رفح: رمز عزلة قطاع غزة

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٤ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: BBC


تدمير أجزاء من الجدار الحدودي عند معبر رفح يظهر كثيرا من المشاكل والعقبات التي تعترض عملية السلام في الشرق الأوسط.

كانت الآمال في الأمس القريب أن يكون معبر رفح رمزا لبداية جديدة لقطاع غزة.

وما كان في البداية معبرا يراقبه الاتحاد ألأوروبي ليصبح صلة مفتوحة بين القطاع ومصر أصبح بالنسبة لكثيرين من الفلسطينيين رمزا آخر لعزلتهم و"سجنهم".



ويقع معبر رفح على أطراف بلدة رفح المتربة على الحدود الجنوبية الغربية من قطاع غزة.

وهو على الحدود بين الأراضي الفلسطينية ومصر. ويعمل القائمون على تشغيله وفق اتفاقية بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية تم التوصل إليها في تشرين الثاني/نوفمبر 2005، عشية "فك الاشتباك" أو انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين من قطاع غزة.

وكان من المقرر أن يقوم مراقبون ضمن هيئة باسم "مهمة المساعدة في الاتحاد الأوروبي" بمراقبة كيفية تشغيل المعبر. غير أن هذا الأمر أصبح نظريا منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في حزيران/يونيو العام الماضي.

وكان تدخل الاتحاد الأوروبي عاملا حاسما في ضمان التنفيذ الكامل للاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني بشأن الإجراءات الأمنية عند المعبر.

واتفق في البداية على أن يفتح المعبر لمدة خمس ساعات يوميا، على أن تزداد إلى 24 ساعة يوميا.

الاتحاد الأوروبي ينتظر
وفي حزيران/يونيو 2006 أغلق المعبر حين شنت القوات الإسرائيلية أول عملية لها في القطاع منذ فك الاشتباك، في رد ـ كما قال الإسرائيليون ـ على اختطاف مسلحين فلسطينيين لجندي إسرائيلي، وعلى إطلاق صواريخ على جنوبي إسرائيل. وظل المعبر حينها مغلقا بشكل كامل نحو شهرين.

وبقي المعبر مغلقا معظم الأحيان حتى تم تعليق عمله كاملا بعد تسلم حماس السلطة في قطاع غزة.

وفر المراقبون الأوروبيون في البداية طلبا للحماية، لدى اندلاع الاقتتال بين الفلسطينيين، ولم يعودوا منذ ذلك الحين.

إلا أن المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي تصر على أن مراقبيها لا زالوا في المنطقة على استعداد لإعادة فتح المعبر فور أن تسمح الأوضاع بذلك.

قلق مصري
ويظل المعبر مغلقا أمام تطلعات الفلسطينيين، ومستقبله غارقا في المعضلات السياسية، بين الفلسطينييين والإسرائيليين، وبين الفصائل الفلسطينية ذاتها، وبين مصر وإسرائيل.

فبالنسبة لإسرائيل ينظر إلى المعابر بكاملها من منظار أمني كوسيلة لممارسة ضغوط على قيادة حماس (رغم أنه من غير الواضح كيفية تأثير هذه الضغوط عمليا).

ويصر منتقدو هذه السياسة على أن النتيجة الوحيدة لازدياد عزلة قطاع غزة هو خلق معاناة جماعية، وجعل القطاع كالمرجل المضغوط بالإحساس بالقهر، ويقولون إنه يوما ما سينفجر.

وهذا هو مبعث قلق المصريين. وفي الحقيقة فإن لدى القاهرة أسبابها في رصد حركة الدخول والخروج من قطاع غزة والسيطرة على هذه الحركة.

وتسير القاهرة على حبل مشدود من الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل، وتخفيف معاناة أهل القطاع وعزلتهم، في نفس الوقت الذي تخشى فيه من انتشار النفوذ الايديولوجي لحماس بين الحركات المماثلة لها داخل مصر ذاتها.

MR-OL

اجمالي القراءات 3777
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق