لا للإطاحة بأنظمة مصر والسعودية والأردن بإسم الديمقراطية

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٠ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: Elaph


لا للإطاحة بأنظمة مصر والسعودية والأردن بإسم الديمقراطية

أعلن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر 84 عاما عن دعمه وتأييده للسيناتور الجمهوري المرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين وحذر فى حوار خاص مع صحيفة "ديرشبيغل"الألمانية من مغبة التفكير فى الإطاحة بأنظمة مصر و المملكة العربية السعودية والأردن باسم الديمقراطية آو مكافحة الإسلام الراديكالي " التطرف الإسلامي ". أعرب ايضا كيسينجر عن رغبته في رؤية مزيد من المشاركة الأوروبية في مكافحة التطرف الإسلامي مع أميركا وعدم فتح حوار مع طهران ألا بعد توقيع عقوبات مؤلمة عليها وتحدث فى أمور كثيرة تخص العراق و أفغانستان والمنطقة ككل وهذا نص الحوار:



الدكتور كيسنجر، أعلنت تأييدك للسناتور جون ماكين كاختيارك للبيت الابيض رغم انه قال انه مستعد للبقاء فى العراق حتى 100 سنة أخرى . هل آنت متأكد انه هو الرجل المناسب لهذه المهمة؟

أنا و جون اصدقاء منذ 30 عاما. وعندي ثقة كبيرة فيه .

معظم الأميركيين يريدون انسحاب سريع من العراق ومن أفغانستان. لكن ماكين يرفع شعار "عدم الاستسلام" , ما رأيك ؟

ماكين كان يحاول آن يميز بين القوات العسكرية الأميركية في بلد حيث كانت هناك كجزء من حرب أهلية والقوات العسكرية التي هي جزء من التحالف الذي قبله السكان ، كما هو الحال في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وقال انه لا نقول أننا يجب آن نبقى في العراق في مهمة قتالية. انه يريد العكس تماما.

الديمقراطيون وعدوا بالانسحاب السريع.هل هذا خيارا واقعيا؟

القضية هى : هل القوات الأميركية تنسحب كجزء من تسوية سياسية؟ أم أنها تنسحب لأن أميركا استنفدت قواها من جراء الحرب؟ في الحالة الأخيرة ، النتائج المترتبة على الانسحاب الأميركي سيكون كارثيا .

هل تعتقد اندلاع أعمال عنف أخرى ؟

سيكون هناك امكانيه عالية لحقول القتل. الإسلام الراديكالي لن يتوقف مع الانسحاب. الانسحاب السريع سيكون بمثابة تظاهرة في المنطقة عن عجز القوة الغربية.كما ان أدوار حماس ، وحزب الله ، وتنظيم القاعدة من شأنها ان تتعاظم و عندئذ ستقل قدرة الدول الغربية على تشكيل الأحداث. والفيروس سيكون له عواقب ضخمة بالنسبة لجميع البلدان ذات الأعداد الكبيرة من السكان المسلمين مثل الهند ، إندونيسيا ، واجزاء كبيرة من أوروبا.

ولكن العديد من الأوروبيين لا يروا الآمر هكذا ؟.

إن بعض الأوروبيين لا يريدون ان يفهموا ان هذه ليست مشكلة أميركية فقط. النتائج المترتبة على مثل هذه النتيجة ستكون على الأقل خطيرة لأوروبا و للأميركيين.

ماذا لا تفهم أوروبا ؟ .. باريس و لندن وبرلين لا يرون "الحرب على الإرهاب" تحديا مشتركا للغرب؟

لا أحب مصطلح "الحرب على الإرهاب" ، لأن الإرهاب هو وسيلة وليس حركة سياسية. نحن في حرب ضد الإسلام المتطرف الذي يحاول الإطاحة بالعناصر المعتدلة في العالم الإسلامي ، والذي هو في الأساس التحدي لعلمانية المجتمعات الغربية. كل هذا يحدث في فترة عصيبة في التاريخ الأوروبي.


ماذا تتوقع من الزعماء الأوروبيين؟ هل ينبغي على المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والألمان تقديم تضحيات في الكفاح ضد الإرهاب؟
كيسنجر : اعتقد انجيلا ميركل شأنها في ذلك شأن اي زعيم ، قد تفكر في إعادة انتخابها.. ولكن لا أعرف الكثير من الأوروبيين الذين ينكرون ان انتصار الإسلام الراديكالي في بغداد و بيروت او السعودية سيسبب عواقب ضخمة بالنسبة للغرب. بيد أنهم ليسوا على استعداد للكفاح من اجل منعه.

على سبيل المثال في أفغانستان. هل الناتو بحاجة ألي مزيد من القوات الألمانية في الجزء الجنوبي من البلد؟

اعتقد انه من الواضح ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تداوم على القتال من اجل المصالح الغربية في حد ذاتها. هناك استنتاجين : إما أنه لا توجد مصالح غربية في المنطقة ونحن لا نحارب. او هناك مصالح غربية حيوية في المنطقة وعلينا ان نحارب. وهذا يعني أننا بحاجة الى مزيد من الألمانيين وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان . انا غير مرتاح من قيام بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي بإرسال قوات او بعثات غير قتالية. وهذا لا يمكن ان يكون صحيا على المدى الطويل.

الا يعتبر التواجد العسكري القليل لألمانيا وأوروبا المعارضة في أفغانستان والعراق نتيجة لانعدام الثقة فى القوة الأميركية؟

قبل هذا الوقت من العام القادم ، سوف نشهد بداية إدارة جديدة . و عندئذ نكتشف الى اي مدى إدارة الرئيس بوش كانت سبب للخلافات الأوروبية - الأميركية. الحق الآن ان كثير من الأوروبيين يختبئون وراء "لا شعبيه" الرئيس بوش. وهذه الإدارة ارتكبت عدة أخطاء في بداية الطريق.

فى رأيكم ما أكبر الأخطاء؟

ان تذهب الى العراق بدون قوات كافية ، حل الجيش العراقي ، معالجة العلاقات مع الحلفاء في البداية. ولكنني اعتقد ان جورج دبليو بوش قد فهم بشكل صحيح التحدي العالمي الذي نواجهه المتمثل فى تهديد الإسلام الراديكالي ، وانه خاض معركة كبيرة بقوة وثبات وسيتم في وقت لاحق تقديره عن ذلك.

بعد 50 سنة ، هل سيتعامل المؤرخون مع تركه بوش برفق؟
سيحصل ذلك في وقت مبكر بكثير.

وهل سيطلب الرئيس المقبل للولايات المتحدة مزيد من الالتزام الأوروبي؟

ليس من المستحيل ان تقول الإدارة الجديدة انه لا يمكن ان تستمر دون مزيد من الالتزام الأوروبي. او انها ستستخدم هذا كعذر للانسحاب من العراق او افغانستان. ولا اعتقد ان جون ماكين سوف يفعل ذلك .

باراك اوباما يقول آن الصراع في باكستان حرب الأميركيين في حاجة ماسة الى الفوز بها . هل هو على حق؟

يمكنك ان تقول أيضا ان هناك حرب أخرى تستحق ان تحارب اكثر . ماذا يعني خوض الحرب في باكستان؟ هل ينبغي لنا استخدام القوة العسكرية للسيطرة على المناطق القبلية في باكستان ، وإجراء عمليات عسكرية في منطقة فشلت بريطانيا فى تحقيق تهدئة فيها على مدار اكثر من 100 عام من الاستعمار؟ هل ينبغي لنا استخدام القوة العسكرية لمنع المتطرفين من الاستيلاء على الحكومة الباكستانية؟ هل ينبغي لنا منع الدولة الباكستانية من الانقسام إلى ثلاث أو أربع دول على أساس عرقي؟ لا اعتقد آن لدينا القدرة على فعل ذلك.

وماذا عن تكثيف العمل العسكري ضد تنظيم القاعدة في المناطق الحدودية مع أفغانستان؟

الجمهور الذى يستمع الى ذلك يعتقد ان ثمة خطة رئيسية لاحلال حكومة أخرى .. ان وجود هذه الحكومة الديمقراطية لتحارب المناطق القبلية. سيتحول في الأجل القصير إلى وهم.

ما هى مشورتكم للتعامل مع الإسلام المتطرف والحكومات في هذه المنطقة؟

لا يمكنك في الوقت ذاته محاولة الإطاحة بحكومة المملكة العربية السعودية ومصر والأردن باسم الديمقراطية اومحاربة الإسلام الراديكالي. ان عمليات إحلال الديمقراطية والحرب ضد الإسلام الراديكالي له إطار زمني مختلف.

هل هذا الوقت المناسب لاعادة تقييم إستراتيجي؟ لديك تجربة مع هذا في السبعينات ابان حكم ريتشارد نيكسون ، وقد اذهلت العالم عندما طرت الى الصين للجلوس مع الديكتاتور الشيوعي ماو.

اننا لم نستيقظ صباحا وقلنا انه من الجميل التحدث الى ماو. انا و نيكسون على حد سواء اعتقدنا أننا بحاجة الى جعل الصين في النظام الدولي. حاولنا الاتصال مع الواقع الموضوعي على أساس اعتبارات أخلاقيه. والواقع الموضوعي تغير بفضل توترات منتدى التعاون الصيني - السوفيتي والالتزام من جانب بكين بالتعايش.

لقد تغير الزمن ، ولكن هذه الاعتبارات الاخلاقية ما زالت قائمة. هل يتعين على الرئيس الأميركي القادم ان يطير الى طهران والجلوس مع محمود أحمدي نجاد؟

يعتقد البعض ان مجرد فعل الحوار سيغير التوتر. اعتقد ان المفاوضات لا تنجح إلا اذا كانت تعكس واقع موضوعي. المسالة الأساسية مع إيران هي مسألة ما اذا كانت تعتبر نفسها سببا أو كأمه. إذا كانت إيران تريد ان تكون أمة محترمة في المنطقة دون ادعاء سيطرة دينية او إمبريالية ، عندئذ نكون قادرين على التوصل الى شكل من أشكال التفاهم. لكن لن نصل الى هذا الهدف ما لم تدرك ايران ان هذا ليس فرصة تاريخية لاحياء أحلام المجد الفارسي .

والإيرانيين في حاجة آلي آن يشعروا بضغوط غربية للوصول آلي هذا الاستنتاج؟

نحن بحاجة الى مزيج من الضغوط والحوافز. وعلينا ان ندرك ان العقوبات غير المؤلمة تعد تناقض.

يبدو الآمر مثل لعبة العصا و الجزرة . أتعتقدون ان الرئيس الأميركي ألا يجتمع مع زعيم إيران إلا بعد عقوبات مؤلمة ؟

لست أبدا مع بدء مثل هذه الخطوة. لقد جلس نيكسون مع ماو بعد ثلاث سنوات من اول اتصال. واعتقد ان لقاء مع رئيس ايران يجب ان يكون فى نهاية العملية وليس فى البداية.

هل سينظر المؤرخون يوما الى الوراء ويكتبون : ان مغامره العراق منعت الولايات المتحدة من التركيز على التحديات الاستراتيجية الأخرى -- مثل التنامى السريع للهند والصين؟

اعتقد اننا نواجه ثلاثة تحديات حاليا : اختفاء القومية ؛ صعود الهند والصين ، وثالثا ، ظهور مشكلات وتحديات لا يمكن حلها عن طريق قوة واحدة ، مثل الطاقة والبيئة . نحن لا نملك الترف للتركيز على مشكلة واحدة ؛ علينا ان نتعامل مع الثلاثة جميعا وإلا لن ننجح في حل أي منها. إن صعود آسيا سيكون حدثا هائلا. ولكن لا يمكننا ان نقول اننا ينبغي لذلك ان نعلق تحديات أخرى ، مثل محاربة الإسلام الراديكالي.

هل حقيقة أن " الديمقراطيات الموجهة" مثل روسيا أو الصين حاليا اكثر نجاحا من الناحية الاقتصاديةفى تقويض جاذبيه ديمقراطية النمط الغربي؟ هل هذا نموذجا جديدا اكثر جذبا للشباب؟

مشكلة هذه الديمقراطيات هو آن لديها صعوبات كبيرة في حل مشكلة الخلافة. الصين الأقرب إلى حل هذه المشكلة اكثر من اي نظام أخر غير ديمقراطي. واعتقد ان النموذج الديمقراطي هو أفضل وأكثر دواما من اجل المستقبل ولكن ليس تلقائيا.إن الآمر يتوقف على رؤيتنا والتصميم.

اجمالي القراءات 2577
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق