كيف أصبحت الإنترنت كلاشينكوف القاعدة وصاروخها؟!

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢١ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


كيف أصبحت الإنترنت كلاشينكوف القاعدة وصاروخها؟!

أشار تقرير مجلس الشيوخ الأميركي حول الإرهاب والإنترنت إلى الإستخدام المفرط للإنترنت من جانب تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية في معركة السيطرة على القلوب والعقول (على حد تعبير التقرير) ويبدي التقرير مخاوفه من تعرض المواطنين الأميركيين لمواقع الإنترنت التابعة للقاعدة والتنظيمات الإسلامية الأصولية الأخرى، وهو ما قد يجعلهم يتأثرون بهذا الفكر، كما جاء في التقرير أن الإنترنت والفضائيات أصبحت في قبضة هذه التنظيمات وهي أدوات أقوى تأثيرًا وأوسع انتشارًا من أي وسيلة أخرى، إلى حد وصفها بأنها كلاشينكوف وصاروخ التنظيمات الارهابية في الوقت الحالي .



خلاصة التقرير في نقاط محددة ...

1- نجح تنظيم القاعدة والتنظيمات الإسلامية الأصولية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وفي كل مكان في استخدام الثورة التكنولوجية التي حدثت خلال العقد الأخير. حيث أن تلك التنظيمات المتطرفة تستغل بشدة تلك التكنولوجيا مثل الإنترنت والتلفزيون في معركتها مع القلوب والعقول والتي تحدث جنبا إلى جنب مع معركتها الدائرة على أرض الواقع. حيث أن تلك المنظمات تقوم من خلال استغلالها الشديد لتلك البنية التحتية من مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام الأخرى بنشر فكرها ورسائلها السياسية وخلق اهتمام عام بأنشطتها وتحاول أن تكسب التأييد والتعاطف مع قضيتهم.

2- أدرك تنظيم القاعدة والتنظيمات الأصولية الأخرى أن الإنترنت سلاح هام مثل الكلاشينكوف والصاروخ. لذلك، فإن تلك المنظمات الإرهابية تستخدم بشدة الإنترنت في معركتها الشديدة مع القلوب والعقول وفي تحسين حاجاتها العملية مثل الحفاظ على التواصل بين المنظمات الإرهابية وعملياتها الإجرائية في الأوقات التي تفصل بينها المسافات، كما يتم نقل المعرفة الخاصة بكيفية تصنيع المتفجرات والصواريخ وجمع التبرعات سواء مباشرة أو من خلال الجمعيات الخيرية الإسلامية التابعة لها وللمنظمات الإرهابية الأخرى. وقد تم وصف أولئك المستخدمين بالتفصيل في تقرير مجلس الشيوخ الأميركي وفي النشرات الإعلامية التي تم نشرها خلال الأعوام الأخيرة بوساطة المخابرات الأميركية ومركز معلومات الإرهاب.

3- من خلال استخدام الإنترنت تصبح القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى قادرة على التغلب على بعد المسافات الجغرافية والتغلب بسهولة تامة على القيود التي يضعها المجتمع الدولي. فهم يفعلون ذلك من خلال استغلالهم لحرية التحدث ( وهو التعديل الأول في دستور الولايات المتحدة) ووجهة النظر العامة بأن الإنترنت يجب أن تظل حرة من الرقابة والاستفادة من حقيقة أن الدول الغربية لا تتخذ إجراءات فعالة ضد مواقع المنظمات الإرهابية. لذلك تظل الإنترنت وسيلة يتم من خلالها نشر الفكر الذي يحرض على الكراهية والعنف والإرهاب والتعليمات التنفيذية إلى الشبكات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.

4- في الثامن من شهر مايو، نشرت لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية في مجلس شيوخ الولايات المتحدة الأميركية تقريرا بعنوان التطرف الإسلامي العنيف والإنترنت والتهديد الإرهابي المتنامي في الداخل. ويتعامل التقرير مع استخدام تنظيم القاعدة وعناصر الجهاد العالمية والجماعات التابعة للإسلام الأصولي على الإنترنت ويبدي القلق من تعرض المواطنين الأميركيين لمواقع تنظيم القاعدة .

5- وفق ما جاء في التقرير، فإن تنظيم القاعدة والإسلام الأصولي يمتلكان نظامًا إعلاميًا منتشرًا تديره جمعية إعلامية تابعة للتنظيم حيث تستغل الإنترنت بشكل مكثف بشكل مباشر والمواقع الإسلامية الأخرى غير التابعة للقاعدة ( كما جاء في التقرير فإن تلك المواقع الإسلامية يزيد عددها عن الآلاف). وتمتلك القاعدة أربعة مراكز إنتاج إعلامي تبث رسائلها عبر الإنترنت وهي ...

a. موقع السحاب، والذي يتبع رئاسة تنظيم القاعدة. حيث يقوم هذا المركز بتوزيع أشياء كثيرة مثل الشرائط الصوتية الخاصة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري.
b. مركز الفرقان ( هي كلمة عربية تعني التفرقة بين الحق والباطل والخلاص والبرهان والوحي الإلهي، وهي تستخدم عادة للإشارة إلى القرآن)، ويتبع هذا المركز تنظيم القاعدة في العراق.
c. مركز اللجنة الإعلامية ، وهي الفرع الإعلامي للتنظيم في شمال أفريقيا.
d. صوت الجهاد، وهو مركز يتبع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

6- مراكز الإنتاج الإعلامي تلك تقدم مجموعة متنوعة من المعلومات تشمل الأخبار والفكر: البيانات والتصريحات الرسمية عن نشاط تنظيم القاعدة، وتسجيلات مرئية عن الهجمات الإرهابية التي ينظمها تنظيم القاعدة وعناصر الجهاد العالمية وصور أرشيفية وأغاني وترجمات وعروض وتصميمات وجرائد عبر الإنترنت بالإضافة إلى الشعر. ويجب توضيح أنه بالإضافة إلى تلك المراكز فهناك أيضا تنظيمات تساند الأنشطة الإعلامية لتنظيم القاعدة حتى ولو لم تكن تابعة مباشرة لتنظيم القاعدة.

7- ووفق ما جاء في تقرير مجلس الشيوخ الأميركي، فإن من يزورون مواقع تنظيم القاعدة ربما يخضعون لعملية تطرف إسلامي، ثم يقومون بعد ذلك بالاتصال بالتنظيمات الإسلامية الأصولية العاملة على مستوى العالم كله والمشاركة في العمليات أو تقديم التمويل المجهول المصدر. ويعرض التقرير بالتفصيل أربع مراحل تشكل عملية التطرف والتي قد يخضع لها أي متجول لمواقع تنظيم القاعدة. وهذه المراحل الأربع هي:
a. مرحلة ما قبل التطرف: وهي المرحلة التي تسبق التعرض للفكر الإسلامي الأصولي على الإنترنت.
b. مرحلة تحديد الذات: وهي المرحلة التي يفقد فيها المتجولون على الإنترنت هويتهم ويبدؤون في اعتناق الفكر الأصولي.
c. مرحلة التلقين: حيث يتم إعادة تعليم المتجول للمواقع ( أو غسل مخه) حتى يصبح خاضعًا تمامًا للفكر الجديد.
d. مرحلة الجهاد: وهي المرحلة الأخيرة من عملية التطرف، والتي تؤدي تدريجيًا إلى التخطيط العملي والمشاركة في هجمات إرهابية.

8- ووفق التقرير أيضًا، فإن الإنترنت يؤدي دورًا مهمًا في عملية التطرف وتشكيل الهوية الجديدة للمتجولين على الموقع. وتحدث تلك العملية في الولايات المتحدة حيث تعكس تزايد الرغبة لدى مواطنين أميركيين للمشاركة في نشاط إرهابي ناتج عن الدوافع الإسلامية المتطرفة.

9- وفي ما يلي وجهات نظر التقرير عن مساهمة الإنترنت في عملية التطرف الإسلامي:
a. تشجيع الأعمال الإرهابية: يقدم التقرير أمثلة عديدة لحالات قام فيها مواطنون أميركيون ممن خضعوا لعملية التطرف الجهادي الإسلامي ( والتي أدت الإنترنت فيها دورًا بارزًا) بالتخطيط للقيام بهجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة الأميركية. كما يؤكد التقرير أنه حتى في الحالات التي لم يتلق فيها المخططون للهجمات الإرهابية المتطرفة تعليمات محددة من تنظيم القاعدة، فإن المواضيع التي توجد على مواقع الإنترنت الإسلامية بما فيها تبرير الهجمات الإرهابية ضد الأهداف الغربية، كانت هي الملهم لأولئك المخططين الإرهابيين. ولهذا فإن الإنترنت هي منبر فكري قوي يساعد على ظهور الأفكار الإسلامية المتطرفة والتي تؤدي إلى العنف والإرهاب.

b. طبيعة الرسائل التي تساهم في التطرف والإرهاب المعادي للغرب: يذكر التقرير أن المواقع الإسلامية المتطرفة مليئة بالتعبيرات المجازية المعادية للغرب. وتقوم تلك التعبيرات على العديد من الرسائل الأساسية مثل: الغرب يشن حربًا على الإسلام، يجب على المسلمين حماية دينهم كما نصت على ذلك الشريعة الإسلامية، لهذا فإن استخدام العنف هو الطريق لحماية الإسلام من أعدائه.

c. مدارس مذهبية افتراضية: يقرر التقرير أن مواقع شبكة الإنترنت الخاصة بالعناصر الإسلامية المتطرفة قد تحولت إلى مدارس افتراضية للأفكار المذهبية الخاصة بالجماعات الإسلامية. حيث أن المواد التعليمية التي تستخدم على تلك المواقع هي نصوص إسلامية متطرفة تتضمن تلك التي يكتبها قادة تنظيم القاعدة، والتي تستخدم كمصدر ملهم لمرتكبي الهجمات الإرهابية. كما أن ذلك ينعكس أيضا في تقرير الجيش الأميركي الصادر في شهر مايو عام 2007، والذي يوضح أن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمرتكبي الأعمال الإرهابية في محطة قطارات مدريد ( في شهر مارس عام 2004، والتي قتل فيها حوالي 191 شخص) قد تضمنت 50 كتابا تم تحميلها من على الإنترنت والتي كتبها مفكرين إسلاميين متطرفين والتي استخدمت كمصدر ملهم لأولئك الإرهابيين.

d. معسكرات تدريب افتراضية: ويذكر التقرير أن الحركات الإسلامية المتطرفة تعتمد على الإنترنت كبديل لمعسكرات التدريب الفعلية. حيث أنها تستخدم الإنترنت لنقل المعلومات الإجرائية بين العديد من المواقع الجغرافية ، وتنشر بسهولة أفكارها وتعد لعمليات جديدة فكرية وتنفيذية. ويمكن القول بأن الإنترنت لذلك قد حلت محل معسكرات التدريب في أفغانستان وحولت العالم كله إلى معسكر تدريب افتراضي كبير.

e. الولايات المتحدة الأميركية والدول الناطقة بالإنكليزية هي الهدف المفضل للأعمال الإرهابية: يقرر التقرير أنه خلال العام الماضي، اتخذ تنظيم القاعدة قرارا بزيادة عدد المنشورات باللغة الإنكليزية ( بما فيها المطبوعات الأصلية باللغة الإنكليزية والترجمات الإنكليزية من اللغة العربية ) من أجل مخاطبة الجماهير التي تتحدث الإنكليزية. وأحد الأمثلة الواضحة على ذلك شريط أسامة بن لادن في الثامن من سبتمبر عام 2007 والذي عنوانه " رسالة إلى الأمة الأميركية" والذي يخاطب فيه الجماهير المستهدفة مباشرة. وبعد هذا الشريط قدم أيمن الظواهري شريطا باللغة الإنكليزية يخاطب فيه الجمهور الأميركي.

f. تحسين العلاقة مع الجماهير المستهدفة: في ديسمبر عام 2007 قدم تنظيم القاعدة أول أنشطته التفاعلية، والذي فيه قدم الظواهري ، نائب بن لادن، شريطا مصورا عن الأسئلة التي يسألها متصفحو الإنترنت في المنتديات الإسلامية عبر الإنترنت. وفي الثاني من شهر أبريل عام 2008، قدم الظواهري إجابات على بعض تلك الأسئلة. إن هذا الاتجاه المتطور يعني أن الاتصال المباشر قد أصبح ممكنَا الآن بين قائد التنظيم ومتصفحي الإنترنت عبر العالم.

g. مساجد افتراضية: وفق ما جاء في التقرير فإن العمليات الإسلامية المتطرفة هي عمليات نشطة في المنتديات وفي غرف الدردشة والتي أصبحت بديلاً افتراضيًا للتجمع في المساجد والمراكز المجتمعية حيث تواجه الرسائل المتطرفة أحيانًا مقاومة. وعادة ما يكون متصفحو الإنترنت من الشباب الصغار كما لوحظ تزايد كبير في عدد النساء المشاركات في غرف الدردشة والمنتديات عبر الإنترنت. كما يجب الإشارة إلى أن الدردشة تساعد الإرهابيين المتطرفين على الاتصال ببعضهم، وتبادل رسائل البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف والاستمرار في التواصل والاتصال بعيدًا عن الإنترنت.

10- ويشير التقرير أيضًا إلى أن هناك مواقع خاصة بتنظيم القاعدة تستهدف الشباب الصغار من جميع أنحاء العالم من أجل استغلالهم في حركة العنف الإسلامي. وأحد تلك التنظيمات البارزة والتي تنشر الفكر الإسلامي العنيف المتطرف ما يسمى جبهة الإعلام الإسلامي العالمية. حيث أن المواد التي يتم نشرها بواسطة تلك المواقع تستخدم لتحفيز الشباب الصغار من أجل ارتكاب أعمال العنف. وأحد تلك المواد أغنية توبيخ تم نشرها في شهر أغسطس عام 2007 عنوانها " الكفار" والتي قام بتحميلها من على الإنترنت ملايين من متصفحي الإنترنت عبر العالم. أما الفيديو المصاحب للأغنية والذي يقدم باللغة الإنكليزية فيمتدح بن لادن وحماس وحزب الله، ويصور مسلم ملثم يحمل البندقية والقرآن.

اجمالي القراءات 3354
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق