مصريون وتونسيون يحتفلون في القاهرة بالإطاحة بالرئيس السابق :
خبراء: "الثورة" التونسية ستلهم الشعوب للتخلص من الإستبداد

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٤ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


خبراء: "الثورة" التونسية ستلهم الشعوب للتخلص من الإستبداد

لمتابعة أخر الأخبار أنقر على الصورة:

يحتفل عدد من المصريين والتونسيين في القاهرة بهروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي من البلاد في وقت أكد فيه خبراء أن الإنتفاضة الشعبية في تونس من أهم "ثورات العصر الحديث".


وصف خبراء سياسيون الإنتفاضة الشعبية التونسية، بأنها واحدة من أهم الثورات في العصر الحديث. وأكد عدد منهم أنها تأتي في توقيت تعاني فيه غالبية الشعوب العربية من القهر والإستبداد، معتبرين أنها تمثل "رسالة ملهمة" تؤكد إمكانية تحقيق إنتصارات على الأنظمة القائمة التي تستمد بقاءها في السلطة من الأساليب القمعية.

هذا وتشهد العاصمة المصرية القاهرة مظاهرة يشارك فيها المئات من مختلف التيارات السياسية أمام السفارة التونسية، إبتهاجاً بـ "انتصار الشعب التونسي". وردد المتظاهرون هتافات منها "يا مبارك يا مبارك.. الطيارة في انتظارك"، في إشارة إلى رحيل الرئيس التونسي السابق بن علي بطائرة إلى خارج البلاد، و "ارحل ارحل زي فاروق"، في إشارة إلى رحيل الملك فاروق عن مصر بعد إسقاط ثورة تموز- يوليو العام 1952 للنظام الملكي، ورحيل الملك على متن مركب إلى إيطاليا، و"تونس ولبنان والجزائر..ثورة واحدة شعب ثاير".

وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية عمار علي حسن رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستيراتيجية لـ"إيلاف": "ما شهدته تونس اليوم حدث غير مسبوق، يضاف إلى سجل الثورات التاريخية التي صنعتها الشعوب، فلم يشهد التاريخ سوى ثلاثة ثورات مهمة هي: الثورة الفرنسية في العام 1789، والثورة البلشيفية في العام 1917، و الثورة الإيرانية في العام 1979، وها هو الشعب التونسي يسجل اسمه في سجل الثورات الخالدة، بإنتصاره على واحد من أشرس الأنطمة القمعية في العالم الثالث وخاصة العالم العربي، ألا وهو نظام زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس بالقمع والقهر لأكثر من 23 عاماً".

وتابع حسن قائلاً: "يتشابه ما حدث في تونس، بما جرى في قرغيزستان منذ عدة سنوات، حيث زحفت الجماهير الغاضبة من تدني الأوضاع المعيشية، والقهر والإستبداد، إلى القصر الرئاسي، مطالبة الرئيس بالتخلي عن الحكم، فرد باستخدام الرصاص من جانب الجيش في قمع المتظاهرين، وسقط العديد من القتلى وإستمرت الإنتفاضة إلى أن أجبرت رأس النظام على الهروب إلى دول مجاورة".

وأشار حسن إلى أن: "نظام بن علي كان من أشد الأنظمة القمعية في العالم العربي، حيث كان يستخدم قوات الأمن في فرض سطوته على البلاد، ووضع القيود على وسائل الإعلام بشكل غير مسبوق، وكبل الحريات، ولم يستفد من النمو الإقتصادي الذي شهدته تونس في عهده سوى قلة من بطانة حكمه، في حين كان الشعب يعاني من البطالة والفقر، وعمل النظام كذلك على تدمير الأحزاب السياسية، والنقابات المهنية والعمالية، دون أن يدري إن كل ذلك سيولد الإنفجار في لحظة ما. و لما حانت تلك اللحظة التي انطلقت مع إنتحار بائع من خلال إضرام النار في جسده بالشارع، انتهزتها الطبقة العاملة فرصة، وعضت عليها بالنواجز، فاندلعت مظاهرات رفعت شعار "الخبز"، ثم تضامنت معها الطبقة الوسطى، مطالبة بالحرية، ورفعت المظاهرات شعار "الخبز والحرية"، واتسعت دائرة التضامن لتشمل أفراد من الشرطة والجيش، ولم يستطع بن علي السيطرة على الأوضاع بعد أن فقد السيطرة على الشرطة والجيش، فاتخذ قراره بالرحيل إلى خارج البلاد، مما يعتبر واحد من أهم انتصارات الشعوب خلال السنوات الـ 40 الماضية، التي لم تعرف فيها المنطقة العربية سوى الإنقلابات العسكرية أو التغيير من داخل الأنظمة الدكتاتورية نفسها".

وحول تأتثرات ذلك على الدول العربية، أوضح حسن "ستكون هناك تأثيرات عميقة على دول المنطقة، فهناك أخبار عن إنتقال العدوى إلى عدة بلدان، وقد نقلت بعض الصحف الغربية تسريبات تفيد بأن الأنظمة العربية "تضع يدها على قلوبها" خشية تكرار السيناريو نفسه لديها، لا سيما أن شعوبها تعاني من الظلم والقهر، وانسداد الأفق، وانعدام البدائل السياسية".

وفي ما يخص مصر، قال حسن "شهدت مصر إنتفاضة مماثلة وهي المعروفة بـ "إنتفاضة 18 و19 يناير" في العام 1977، حيث خرجت الجماهير غاضبة من إرتفاع أسعار السلع الغذائية، لكن الرئيس السادات إحتواها بذكاء شديد، حيث ألغى قرارات رفع الأسعار، فهدأت الجماهير، لاسيما أن السادات كان لديه رصيد رائع لديهم، لأنه صانع إنتصار أكتوبر في العام 1973".

وأضاف "وقد شهدت مظاهرات مماثلة في 6 أبريل من العام 2008، بمدينة المحلة وسقط فيها أربعة قتلى برصاص الشرطة. وكان من الممكن أن يسبق الجمهور المصري التونسي لو أحسنوا استغلال حادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، حيث خرجت مظاهرات حاشدة، في القاهرة والمحافظات، ولو التحمت معها القوى العمالية والسياسية، واستطاعت تحويلها من الحيز الطائفي إلى حيز آخر يربط بينها وبين ما يعانيه الشعب من قهر وتدني في الأوضاع المعيشية، نتيجة الفساد وسيطرة فئة صغيرة على مقدرات الأمة واقتصادها".

وأكد حسن أن "الثورة التونسية ستكون ملهمة لباقي الشعوب التي تعاني من القهر والاستبداد، لكنها قد لا تتكرر بحزافيرها، ولا يستطيع أي محلل سياسي على وجه الأرض توقع تكرارها في أي دولة أخرى، لأن الانفجار يحدث في لحظة".

بدوره، وصف جورج اسحق عضو الجمعية الوطنية للتغيير لـ"إيلاف" انتصار الشعب التونسي، واجبار بن علي على الرحيل خارج البلاد بأنه "شيء مبهج، ويثير الأمل لدى المصريين". وأضاف قائلاً "إن المظاهرة التي يقوم بها عدد كبير من المصريين أمام السفارة التونسية، ما هي إلا تعبير عن اشتياقهم للخبز والحرية. متوقعاً أن تنتشر عدوى الثورة التونسية إلى باقي شعوب المنطقة كما تنتشر النار في الهشيم، لأنها جميعاً وخاصة الشارع المصري، تعاني من الإحتقان، وتدني الخدمات التعليمية والصحية، والبطالة، والفقر والقهر والقمع".

وأعرب عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستيراتيجية لـ"إيلاف" عن سعادته بما حدث في تونس وقال "أول مرة أسمع خبر مفرح يأتي من العالم العربي منذ نحو أربعين عاماً، لا سيما أن جميع الأخبار كانت تحمل هزائم وانكسارات وأزمات أقتصادية وحروب ومشاحنات طائفية، وكانت الأخبار السعيدة التي تخص العالم الثالث تأتي من خارج المنطقة العربية".

وأضاف "رغم أن الشعب التونسي لم يتخلص نهائياً من الحزب الدستوري الحاكم، إلا أن أي نظام جديد لن يكون سيئاً كما هو الحال في النظام السابق، وسوف تكون هناك خطوات كبيرة نحو الديمقراطية والحرية، وتوجيه عائدات النمو الإقتصادي إلى الشعب، وليس إلى النخبة المحيطة بالنظام الحاكم".

ووفقاً للشوبكي، فإن الشعب التونسي وجه رسالة ملهمة إلى باقي الشعوب العربية، وقد لا تتحقق نتائجها في القريب العاجل. مستبعداً إمكانية تكرار السيناريو ذاته في مصر، وبرر ذلك بالقول: "هناك عدة عوامل تمنع ذلك، منها أن النظام في مصر يسمح بهامش حرية، ويسمح للجماهير بالتنفيس عن غضبها، ويتمثل ذلك في الإحتجاجات العمالية والإجتماعية والمطلبية التي تشهدها البلاد منذ نحو سبعة أعوام، في حين لم يكن مسموحاً بذلك في تونس، كما أن النظام في مصر يستخدم المؤسسات الدينية في تدعيم مواقفه، وتسكين الأوضاع، فهناك تيارات سلفية تدعو للحاكم بطول البقاء، وتعتبر أن طاعة ولي الأمر واجبة، وتقوم الكنيسة بدور مشابه، وهو لم يكن موجوداً في تونس فالنظام كان علمانياً، إستطاع القضاء على جميع التيارات السياسية، ومنها التيار الإسلامي المعتدل، لكن هناك إحتمالات حدوث مشاكل وفوضى بسبب الفقر وتحلل مؤسسات الدولة، وشبح الإرهاب الذي عاد ليطل برأسه من جديد".

 
اجمالي القراءات 2790
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق