سرّب الإخوان المسلمون على الانترنت ما قالوا إنه مقطع من حوار صحافي للفريق عبد الفتاح السيسي، يطلب من خلاله تحصين نفسه دستوريًا بمنصب وزير الدفاع، إن لم يظفر برئاسة مصر.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: طلب وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وضع مادة بالدستور لتحصين نفسه وزيراً للدفاع، في حالة فشله في الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، وذلك أثناء مقابلة صحافية أجراها مع جريدة المصري اليوم. وتقدمت الجريدة ببلاغ للنائب العام ضد شبكة رصد الإخوانية تتهمها بفبركة التصريحات المنسوبة للسيسي.

تحصين السيسي

بثت شبكة إخبارية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، مقطعًا صوتيًا لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، من مقابلة صحافية أجراها ياسر رزق، رئيس تحرير جريدة المصري اليوم الصباحية، طلب فيها تحصين نفسه دستورياً في منصب وزير الدفاع، ووضع مادة بالدستور تسمح له بالعودة إلى منصبه في حالة الفشل في السباق الرئاسي.

الحصانة الدستورية

وفقاً للمقطع الصوتي، كان ياسر رزق رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، وأحد أقرب الصحافيين إلى السيسي، يتحدث عن خوض الأخير الانتخابات الرئاسية، وقال: "أنا أمنيتي"، وهنا قاطعه السيسي: "أنت تقول إيه"، ولكن رزق واصل حديثه: "أن اللجنة القانونية تعمل على تنسيق الجدول، وتدرس التوقيتات جيداً، لأن الحادث سوف يقع بسبب تأييد الناس"، وأضاف: "أكيد الكلام ده في دماغ حضرتك، ولكني أتحدث لكي يطمئن قلبي".

وقاطع السيسي رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، قائلاً: "المفروض تقود أنت والمثقفون حملة لوضع فقرة في الدستور تحصن الفريق السيسي في منصبه كوزير للدفاع، وتسمح له بالعودة لاستئناف دوره حتى لو لم يدخل الرئاسة".وآثار هذا التسريب الجديد لشبكة رصد التي تعتبر أحد الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين، الكثير من الجدل في أوساط المصريين، لاسيما السياسيين والمثقفين، وتسبب في توتر العلاقة بين السيسي ورزق.

مقاضاة رصد

رسمياً، كلّفت جريدة المصري اليوم مستشارها القانوني بتقديم بلاغ للنائب العام ضد شبكة رصد، للتحقيق في ما وصفته بـ"واقعة اصطناع التسجيل المفبرك وإذاعته"، كما قررت إقامة دعوى تعويض بمبلغ 50 مليون جنيه ضد الشبكة.

وأضافت الجريدة في بيان لها نشره موقعها على شبكة الإنترنت: "أذاعت شبكة رصد، التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، مساء الخميس، تسجيلًا صوتيًا مفبركًا منسوبًا لحوار الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، مع ياسر رزق، رئيس تحرير "المصري اليوم"، وتبلغ مدة التسجيل المزعوم دقيقة و5 ثوانٍ"، مشيرة إلى أنها "نشرت الحوار على 3 أجزاء، وتنشره كاملًا في عدد، الجمعة، دون أن يتضمن الأجزاء المكذوبة".

اشتعال الجدل

احتفت مواقع التواصل الاجتماعي بالمقطع الصوتي، لاسيما الصفحات المنسوبة للتيار الإسلامي، وجماعة الإخوان المسلمين، ونشرته على نطاق واسع، وأشعل الفضاء الإلكتروني بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.

لا لتحصين الأشخاص

علق سيف عبد الفتاح، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، على ذلك بالقول: "طلب التحصين في الدستور بمساعدة أشباه المثقفين يعني ضمن ما يعني وهم القاعدة الشعبية التي يستند إليها!

وأضاف في تدوينة له بصفحته على فايسبوك: "لو كان يقتنع بينه وبين نفسه بتلك الشعبية لما طلب ذلك التحصين"، وتابع: "يا من تتحصن بغير الناس، ذهب الحصن وبقي الناس. هم أصل الشرعية والقبول والرضا.. أما مثقفو البيادة ..لو كانوا نفعوا أنفسهم لنفعوك".

وانتقد عبد الفتاح الحملة الإعلامية الشديدة التي طالت مرسي بسبب تحصين قراراته، وقال: إلى المتمجدين الزائفين: أين حناجركم العالية التي استنكرت مرسي عندما كان يريد تحصين قرارات ومؤسسات، ففي عهد الانقلاب وصل بنا الأمر إلى تحصين الأشخاص.. لله الأمر من قبل ومن بعد!"

لحماية السيسي لأبعد مدى

وفيما اعتبره البعض تدشيناً للحمة التي طلبها السيسي لتحصين نفسه، دعا الإعلامي محمود سعد، إلى حماية السيسي وجميع أعضاء المجلس العسكري، ضمن برنامجه "آخر النهار" على فضائية النهار المصرية.

وقال سعد: "السيسي حط رقبته على طبق، وخرج معنا وأنضم إلينا، لازم نقف جنبه ونحميه". وأضاف سعد: "مش السيسي لوحده، بل جميع قادة الجيش، لأنه لم يتخذ القرار منفرداً، كل هؤلاء القادة العظماء الذين أنقذوا مصر من صفيحة زبالة، لازم نحميهم إلى أبعد مدى".