د.رفعت سيد أحمد :هل يفلح (القطان) فى تبييض وجه آل سعود ؟

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٠ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مقال


 

لقد انتظرت أن يهدأ السفير السعودى فى القاهرة ، المدعو (أحمد القطان) ، رجل المخابرات المعروف ؛ قليلاً ، من لفه على الصحف اليومية ، وبرامج (التوك شو) ، ومن جولاته التى لا تنتهى ، وأحاديثه التى لا تنقطع عن (آل سعود) ، وحكام الجزيرة العربية وأفضالهم على أهل مصر ، وعلاقاتهم بالثورة ، وببعدهم عن (مبارك) ؛ لقد انتظرت أن يهدأ (القطان) ، ولو لدقائق حتى نستطيع أن نرد عليه ، وأن نصحح له ما وقع فيه من أخطاء ، وما ارتكبه حكام بلده فى حق مصر منذ عبد الناصر وحتى لحظة رفع العلم السعودى فى قلب ميدان التحرير من خلال وكلائهم الوهابيين ، إلا أن الرجل لم يهدأ ، واستمر فى حملاته وجولاته ، من (الحياة اليوم) إلى صحيفة (التحرير) ، ومن معتز الدمرداش إلى إبراهيم عيسى ، لم يترك إعلامياً يرى فيه رأياً مخالفاً لآل سعود ، إلا زاره ، ولم يشاهد برنامجاً تليفزيونياً إلا رد عليه عندما يسمع فيه رأياً معارضاً لملك السعودية الذى يسمونه دائماً بخادم الحرمين الشريفين ، رغم أن الحرمين لا يحتاجان لخادم بقدر ما يحتاجان لحامى لقيمهما السامية ، قيم الحرية والثورة والعزة

* لقد انتظرت كثيراً .. ولما وجدت السفير السعودى المحترم ، لا يهدأ ، ولا يترك لأمثالنا فرصة لكى نرد ، شرعت فى الكتابة لعل سيادته يجد وقتاً لكى يقرأ ، ويفهم أن مصر ليست هذا التيار السلفى الوهابى ، وليست هى هؤلاء الإعلاميين الذين كانوا يذهبون (خماصاً) لصالون هشام الناظر ، ويعودون (بطاناً) ، فلا يتفوهون بكلمة واحدة تنتقد سياسات وممارسات آل سعود ضد المصريين وليسمع السيد القطان الآتى

أولاً : لدينا ، ولدى منظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية مئات الحالات التى تؤكد تعرض المصريين الذين يعملون فى مملكة آل سعود ومنذ سنوات طوال عجاف إلى معاناة شديدة بسبب نظام (الكفيل) وهو نظام أقرب إلى نظام العبودية القديم ، وبإمكان (معالى السفير) أن يقرأ تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان لعام 2010، وقبله تقارير (2006 حتى 2009) ليعلم – وهو حتماً يعلم حجم ونوعية الجرائم والمهانة التى ترتكب فى حق 2 مليون مصرى اضطرهم نظام حسنى مبارك الصديق الحميم لنظام عبد الله بن عبد العزيز لمدة 30 عاماً من القهر والفساد والتبعية ، إلى أن يذهب إلى مملكة آل سعود بحثاً عن الرزق ونشراً للمدنية والحضارة ، وبعد أن يقرأ عليه أن يرد وأن يحترم عقلنا وذاكرتنا المصرية وألا يتصور أن مجرد شوية (بروبجندا) يقوم بها لمقر صحيفة (التحرير) أو لبرنامج معتز الدمرداش كفيلة بمسح هذه الحقائق المُرة لمعاناة مئات المصريين فى مملكته وهى معاناة لاتزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذه السطور

ثانياً : هل تستطيع أن تجد لدى السيد (القطان) تفسيراً مقنعاً لدور أولاد وزير المخابرات السعودي فى تهريب ثروة حسين سالم والتى ضبط بعضها فى المطار فى القضية الشهيرة بعد الثورة ؟ والتى نشر وكتب عنها الكثيرين ، ومنهم كاتبنا الكبير الأستاذ / حمدى قنديل فى (المصرى اليوم) ؟ أليس فى علاقة حسين سالم بالأسرة السعودية إشارات واضحة لإهانة بليغة للثورة وللشعب المصرى لا تمحوها زيارات وأحاديث وبروبجندا سيادتكم

ثالثاً : أما ردنا على إنكار القطان لدور سعودى وهابى خطير وكبير فى مصر منذ عشرات السنين ، فردنا عليه تؤكده الحقائق منذ عقدة الدرعية (1818م) حين أزال إبراهيم باشا حكم الأسرة السعودية الأولى بأوامر من الباب العالى العثمانى ، ومروراً بمؤامراتهم ضد عبد الناصر وحرب اليمن وانتهاء بدور آل سعود فى حرب 1967 (وفقاً لوثائق هيكل ووثائق إسرائيل ذاتها) ، وصولاً إلى دعمهم للتيار الوهابى فى مصر بما لا يقل عن 4 مليار دولار (والتى أنكرها سيادة السفير واستخف بها) وهو رقم ضئيل جداً لو قارنه سيادته بعملية إنشاء وتمويل 36 فضائية وهابية و20 ألف مسجد وجمعية لأنصار السنة المحمدية وللجمعية الشرعية انظر الدراسة الموسعة للدكتور محمد الحلفاوى عن وكلاء الوهابية فى مصر

* هذه الحقائق موثقة وموجودة فى عشرات الكتب والدراسات ، والاستخفاف بها يعد (تذاكياً) عالياً غير مفهوم ، ونحسب أن حقائق العداء السعودى لمصر تاريخياً لا تمحوها مجرد حوار مع صديقنا إبراهيم عيسى أو معتز ، إن هذا خطأ من سيادة السفير وسيزداد إن هو تخيل ولو للحظة أن مصر الثورة ، لاتزال هى مصر مبارك ، وأن بضعة آلاف ، أو حتى عدة ملايين من الوهابيين ، بأعلامهم الخضراء أو السوداء كفيلين (لسعودة مصر) ؛ فمصر عبد الناصر ، والأزهر ، وثورة 25 يناير عصية على (الوهابية) وستثبت قادم الأيام ذلك .. أدرك (القطان) .. أو لم يدرك ؟! والله المستعان

اجمالي القراءات 2290
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق