تكفير القائل بدوران الأرض

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٥ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصري اليوم


 

تكفير القائل بدوران الأرض

  بقلم   خالد منتصر    ٥/ ٩/ ٢٠١٠

وصلتنى رسائل عديدة بعد نشر مقال «الوهابية تشوه الإسلام» تهاجمنى وتدافع عن الفقيه السعودى ابن باز وتتحدانى أن أنشر مصدر فتوى تكفير من قال بدوران الأرض وسكون الشمس، وبرغم أننى قد عاهدت نفسى على عدم الخوض فى جدل عقيم مع رافضى الحوار كارهى المنطق مكفرى البشر، فإننى قررت أن أنشر لهم هذه الوثيقة لأن غرضى ليس إقناع هؤلاء المتزمتين فهم حالة مستعصية، ولكن غرضى هو إيقاظ فريضة التفكير من غفوتها، وإحداث صدمة كهربائية لعقول حزب السلبيين الصامتين الحائرين الذين يستمعون للفكر السلفى المتطرف ويحسون بأن ثمة خطأ منطقياً فكرياً فيه ولكنهم لا يمتلكون الأدوات الفكرية اللازمة لتفنيده، وهذا الحزب الصامت الضخم الحائر بين شاطئين هو الذى أتوجه إليه بالكتابة والإقناع.

الفتوى صدرت ١٩٧٦ وتقول بالنص «إنَّ القول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض دائرة هو قولٌ شنيعٌ ومنكر، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل، ويجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتدا، ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين»!!،

 تم توثيق هذه الفتوى وبيان أسبابها فى كتاب «الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب» تأليف عبدالعزيز بن باز والصادر عن مكتبة الرياض الحديثة بالبطحاء، وكل ما سأنقله هو من الطبعة الثانية ١٤٠٢ هجرية، يقول ابن باز فى صفحة ٢٣: «وكما أن هذا القول الباطل - يقصد ثبوت الشمس ودوران الأرض- مخالف للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس ومكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس مسلمهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة وغاربة ويشاهدون الأرض قارة ثابتة ويشاهدون كل بلد وكل جبل فى جهته لم يتغير من ذلك شىء، ولو كانت الشمس تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال والأشجار والأنهار والبحار لا قرار لها، ولشاهد الناس البلدان المغربية فى المشرق والمشرقية فى المغرب ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقرّ لها قرار وبالجملة فهذا القول فاسد»،

وانطلاقاً من هذا العرض، فقد أفتى فى الصفحة نفسها بما يلى «ومن قال هذا القول فقد قال كفرا وضلالا لأنه تكذيب لله، وتكذيب للقرآن وتكذيب للرسول لأنه عليه الصلاة والسلام قد صرح، فى الأحاديث الصحيحة، بأن الشمس جارية وأنها إذا غربت تذهب وتسجد بين يدى ربها تحت العرش، كما ثبت ذلك فى الصحيحين من حديث أبى ذر -رضى الله عنه -وكل من كذب الله سبحانه أو كذب كتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا مرتدا ويكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم».

للأسف الشديد فرض ابن باز قراءته وتفسيراته الخاصة للقرآن لتدعيم وجهة نظره، وأخذ يستخدم فى هذا الكتاب آيات ويوظفها توظيفاً خاطئاً مثل استخدامه لآية «والشمس تجرى لمستقر لها» و«ألم نجعل الأرض مهاداً»، كما استخدم الكهنة من قبل آية «المسكونة لا تتزعزع» من الكتاب المقدس لمحاكمة جاليليو.

التاريخ يكرر نفسه، لكن الفرق أن أوروبا تعلمت من التاريخ واعتذرت لجاليليو، ونحن لم نتعلم بل سلمنا عقولنا لابن باز!

اجمالي القراءات 4787
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق