” بما فيها المدارس والمستشفيات.

في المقابل فرّ سكان حلب إلى الحدود التركية، عشرات الآلاف من البؤساء يرحلون في البرد والطين، محرومون من كل شيء. وتركيا التي تستضيف بسخاء ما يقرب من مليونين ونصف المليون لاجئ، تجد الحمل يتزايد عليها بالفعل.

منذ التدخل الروسي في أكتوبر 2015، تبدو موسكو عازمة على توحيد سوريا "المفيدة" أي غرب البلاد كله من الشمال الى الجنوب، تحت قيادة بشار اﻷسد، فالكرميلين يلعب على فوز بشار والجيش السوري المدعوم بشكل هائل من المليشيات الشيعية واللبنانية واﻹيرانية واﻷفغانية.

والملاحظة الثانية هي وسيلة تحقيق توازن بين الفائزين والخاسرين. حيث يمكن وضع نظام دمشق في خانة الرابحين. ولو مؤقتا على الأقل مع أكراد سوريا الذين سيطروا على بعض اﻷراضي، أما فيما يخص تنظيم الدولة الإسلامية، فإن الهجوم الروسي انقذ المنظمة حتى هذه الساعة.

في الجانب المقابل الخاسرون هما اثنين من الرعاة الرئيسيين للمتمردين السوريين، المملكة العربية السعودية وتركيا اللذان راهنا على انهيار النظام في دمشق.

الملاحظة الثالثة وهي بالنسبة للولايات المتحدة اﻷمريكية أو بالأحرى غيابها وصمتها على نسف المفاوضات التي كانت مصرة عليها, تمهيدا لوقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات سياسية. فهل خدع الروس الأمريكيين في جنيف؟ أم أن هناك نوع من التواطؤ؟ أو أن ما يحدث نتيجة إرادة انسحاب قديمة لدى الأمريكيين.

اجمالي القراءات 1034
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق