«ناصر» يفتح «جرح الإخوان» القديم:
«ناصر» يفتح «جرح الإخوان» القديم

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٣ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


«ناصر» يفتح «جرح الإخوان» القديم

ناصر» يفتح «جرح الإخوان» القديم

٢٣/٩/٢٠٠٨

 
لقطة من مسلسل «ناصر»

أثار مسلسل «ناصر» الذي يعرض علي عدد من القنوات الفضائية، ورفضه التليفزيون المصري جدلاً واسعاً بين جماعة الإخوان المسلمين التي وصفته بأنه محاولة لتشويه صورة الإخوان أمام الرأي العام حيث تم تقديمهم بوصفهم انتهازيين وقفوا في صف الملك ولم يدعموا الثورة في البداية،

وقد اتهم أحمد سيف الإسلام حسن البنا، مؤلف المسلسل بأنه أساء إلي تاريخ والده، نافياً دعم الإخوان للملك كما جاء في الأحداث، وقال: «كانوا يحضرون عيد الجلوس علي العرش مثل الجميع». وسخر سيف الإسلام من مقولة إن الإخوان شاركوا في حرب فلسطين لجمع السلاح، وقال: «هل يعقل أن يحارب أشخاص ويقتلون ويدفنون من أجل الحصول علي السلاح».

من ناحيته رفض يسري الجندي مؤلف المسلسل اتهامات سيف الإسلام، وأكد أنه لم يكتب مشهداً واحداً دون الرجوع إلي الوثائق والمراجع التي لا خلاف عليها، مستنكراً نية الجماعة رفع دعوي قضائية ضد المسلسل.. وقال: «لماذا يقاضون مسلسلاً وهم صامتون عن سبهم يومياً في الصحف والفضائيات؟

وطالب الجندي الجماعة بأن تظهر من الوثائق ما يصحح أخطاءه، مؤكداً أنه لم يكتب تاريخ الجماعة، بل قدم أحداث حقبة تاريخية مهمة.

وكمصدر مستقل اهتم بتوثيق العلاقة بين الجماعة والثورة، أكد الدكتور رفعت السعيد كل ما جاء في أحداث المسلسل، وقال إنها موثقة فعلاً.. والإخوان هم الذين يشوهون التاريخ.

سيف الإسلام حسن البنا: لم أشاهد المسلسل.. وسأقاضي أصحابه

حوار ـ طارق صلاح

كان الحوار مع أحمد سيف الإسلام، نجل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، بصفته الأقدر علي سرد تاريخ الجماعة لوراثته كماً من الوثائق تؤرخ للجماعة التي يقول عنها: «إن الله يحفظها».

كما أن سيف الإسلام حمل علي عاتقه مسؤولية الدفاع عن تاريخ الجماعة ومحاولات تزييفه، واتهم «مسلسل» ناصر بالتعرض لشخص والده، نافياً أن يكون المسلسل قد وثق تاريخ الإخوان الحقيقي مع الثورة ومن قبلها الملك قائلاً: «الجميع يسعي لتشويه الصورة الناصعة للإخوان».

* ما رأيك في تناول المسلسل الإخوان؟

ـ أنا الآن بصدد الإعداد لرفع دعوي قضائية للرد علي المغالطات التي وردت في المسلسل.

* هل شاهدت المسلسل؟

ـ في الحقيقة لم أشاهده لأنني مشغول بانتخابات نقابة المحامين، ولكن ما إن علمت بأن المسلسل يسيء إلي الإخوان ويشهر بحسن البنا طلبت من أحد الأصدقاء أن يحضره لي كاملاً كي أراه وأستطيع الحكم عليه.

* هل عرض المؤلف يسري الجندي علي الجماعة وأسرة البنا المسلسل قبل التصوير؟

ـ لم يحدث ذلك مطلقاً، ولم يتصل بي أحد ويطلعني علي المسلسل، ومعلوماتي أن الجماعة قالت إنه لم يعرض عليها وهذا خطأ كبير وقع فيه المؤلف.

* ما موقفك الآن من المسلسل؟

ـ لن أتنازل، ولن أصمت عن أي خطأ في حق الشهيد البنا، أو حق أي فرد من جماعة الإخوان المسلمين، وسوف أقاضي المخطئ وأنا علي ثقة تامة بعدالة ونزاهة القضاء المصري.

* لكن الأمر فيه خلاف بين الوثائق والكتابات التاريخية فكيف يحكم القضاء بالإساءة أو بالإشادة؟

ـ مسؤولو الأعمال الفنية لا يهتمون بموضوع الضرر بالآخرين، بل يقصدون دائماً الإساءة وهي مجرمة قانوناً لأن القانون يحمي الأشخاص من السب والقذف، وليس معني وجود اختلاف بين الوثائق والتاريخ أن تستباح الأعراض، والقانون نظم ذلك حيث يشترط عدم التعرض للمسائل الشخصية مع تجنب الضرر، وقبل كل ذلك إقامة الدليل القاطع علي صحة الوقائع.

* ألا تري أن المسلسل صور الإخوان بأنهم انتهازيون ووقفوا مع الملك ضد الثورة؟

ـ الرئيس عبدالناصر نفسه عندما زار قبر الشهيد البنا في ١٦ فبراير عام ١٩٥٤ كان من كلماته: «إن حسن البنا كان يعمل للجميع في سبيل المبادئ العليا والأهداف السامية، لا في سبيل أشخاص وأفراد، وأشهد الله أني أعمل لتنفيذ هذه المبادئ وأجاهد في سبيلها»، وهذه شهادة يذكرها التاريخ، والإخوان المسلمين ساندوا ثورة يوليو وما ذكره المسلسل كذب تاريخي.

* لكن المؤلف يقول إنه لم يتجن علي أحد وجاء بمعلوماته من الوثائق التاريخية والمؤرخين؟

ـ المراد هو تشويه صورة الإخوان، والوثائق والتاريخ يكذبان ما يقوله.

* بعض المؤرخين ومنهم الدكتور رفعت السعيد يقول إن الإخوان حاربوا في فلسطين من أجل الاستيلاء علي السلاح فقط ليستعملوه في مصر.. ما رأيك؟

ـ هل يعقل أن يحارب أشخاص ويقتلون ويدفنون في التراب بعيداً عن أوطانهم وأبنائهم من أجل أن يحصلوا علي السلاح، والإخوان كانوا يحصلون علي السلاح من صحراء العلمين وقد تعرضوا لمخاطر كبيرة أثناء البحث عن السلاح في مناطق الألغام.

* المسلسل أظهر الإخوان وهم يمالئون الملك فاروق وبعض الوثائق تقول إنهم أقاموا له حفل جلوس علي العرش وحاولوا الاستيلاء علي الثورة.. ما رأيك؟

ـ الإخوان لم يصادقوا الملك، لكنهم كانوا يشتركون في المناسبات القومية التي كان من بينها عيد الجلوس علي العرش، وكان يحضرها الجميع، ومعلوم أن الإمام البنا اعتذر عام ١٩٤٧ عن الدعوة للاحتفال بعيد جلوس الملك في خطاب تم نشره علي صفحات جريدة الإخوان المسلمين آنذاك، والإخوان ساندوا الثورة، وكل رجالها أكدوا ذلك.

* ماذا لو قدم المسلسل الإخوان باعتبارهم حاولوا اغتيال الرئيس عبدالناصر في حادث المنشية وهو الأمر الذي يثير الحساسية لديكم؟

ـ دعنا ننتظر ونري، ورأينا في هذا الموضوع معروف وهو أن الحادث مدبر وليست للإخوان علاقة به، والكل يعلم شهادة الدكتور محمود جامع صديق الرئيس السادات الذي قال إن الحادث مدبر، وأيضاً كتاب الرئيس محمد نجيب «كلمة للتاريخ» الذي يؤكد أن الحادث مفتعل.

* لكن المؤلف يقول إنه يحتفظ بشهادات للمؤرخ يونان لبيب رزق وغيره علي صدق أحداث المسلسل؟

ـ ما أكثر المؤرخين في مصر، وليظهر لنا هذه الوثائق وأنا من جانبي أدعو إلي أن يقرأ هذه الوثائق علي مجموعة من المخلصين الصادقين ويقولون ما إذا كانت صحيحة أم لا، مع العلم أن هذا العمل يجب أن يتم عبر دراسة وافية بدعم من مجموعات متعاقبة من المؤرخين والعلماء وليس شخصية واحدة فقط ودعنا ننتظر لأن القضاء هو الذي سيقول رأيه.

يسري الجندي: لماذا يصمت الإخوان علي سبهم يومياً في الصحف والمجلات؟

حوار ـ سماح منير

منذ بداية عرض مسلسل «ناصر»، تعرض مؤلفه يسري الجندي إلي هجوم حاد من جماعة الإخوان المسلمين التي اتهمته بتشويه تاريخها والإساءة إلي مؤسسها حسن البنا.

يسري أكد أنه اعتمد علي الوثائق المؤكدة فقط في سرد أحداث المسلسل، ولم يتعامل مع غيرها من الروايات، وقال: «من لديه تصحيح لما قدمته يظهره بالأدلة والوثائق».

* هل تقدمت بعرض المسلسل علي أي جهة من الجهات التي يتناولها المسلسل مثل الإخوان أو غيرها؟

ـ لم أتقدم بذلك، والعمل الفني لا يصح فيه أن يتم عرضه علي كل من له علاقة بالمسلسل لأنه ليس تحقيقاً صحفياً وليس ملزماً لي أن أفعل ذلك.

* الإخوان يقولون إنك أسأت لمؤسسهم الأول حسن البنا وللجماعة؟

ـ لم أسئ لحسن البنا مطلقاً، بل قدمته في أكثر من صورة جيدة، وذكر المسلسل أن الثورة أمرت بالتحقيق في مقتله.

* لكن لماذا الخلاف مع الإخوان؟

ـ المسلسل رصد كل التيارات السياسية وليس الإخوان فقط، وأنا رجعت إلي الوثائق التاريخية ولم يحدث أن كتبت أي مشهد دون توثيقه من الوثائق المؤكدة.

* لكن الإخوان يقولون إن هناك أخطاء كبيرة وقع فيها المسلسل بحقهم؟

ـ إذا كان هناك أخطاء من حق أي طرف أن يصححها وأن يقول الحقيقة ويدلل عليها، لكن من دون دليل فذلك غير موضوعي، وأي عمل فيه اجتهاد والكمال لله وحده وقد حاولت أن أكون أميناً وفق ما تيسر لي من مراجع وعليهم أن يطرحوا رؤيتهم للرأي العام وأنا أرفض الاتهام بأنني حاولت التشويه لأنني لا أنتمي لأي تيار سياسي وليس لي مصلحة، ولا أحب أن أتهم بذلك.

* هل تدخلت الأجهزة الرقابية في المسلسل؟

ـ المسلسل لم يعرض إلا علي هيئة المصنفات الفنية وأجازته، ولم تطلب مني أي تعديل، والمسلسل رفضه التليفزيون ورفض شراءه أو التعامل معه.

* نجل حسن البنا يعتزم رفع دعوي قضائية.. ما تعليقك؟

ـ لا أعتقد أن المسألة لها علاقة بالقضاء، ولا أدري لماذا هذا الموقف من الإخوان تجاه عمل فني حاول أن يقدم صورة موثقة لمرحلة تاريخية مهمة، فضلاً عن أنني لم أسمع أن قام الإخوان برفع دعاوي قضائية ضد الانتقادات والشتائم اللاذعة التي يتعرضون لها علي صفحات الجرائد والتليفزيون كل يوم فلماذا هم ضد العمل الفني.

* كيف قدمت حادث المنشية.. هل أدنت الإخوان فيه بالفعل؟

ـ أنا اعتمدت في تصوير الحادث علي الوثائق التاريخية الموثقة وقيادات الإخوان قالت إنه حادث حقيقي وقد رجعت لمراجع موضع الثقة ولم أستند إلي أي ذكر للأحداث دون توثيق مؤكد.

* ماذا ستفعل في عزم الإخوان رفع الدعوي القضائية علي المسلسل؟

ـ أنا حاولت أن أكون أميناً والقضاء ليس ساحة لذلك.

د. رفعت السعيد: الأحداث حقيقية.. والإخوان دعموا الملك وحصلوا علي أموال من البريطانيين والألمان

حوار - طارق صلاح

من المعروف أن الدكتور رفعت السعيد وثق تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في فترة ما قبل الثورة وبعدها وله العديد من الكتب التي تعرض لذلك.

ورغم أن الجماعة تراه طرفاً غير محايد فإن «المصري اليوم» حاورته لتعرف رأيه في الأزمة بصفته «مصدراً مستقلاً»، ليس طرفاً في الأزمة بين الإخوان وأسرة المسلسل.

* هل شاهدت المسلسل؟

- لم أشاهد جميع الحلقات لكنني تابعت عدداً لا بأس به منها.

* وما رأيك في ادعاء الإخوان بأن المسلسل تعمد الإساءة إليهم واعتبروه تشويها للأحداث وقلبا للحقائق؟

- ليس هذا بجديد علي الإخوان وهم الذين يحاولون قلب الحقائق وتزييف الثوابت وما هو مذكور في المسلسل لم يأت به المؤلف من بيته وإنما من الوثائق التاريخية وشهادات المؤرخين والمعاصرين.

* لكن الثابت أن للإخوان دوراً وطنياً والمسلسل قدمهم بأنهم مخادعون وغير وطنيين..؟

- الدراما في رأيي غير التاريخ لكن إذا أخذنا جوهر الفكرة فأنا أقول إن الإخوان إرهابيون ومخادعون ويسيرون في ذلك علي طريق مرشدهم الأول حسن البنا، وهم قدموا للبلد الكثير بالفعل مثل ابتداع فكرة قيام الحزب علي أساس ديني وفكرة الدولة الدينية وخلط الدين بالسياسة فضلاً عن الإرهاب.

* لكن الثابت هو مشاركة الإخوان في حرب فلسطين وهو ما لم يقدمه المسلسل؟

- الإخوان شاركوا في حرب فلسطين للحصول علي الأسلحة وحدث ذلك بالفعل حيث قاموا بتخزين كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة وتم اكتشاف ذلك في عزبة الشيخ محمد فرغلي واكتشفها البوليس بعد ثورة يوليو.

* ولكنهم كانوا ضد الملك؟

- هذا كذب كبير وتغيير للوقائع، فهم كانوا أصدقاءه وداعمين له والشواهد ثابتة علي ذلك منها تنظيم مسيرة حاشدة للملك بمناسبة عيد جلوسه علي العرش، واستعانوا بالبطل العالمي في رفع الأثقال سيد نعيم الذي رفع لافتة باسم الإخوان خلال المسيرة وتحرك بها في شوارع القاهرة حتي وصل إلي مقر الملك لتقديم فروض الولاء والطاعة وعند الوصول إلي قصر الملك هتفوا «الله مع الملك».

* وهل معني ذلك أنهم لم يساندوا ثورة يوليو وحاولوا السيطرة عليها كما صورها المسلسل؟

- الإخوان كانوا يحاولون السيطرة علي الثورة وليس دعمها، كما يقولون، وقاموا بدعمها أملاً في السيطرة علي البلاد عن طريق الثورة.

* لكن المسلسل أيضاً قدمهم في صورة المتعاونين مع القائد البريطاني وهذا يعني الخيانة؟

- الإخوان استفادوا وحصلوا علي أموال كثيرة من البريطانيين والألمان أيضاً، وقد وجدت ورقة في مكتب المستشار الإعلامي الألماني تقول ترجمتها «إن حسن البنا تسلم مبلغ ٢٠٠٠ جنيه وإنه يطالب بالمزيد»، ويضيف المستشار الألماني في الورقة: «أري أنه يستحق المزيد» وقد كان الإخوان مساندين للنازية في ذلك الوقت. وأطلقوا شائعة تقول إن هتلر قد أعلن إسلامه وسمي نفسه الحاج «محمد هتلر».

* والإخوان يقولون إن عبدالناصر كان منهم وقد أقسم علي المصحف.. ما رأيك؟

- عبدالناصر وخالد محيي الدين أقسما علي الاتحاد مع الإخوان، ولكن بعد ذلك اكتشفا أن الجماعة تريد أن تجعلهما في الجهاز السري، وحاولت الجماعة تعليمهما الولاء والطاعة العمياء، لكنهما رفضا، وقال عبدالناصر قولته المشهورة: «عايزين يشغلونا لحسابهم».

* حادث المنشية في المسلسل قد يثير أزمة بين الإخوان ومؤلف المسلسل إذا ما قال إنهم وراء الحادث.. ما تعليقك؟

- كل الأدلة تؤكد أن الإخوان هم فقط الذين قاموا بتدبير الحادث، والأدلة علي ذلك من داخل الجماعة مثل الضابط عبدالمنعم عبدالرؤوف الإخواني الذي عزله عبدالناصر لأن ولاءه كان للإخوان، والذي ألمح في مذكراته إلي تورط الإخوان في حادث المنشية، أيضاً اللواء حسن أبوباشا قال إنه وجد أثناء تفتيشه لأحد أعضاء الإخوان المسلمين خطاباً به معلومات عن عملية قتل عبدالناصر، بالإضافة إلي ما ذكره هنداوي دوير الإخواني الأشهر أثناء محاكمته عن تدبير الحادث.

د. جمال شقرة المراجع التاريخي للمسلسل: الإخوان يحرقون أوراق اجتماعاتهم.. فاعتمدنا علي رواياتهم التاريخية في التوثيق

كتب: محسن حسني

تعليقاً علي الضجة التي أثارتها جماعة الإخوان المسلمين حول مسلسل «ناصر» أكد الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس والمراجع التاريخي للمسلسل أن «ناصر» لا يتناول تاريخ مصر المعاصر حتي نركز الضوء علي الدور الذي لعبه الإخوان في تلك الفترة، وإنما يركز بشكل أساسي علي جمال عبدالناصر ويتطرق إلي علاقاته بالقوي السياسية الموجودة في ذلك الوقت وبالتالي فالإخوان ليسوا في بؤرة الأحداث وكذلك باقي الأحزاب، بدليل أن الشيوعيين لم يظهروا سوي في مشهدين فقط، ولم يظهر حزب مصر الفتاة سوي في مشهد واحد، علي الرغم من دورهم السياسي الكبير في تلك الفترة لأن التركيز كان علي شخص الرئيس.

وأضاف: مشكلة الإخوان المسلمين أنهم تنظيم سري ويحرقون أوراقهم بعد عقد اجتماعاتهم لذلك اعتمدنا في توثيق معلوماتهم علي روايات شفهية، ومذكرات خاصة وهذا النوع من المصادر له عيوبه، منها المبالغة والكذب ولي ذراع الحقائق والرؤية الذاتية للأمور، ورغم ذلك أخذنا بتلك المصادر كما قابلت معظم القيادات القديمة للإخوان ومنهم عمر التلمساني وصلاح شادي وصالح أبورقيق وغيرهم من قيادات الإخوان في تلك الفترة.

وأشار شقرة إلي أن أزمات الإخوان مع الثورة التي وردت بالمسلسل جميعها موثقة ومثبتة في المراجع التاريخية سواء موقفهم من قانون الإصلاح الزراعي أو أزمة الائتلاف الوزاري ومسألة فرض الوصاية، وحل الأحزاب السياسية وكذلك موقفهم من هيئة التحرير ثم الطاقة الكبري التي تمثلت في اتصالهم بالسفارة البريطانية من خلال أحد أقطابهم وهو د. محمد سالم وهي مسألة موثقة في الوثائق البريطانية وعند هذه النقطة تحديدا حاول المؤلف أن يكون محايدا فأورد علي لسان الإخوان دفاعهم عن أنفسهم وتبريراتهم أن هذا الاتصال لم يكن خيانة.

وذكر شقرة أن المسلسل اعتمد في توثيق معلومات تاريخ الإخوان علي كتابات الإخوان أنفسهم، وفي مقدمتهما المؤرخ المعتمد لديهم محمود عبدالحليم، وكذلك كتابات حسن العشماوي وصلاح شادي وأحمد عادل كمال، فضلاً عن الوثائق الأمريكية والبريطانية، وقال: هناك فرق بين الوقائع التاريخية والتفسير التاريخي، فالوقائع ثابتة لا يستطيع أحد إنكارها أما التفسير فقد نختلف عليه حسب التوجه السياسي لكل منا، وبعد حادث المنشية دار جدل بين الإخوان أنفسهم داخل سجن جناح الواحات الخارجة، وبعضهم مال إلي عبدالناصر واتهم الحرس القديم بالتقصير.

وأشار شقرة إلي أن المسلسل لم يتجاهل دور الإخوان في حركة الكفاح المسلح في القناة، فهذا مسجل ومعروف، لكن موقعه ليس في المسلسل، وإنما قد يكون في مسلسل مثلاً عن تاريخ الشيخ حسن البنا، مرشد الإخوان، وبالتالي فإن اللقطات التي ترد عن الإخوان محدودة للغاية فيما يخدم الهدف من المسلسل فقط وهو حياة عبدالناص

اجمالي القراءات 6230
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   محمد سمير     في   الخميس ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27969]

الم يجمعوا السلاح في فلسطين أيضا؟

لقد جمعوا السلاح في فلسطين بحجة المقاومة .وهاهم قد قتلوا أبناء فلسطين بسلاح المقاومة وكمموا أفواه الناس بعد الإنقلاب.


الإخوان دجالون بامتياز.ويتبعون التقية.آراؤهم المعلنة في الضفة الغربية  تختلف عن آرائهم في غزة.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق