آمنة نصير:نساؤنا انسقن للشيوخ فاغتالوهن نفسياً

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٨ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الوفد


آمنة نصير:نساؤنا انسقن للشيوخ فاغتالوهن نفسياً

سد الذريعة قاعدة استخدمها السلفيون ضد المرأة

آمنة نصير:نساؤنا انسقن للشيوخ فاغتالوهن نفسياً

 

د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
 

عاشت حياتها بكل الحيوية لأنها تنتمى إلى بيت سياسى له فكره وتضحياته الكبيرة..

تتحدث دائماً كأستاذ جامعى بفكر ممنهج بعيداً عن الحب والكره وتبدى آراءها على أسس علمية تحترم.. تعرف مقومات السلفية لأنها درست عن «ابن الجوزى» رأس السلفية بعد «ابن حنبل» ثم ختمت بـ «ابن عبدالوهاب».

إنها الدكتورة «آمنة نصير» أستاذ العقيدة والفلسفة التى هاجموها وقالوا: إنها لا تحمل الدكتوراه(!!) حضرت مؤتمرات فى أوروبا لتدافع عن الإسلام وتظهر سماحته، ودرست فى الجامعات الأوروبية وناقشت (3) رسائل دكتوراه هناك.. وعينت من ضمن (25) شخصية على مستوى العالم لكل الأديان والديانات السماوية والأرضية لحوار الأديان.

ليست كارهة للغرب ولا ترفض التعامل مع الآخر، فقد تعلمت فى مدارس أمريكية وتربت على أسس الإسلام الحضارى فجمعت فى تعليمها بين الحضارة الأكاديمية من جامعة عين شمس وبين تدريسها للعلوم الإسلامية فى الأزهر طيلة أربعين عاماً، فماذا قالت فى حوارها لـ «الوفد»؟

< ما محاور ونطاق الحرية فى الإسلام؟

- محاور ونطاق الحرية فى الإسلام كثيرة ومتعددة وثرية لكن الإنسان له ضوابط سواء كانت شرعية أو مجتمعية أو أسرية أو فى المؤسسة التعليمية، وهذا يحتاج إلى فن فى التعامل ولابد للأسرة أن تعرف منهجه وأسلوبه حتى نعلم أطفالنا قيمة الحرية واحترام إرادة طفولتهم بالتقويم والتكوين بشكل هادئ.. ولدينا الفقهاء والعلماء مجالهم من آراء وأفكار لا حدود لها ومرتبطة بالمراحل العمرية وواقع المجتمع الذى ينشأ فيه الإنسان ليصبح رجلاً مسئولاً فى مجتمعه.

< لكن توجد حالة من الفوضى تسود المجتمع باسم الحرية؟

- سبب هذا ما حدث خلال فترة حكم «مبارك» التى كانت بلا لون ولا طعم ولا قيمة أو هوية للإنسان المصرى الذى تم تجريده من كل أصالة ومقومات ورثها منذ آلاف السنين سواء من الموروث الحضارى والثقافى أو الموروث الدينى، فكل هذه المقومات اهتزت وأصبح يوجد حالة من الانفلات الأخلاقي، وللأسف القادة عملوا بمبدأ «اللى تغلب به العب به» ولم يعد يهمهم شيء وأحيط «بمبارك» بطانة السوء سواء بطانته الأسرية أو القريبة منه أو التى أرادت أن تنتفع من هذا المولد فحدث ولا حرج إلى أن قامت الساعة وانفجرت الثورة.

< وماذا عن ظاهرة التيارات الإسلامية التى تغلغلت فى المجتمع وما أحدثته من قلق على الحريات؟

- أنا بلا شك أشارك المجتمع هذا القلق، خاصة أهلى من المسيحيين.. فأنا كأستاذ فلسفة وعقيدة أعلم تمام العلم هذه الحركات الإسلامية فى تاريخ الخلافة الإسلامية منذ معركة «صفين» وخروج الخوارج على الإمام «على ابن أبى طالب» واستخدامهم لظاهر النص. وما الحكم إلا لله» واستقطاعه وتطويعه بما ينفثوا فيه كل الغضب وكل طرق المعارك الكلامية والعقائدية.. فهؤلاء فعلوا ذلك عندما جاءوا بثقافة وفقه دول الجوار وأيضاً بأموال طائلة، وفتحت لهم الفضائيات التى ملأت الساحة الإعلامية بمفاهيم لم نكن نعرفها، فأفزعوا المجتمع منهم خاصة عندما نالوا من عقيدة المسيحيين بشكل يرفضه الإسلام.

< وما أسباب تغلغلهم فى المجتمع بهذا الشكل؟

- انتهزوا الفرقة التى فى المجتمع وأيضاً الأمية الدينية الخطيرة التى نعانى منها بما أتوا به من هذا الخلط الدينى والأمية التعليمية.. ولم يعرفوا القول الطيب ولم يتناولوا الأمور بلين ولا يعرفون قيمة الإنسان الذى هو أخ لنا فى الإنسانية والتاريخ ولم يدركوا هذه المعانى العقدية العلمية الرائعة التى يعطيها الإسلام كل احترام وتقدير.. بل جاءوا بأفكار منطقية لم تعرف إلا الدين الواحد وخلطت كثيراً ما بين الدين والتدين، وما بين العرف والثقافة الموروثة وبين الضيق والتضييق على بعضهم البعض فى إطار فيه اختناق لوسطية الإسلام.. وأدخلوا هذا التطرف فى الخلطة العقدية الثقافية التى دخل فيها الموروث وملأوا بها الساحة المصرية.

< وأين دور الأزهر فى هذا الأمر؟

- هم انتهزوا أيضاً غياب المؤسسة الدينية عن أداء دورها، مع أننا لدينا الآلاف من المساجد ولكنها لم تفعل بالشكل المطلوب أن تقوم به لأنه لابد أن يرقى بثقافة المجتمع المصرى وتعويض أمية التعليم والأمية الدينية، وهذا لا يحدث إلا نادراً، أن نجد إماماً يعرف ما يحدث فى كل أسبوع فى المجتمع وما يستجد من أحداث  ويناقشها من منظور التوازن الإسلامى وعدم التطرف، ولكن كثيراً من الأئمة انساقوا وراء هذه الثقافة سعياً للسلامة، أو لعدم الدخول فى الحوار والمجادلة.. فاستفادت هذه التيارات من كل هذه العوامل وأتوا بثقافة وتدين متطرفين كأنهم قولبوها على أساس أنهم قادمون من إطار البلاد المقدسة، وبالتالى كان الانبهار بما نراه.

< ما صور هذا الانبهار؟

- النقاب أحد صور هذا الانبهار مع أنه من أصل الشريعة اليهودية ولم يعرفه الإسلام أبداً وأتحدى لو هناك آية فرضت النقاب.. ومع هذا أدخل الكلية وأنظر لبناتى بحسرة لأنى لا أجد فيهن المرأة المسلمة العالمة القوية طالبة العلم بجدية، بل بالعكس هن انكفأن ظاهريًا وفرغن من الداخل لأنه عندما أضع هذه المتشددة فى المظهر فى امتحان شفهى أشعر بمرارة الدنيا بسبب هذا التراجع العلمى وهذا الصخب الشكلى والمظهري.. وكأن هذه الطالبة أرادت أن تخفى نفسها بأن هذا ما فرضه الإسلام عليها وتناسب تماماً الارتقاء بالعلم وبنجاحه الذين يؤهل الإنسان بقيمة العقل التى أفرد بها الله البشر، والفقيه العظيم «ابن رشد» قال: «العقل نور» ونحن غطينا العقل ونوره وأخذنا هذه القولبة والانغلاق بنص ضعيف أو بعدم فهم له ولم نسلط نور العقل على النص حتى نرتقى بحياتنا والشرع نور ولن يطفئ النور نورا آخر، ولكننا أطفأنا الكثير من نور هذه الشريعة وأصبحنا فى منحنى خطير جداً بسبب استخدام ثقافة بلد واستغلال القدسية التى أضفوها على مظهرهم.

< قد ينظر البعض إلى النقاب على أنه حرية شخصية وإعطاء المرأة حصانة ومكانة!

< إذا لم يتحرك الأزهر أمام هذه المرجعيات هل من الممكن أن يتم السيطرة عليه من قبل هذه التيارات؟

- أولاً مؤسسة الأزهر إن تركت نفسها لأى فصيل أن يبتلعها فلن يلام إلا الأزهر بكامل مؤسساته لأنه سيكون مثل الإنسان الذى ترك نفسه لغيره أن يسلبه حريته فى بيته، والثانية أن الشك أصبح فى ضمائرنا جميعاً، ولو قوى الأزهر بالدرجة التى لا يترك بابه موارباً لأى مغتصب فهنيئاً له ولنا على ذلك، ولكن لو ترك بابه مفتوحاً على مصراعيه للاغتصاب فماذا نقول؟

< كيف عالج الإسلام قضية الاختلاف بما لا تؤثر على الحريات؟

- فقهاؤنا العظام تركوا لنا ميراثاً رائعاً فى جملة واحدة عن الاختلاف، والشافعى قال: رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب.. وهذا هو أعظم جسر يقرب بين الإنسان وأخيه الإنسان فى حالة الاختلاف لأنه لا يوجد إنسان يمتلك الحقيقة منفرداً، وإلا لما قيل «الحقيقة مدسوسة فى أرجاء الكون أينما تجدها فأنت أحق بها».

< هل يوجد صراع بين الموروث والوافد؟

- طبعاً وكل دولة فى العالم لها خصوصية محلية ونحن فى مصر مجتمع مسلم ومسيحى وهذه حضارة مشتركة والواقع الاجتماعى يؤكد وجود أشياء بيننا كثيرة مشتركة مثل حبنا للمشايخ والقديسين، وإشعال الشموع فى الأضرحة، وكراهة المرأة المسلمة للتعدد فى الزواج، وهذا لم تقبله إلا نتيجة احتكاكنا بدول الخليج لأنه لم يكن مستملحاً كما هو الآن والسبب تأثرنا بالثقافة القبطية، وهم أيضاً أخذوا أموراً من الإسلام، وبدأوا يتحدثون ويتحاورون وأصبح لديهم علم الكلام اللاهوتي، وعندما قال بيشوى على المسلمين: إنهم ضيوف على مصر قامت الدنيا لأننا لسنا ضيوفاً والقبطية هى جنسية المصريين جميعهم وليست ديانة، وهذه هى أيديولوجيات مصرية لا يشاركنا فيها أحد على كوكب الأرض، وعلماء الجينات أثبتوا أن 97٪ من ضفيرة الجينات المصرية واحدة بين المسلمين والمسيحيين، والشعب المصرى له ضفيرة ثقافية وأخلاقية، وموروث حضارى وثقافة شعبية بخصوصية مصرية خالصة.

< ولماذا القلق الموجود على هذا النسيج طالما لدينا هذا الموروث الحضاري؟

- أنا لا استغرب من حالة الخوف التى لدى أهالينا من المسيحيين، خاصة عندما يستمعون لأقوال هؤلاء المتنطعين لأنهم سبوا المسيحيين ولعنوهم وقالوا عنهم: ما لا يقال بمنتهى الوقاحة لأنهم إخواننا وشركاؤنا فى الوطن مع أن الرسول أعطانا المثل والقدوة فى فتح مكة عندما رفض مقولة سعد بن عبادة، التى قال فيها: «اليوم يوم الملحمة» فرد الرسول قائلاً: اليوم يوم المرحمة، ولكن هؤلاء دخلوا علينا بملحمة التى لم ينج منها أحد فقد سبوا ولعنوا وكفروا الجميع المسيحيين والمرأة، ولكن اندهاشى من الشعب المصرى الذى انخدع فى الشكل الدينى وأوصلوهم إلى هذا الرقم فى البرلمان.

< وماذا عن البرلمان القادم فى ظل وصول هذا العدد من المتشددين فى سلطة الرقابة والتشريع؟

- هذا البرلمان لن ينجح وله بضع سنين وأنا أعنيها وسوف يفيق هؤلاء السذج لأنهم اختصروا الإسلام فى لحية ونقاب وجلباب والإسلام أعظم من هذا بكثير.


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - آمنة نصير:نساؤنا انسقن للشيوخ فاغتالوهن نفسياً
اجمالي القراءات 3480
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق