بعد وصفه المسيحية بأنها "ديانة فاشلة"، أعاد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تشكيل مجلة الأزهر، لسان حال الأزهر في مصر، مستبعدًا محمد عمارة من منصب رئيس التحرير.

القاهرة: استبعد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، عالمًا إسلاميًا من رئاسة تحرير مجلة الأزهر، بسبب إتهامه المسيحية بأنها "ديانة فاشلة"، وأدى ذلك إلى إثارة غضب الكنيسة المصرية، ووقوع توتر مع الأزهر. وأعلن رئيس تحرير المجلة الدكتور محمد عمارة أنه استقال من رئاسة التحرير إحتجاجًا على الهجوم المتواصل عليه.

المسيحية فاشلة

وجاء القرار في أعقاب صدور عدد شعبان من مجلة الأزهر، الذي تضمن كتابًا بعنوان "لماذا أنا مسلم ولست نصرانيًا"، شمل هجومًا على الديانة المسيحية، فضلًا على كتابة عمارة مقدمة للكتاب شن فيها هجومًا على المسيحية أيضًا، وجاء فيها: "دين الإسلام أعظم دين في الدنيا، والمسيحية ديانة فاشلة"، وأضاف: "الجانب المهم في إنجاز الإسلام في الشرق الأوسط هو أنه حل محل المسيحية، وأن السبب الجوهري لذلك هو الضعف الداخلي للمسيحية".

وأضاف: "علينا ان  نبحث عن جذور فشل المسيحية بمعالجة موضوع المسيحيين الشرقيين، فعندما كانت تطرح القضايا اللاهوتية المختلف عليها أمام المجامع المسكونية العالمية كان اليونانيون يستبعدون المسيحيين الشرقيين من حق التصويت".

وتسبب عدد مجلة الأزهر بأزمة بين الأزهر والكنيسة، لاسيما بعد هجوم النشطاء الأقباط على الأزهر ومجلته، وتعرض شيخ الأزهر لانتقادات واسعة من دوائر سياسية، بسبب إصراره على الإبقاء على عمارة في رئاسة تحرير مجلة الأزهر على الرغم من هجومه المتواصل على المسيحية، ووصفه عزل الرئيس السابق محمد مرسي بـ"الإنقلاب العسكري"، واتهم كثيرون عمارة بأنه "إخواني".

لم أجبر على الاستقالة

ومن جانبه، قال عمارة، إنه تقدم باستقالته من رئاسة تحرير مجلة الأزهر طواعية، ولم يجبر، ولم تتم إقالته، وقال في بيان له "إن الهجوم عليه لم يتوقف منذ الثالث من تموز (يوليو)، وبالتحديد منذ إصداره بيانا أكد فيه أن  ما جرى في 3 تموز (يوليو) انقلاب عسكري على "الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي ووأْد للتجربة الديمقراطية الوليدة بعد ثورة يناير 2011"، على حد قوله.

أضاف: "سبق أن تقدمت باستقالتي من موقعي في 11 أيلول (سبتمبر) 2014، إلا ان شيخ الأزهر رفض قبولها في ذلك الوقت وأصرّ على ذلك، ما دفعني إلى سحبها، وتوليت المجلة وتوزيعها كان 20 ألف نسخة، واليوم أتركها بعد أربع سنوات وتوزيعها وصل إلى 70 ألف نسخة، كما أنها تنفد في اليوم الأول من صدورها في الأسواق، كما تم تحويلها من مجرد مجلة إلى مؤسسة نشر قامت بطباعة ونشر 50 كتابًا علميًا"، مشيرًا إلى أن  السبب الأساسي في استقالته هو التفرغ لمشروعه العلمي. قال: "قررت الاستقالة في هذا التوقيت رغبةً في استكمال مشروعي العلمي الذي توقف منذ ان  توليت رئاسة تحرير المجلة".

ونفى إجباره على الإستقالة، وقال: "لم يجبرني أحد على الاستقالة، ومنذ فترة طويلة وأنا أسمع من وسائل الإعلام عن ضغوط تمارس على المسؤولين لإقالتي من موقعي، وصلت لحد تدخل السيسي شخصيًا بحسب وسائل الإعلام".

عزل مرسي باطل

ولم يعين شيخ الأزهر شخصية أخرى في منصب رئيس التحرير، واكتفى باستبعاد عمارة. وضمت هيئة التحرير الجديدة للمجلة الدكتور إبراهيم الهدهد، أستاذ البلاغة والنقد، نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين في القاهرة، والدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين.

وتعرض شيخ الأزهر لانتقادات شديدة من جانب الإعلام المصري ودوائر سياسية بسبب استمرار عمارة في منصب رئيس تحرير مجلة الأزهر، في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، لاسيما أنه اعتبر ما حدث "إنقلابًا عسكريًا". وقال عمارة في بيان له حينها: "بيان القوات المسلحة في 3 تموز (يوليو) انقلاب عسكري على التحول الديمقراطي، الذي فتحت أبوابه ثورة 25 يناير"، مضيقًا أن  "عزل محمد مرسي باطل شرعًا وقانونًا". وأضاف: "الانقلاب العسكري يُعيد عقارب الساعة في مصر إلى ما قبل ستين عامًا، ويضر بالقوات المسلحة، لأنه سيشغلها عن مهامها الأساسية في الدفاع عن حماية الوطن".

من التثليث إلى الشرك

يتعرض عمارة للكثير من الإنتقادات من قبل الأقباط، بسبب موقفه المهاجم دائمًا للديانة المسيحية، ولاسيما أنه سبق وأن نشر كتابًا مع مجلة الأزهر أيضًا في العام 2009، بعنوان " تقرير علمي للدكتور محمد عمارة"، قال فيه: "إن المسيحيين يجعلون المسيح إلهًا كاملًا بكل وظائف الإله، حتى جعلوه بديلًا للأب، فهو عندهم خالق كل شيء وبدونه لم يكن شيء".

وتابع: "لقد تجاوزوا التثليث وتعدد الآلهة إلى الشرك الذي حل فيه المسيح محل الأب"، متهمًا "إنجيل يوحنا" بأنه يؤصل للشرك بالله، وقال: "أوغل هذا الإنجيل وحده على درب الوثنية والشرك إلى حيث جعل الكلمة ــ المسيح ــ بديلًا عن الله". وقال أيضًا إن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد قد صرف"، معتبرًا أنه محرف.

ويهاجم عمارة أيضًا الشيعة، ونشر كتابًا مع مجلة الأزهر في تشرين الأول (أكتوبر) 2012، بعنوان "الخطوط العريضة لدين الشيعة"، لمؤلفه محب الدين الخطيب. وقال عمارة في مقدمة الكتاب: "الشيعة ليست مذهبًا أو طائفة وإنما دين، تحالف أصحابه مع الصليبيين وهولاكو والإمبريالية الأميركية والمسيحية الصهيونية ضد المسلمين".

وأضاف: "إعلام الشيعة إما كذابون وملاحدة وشعوبيون وفاسدو العقيدة".