إيلان بابي: إسرائيل غير ديمقراطية لأنها تحتل أرضا وتمارس العنصرية على 20% من سكانها

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٦ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: آفاق



لندن- آفاق


قال الأكاديمي الإسرائيلي إيلان بابي المنبوذ في بلاده بسبب آرائه إن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية لأنها تحتل أرض شعب آخر منذ 40 عاما وتمارس التمييز ضد 20% من السكان لأنهم ليسوا يهودا، وذكر بابي أن مشكلة بلاده تتمثل في دور الصهيونية التي وصفها بـ"إيديولوجية الإستبعاد والعنصرية والطرد".



وأشار بابي الذي اضطر إلى الاستقالة من جامعة حيفا ومغادرة البلاد بسبب التهديدات بالقتل التي تلقاها في حوار أجراه الصحفي أبوستوليس فوتياديس لوكالة الأنباء العالمية انتر برس سيرفيس (آي بي إس) إلى أن إسرائيل استغلت التاريخ في إستخدامها للمحرقة لإضفاء طابع النازية على العرب والفلسطينيين وتبرير سياسات إجرامية ضدهم.


وذكر بابي أن "الدين سوف يلعب دورا طويل الأجل في حياة الفلسطينيين، سياسيا وإجتماعيا. لكن طبيعة هذا الدور، ما إذا كانت عدوانية أو بناءة، سوف تتوقف تماما على واقع الإحتلال والقهر. فاذا زالا (الإحتلال والقهر)، ستكون هناك فرصة أفضل لتشييد بنية سياسية تشمل حركات إيدولوجية مختلفة عوضا عن إستبعادها".


وبابي هو أكاديمي إسرائيلي كان يعمل كمحاضر رئيسي للعلوم السياسية بجامعة حيفا قبل أن يضطر للمغادرة إلى لندن. ويشتهر بابي بدعوته لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية، وتأكيداته بأن إسرائيل مارست التطهير العرقي ضد العرب، وتأييده لمقاومة "حماس" وإدانته للأوساط الأكاديمية في بلاده لتبريرها احتلال فلسطين.


ومازال بابي الذي يعمل حاليا كأستاذ للتاريخ بجامعة "إكيستير" البريطانية ثابتا على قناعته الراسخة بأن الوسيلة الوحيدة لتحسين هذا الواقع هي عبر الكشف عن أسؤا جوانبه.


وفيما يلي نص الحوار:


سؤال: هل تعتقد أن يأتي فوز باراك أوباما بفارق ما؟.
جواب: أعتقد أن الأشخاص الذين يكافحون من أجل الجلوس على مقعد آقوى شخص في العالم، لا يكترثون بالمسائل الأخلاقية ولا يتأثرون بالمعاناة والقهر. أوباما ليس مختلفا، ولن تؤثر فيه أخلاقية القضية آو معاناة الفلسطينيين.


(أوباما) سوف يتحرك في إتجاه مختلف لو شعر هو ومستشاريه، بأن إظهار قدرا أقل من التأييد لإسرائيل سوف يعزز سلطته. لكن الأمر ليس كذلك، فمن المفضل موالاة إسرائيل لكسب الإنتخابات وتجديد فترة الحكم لولاية ثانية.


وإذا كان هناك أملا ما، ففقد يظهر في الولاية الثانية، حين يسترد أصحاب النفوذ أبعادهم الإنسانية، وربما يبدأون في التفكير مثلك ومثلي عن الظلم والقهر والإحتلال.


سؤال: هل تعتقد أن النزاع العربي الإسرائيلي يجتاز الآن أسؤا مراحله؟.
جواب: لا أزال أعتقد أن أسؤا لحظة كانت 1948 وعمليات التطهير العرقي، ومع ذلك فإنها (المرحلة الراهنة) سيئة جدا. إنها المراحل الأخيرة لمساعي إسرائيل الأحادية لتقسيم الضفة الغربية إالي جزئين: واحد يلحق بإسرائيل، والأخر يصبح معسكر إعتقال كبير أو "باتتوستان" في أفضل الأحوال.


الوضع في غزه أسؤا، حيث "السجن" قائم بالفعل. وبسبب مقاومة الفلسطينيين لحالة السجن هذه، تشن إسرائيل سياسة قتل جماعي متصاعدة. يبدو أن العالم غير مبالي، والعالم العربي غير مكترث.


سؤال: في زيارته الأخيرة للمنطقة، وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش إسرائيل بأنها مثال للتقدم والديمقراطية في الشرق الأوسط. إلى أي حد كان موضوعيا؟.
جواب: مجتمع يبقي على 40 عاما من إحتلال شعب آخر لا يمكن أن يكون مجتمعا ليبراليا. ومجتمع يمارس التمييز ضد 20 في المائة من سكانه لأنهم ليسوا يهودا، لا يمكن وصفه بأنه مجتمع تقدمي.


المشكلة في إسرائيل ليست الدين أو التقاليد، وإنما دور الصهيونية وهي بوضوح إيديولوجية الإستبعاد والعنصرية والطرد. هذه الإيديولوجية تتيح للجيش إن يلعب دورا كبيرا في غالبية السياسيات المحلية والخارجية، وربما يحق القول هنا أن إسرائيل ليست دولة ذات جيش، وإنما جيش ذو دولة.


سؤال: إلى أي حد تتبع الولايات المتحدة سياسة تعميق النزاعات في المنطقة فيما تنادي بإحياء مسار السلام؟ هل يحدث شيئا مشابها من جانب فلسطيني؟ هل العالم أمام نفاق منظم في الشرق الأوسط؟.
جواب: لست أدري ما إذا كان الجميع على نفس درجة النفاق أو أسلوب النفاق. فالنخب السياسية عادة ما تتلاعب بمآسي الشعوب وأحلامهم، لكنها تفعل ذلك بأساليب مختلفة. الولايات المتحدة هي أسؤاها من حيث الفجوة بين الكلام والفعل، فالحرب تصحب حديث السلام، وتأييد التفاوض في فلسطين يعني في الواقع دعم الإحتلال الإسرائيلي، وهكذا دواليك.


الساسة الإسرائيليون أكثر شفافية، فتمييزهم العنصري ومخططاتهم القهرية واضحة جدا، لكن أحدا في الغرب وخاصة أوروبا، يريد أن يفعل شيئا. كما لا تعتبر السلطة الفلسطينية مثالا للنزاهة، ولذا فازت "حماس" في الإنتخابات. لكن حماس فريسة أوضاع غير طبيعية تحول دون التصرف بصورة مختلفة. لهذا لابد من تفكيك السلطة الفلسطينية.


سؤال: هل تشاطر القول بأن فلسطين سوف تشهد تقدما غير مسبوقا للإسلام المتشدد؟.
جواب: سوف يلعب الدين دورا طويل الأجل في حياة الفلسطينيين، سياسيا وإجتماعيا. لكن طبيعة هذا الدور، ما إذا كانت عدوانية أو بناءة، سوف تتوقف تماما على واقع الإحتلال والقهر. فاذا زالا (الإحتلال والقهر)، ستكون هناك فرصة أفضل لتشييد بنية سياسية تشمل حركات إيدولوجية مختلفة عوضا عن إستبعادها.


تقدم حماس له أبعاد إقليمية ومحلية. من حيث البعد الإقليمي، فهو يمثل جزءا من الإستياء العام من النظم السياسية ومؤيديها الغربيين. وعلى الصعيد المحلي، فهو إيرتبط بصورة مباشرة بالإحتلال والفشل في تحرير فلسطين علي أيدي القوى الأكثر علمانية. يرجع جانب كبير من تأييد حماس إلي الفراغ السياسي والإحساس بالهزيمة.


سؤال: إلى أي حد أثر التلاعب بالتاريخ في النزاع العربي الإسرائيلي حتى يومنا هذا؟.
جواب: لقد تم استغلال التاريخ بصورة خاصة في إسرائيل لتبرير جرائم سياسية في الماضي. كما يكمن سوء إستغلال التاريخ في طريقة إستخدام الوقائع لتربية الأجيال القادمة على نهج ذو بعد واحد، قومي، بل وعنصري.


يكمن أسؤا إستغلال للتاريخ في إستخدام إسرائيل للمحرقة لإضفاء طابع النازية على العرب والفلسطينيين وتبرير سياسات إجرامية ضدهم.


سؤال: إلى أين ستقود سياسة خنق الفلسطينيين هذه؟. وإذا تركنا النواحي الإنسانية جانبا، هل ستتسبب في تفجير جديد للنزاع العربي الإسرائيلي؟.
جواب: لن تتسبب في نزاع جديد، لأن العرب يبدو وأنهم لا يكترثون. لكنها يمكن أن تؤدي على المدي القصير إلى إقتلاع جذور الفلسطينيين من القطاع (غزة)، والإفناء والتطهير العرقي.


وعلى المدي الطويل، سوف تزيد من صعوبة العفو والتصالح علي الأجيال الفلسطينية القادمة، وهو ما قد يهدد بقاء إسرائيل واليهود الذين يعيشون فيها، فقد يتغير العالم العربي والعالم الإسلامي يوما ويصبحان أكثر فعالية ووحدة، وقد تخسر إسرائيل حاميها الأكبر: الولايات المتحدة.


سؤال: هل توجد فرصة للسلام بعد 60 عاما من الحرب؟.
جواب: لا توجد فرصة للسلام في المستقبل القريب لأن ذلك يقتضي تغييرات جذرية في الواقع، مما سيستغرق وقتا. لابد أن تتخلص إسرائيل من الصهيونية قبل أن يكون السلام ممكنا، ولابد أن يشمل السلام عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإلا لضاع الجهد هباء.


اجمالي القراءات 2100
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق