شهدت الولايات المتحدة الأميركية، ليل الاثنين، أسوأ اضطرابات منذ أغسطس الماضي، حيث نشبت أعمال عنف في مدينة فيرغسون الصغيرة بولاية ميزوري، وذلك في أعقاب إعلان هيئة المحلفين إسقاط الملاحقات بحق شرطي أبيض قتل بالرصاص شابا أسود أعزل الصيف الماضي. كما امتدت موجات الغضب إلى كبريات المدن الأميركية.

وتعرضت شرطة فيرغسون لإطلاق نار وإحراق حوالي عشرة مبان، على ما أعلن قائد الشرطة في منطقة سانت لويس جون بلمار، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي.

وقال بلمار إنه تم اعتقال 29 متظاهرا بدون تسجيل وقوع أي قتيل.

وقرر المحلفون عدم توجيه اتهام إلى الضابط دارن ويلسون عن إطلاق النار في الواقعة التي قتل فيها مايكل براون (18 عاما).

وعقب الحكم، سمعت أصوات أعيرة نارية وألقيت زجاجات مع انتشار الغضب بين حشد خارج مركز شرطة فيرغسون في ضواحي سانت لويس.

 

ورشق الحشد أفراد الشرطة الذين شكلوا حائط صد باستخدام دروع مكافحة الشغب خارج المبنى بزجاجات وعلب معدنية.

الضابط دارن ويلسون

وألقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الغاضبين من الحكم.

وتجمع حشد أصغر حجما وأكثر هدوءا خارج قاعة المحكمة التي اجتمعت فيها هيئة المحلفين، وقد بدا الذهول على وجوه الكثيرين منهم.

وقال انتونيو بيرنز، وهو شاب أسود يبلغ من العمر 25 عاما ويعيش في منطقة فيرغسون: "تلك هي طريقة عمل نظام العدالة.. الأغنياء في القمة والفقراء في القاع. الشرطة يعتقدون أنهم يمكنهم الإفلات من العقاب".

وأعلن المدعي العام الأميركي أن الشرطي ويلسون لن يخضع لأي ملاحقة قضائية بعد مقتل براون، وذلك عقب ثلاثة أشهر من المداولات .

وقال المدعي العام إن "واجب المحكمة هو فصل الوقائع"، وإن القضاة "قرروا أنه لا يوجد سبب كاف لبدء ملاحقات ضد الضابط ويلسون".

وأعربت عائلة الشاب الضحية عن "خيبة أملها العميقة"، ولكنها دعت إلى الهدوء.

ومن جانبه، دعا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الشرطة إلى ضبط النفس في قضية فيرغسون، وشدد على ضرورة أن تكون المظاهرات سلمية.

تظاهرات تعم الولايات المتحدة

ونزل آلاف الأميركيين إلى الشوارع في جميع أنحاء الولايات المتحدة من سياتل إلى نيويورك مرورا بشيكاغو ولوس أنجلوس، مساء الاثنين، إثر قرار القضاء عدم ملاحقة الشرطي الأبيض.

وتوجه مئات المتظاهرين إلى ساحة تايمز سكوير في نيويورك، حاملين لافتات سوداء كتب عليها "العنصرية تقتل"، و"لن نبقى صامتين". وردد المحتجون الذين تزايدت أعدادهم مع الوقت: "لا عدالة لا سلام".

وتجمع المتظاهرون أيضا في ساحة يونيون سكوير إلى جنوب مانهاتن، فيما قررت مجموعة ثالثة من المحتجين التحرك إلى هارلم سيرا على الأقدام، وتقدمت في الجادة السابعة خلف لافتة تطالب بـ"العدالة من أجل مايكل براون".

وفي واشنطن، تجمع بضع مئات المحتجين أمام البيت الأبيض هاتفين "ارفعوا أيديكم لا تطلقوا النار"، وهو الشعار الذي اعتمده المتظاهرون منذ وقوع المأساة في مدينة فيرغسون. ورفعوا لافتات كتب عليها: "أوقفوا ترهيب الشرطة العنصري"، و"حياة السود لها أهمية". وتوجه المتظاهرون نحو مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس.

كذلك جرت تظاهرات في بوسطن ولوس أنجلوس وفيلادلفيا ودنفر وسياتل وأوكلاند (كاليفورنيا)، حيث قطع متظاهرون طريقا سريعا، وأيضا في شيكاغو وسولت ليك سيتي.

ولم ترد أنباء عن وقوع أي حادث بالغ خلال الساعات الأولى من التحركات على الرغم من التوتر الشديد.

إلى ذلك، أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية، ليل الاثنين، تقييدا مؤقتا للرحلات الجوية فوق بلدة فيرغسون في ظل مخاوف من تفجر احتجاجات عنيفة.