ا أسد سقط ولا لاجئين توقفوا ولا داعش هُزمت

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٩ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


ا أسد سقط ولا لاجئين توقفوا ولا داعش هُزمت

ا أسد سقط ولا لاجئين توقفوا ولا داعش هُزمت
نجاح روسيا في خلق واقع ميداني جديد سيغير أسس مفاوضات جنيف وسيعيد تغيير المعادلة الأمنية بشكل كامل.
العرب  [نُشر في 10/02/2016، العدد: 10181، ص(1)]
 
بقي الأسد وسط الهشيم
 
حلب (سوريا) - استفاد النظام السوري من المماطلة الغربية والتردد العربي وتشتت المعارضة ليفشل الحملة ضده ويطيح بأبرز أهدافها مثل إسقاط الرئيس بشار الأسد، ولجم تدفق اللاجئين، وهزم الجهاديين في داعش، وهي أهداف لم يتحقق شيء منها.

وسمح تصدع الحلف الداعم للمعارضة، للنظام أن يلتقط أنفاسه ولإيران أن تنسّق مع الغرب ولروسيا أن تدخل بكل قوّتها في المنطقة وتعيد ترتيب المشهد في سوريا بشكل مغاير.

وبعد أن كان في صعوبة كبيرة قبل عام، سيجد الأسد نفسه من جديد في موقع قوة أمام واشنطن وباريس وأنقرة أو بعض العواصم العربية مثل الرياض التي طالبت مرارا بإسقاطه سواء من بوابة خطة جنيف بشأن المرحلة الانتقالية، أو من بوابة الخيار العسكري.

ومن الواضح أن الهجوم الواسع على حلب سيغيّر المعادلة الأمنية بشكل كامل، وسيغيّر، أيضا، أدوات الحل السياسي في سوريا وشروطه لتكون متناقضة بشكل لافت مع ما جرى في اجتماع 25 يناير الماضي حين انسحبت المعارضة متمسكة بوقف القصف وإدخال المساعدات الإنسانية شرطا لأيّ حوار.

وذهب محللون إلى أن نجاح الأسد وروسيا في خلق واقع ميداني جديد سيؤثر بشكل كبير على أجندة الجلسة القادمة في جنيف3 وعلى الأطراف المشاركة فيها.

وقالت أناييس لوفالوا المستشارة والمتخصصة في شؤون الشرق الأوسط إن تطور الوضع على الأرض “قد يسمح لبشار (الأسد) بإبراز معارضة قد يختارها بنفسه. أناس مقبولون بالنسبة إليه مثل معارضين من الداخل أو أناس أمثال هيثم مناع” الناشط الحقوقي والرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية.

وسيدفع الروس إلى توسيع دائرة المشاركين في جنيف لتشمل عدة أسماء مقربة منهم، ولا تتمسك بشرط رحيل الأسد. وستكون المعارضة مجبرة على القبول بضم عناصر أخرى لوفدها أو القبول بوفد مواز يمثل المعارضة الأخرى.

ويجد الروس مبررات إضافية لتمثيل الأكراد خاصة بعد دورهم الفعّال في دعم القوات الحكومية خلال الهجوم المستمر على حلب، وستجد تركيا نفسها مضطرة للقبول بذلك في ظل الضغوط التي تمارس عليها حاليا، وخاصة مع زحف عشرات الآلاف من اللاجئين على حدودها.

واعتبرت لوفالوا أن “مشروع الروس قد ينجز حينذاك” وهو جعل الأسد “الحصن الوحيد ضد (تنظيم) الدولة الإسلامية”.

وتكتفي الولايات المتحدة بالمراقبة، أو الدعوة إلى العودة للمفاوضات وممارسة الضغوط على المعارضة، وإن وجّهت بعض اللوم لروسيا فلا يعدو أن يكون مجرد تحذير هدفه تبرئة النفس.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الثلاثاء إن الأنشطة التي تقوم بها روسيا في سوريا تجعل من الصعب إجراء محادثات سلام لإنهاء الصراع، ودعا موسكو إلى الانضمام للجهود المبذولة من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار هناك.

وأضاف كيري قائلا للصحافيين “أنشطة روسيا في حلب والمنطقة تزيد بدرجة كبيرة من صعوبة الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإجراء محادثات جادة”.

واعتبرت المتحدثة السابقة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني أنه “مع القوة العسكرية السورية ندخل في حرب غير متناسقة. فإن استعاد النظام السوري حلب بمساعدة الروس فستكون نهاية الحرب بمفهومها التقليدي”.

وتوقعت قضماني في حال خسارة المدينة “أن تنتقل المقاومة إلى استراتيجية أخرى، على الأرجح هي حرب العصابات”.

ولا تقف المخاوف الغربية، وخاصة الأوروبية، عند نتائج تفوّق الأسد والهزيمة العسكرية للمعارضة، فأوروبا تتوجس من استمرار تدفق اللاجئين على حدودها ونتائجه الإنسانية والأمنية في آن واحد خاصة في ظل توظيف تركيا لموضوع اللاجئين كورقة ابتزاز.

وأشار جوليان بارن داسي، خبير العلاقات الخارجية في المجلس الأوروبي، إلى أن “الحرب الأهلية تغذي أزمة إنسانية مريعة مع انعكاسات أكيدة على (الموضوعين) الكبيرين اللذين يثيران قلق الغربيين وهما اللاجئون والتطرف”.

وتعمل أوروبا على التقليص من تدفق اللاجئين وعرضت على تركيا 3 مليارات دولار كمساعدات لوقف هذه الموجة، التي تحمل في ثناياها مخاطر كثيرة أبرزها تسلل أعداد من المتطرفين (داعش والنصرة) والتخطيط لعمليات في أوروبا.

كما أن هزيمة المعارضة المعتدلة التي يستهدفها الهجوم السوري الروسي ستؤدي إلى إعطاء دفع معنوي قويّ للجماعات الإسلامية المتشددة التي تعارض التفاوض، وستحاول استقطاب مقاتلي المجموعات التي قبلت بالتفاوض وتعهدت بمقاتلة المتشددين، وخاصة من مقاتلي الجيش السوري الحر والمجموعات القريبة منه.

وحذر حسن حسن من معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط من أن أيّ هزيمة تلحق بالمعارضين “المعتدلين” قد تفسح المجال لتمدد تنظيم الدولة الإسلامية.

واعتبر أن “المعارضين يعتقدون أنهم بصدد خسارة الحرب. وذلك يوفر فرصا أمام مجموعات متطرفة جديدة. فإن استعاد النظام السيطرة على بعض هذه المناطق، سيتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من العودة إليها بسهولة. سيكون ذلك أحد المواضيع الكبرى في الأشهر المقبلة”.

وأضاف أنّ الغربيين “يغرقون في أوهام” إن اعتقدوا أن حلا دبلوماسيا ما زال ممكنا.

وهناك مخاوف من أن يؤدي نجاح الأسد في هزيمة المعتدلين إلى تحويل الصراع إلى وجهة جديدة بينه وبين داعش ليصبح وكأنه صراع شيعي سني خاصة في ظل الدور المحوري في المعارك لقوات إيرانية وميليشيات شيعية لبنانية وعراقية وأفغانية.

وحذر المراقبون من أن هذا الاستقطاب الثنائي “النظام ضد داعش” قد يدفع المجتمع السنّي إلى أحضان التنظيم الجهادي الذي سيطرح نفسه “المدافع الوحيد عن السنة في وجه النظام السوري” القريب من الشيعة.

اجمالي القراءات 1786
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق