تقرير الحريات الأميركي: المسيحيون بالشرق الأوسط مهددون

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٩ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


انتقد تقرير وزارة الخارجية الأميركية أوضاع الأقليات الدينية في مختلف دول العالم، لاسيما منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن المسيحيين في وضع ضعيف ومهدد.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: انتقد تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول الحريات الدينية، تعرض المسلمين في بورما لعمليات إبادة جماعية. بينما طالب ناشط قبطي قرينة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتضامن مع من وصفهم بـ"الفتيات القبطيات المختطفات في مصر".

وقال لـ"إيلاف" إن تقرير الحريات الدينية الأميركي تجاهل ما سماها "أزمة إختطاف وأسلمة القبطيات في مصر".

تهديد المسيحيين

قال تقرير الحريات الدينية السنوي للعام 2013 الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية، إن الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط صار "ضعيفاً ومهدداً"، مشيراً إلى أن مئات الآلاف من المسيحيين في سوريا فروا من ويلات الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

واتهم التقرير الحكومة العراقية بـ"خلق بيئة تبيح التعصب وتشجع على الإنتهاكات والعنف"، مشيراً إلى أن هناك إنتهاكات وتمييزا على أساس ديني في العراق.

ولفت إلى أن الحكومة العراقية فشلت في منع أو التحقيق في الجرائم التي تستهدف الأقليات.

مسيحيو مصر

وفيما يخص مصر، إنتقد التقرير الأوضاع الخاصة بالمسيحيين في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وقال إن هناك تقارير حقوقية تتحدث عن انتهاكات مجتمعية وتمييز على أساس الانتماء والممارسات الدينية والمعتقد، مشيرا إلى أن حدة الهجمات الطائفية القاتلة تزايدت خلال 2013، بعد قيام غوغائيين يقودهم إسلاميون بأعمال العنف والترهيب والطرد والعقاب الجماعي ضد المسيحيين، خاصة في صعيد مصر عقب فض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة 14 اغسطس/ آب.

ولفت إلى أن ما لا يقل عن 42 كنيسة تعرضت للهجوم في الفترة ما بين 14 و17 اغسطس/ آب فى مختلف المحافظات، ومقتل ستة مسيحيين، تم استهدافهم بسبب ديانتهم. وقال التقرير إن المسيحيين والشيعة والبهائيين، وغيرهم من الأقليات يواجهون تمييز فردي وجماعي، وخصوصا في الوظائف الحكومية، بالاضافة ما يخص بناء وترميم وإصلاح أماكن العبادة.

وانتقد التقرير حكومة الرئيس السابق محمد مرسي، متهماً إياها ب"مضايقة الشيعة المسلمين، وحظر التحول عن الدين الإسلامي".

نماذج

وذكر أمثلة على ذلك منها: حالة المعلمة القبطية بالأقصر دميانة عبيد عبدالنور التي تم تغريمها 100 ألف جنيه والحبس ستة أشهر بتهمة إزدراء الدين الإسلامي.

وقضية الكاتب الروائي كرم صابر، الذي حكم عليه بالحبس خمس سنوات في أوائل 2013، وغرامة مالية لتشويه صورة الأديان في كتابه "أين الله؟"، حيث ينتظر الراوئي جلسة الإستئناف لتقرير مصيره.

وتعرض الناشط القبطي ألبير صابر عياد، للإعتقال في شهر سبتمبر/ أيلول 2012 لنشره تسجيل فيديو عن الأديان على صفحته بالفايسبوك، وصدر بحقه حكم بالجسن لمدة ثلاث سنوات وغرامة مالية.

بالإضافة إلى اعتقال ثلاثة أفراد لعائلة الشاب القبطي (أبانوب)، في مدينة الواسطى ببنى سويف، الذي أشيع عنه أنه تزوج من فتاة مسلمة، تبلغ من العمر 21 عاما، وفروا من البلاد معاً. وقامت الشرطة باعتقال والديه المسنين، وابن عمه بتهمة مساعدة تحويل الفتاة إلى المسيحية.

وانتقد التقرير الحكم على 12 قبطيا متورطين في اشتباكات طائفية بمدينة أبو قرقاص بمحافظة المنيا بالسجن مدى الحياة، وتبرأة المحكمة ثمانية من المشتبه بهم من المسلمين في نفس القضية.

كما انتقد صدور حكم في بالإعدام على سبعة مسيحيين، يعيشون خارج البلاد، شاركوا في الفيلم المسيء للرسول، بتهمة نشر أفكار متطرفة بقصد التحريض على الطائفية والتشهير بأحد الديانات السماوية.

وقال التقرير إن الحكومة استمرت في رعاية "جلسات الصلح العرفية" بعد العنف الطائفي بدلاً من ملاحقة مرتكبي الجرائم، وبحضور مسؤولي المحافظة أو وزارة الداخلية، في غياب تام لدور القضاء.

تحسن بعد ثورة يوليو

وأشاد التقرير بما وصفه "تحسن ملموس" في أوضاع المسيحيين بعد ثورة 30 يونيو، وقال إن الحكومة المؤقتة اتخذت إجراءات جادة لوقف خطاب المساجد التحريضية وأيضاً القنوات التلفزيونية الإسلامية، عكس ما كان سائد أيام حكم محمد مرسي. ولوحظ أن هناك مؤشرات حول تحسن الممارسات الحكومية تجاه الأقليات الدينية. على حد تعبير التقرير.

بورما

ولم يغفل التقرير أوضاع مسلمي بورما المتردية، وقال إن "العنف المعادى للمسلمين فى بورما أدى إلى مقتل نحو مائة ألف شخص، ونزوح 12 ألفا في العام 2013".
وانتقد التقرير أوضاع غير الشيعة في إيران، مشيراً إلى أنهم يتعرضون لمضايقات وانتهاكات وإعتقال، متهماً الحكومة ب"خلق أجواء من التهديد للأقليات غير الشيعية، ولاسيما البهائيين".

لويس: تجاهل أسلمة القبطيات

وفي الوقت الذي أشاد فيه الناشط القبطي إبرام لويس مؤسس "رابطة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسري" بالتقرير عموماً، إنتقد ما أعتبره "التجاهل الواضح لقضية إجبار وأسلمة الفتيات المسيحيات".

وقال لويس ل"إيلاف" إن مصر تشهد أزمة حقيقية فيما يخص إختطاف وأسلمة القبطيات، مشيراً إلى أن تقرير الحريات الدينية الأميركي تجاهل هذه القضية.

ولفت إلى أن التقرير ذكر أن الأوضاع في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور شهدت تحسناً، منوهاً بأن التقرير لم يذكر أية حالات على التحسن. ونبه إلى أن خطاب الكراهية والتحريض مازال مستمراً، ولم يهدأ.

ودعا لويس قرينة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى ضرورة التدخل في أزمة الفتيات المختطفات، كما تضامنت مع الفتيات النيجريات المتخطفات من قبل جماعة بوكو حرام.

وحول موقفه من إتهامه باستعداء أميركا ضد مصر، قال إبرام إنه يتحدث من منظور حقوقي، مشيراً إلى أن قضايا حقوق الإنسان عالمية، وليست محلية. وذكر أن العالم كله يتحدث عن الإنتهاكات التي تتعرض لها الأقليات في العراق وسوريا.

وأضاف أن المجلس القومي لحقوق المرأة المصري، نظم وقفة إحتجاجية طالب فيه العالم بتوفير حماية دولية للفتيات النيجريات المختطفات. ونبه إلى أنه لا يطالب بالتدخل العسكري، بل ينادي بتدخل حقوقي.

وقال لويس إن في بيان منفصل أرسله لـ"إيلاف" إن عمليات الأسلمة الجبرية استمرت فى فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وبرغم كم الخطوات والإجرءات القانونية التي اتخذتها الرابطة ومنشادتها للمسؤولين بالدولة، إلا أن رابطة "ضحايا الإختفاء القسري" لم تجد ردود صريحة حتي فى فترة الرئيس المؤقت عدلي منصور؛ فقد أرسلت له مذكرات وإلي جميع المسؤولين بالدولة وأخرى قدمت لوزير الدفاع أنذاك عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية، ونظمت الرابطة وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية بتاريخ 28/12/2013 بمشاركة عدد كبير من اسر هؤولاء الضحايا.

وأفاد بأن "حالات الاختطاف والاختفاء القسري للفتيات المسيحيات مازالت مستمرة إلى وقتنا هذا دون معاقبة للقائمين علي تلك الأعمال الإجرامية، وبرغم تورط قيادات من جماعة الإخوان الإرهابية".

وذكر لويس "حالة الفتاة القبطية القاصر "ر.ر.ب" من محافظة أسيوط 17 عام، والتي تغيبت عن أسرتها منذ 2 مايو العام الماضي، فقد تواصل والد المدعو "حسام أحمد حسن" المتهم باخفاء الفتاة، مع أسرتها وطلب مقابلتهم، بهدف التفاوض معهم لإنهاء الأزمة، وعودة الفتاة بعد مرور اكثر من سنة من إخفاءها، عادت الفتاة وهي (حامل) ووجهت الأسرة اتهاما للخاطف باغتصاب قاصر، وسرعان ما تحول الأمر إلى أن الفتاة وجهت اتهاما لأسرتها بمحاولة اجهاضها، وأصرت الرابطة على تطبيق القانون ومعاقبة الجاني بتهمة اغتصاب والتغرير بقاصر بحسب نص القانون المصري.

وتساءل لويس: "متى نجد موقفا واضحا وصريحا من دعاة حقوق الإنسان وحرية المعتقد تجاه تلك الجرائم التي هي ضد الانسانية؟ كما نصت المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية جاء فيها؛ "لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين".

وتابع: "هل بتجاهل التقرير لحالات الاجبار علي تغيير المعتقد هو عدم وجود حالات فى الفترة الحالية !! . فمتي ينتفض العالم لما يحدث للمسيحيين فى مصر كما انتفض بعد اختطاف أكثر من 200 فتاة في نيجيريا على يد جماعة "بوكو حرام" وأيضاً ميشيل أوباما أعلنت تضامنها مع فتيات نيجيريا، فمتي تعلن عن تضامنها لما يحدث للفتيات المسيحيات بمصر؟

وتشير تقديرات الحكومة الأميركية إلى أن ما يقرب من 90 في المئة من سكان مصر هم من أصحاب الديانة الإسلامية، وحوالي 10 في المئة من المسيحيين. وغالبية المسيحيين ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية. فيما تشكل الطوائف المسيحية الأخرى أقل من 2 في المئة من السكان.

ويشكل المسلمون الشيعة أقل من 1 في المئة من السكان، بالاضافة لمجموعات صغيرة من القرآنيين والأحمدية المسلمين. أما اليهود في مصر عددهم أقل من 100 شخص، وكثير منهم كبار السن.

 
اجمالي القراءات 2679
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق