الشنق في إيران يحقق "رقما قياسيا

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٢ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: BBC


الصباح الباكر في العاصمة الايرانية طهران.. ذراعان خشبيان يتم نصبهما في ساحة.. إنهما ذراعا المشنقة المؤقتة التي ستستخدم في الإعدام العلني.

تجمع حشد من الناس في الساحة التي سيجري فيها الإعدام.. بعضهم في حالة مزاجية جيدة. وبعضهم الآخر يستعد لالتقاط صور لهذه المناسبة بواسطة الكاميرا المزودة بها هواتفهم المحمولة. بل إن هناك طفلا أو اثنين بين الحشد.



وسط هذا المشهد اليومي الغريب ظهر الجلادان وأخذا يقومان بإعداد المشنقة والتأكد من متانة تركيبها، وقاما بربط الحبل إلى الذراعين الخشبيين.

وبعد قراءة الحكم، ظهر المذنبان. لقد أدينا بسرقة بنك وبجرائم قتل بينها قتل قاض في منطقة قريبة جدا من مكان تنفيذ الحكم في طهران.

لكن لا يبدو عليهما أي علامة للندم، بل إن الابتسامة لم تفارق وجه أحدهما حتى اللحظة الأخيرة بعد أن التف الحبل حول رقبته. وسرعان ما أزيح باب خشبي صغير في أسفل عارضة المشنقة فسقط جسد الرجل وأخذ ساقاه يتأرجحان.

وترك جسدا الرجلين معلقين في الهواء.. عبرة للآخرين.

"الإعدام ضروري"
في ظل حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد ارتفع عدد الإعدام شنقا ارتفاعا ملحوظا.

تقول منظمة العفو الدولية (أمنستي انترناشيونال) إن العدد ارتفع من 200 حالة شنق عام 2006 إلى 300 حالة عام 2007. وقد أعدم 30 شخصا شنقا منذ أوائل العام الجاري فقط.

وتقول الحكومة الايرانية إن الاعدام ضروري لردع المجرمين من القتلة وتجار المخدرات والمغتصبين.

يقول آية الله هدافي، أستاذ الشريعة الإسلامية المقيم في مدينة قم المقدسة: "إن العقاب في الإسلام قاس لأن فلسفة العقاب تتمثل في ردع الناس عن ارتكاب الجرائم".

ربما يؤدي هذا إلى تناقص عدد حالات الإعدام مستقبلا، إلا أن آخر حالة اعدام وقعت في الشهر الماضي.


الايرانيون احيوا ذكرى الثورة الاسلامية
وقد اصدر كبير قضاة ايران تعليمات بعدم تنفيذ أي حكم بالإعدام إلا بعد مصادقته الشخصية عليه.

ورغم ذلك يتم تجاهل تعليمات مشابهة بوقف عقوبة الرجم بالحجارة.

بتر الساقين
وقد رجم رجل بالحجارة في ايران العام الماضي بعد ادانته بارتكاب جريمة الزنا.

وتقول جماعات حقوق الانسان إن شقيقتين، هما زهرة وعازار كبيري، تواجهان حاليا العقوبة نفسها بعد ادانتهما بالزنا. وكل منهما أم لديها طفل واحد.

والأمر لا يتوقف فقط على هذه العقوبات، فقد حذرت شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام والمدافعة عن حقوق الإنسان، من عودة ظهور عقوبة البتر.

وقالت إنه جرى مؤخرا بتر أيدي وسيقان عدد من المجرمين في اقليم سيستان- بلوشستان.

وتقول عبادي إنها تعتقد أن هناك بعدا سياسيا يتعلق بارتفاع عدد حالات الإعدام في إيران. وتضيف: "إنني أرى أن هذه الوسيلة مقصودة لإشاعة الخوف عند الناس ودفعهم إلى التوقف عن توجيه أي انتقادات".

الليبراليون الغربيون
ولكن لا يبدو أن هذا النقد سيكون له تأثير كبير على الرئيس أحمدي نجاد.

فحكومته تتبنى التفسير الإسلامي المتشدد كوسيلة لإحياء الثورة والسيطرة على الناس. ومن الصعب التكهن بعدد الذين يؤيدون مثل هذه السياسة في إيران رغم أن هناك الكثيرين منهم بالتأكيد في أوساط أنصار الرئيس أحمدي نجاد من الفقراء الأكثر تشددا.

ومع الاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين للثورة الإسلامية تشعر الحكومة الإيرانية بالفخر باختلافها عن بلدان الغرب الليبرالية.

إنها تعيش على المواجهة مع الغرب، ليس فقط بشأن قضايا السياسة الخارجية، بل بشأن قضايا أساسية تتعلق بالدين والقيم الاجتماعية.

هذه الاختلافات مع الغرب تتمثل أكثر في العقوبات المشددة لمرتكبي الجرائم.

اجمالي القراءات 2417
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more