الأقليات العرقية والدينية في سوريا والعراق.. كيف ينظر إليها تنظيم «الدولة»؟

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٣ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسة


الأقليات العرقية والدينية في سوريا والعراق.. كيف ينظر إليها تنظيم «الدولة»؟

العراق وسوريا بلدان يتميزان بوجود عدد ليس بالقليل من الأقليات العرقية والدينية، ونتيجة للحرب “الدينية” التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية فيهما فقد أدى ذلك إلى محاربة التنظيم لكل الأقليات الموجودة التي لا تتفق مع أيديولوجية التنظيم.

نستعرض سريعًا أبرز هذه الأقليات وما كان موقف تنظيم الدولة من كل منها.

في تقرير لمجموعة من منظمات حقوق الإنسان صدر يوم 27 فبراير الماضي أشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يقوم باستهداف الأقليات العرقية في العراق طبقًا لاستراتيجية ممنهجة بهدف تهجير أهلها من العراق.

التقرير أشار أيضًا إلى نزوح حوالي 2 مليون عراقي منذ شهر يناير 2014م من بين هؤلاء العديد من السكان الذين ينتمون إلى عرقيات وأقليات مختلفة.

الأكراد

في الجانب العراقي يمثلون أكبر المجموعات العرقية في البلاد بعد العرب بنسبة 17% من إجمالي السكان.

يتميزون بتركزهم في أماكن جغرافية محددة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية كجزء من دولة كردستان التي ينادون بها ويحلمون بإنشائها.

استطاع الأكراد الحصول على عدد من المميزات السياسية مثل اعتبارهم إقليمًا فيدراليًّا في إقليم كردستان واعتبار اللغة الكردية اللغة الرسمية له بالإضافة لتمثيلهم في مجلس النواب العراقي بعدد 53 مقعدًا، وذلك في فترة ما بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003م.

يملك الأكراد قوة عسكرية لا يستهان بها ويطلق عليهم اسم “البيشمركة” الذين يملكون تسليحًا جيدًا وخبرات قتالية طويلة وهيكلًا نظاميًّا شبه عسكري.

بينما على الجانب السوري فإن الأكراد يمثلون حوالي 9% من إجمالي السكان ويتمركزون في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا وفي القامشلي ورأس العرب.

لم يتمكن أكراد سوريا من الحصول على حقوقهم السياسية في فترة حكم آل الأسد لسوريا، وقد شارك الأكراد في الثورة على نظام بشار الأسد عام 2011م.

الحرب بين الأكراد وتنظيم الدولة بدأت قبل سقوط مدينة الموصل بعام تقريبًا، عندما حاول التنظيم التقدم من أجل السيطرة على مناطق كردية في سوريا ومنها مدينة رأس العين.

يعتبر الأكراد هم التنظيم العسكري البري الأقوى في مواجهة تنظيم الدولة حاليًا في العراق وسوريا، حيث تدور معارك دائمة بينه وبين تنظيم الدولة من أجل بسط النفوذ على الأراضي الكردية المتخمة بالنفط بالإضافة لذلك فإن كل جانب يحاول الدفاع عن هويته من هيمنة الطرف الآخر.

هذه المعارك أدت إلى تدفق مقاتلين أكراد من العراق وسوريا وإيران وتركيا؛ مما منح إحساسًا متزايدًا بالهوية الكردية.

المسيحيون

يمثل المسيحيون ثالث أكبر المجموعات الدينية في العراق بعد السنة والشيعة.

يعترف الدستور العراقي بأربع عشرة طائفة مسيحية مسموح التعبد بها، كما أن لهم قانونًا خاصًا للأحوال الشخصية.

بعض منهم يتحدث العربية والبعض يتحدث السريانية.

يتمركز غالبية المسيحيين في المدن الشمالية من العراق مثل الموصل وأربيل.

في الجانب السوري يمثل المسيحيون حوالي 10% من إجمالي السكان والطائفة الأكبر هي طائفة الروم الأرثوذكس.

تحوي سوريا الكثير من الآثار التاريخية المسيحية التي تعبر عن العديد من الأحداث الهامة المتعلقة بالمسيحية التي جرت على أراضيها.

مدينة حلب السورية هي ثاني أكبر المدن العربية بعد بيروت من حيث عدد المسيحيين الذين يتواجدون أيضًا في دمشق وحمص واللاذقية.

تنظيم الدولة يعتبر المسيحيين كفارًا لا يدينون بالإسلام، وآخر الصيف الماضي نشر تنظيم الدولة في مجلته المعروفة باسم دابق صورة لساحة القديس بطرس في الفاتيكان يعلوها علمهم. يأتي هذا الأمر في سياق التبرير الديني للحرب التي أعلنها التنظيم ضد المسيحيين.

مع سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل ومدن أخرى بالقرب منها، نزح الآلاف من المسيحيين إلى المناطق الكردية بحثًا عن الأمان، وخوفًا من بطش التنظيم المحتمل بهم. كما يتعرض المسيحيون في سوريا لنفس عمليات الخطف والقتل التي تتم في العراق؛ مما أدى لنزوح غالبيتهم إلى الأراضي التركية.

الآشوريين

وهم أحد أبرز الأقليات الدينية ذات التاريخ متناهي القدم، وهم أحد أبرز الطوائف المسيحية الذين يوحدهم الدين واللغة والثقافة.

في العراق يقطنون المناطق الشمالية، وخصوصًا الموصل وأربيل ودهوك وكركوك، كما يقطن بعضهم في بغداد والبصرة. بينما في سوريا فإنهم يتمركزون في أقصى شمال شرق سوريا خصوصًا مدينة القامشلي والقرى التابعة لها.

يقدر عددهم بحوالي 2 مليون نسمة في العراق، أغلبهم لاجئين بينما يقدرون بأكثر من 30 ألف نسمة في سوريا.

يعتنقون الدين المسيحي وهم مسالمون بطبعهم وليس لهم أي قوة عسكرية.

حصلوا على الكثير من حقوقهم من خلال حرية ممارسة طقوسهم وشعائرهم، وتنتشر كنائسهم في أغلب المناطق العراقية.

مثلهم مثل باقي المسيحيين في سوريا والعراق فقد تعرضوا لإساءات واعتداءات عديدة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية. آخر هذه الاعتداءات تمثل في اختطاف التنظيم لمئات الآشوريين من قرى في شمال سوريا، حيث يشن تنظيم الدولة هجومًا مستمرًا على منطقة الحسكة.

التركمان

إحدى أبرز الأقليات العرقية التي اشتكت من عدم منحها حقوقًا سياسية.

يتحدثون اللغة التركمانية وهي أحد اللغات التركية.

في العراق يتمركز التركمان في كركوك وبعض مناطق شمال العراق؛ مما جعل لهم احتكاكًا مباشرًا بالأكراد، وتميزت العلاقة بينهم بأنها غير جيدة. ويقدر عدد التركمان بحوالي 1,5 مليون نسمة.

وفي سوريا يتمركز التركمان في محافظات دمشق وحلب واللاذقية وحمص وحماة والرقة، ويقدر عددهم بحوالي مليون نسمة.

ويشن تنظيم الدولة عمليات تهجير قسرية للتركمان من مناطقهم، وهو ما تم ملاحظته بوضوح في الصيف الماضي من تهجير التركمان من الموصل والمناطق المحيطة بها.

العلويون

العلويون هم ثاني أكبر المجموعات السكانية في سوريا، ورغم أنهم يملكون السلطة والحكم في البلاد إلا أنهم لا يمثلون سوى 10% من إجمالي السكان خلف المسلمين السنة الذين يمثلون 74% من إجمالي السكان.

العلويون هم أتباع الإمام الشيعي المنشق محمد بن نصير النامري في القرن التاسع عشر.

العلويون يعيشون بشكل أساسي في شمال غرب البلاد في جبل العلويين وما حوله، ويعود السبب الرئيسي لصعودهم إلى سدة الحكم إلى الجيش ومشاركاتهم المستمرة في الانقلابات العسكرية.

هناك حرب قوية تدور بين تنظيم الدولة الإسلامية والنظام العلوي الحاكم في سوريا متمثلًا في بشار الأسد، حيث تدور معارك متفرقة بين التنظيم والجيش السوري.

الشبك

وهم يتحدثون اللهجة الشبكية المقاربة من اللهجة الكورانية.

يدينون بالدين الإسلامي سواء سنة أو شيعة.

ينتشرون في مدينة الموصل والقرى المحيطة بها وفي 72 قرية في سهل نينوى.

يملكون حركة سياسية تسمى الهيئة الاستشارية للشبك.

ويقوم تنظيم داعش بعمليات اعتداء قاسية جدًا ضد الشبك الشيعة، خصوصًا من قتل ونهب للأموال والمنازل وتفجير أضرحتهم، مما يجعلهم مستهدفين بشكل مستمر رغم مسالمتهم وعدم حمله لأي سلاح.

اليزيدية 

يقطنون في منطقة سنجار بمحافظة نينوى بالإضافة لعدد من المناطق في شمال العراق.

رغم عدم تمثيلهم في الحكومة أو البرلمان إلا أنهم تمتعوا بحرية العقيدة والعبادة.

يبلغ عددهم حوالي 300 ألف نسمة.

تعرض اليزيديون في منطقة جبل سنجار لهجوم بشع من تنظيم الدولة، حيث قتل المئات منهم وتعرضت النساء لعمليات الاغتصاب والأسر ثم البيع كجوارٍ في واحدة من أبشع الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم الدولة في العراق.

الأرمن

هم أقلية دينية في سوريا لا يتجاوز عددهم 100 ألف نسمة، يعيشون في بعض المناطق أبرزها بلدة كسب.

يتبع الأرمن كنيسة الأرمن الأرثوذكس، حيث تلعب الكنيسة دورًا هامًا في تجميع الأرمن السوريين.

مثلهم مثل باقي المسيحيين فإن الأرمن عرضة للاستهداف المباشر من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.

الصابئة

هم أقلية دينية تتبع تعاليم النبي يحيى المعمدان.

يقطن أغلبهم في مناطق جنوب العراق خصوصًا منطقة العمارة.

يقارب عددهم حوالي 50 ألف نسمة.

ليس لهم أي تأثيرات عسكرية على الأرض.

عانوا من اضطهاد واضح لحقوق اللإنسان، لكنهم لم يهتموا بعمل سياسي عبر أحزاب وطرح برامج وطنية.

نتيجة لمناطق وجودهم في الجنوب فهم وسط تجمعات شيعية بعيدة تمامًا عن مناطق نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية.

الغجر

ينتشر الغجر في مناطق عديدة ومتفرقة من العراق وسوريا.

لهم انتماءات مختلفة طبقًا للمناطق التي يعيشون بها.

تطوع عدد من الغجر الأكراد لمحاربة تنظيم الدولة في مدينة دهوك العراقية.

الشركس

يوجد في العراق حوالي 34 ألفًا من الشركس، بينما يوجد في سوريا قرابة 120 ألف شركسي.

لم تسجل مواجات مباشرة بين تنظيم الدولة والشركس.

اجمالي القراءات 4214
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more