من دفتر المظاليم -الشقيقان "عارف".. ضحايا القبض العشوائي يواجهان الحبس 15 عاما

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٩ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربية


من دفتر المظاليم -الشقيقان "عارف".. ضحايا القبض العشوائي يواجهان الحبس 15 عاما

الوقت في السجن لا يقاس إلا بمواعيد الزيارات، مرات التجديد، الأقمار المكتملة والنوم بدون كوابيس”، تلك الكلمات حاول بها عبد الرحمن عارف، وصف حاله داخل سجن وادي النطرون، ومحاولاته للتغلب على عامين ونصف من الحبس حتي الآن، إلا أنه ربما تؤيد محكمة النقض غدا الحكم ضده، ليصبحوا 15 عاما.

مقالات متعلقة :

قصة حساب عبد الرحمن عارف وشقيقه علي- 18 عاما-، للأرقام بدأت منذ 6 أكتوبر 2013، حين قُبض عليهما عشوائيا من محيط منطقة رمسيس، ليجدوا أنفسهم متهمين في القضية 10325 لسنة 2013 جنح الأزبكية، بقتل 32 شخص عمدا، والشروع في قتل آخرين والبلطجة وتعطيل مترو الأنفاق والمرور، وحيازة ذخيرة بدون ترخيص والانتماء لتنظيم محظور والتجمهر وإتلاف ممتلكات عامة ومقاومة السلطات ومحاولة اقتحام ميدان التحرير.

وجد عبد الرحمن وعلي، أنفسهما داخل معسكر الأمن المركزي بعد القبض عليهم و لثلاثة مرات متتالية أجلت جلسات التحقيق 15 يوما، ثم 45 يوما لمرتين متتاليتين، لتبدأ التأجيلات غير محددة المدة بحجة "ضياع ورق القضية"، الذي ظهر فجأة في شهر مارس 2014، كملف ضخم للغاية، ليجدوا أنفسهم في ديسمبر من نفس العام، يواجهون حكما بالسجن المشدد 15 عاما ومراقبة 5 سنوات وغرامة ألفي جنيه لكلا منهما.

850 يوما قضاها مصمم الجرافيك  عبد الرحمن متنقلا ما بين السجون، التي فرقته في بعض الأقات عن شقيقه الأصغر، فما بين معسكر الأمن المركزي وقسم الأزبكية وسجون المرج واستقبال طرة ووادي النطرون تنقلوا بينهم يحمل عبد الرحمن ورقة وقلم يكمل عليهم الرسم الذي ظل 6 سنوات يعلمه للأطفال، وأمنياته الصغيرة هو من معه، في قائمة تحمل 12 أمنية هي :"مخدة بدل الشبشب اسند عليها، حاجة طرية أنام عليها بدل الأرض، أفرد رجلي وأنا نايم، أتقلب، أنام وأنا مطمن أني مش هصحي على شتيمة أو أيد بطرقع على قفايا، أدخل الحمام من غير ما اضطر استني 25 واحد قدامي، مكان أذاكر فيه وحاجة أعي من الأرض اسند عليها أعلي من الأرض، أشوف أهلي أكثر من نصف ساعة كل أسبوعين، أشرب مياه نضيفة، أشوف الشمس، أدخل الامتحانات، أخد نفسي من غير ما أفتكر أني مسجون".

إلا أن تلك القائمة من الأمنيات تبددت بصدور الحكم ضدهما لم يعد عبد الرحمن يرغب في شئ، رافضا أن تحضر له والدته في أول زيارة بعد الحكم بسجن وادي النطرون كتب للقراءة، على الرغم من أنها كانت صديقته الوحيدة، قائلا لها :”الزنزانة فيها 25 واحد، ولمبة ضعيفة بنشوف بعض بالعافية، إحنا اللي زينا مابقاش عايز حاجة من الدنيا".

حالة من الصدمة بدأت تصيبه منذ نوفمبر 2014، عندما استيقظ في التاسعة صباحا داخل سجن استقبال طرة على طرق على باب الزنزانة، ليخبرهم المخبرين أنهم أمامهم ساعة لحزم امتعتهم لأنهم سيرحلوا الآن لسجن آخر، ليبدأ معها تفتيش وصفه بـ"المهين"، وبمجرد وصولهم لوادي النطرون كانت حلة الاستقبال في انتظارهم ضرب بالأيدي والعصيان.

لم يستطيع بعضهم النوم في تلك الليلة، في زنزانة بدون إضاءة صغيرة الحجم تحمل بداخلها 25 فردا، ربما لن يستطيع "عارف" النوم تلك الليلة أيضا، والتي يمكن أن يأتي الصباح ليؤكد أنه سيقضي 15 عاما في تلك الزنزانة التي عجز عن الحياة فيها وليتحقق سخرية العساكر منهم في ليلتهم الأولي:”اللي بيجي هنا بينسي مستقبله، مستقبلكم ضاع".

اجمالي القراءات 2363
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق