قدم الحرية على الشريعة و اعتبر الاستبداد من الكبائر:
القرضاوى يعترف بأهمية التغيير والاصلاح

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٨ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: موقع إسلام أون لاين


القرضاوى يعترف بأهمية التغيير والاصلاح

فى محاضرة ألقاها القرضاوى في افتتاح الموسم الثقافي لصالون إحسان عبد القدوس بنقابة الصحفيين، يوم الخميس 31 أغسطس 2006 -وكانت تحت عنوان "الرؤية المستقبلية للأمة"- قال أن أهم ما تحتاجه الأمة في المرحلة القادمة هو التغيير والإصلاح؛ لأنه لا مستقبل لهذه الأمة إلا إذا غيرت من واقعها وأفكارها وإرادتها، وهذا بحاجة في الأساس إلى إصلاح التعليم والسياسة، والدستور، ومن قبل ذلك كله إعطاء الحرية لأنه في ظل الحرية يُصنَع الإيمان، وفي ظل الإيمان يُصنع الإنسان، ومن خلال الإنسان تُصنع النهضة.

الحرية قبل الشريعة

وشدد القرضاوي على أهمية الحرية لخروج الأمة من أزمتها، ولبناء الفرد والمجتمع؛ وأنها مُقدَّمة على الشريعة؛ لأن الناس إذا ما امتلكوا حريتهم عرفوا بأنفسهم أنه لا تقدم إلا بالإسلام، وقالوها بحرية، فالحرية تصنع الرجال، أما الاستبداد فيصنع العبيد.

واستطرد القرضاوي قائلاً: "إنه لا بد من الجهاد في سبيل الحرية، فالشعب قد يكون طالبا لهذه الحرية، ولكنه لا يضحي من أجلها، فالحرية تُؤخَذ ولا تُوهَب، ويجب أن يعلم حكامنا أن أمة من العبيد لا تستطيع أن تنهض، وستعيش دائما عالة على الغير".

وتساءل الشيخ يوسف القرضاوي قائلاً: "بماذا انتصر حزب الله؟ لقد انتصر بالحرية التي وفرتها له الدولة، حرية في أن يتدرب، ويقيم الحصون، هذا إلى جانب العقيدة بالطبع. بينما إخواننا في فلسطين ضحوا أكثر مما ضحى به حزب الله، ولكنهم لم يستطيعوا بعد أن يصلوا إلى ما يريدون؛ لأنهم لا يجدون حريتهم، فهم يعملون تحت الاحتلال".

كيف ننظر للمستقبل؟

وكان الدكتور القرضاوي قد بدأ محاضرته بتحليل واقع الأمة الإسلامية والعالم العربي، على أساس أنه لا يمكن استشراف المستقبل بدون التعرف على الواقع ومشكلاته، وفي إطار تحليله لهذا الواقع أوضح أن التركيز على ترديد لفظ "العالم العربي" أو "الأمة الإسلامية" في هذا الوقت أمر هام جدا؛ لأننا نعيش في وقت يراد فيه أن تُنسَخ كلمة العالم العربي والأمة الإسلامية، ليحل محلهما الشرق الأوسط الكبير، ولكن علينا أن نظل مصرين على أن نظل أمة عربية وإسلامية وليس مجرد شرق أوسط كبير.
وشدد على أن مقولة "النظرة المستقبلية" لا يمكن أن تتعارض مع الإسلام، أو تكون مجرد اختراع غربي كما يراها البعض، وقال: "إن النظرة المستقبلية هي أمر قرآني ونبوي، فالأمة عليها أن تنظر للماضي، وتعايش الحاضر، وتستشرف المستقبل".

وأضاف: "إنه على الرغم من أن النظرة المستقبلية هي نظرة إسلامية، فإن هناك بعض العلماء المسلمين ما زالوا منغلقين على أنفسهم، ولا يعرفون ما يدور في الحاضر، ولا ينظرون إلى المستقبل، ويرضون بالماضي، ويبكون على أطلاله، وهؤلاء لا ينبغي أن يتم اعتبارهم معبرين عن الإسلام والمسلمين".

كبائر العصر
واعتبر القرضاوي أن الاستبداد السياسي وكبت الحريات هما أهم كبائر العصر الذي تعيشه الأمة العربية، وقال: "إننا إذا كنا نقول أن الزنا والسرقة من أكبر الكبائر، فإن هناك أشياء في واقع العالم العربي اليوم يجب أن يتم تصنيفها ضمن الكبائر، من أهمها الاستبداد السياسي، وتزوير الانتخابات، والمحسوبية، وكبت الحريات، ونهب المال العام، والأمية والتخلف".

واستطرد: "إنه بالإضافة إلى هذا الاستبداد توجد مظالم اجتماعية كثيرة، فهناك من يملك الملايين المقنطرة، وهناك من لا يجد الملاليم، فنجد من يعيش في القصور، ومن يعيش في غرفة معه عشرات، ونجد من يضع يده على بطنه من كثرة الأكل، ومن يضع يده على بطنه من الجوع، والسبب في هذا هو أن هناك لصوصا كبارا يسرقون أموال الدولة .. هذا هو واقع أمتنا التي لن تستطيع أن تبني مجدًا إذا ظل هذا الفساد مستشريا فيها، الأمر الذي يتطلب أن تكون للشعوب كلمة".

وفي معرض حديثه عن التبعية والاستعمار الجديد للأمة، قال القرضاوي: "ما زلنا نشكو من التبعية، وما زال الآخرون يسيطرون علينا، ويصيرون مقاديرنا وفق مصالحهم ونظرتهم، فأمريكا تريد أن تغير حياتنا، وتغير الدين والحياة العربية كلها لتحقيق مصالحها.. ونحن نريد لأمتنا أن تقول: لا للتبعية بكل أشكالها".

ثم تحدث الدكتور القرضاوي عن أهم مشكلات الأمة المريرة – في نظره - ألا وهي مشكلة المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى تمزيق الأمة العربية، ويمثل خطورة كبيرة على كافة المستويات: عسكريا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا، ودينيا واقتصاديا، ولا بد من الوقوف أمامه بحزم.

عناصر قوة الأمة

وبعد عرض المشكلات الواقعة فيها الأمة، انتقل الشيخ القرضاوي إلى الحديث عن كيفية بناء مستقبل مشرق لهذه الأمة، مؤكدا على أن الخروج من هذا الواقع الأليم ممكن من خلال تفعيل نقاط القوة لدى العالم العربي والتي من أهمها القوة البشرية، حيث يوجد في العالم العربي ثلث مليار نسمة، أغلبهم من الشباب الذين يستطيعون بناء أمة إذا أحسن توجيههم، بالإضافة إلى القوة الاقتصادية، حيث يوجد بالعالم العربي موارد اقتصادية ضخمة، ولو تكامل العرب فيما بينهم لتغير واقعهم.

وقال القرضاوي: "إن من عناصر قوة الأمة أيضا هو العمق التاريخي والحضاري لها، فنحن لسنا أمة عمرها 200 سنة كأمريكا، ولكننا أمة ضاربة في التاريخ بعمق، ففي بلادنا الحضارات التي ترجع إلى آلاف السنين، وهي مهبط الوحي، فنحن أصحاب الرسالات وورثة الأديان".

لماذا تهاجر عقول الأمة؟

وبنبرة أسف، استطرد الدكتور القرضاوي، قائلاً: "حتى النوابغ من عقولنا هاجروا إلى الغرب وتلذذوا بالعيش في تلك البلاد؛ لأن بلادهم لم تحسن توظيفهم، فأخذتهم أمريكا وأوربا قوة جاهزة في مختلف التخصصات وحرمت منهم أوطانهم، والسبب أن بلادنا العربية طاردة للنوابغ، ولقد حاول أحد الحكام العرب أن ينشأ مدينة علمية لتجتمع فيها العقول العربية المهاجرة بنفس المميزات التي يلقونها في الغرب، وتحمست بالفعل كثير من هذه العقول، وعاد أصحابها، وبمجرد نزولهم لمطار هذه الدولة العربية، سُحبَت منهم جوازات سفرهم، ومنعوا من السفر إلا بإذن فلان وفلان، وشعروا وكأنهم مقيدون، وأنهم كانوا أحرارا في بلاد الغرب، ومع أول فرصة سافروا مرة أخرى، هربا من هذه القيود".

وبنفس نبرة الأسف تابع الدكتور القرضاوي: "إننا نريد أن ندخل عصر التكنولوجيا المتطورة والثورة العلمية فرادى!! مع أن الدول الصناعية الكبرى تتعاون لإنشاء طائرة متطورة، في حين نرى في عالمنا العربي دولة قد لا تكون مساحتها شيئا يذكر، وتريد أن تكون بنفسها إمبراطورية!!".

واختتم الشيخ يوسف القرضاوي محاضرته قائلا: "إن القرآن قرر قاعدة ثابتة، وهي قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، فلا بد من التغيير، ليس كما تريد أمريكا، ولكن علينا أن نغير نحن أفكارنا وإرادتنا، لأنه بدون هذا الإصلاح والتغيير لن تتقدم الأمة، وسيكون المستقبل مظلما، ومع ذلك فالأمل موجود، والشكوى المتصاعدة من الاستبداد والظلم تدل على أن الأمة بدأت تغلي، وهذا الغليان سيؤدي إلى انفجار يُحدث التغيير".

اجمالي القراءات 5303
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   مهيب الأرنؤوطي     في   الأربعاء ١٨ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[271]

أفصح يا قرضاوي!!

في اعتقادي الشخصي أن طرح القرضاي سيئً جداً، فلقد طرح عدة مشاكل ولم يقترح أي حلول لها، ثم أنه طرح عدة نتائج لأسباب لم يذكر منها ولو سبباً واحداً!!..... إننا لم نجده قد تكلم عن الإصلاح الديني مطلقاً، ولم يحاول أن يظهر الإسلام بصورته النقية، كما لم يوضح سبب التفرقة الحقيقية بين المسلمين معولاً في ذلك علي الشماعة التي وجدها أمامه (وهي أمريكا).....!!

إنه كلام إنشائي بحت لا يمت للواقع بأي صلة... ثم ما ذنب الأعنياء الذين قد ذكرهم في مقالته هذه؟.. إن الإسلام لم يحدد ملكية أي فرد، وكما خلقنا الله متفاوتين في القدرات والمواهب والذكاء، فقد خلقنا أيضاً متفاوتين في الأرزاق....

فهل يريد سيادة الدكتور أن يصبح الناس كلهم أغنياء، أم كلهم فقراء؟!!..... كلام غير مفهوم إطلاقاً

ثم نجده قد طرح ضرورة التغيير ولم يخبرنا عما يجب أن يتغير أو كيف يتغير؟؟....

ثم أني لنا أن ندخل عصر التكنولوجيا ونحن نستورد أقواتنا من أعدائنا؟؟......

إن الحل الوحيد كما يراه أي عاقل أن يتم الإصلاح الديني علي نطاق واسع، وأن نوضح نصاعة الإسلام بجلاء شديد للعالم كله حتي يعبد ربه بالطريقة الصحيحة التي بها يرضي الله عنا ونعود خير أمة كما كنا من قبل، وأري أن أول شخص يجب أن يفهم الإسلام كما ينبغي هو سيادة الدكتور المبجل الذي لا يعرف بماذا أو كيف ينصح!!......

لا بد أن يعرف أن سنة الرسول صلي الله عليه وسلم القولية تنحصر في القرآن فقط، كما يجب أن يعرف أن المحرمات في الإسلام تنحصر في القرآن الكريم فقط أيضاً لا في الكتاب الذي قام بتأليفه والذي تحت عنوان (الحلال والحرام في الإسلام) والذي استند فيه إلي روايات شتي ما أنزل الله بها من سلطان!!

وأرجو من القارئ أن يعذرني عندما أقول أن هذا الرجل قد سكت دهراً ثم نطق..... لا داعي، ولكن هناك حكمة مهذبة أراها تناسبه تماماً ألا وهي
(تمخض الجمل فولد فأراً)

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق