لأنها دولة شيعية السعودية تقول الدولة الفاطمية: دولة يهودية.. خبيثة.. ملحدة.. وكافرة (1ـ2) 13

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٤ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً.


لأنها دولة شيعية السعودية تقول الدولة الفاطمية: دولة يهودية.. خبيثة.. ملحدة.. وكافرة (1ـ2) 13

الدولة الفاطمية: دولة يهودية.. خبيثة.. ملحدة.. وكافرة (1ـ2)
14
أغسطس
2012
05:08 PM

منذ سنوات أعلن الرئيس الليبى معمر القذافى ـ الذى قتله شعبه غير مأسوف عليه ـ عن تأسيس الدولة الفاطمية الثانية، فأعلنت لجنة الفتوى السعودية برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ فى حينها فتوى تؤكد بأن تسمية هذه الدولة التى حكمت مصر وإفريقيا بالفاطمية تسمية كاذبة، أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمى باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن مؤسس هذه الدولة أصله مجوسى يدعى سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوى الأهوازى.

وقالت اللجنة فى فتواها إن حكام هذه الدولة الذين حكموا مصر وإفريقيا لا نسب لهم فى ولد على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ وهم خوارج كذبة، كفار، فجار، ملحدون، زنادقة، معطلون للإسلام، عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وأحلوا الخمور، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية، وأضروا بالمسلمين.

إلى هنا ينتهى مضمون الفتوى، التى أرى ـ من وجهة نظرى ـ أنه قد تأخر صدورها ـ وكان المفروض أن تصدر عن جهة مصرية، ومما أثار حفيظتى هو تصدى من لا علم لهم بالرد على هذه الفتوى، إذ تصدى لها سياسيون، ونقاد سينمائيون، ومؤلفو مسلسلات، وأخيرا الجهلاء الذين أضحوا فى غفلة من الزمن أصحاب أقلام، وهم يؤكدون قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن من علامات الساعة: (يصدق الكاذب ويكذب الصادق، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين، ويتكلم الرويبضة)، والرويبضة هو الرجل التافه الذى يتكلم فى المسائل العامة، وهذا الزمن أصبح صوت الرويبضة فيه أعلى من صوت العلماء والحكماء.

فالذين تصدوا للرد على الفتوى وتسفيهها من أدعياء الحداثة والعولمة والليبرالية والماركسية، وغيرها من المذاهب المدمرة والتى هى فى الأصل نتاج الفكر اليهودى العالمى، لأن الدولة الفاطمية هى كما قالت عنها الفتوى المشار إليها، وكل المراجع التاريخية التى لا يختلف بشأنها اثنان قالت بذلك، ومنها: البداية والنهاية لابن كثير.. المنتظم لابن الجوزى.. تاريخ ابن خلدون.. تاريخ الإسلام للذهبى.. تاريخ الخلفاء للسيوطى.. خطط المقريزى.. سير أعلام النبلاء للذهبى.. الكامل فى التاريخ لابن الأثير.. النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى.. وفيات الأعيان لابن خلكان.. وغيرهم.

هذه المراجع هى التى استندت إليها فى إثبات حقيقة الدولة الفاطمية، ومن لديه رأى آخر فليرد علينا بالحجة والدليل، ذلك أن وقائع التاريخ لها حرمتها، وليست مثل الكلام فى قضية توفيق عكاشة، أو أبو حامض وبقرى، فالذى يتكلم فى التاريخ لابد أن يكون قد غاص فيه، واطلع على وقائعه من مصادر مختلفة، واستخلص الحقائق من ثنايا الصحائف وما بين السطور.

مؤسس الفاطمية

فى كتاب تاريخ الخلفاء للإمام الحافظ جلال الدين السيوطى، نجد أنه قدم عرضا لسيرة الخلفاء الراشدين، ومن بعدهم الأمويون، ثم العباسيون، وفى نهاية كتابه كتب فصلا مختصرا بعنوان: (الدولة الخبيثة العبيدية)، عرض فيها لملوكهم الأربعة عشر فى صفحة واحدة فقط، وختمها بمقولة الإمام الذهبى حيث قال عنهم: كانوا أربعة عشر متخلفا لا مستخلفا.

واتفق ابن خلكان، والقاضى الباقلانى، والإسفرايينى، وكل المؤرخين الثقاة على أن عبيد الله الفاطمى (المعروف بالمهدى) مؤسس الدولة الفاطمية، كان والده يهوديا صباغا، واسمه سعد (وقالت روايات أخرى أن اسمه سعيد) وأخذ لقب عبيد الله من زوج أمه الحسين بن أحمد القداح، وسمى (القداح) لأنه كان كحالا يقدح العيون.

وقال عنه الإمام الذهبى فى سير أعلام النبلاء (الجزء 15) إنه أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية، الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا الرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية، وبثوا الدعاة يستغوون الجبلية والجهلة.

ويقول الذهبى: إنه لما سأله السيد ابن طباطبا عن نسبه، قال غدا أخرجه لك، ثم أصبح وقد ألقى عرمة من الذهب، وقال: هذا نسبى، ثم جذب نصف سيفه من غمده وقال: وهذا حسبى!!

وقد أسس هذا المدعى مدينة المهدية، وتلقب بالمهدى، وأشاع نسبه إلى الإمام على والسيدة فاطمة الزهراء، وأقام دولته بالمهدية عام 297 هـ (910م)، وبدأ من منذ ذاك التاريخ فى نشر دعوته بالقيروان وسائر بلدان الشمال الإفريقى، لكن علماء السنة قاوموا دعوته، وأقنعوا الناس بكفرها، وحدثت بين العبيديين وأهل السنة حروب طاحنة، فانتقل العبيدى إلى المهدية بعد أن بذل فى تحصينها أموالا طائلة، ثم فكر فى الانتقال إلى مصر، فأرسل عدة حملات لإخضاعها، لكنها فشلت أمام جيوش العباسيين التى قادها مؤنس الخادم.

واعتمد عبيد الله فى صموده على إشاعة أنه المهدى المنتظر، فالتفت حوله عدة قبائل، لكن أبو عبدالله الشيعى استطاع أن يشكك البرابرة فيه، حينما واجهه وسأله: أن الإمام لا يلبس الحرير وأنت لبسته، وليس له أن يطأ إلا ما تحقق أمره وأنت وطئت النساء ـ فأجاب عبيد الله: أنا نائب الشرع، أحلل لنفسى ما أريد!!

واستمر عبيد الله فى حكمه إلى أن مات عام 322هـ (934م)، وتولى بعده ابنه القائم بأمر الله أبى القاسم محمد حتى عام 334هـ (946م)، ثم ابنه المنصور إسماعيل حتى وفاته سنة 341هـ (953هـ)، ثم تولى من بعده ابنه (معد) وكنيته أبوتميم، ولقبه المعز لدين الله، وهو الذى انتقل بالفاطميين إلى مصر.

الفاطميون فى مصر

فى عام355 هـ (966م) مات كافور الإخشيدى، واضطربت أحوال مصر، فانتهز المعز الفرصة، ولم يجعلها تمر مرور السحاب، ففكر ودبر وعزم العزم على ضم مصر التى فشل جده فى ضمها لملكهم، فأقدم على حفر الآبار والاستراحات فى الطريق بين القيروان ومصر، وحشد جيشا جرارا، وأسند قيادته لمولى والده (جوهر) وهو رومى الأصل وينسب إلى صقلية، وأمر المعز كل أمرائه أن يطيعوا أوامر جوهر.

وفى جيش كثيف يزيد على مائة ألف جندى، دخل جوهر الصقلى الأراضى المصرية فى 27 شعبان ع58هـ (968م)، وكان الكافوريون قد هربوا من مصر بعد علمهم بأمر الجيش الفاطمى، فدخلها جوهر من ناحية المطرية بلا ضربة واحدة، وكان ذلك يوم الثلاثاء، فلما جاء يوم الجمعة التالى له الموافق 30 شعبان خطب الأئمة على المنابر للمعز الفاطمى، وأمر جوهر المؤذنين فى كل الجوامع بأن يقولوا (حى على خير العمل) وأن يجهر الأئمة فى صلاتهم بالتسليمة الأولى فقط.

وشرع جوهر بعد ذلك فى بناء مدينة جديدة تكون عاصمة لهم فى سفح جبل المقطم، واقترح المنجمون عليه أن يسميها (القاهرة) نسبة إلى كوكب القاهر (المريخ) الذى كان فى صعود ليلة دخوله مصر، وبدأ أولا ببناء القصرين ليكونا منزل الملك ومقر حكمه (يطلق عليهم الآن بين القصرين)، ثم بنى الجامع الأزهر عام 361هـ، ليكون منبرا لفكرهم ومدرسة لتعليم المذهب الرافضى (الأزهر مذكر الزهراء) لكنه تحول فى عهد صلاح الدين الأيوبى إلى قلعة للمذهب السنى، ومنبرا تعليميا لعب دورا تاريخيا فى الحياة الاجتماعية والسياسية بمصر.

وصل المعز بعد ذلك للأراضى المصرية، فحل بالإسكندرية يوم 23 شعبان سنة 362هـ (973م)، وعن هذه المناسبة يقول ابن كثير: قدم المعز ومعه جحافل من الجيوش، وأمراء من المغاربة والأكابر، وحين نزل الإسكندرية تلقاه وجوه الناس، فخطبهم بها خطبة بليغة ادعى فيها أنه ينصف المظلوم من الظالم، وافتخر بنفسه، وأن الله قد رحم الأمة بهم، وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهرا وباطنا، كما قال القاضى الباقلانى، إن مذهبهم الكفر المحض، واعتقادهم الرفض، وكذلك أهل دولته، ومن أطاعه ونصره ووالاه، قبحهم الله وإياه، وقد أحضر بين يديه الزاهد العابد الناسك الورع التقى (أبوبكر النابلسى)، فقال له المعز: بلغنى عنك أنك قلت: لو أن معى عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة، ورميت الفاطميين بسهم، فقال: ما قلت هذا، فظن أنه رجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟ قال: قلت ينبغى أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر، قال: ولم؟ قال: لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ماليس لكم، فأمر بإشهاره فى أول يوم، ثم ضرب فى اليوم الثانى بالسياط ضربا شديدا مبرحا، ثم أمر بسلخه فى اليوم الثالث، فجىء بيهودى، فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودى: فأخذتنى رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين، فمات رحمه الله، فكان يقال له (الشهيد)، وإليه ينسب بنو الشهيد من أهل نابلس. (ا.هـ).

أحضر المعز معه رفات أهله، وأقام لهم مقابر أمام الجامع الأزهر، وشيد فوقها القباب، وأعطى لهم قدسية، وجعل الناس يتبركون بها، وبقيت هذه المقابر هكذا حتى عهد السلطان المملوكى الأشرف خليل بن قلاوون (1290 ـ 1293) الذى قام بهدمها، وشيد على أنقاضها خان كبير عرف باسمه (خان الخليل) وهو القائم بالقاهرة حتى يومنا هذا.

كان المعز منجما يعتمد على حركات النجوم، قال له منجمه إن عليك قطعا (خوفا) فى هذه السنة، فتوارى عن وجه الأرض حتى تنقضى هذه المدة، فعمل له سردابا، وأحضر الأمراء، وأوصاهم بولده نزار (العزيز بالله) وفوض إليه الأمر حتى يعود إليهم، فبايعوه على ذلك، ودخل المعز ذلك السرداب، فتوارى فيه سنة، فكان المغاربة إذا رأوا سحابا ترجل الرجل منهم له عن فرسه، وأومأ إليه بالسلام ظانين أن المعز فى الغمام، ثم برز إليهم بعد سنة، وجلس فى مقام الملك، وظل هكذا حتى عاجله القضاء المحتوم، فتوفى فى 7 ربيع الآخر سنة 365هـ، وكانت أيامه فى الملك قبل أن يملك مصر وبعدما ملكها ثلاثا وعشرين سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام، منها بمصر سنتان وتسعة أشهر، وجملة عمره كله خمسة وأربعون سنة وستة أشهر.

العزيز والحاكم

تولى العرش الفاطمى فى مصر بعد المعز ابنه (نزار) وكنيته أبومنصور، ولقبه (العزيز بالله)، ودامت ولايته إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام، حيث توفى سنة 386هـ (996م)، وكان عمره اثنين وأربعين سنة.

وخلال حكم العزيز قام بتعيين رجل يهودى اسمه (ميشا) وزيرا، وآخر نصرانى اسمه (عيسى بن نسطورس) وزيرا أيضا، حتى أن امرأة مسلمة كانت لها مظلمة فكتبت فى مقدمة طلبها له تقول: (بالذى أعز النصارى بعيسى بن نسطورس، واليهود بميشا، وأذل المسلمين بهما، لما كشفت ظلامتى)، فقضى لها حاجتها فعلا.

وبعد وفاة العزيز، تولى العرش من بعده ابنه منصور، المعروف بـ (الحاكم بأمر الله) مؤسس الفرقة الضالة المضلة، المعروفة بالحاكمية، وإليه ينسب وادى التيم من الدروز أتباع (هستكر) غلام الحاكم الذى بعثه إليهم يدعوهم إلى الكفر فأجابوه، ونشر المدعو محمد بن إسماعيل الدرزى الدعوة إلى ألوهية الحاكم بأمر الله، وتمكن بفضل قوة حجته أن يستميل عددا من الأنصار بالشام الذين أصبحوا يعرفون بالدرزية، ولا يزال لهم وجود حتى يومنا هذا.

وتجمع كل المراجع التى أشرت إليها سلفا على أن الحاكم بأمر الله كان جبارا عنيدا، وشيطانا مريدا، وأنه كثير التلون فى أفعاله، وأحكامه، وأقواله، جائرا يدعى الألوهية كما ادعاها فرعون، وأمر الرعية إذا ذكر الخطيب على المنبر اسمه أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا، تعظيما لذكره واحتراما لاسمه، وفعل ذلك فى سائر ممالكه حتى فى الحرمين الشريفين، وأمر أهل مصر على وجه الخصوص إذا قاموا عند ذكر اسمه يخروا له سجدا، حتى أنه ليسجد بسجودهم من فى الأسواق من العامة وغيرهم ممن كان لا يصلى الجمعة، فكانوا يتركون السجود لله فى المساجد ويسجدون للحاكم فى الشوارع!!

وأمر النصارى بالدخول فى دين الإسلام كرها بالمخالفة للنصوص الشرعية، ثم سمح لهم بالعودة إلى دينهم، وخرب كنائسهم ثم عمرها، وبنى المدارس وجعل فيها الفقهاء ثم قتلهم وأخربها، وأمر بغلق الأسواق نهارا وفتحها ليلا، وكان يباشر الحسبة بنفسه، فكان يدور بنفسه فى الأسواق على حماره (كان لا يركب إلا حمارا) ومن يجده قد غش سلعة أمر عبدا أسودا معه اسمه مسعود أن يفعل به الفاحشه العظمى!! وهو أمر لم يسبقه إليه أحد.

ويقول ابن الجوزى: إنه لما وصل إلى القاهرة، أمر العبيد أن يحرقوا مصر، وينهبوا ما فيها من الأموال والمتاع والحريم، فامتثلوا لما أمرهم به، فقاتلهم أهل مصر قتالا شديدا ثلاثة أيام، والنار تعمل فى الدور والحريم، وهو فى كل يوم ـ قبحه الله ـ يخرج فيقف من بعيد، وينظر ويبكى، ويقول: من أمر هؤلاء العبيد بهذا؟! ثم اجتمع الناس فى الجوامع، ورفعوا المصاحف وصاروا إلى الله عز وجل، واستغاثوا به، فرق لهم الترك والمشارقة، وانحازوا إليهم، وقاتلوا معهم عن حريمهم ودورهم، وتفاقم الحال جدا، ثم ركب الحاكم ـ لعنه الله ـ ففصل بين الفريقين، وكف العبيد عنهم، وكان يظهر التنصل مما فعله العبيد، وأنهم ارتكبوا ذلك من غير علمه وإذنه، وكان ينفذ إليهم السلاح، ويحثهم على ذلك فى الباطن، وما انجلى الأمر حتى احترق من مصر نحو ثلثها، ونهب قريب من نصفها، وسبيت نساء وبنات كثيرة، وفعل معهن الفواحش والمنكرات، حتى أن منهن من قتلت نفسها خوفا من العار والفضيحة، واشترى الرجال منهم من سبى لهم من النساء والحريم، ثم ازداد ظلم الحاكم حتى عنّ له أن يدعى الربوبية، فصار قوم من الجهال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد.. يا محيى يا مميت، قبحهم الله جميعا. (ا.هـ

اجمالي القراءات 15285
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق