داعية سلفي: يجوز تجسس الرجل على المرأة أثناء الاستحمام

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٧ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


داعية سلفي: يجوز تجسس الرجل على المرأة أثناء الاستحمام

افتى شيخ سلفي مصري بجواز تجسس الرجل على المرأة أثناء الإستحمام بشرط أن يكون ينوي الزواج منها، وهو ما أشعل عاصفة من الغضب في الشارع المصري.

القاهرة: يبدو أن مسلسل الفتاوى الجنسية لن تكتب له نهاية قريباً، ومازال هناك الكثير في جعبة المشايخ المصريين، فبعد فتاوى جواز ترك الرجل زوجته للإغتصاب، إذا خاف على حياته من القتل، وفتوى إرضاع الكبير، وجواز إغلاق الرجل الباب على زوجته وعشيقها إذا شاهدهما في سريره، بدون أن يرى الفرج في الفرج، ها هو داعية سلفي يفتي بجواز أن يتلصص أو يتجسس الرجل على المرأة وهي تستحم، إذا أراد خطبتها.

أشعلت فتوى لداعية سلفي المجتمع المصري، اجاز فيها تلصلص أو تجسس الرجل على المرأة، أثناء استحمامها أو أينما وجدها عارية، إذا كان يبتغي خطبتها والزواج منها، وقال الداعية السلفي أسامة القوصي، في مقطع فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي مؤخراً، موجهاً حديثه للشباب: "لو كنت صادقًا في أنك ترغب بالزواج من البنت، وعرفت تستخبى وشفت حاجة هي مش ممكن توريهلك جائز. إنما الأعمال بالنيات، وأحد الصحابة فعل ذلك، فاستنكر عليه البعض، وقالوا له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله؟".
 

وتابع الداعية في فتواه المثيرة للجدل: "أجاب الصحابي على الرجل، بقوله قال رسولنا إن استطعت أن تنظر لما يدعوك لنكاحها فلتفعل، وكان يختبئ للمرأة التي يخطبها، في البئر، وينظر إلى ما يدعوه لنكاحها".
 
التجسس بشروط
 
وبرر القوصي فتاواه بأنه يجب على الشاب أن يعرف منها، هل جسمها يناسبه أم لا، وقال: "النظر يهدف إلى التعرف هل تناسبك، وهل هي مقبولة الجمال والجسم وغير ذلك؟". 
 
غير أنه اشترط للتجسس على المرأة العارية، أن ينوي الشاب الزواج منها، وقال: "بشرط نيته الجواز منها وعدم تركها".
 
أثارت الفتوى عاصفة من الجدل في مصر، لاسيما أنها تنافي التعاليم الإسلامية وتناقض التقاليد والأعراف الإنسانية، وهاجم وزير الأوقاف الفتوى وصاحبها في بيان رسمي، وقال: "في كل يوم يطالعنا أحد المحسوبين، ظلمًا وبهتانًا، على الدعوة والدعاة بفتاوى مثيرة للجدل، إما حبًا في الظهور الإعلامي، أو لشغلنا عن القضايا الوطنية الهامة".
 
وأضاف وزير الأوقاف الشيخ مختار جمعة: "آخرها أن الطبيب أسامة القوصي، أفتى بجواز نظر الرجل إلى خطيبته، وهي تستحم (أي عارية أو شبه عارية)، ونقول له ولأمثاله: أي نخوة وأي رجولة في هذا؟".
 
الإسلامي نهى عن التجسس
 
وأضاف: "هل تقبله أنت على ابنتك؟ وإذا كانت طبيعتك أنت تقبله، فطبيعة الشعب المصري المؤمن المتحضر بمسلميه ومسيحييه لا تقبله ولا تُقرّه، فضلًا عن شريعة الإسلام التي أكدت أن الحياء فطرة أجمعت عليها الأديان كلها، حيث يقول النبي: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)، وحقًا: (إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، وقل ما شئت)".
 
الإسلام نهى عن التجسس أو تتبع عورات الناس، وقال الدكتور علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً، إن القرآن الكريمة نهى عن التجسس، وقال المولى جل وتعالى في سورة الحجرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ). كما نهى السلطة أو المحتسب عن التجسس أو هتك الأستار للوصول إلى المخالفين.
 
وأضاف أبو الحسن لـ"إيلاف" أن النبي الكريم نهى أيضاً عن التجسس وتتبع عورات الناس، وأوضح أن عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر، فنادى، وقال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه، ولو في جوف رحله". و نظر ابن عمر إلى الكعبة فقال: "ما أعظم حرمتك و المؤمن أعظم حرمة عند الله منك".
 
وأشار إلى أن الرسول أمر بفقأ عين من يضبط وهو يتلصص على البيوت، وقال أبو هريرة إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ "من اطّلع في بيت قوم من غير إذنهم حلّ لهم أن يفقأوا عينه".
 
ولفت إلى أن تتبع عورات النساء، ليس له أي مبرر، وهو من الكبائر في الشريعة الإسلامية، معتبراً أن التقاليد والأعراف تأبى هذا السلوك، ولا ترضاه أبداً. ونبّه إلى أن التجسس منهى عنه في القرآن والسنة حتى وإن كان الإنسان يشك في ارتكاب إنسان آخر مخالفة أو جريمة، لأن الأصل في التعامل مع الناس حسن الظن والبراءة.
 
وأمام عاصفة الغضب التي قوبلت بها فتوى القوصي، اضطر للتراجع عنها، وقال إنها فتوى قديمة أصدرها عندما كان متطرفاً. وأضاف في تصريح له إنه تراجع عن الكثير من الأفكار المتطرفة، التي كان قد أفتى بها، منوهاً بأن "فتوى تلصص الرجل على خطيبته خاطئة، أصدرها عندما كان "متطرفًا" على حد قوله. واتهم القوصي البعض بإعادة نشرها بهدف تشويه صورته وانصراف الناس عن الاستماع له، على حد تعبيره.

- See more at: http://www.elaph.com/Web/News/2014/8/929686.html#sthash.6e1gogPV.dpuf

اجمالي القراءات 4357
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق