5 ملايين "يتيم وأرملة" يواجهون أوضاعاً صعبة في العراق

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٤ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية نت


5 ملايين "يتيم وأرملة" يواجهون أوضاعاً صعبة في العراق

رواتب متدنية لا تكفي لإعالتهم

5 ملايين "يتيم وأرملة" يواجهون أوضاعاً صعبة في العراق

 

   
جانب من الدورات التدريبية
 
جانب من الدورات التدريبية

 

بغداد - أ ف ب

تواجه حوالي مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم أوضاعا صعبة اقتصاديا واجتماعيا في العراق حيث تخصص الحكومة رواتب متدنية جدا لا تكفي لإعالتهن، ما يدفع بعضهن إلى دورات تأهيل تتولاها منظمات أهلية للحصول على عمل.

وتقول سلمى جابو مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة إن "الجهاز المركزي للإحصاء يؤكد وجود حوالي مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم ومشكلة الأرامل حلقة أساسية ضمن مصاعب اجتماعية تنامت في المجتمع بسبب الحروب وما تلاها من ظروف اقتصادية".

ويبلغ عدد سكان العراق حوالي 30 مليون نسمة.

أرامل يتدربم على مهارات الكمبيوتر

وتحذر جابو الناشطة في الحركة النسائية من "التأثيرات السلبية لهذه الفئة على المجتمع نظرا لتنامي أعدادها فالأرامل فئة مسحوقة بسبب معاناتها الكبيرة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا".

وتضيف أن "المشكلة بدأت بسبب الحروب التي خاضها العراق ثم تعاظمت بعد التغيير العام 2003 حتى يومنا هذا مع تصاعد العنف وازدياد حدة الصراع الطائفي".

وتشير جابو إلى أن "الأرملة بعد خسارة معيلها تضطر إلى اللجوء لعائلتها التي تعاني هي الأخرى من عوز مالي ما يؤدي إلى ازدياد العنف ضدها أو قيامها بإرسال أطفالها إلى العمل بدلا من المدارس، أو قد تلجأ إلى بيع نفسها والتحول إلى عاهرة".

وتتابع أن استقرار الوضع الاقتصادي للعائلة "ضروري جدا من أجل تربية الأطفال".

عودة للأعلى

الأعراف الاجتماعية والنظرة للأرملة

وردا على سؤال حول تأثير الأعراف الاجتماعية على وضع الأرملة، توضح جابو أن "هناك نظرة دونية بالنسبة للمرأة حتى أن المرأة نفسها تعتقد أنها أقل شأنا من الرجل".

وتضيف أن "المرأة تشكل أكثر من نصف المجتمع مما يعني أن عملية التنمية تعتمد اعتمادا كبيرا على النساء وإلا فإن المجتمع سيتراجع بشكل كبير، فالنهوض بالمرأة وتأهيلها أمر ضروري لمعالجة جميع الظواهر السيئة".

وتؤكد جابو أن "تحرر المرأة اقتصاديا سيحرك العملية الاقتصادية والانتاجية والثقافية والاجتماعية في المجتمع، ولكي تربي جيلا يجب أن تتمكن اقتصاديا لكي تفكر بشكل سليم".

وتختم أن "وزارة العمل تقدم مساعدة مالية للأرملة لا تتجاوز 150 ألف دينار شهريا (130 دولاراً) أي ما يكفي لسد بعض الثغرات البسيطة. يجب أن يكون هناك تعاون بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني للارتقاء بمستواها التاهيلي للحصول على عمل".

عودة للأعلى

راتب شهري بسيط

أرامل يتدربن على المهارات المهنية

وفي حين يقتصر دعم الدولة على تخصيص راتب شهري بسيط، تتولى بعض منظمات المجتمع المدني فتح مراكز لتدريب الأرامل إيمانا منها بأن دعمها اقتصاديا هو الحل الملائم لجميع مشاكلها.

وفي هذا السياق، تقول سهير علي مسؤولة إدارة "مركز تدريب وتطوير الأرامل" في منطقة المسبح، وسط بغداد، إن "غاية المركز تدريب وتطوير الأرملة لكي تكون مؤهلة للعمل والاعتماد على نفسها اقتصاديا أولا وقبل كل شيء".

وتضيف المسؤولة عن المركز الذي يعمل ضمن أنشطة منظمات المجتمع المدني "فتحنا ورشا تدريبية في التمريض والكمبيوتر والخياطة واللغة في مركزنا. وتستفيد الأرملة من تعلم إحدى هذه الاختصاصات للاعتماد على نفسها".

وتوضح "يبلغ عدد المستفيدات 1850 أرملة يخضعن لدورات مدتها شهران تضم كل منها بين 40 إلى50 متدربة يتلقين دروسا ثلاثة أيام في الأسبوع بين التاسعة والثانية عشر ظهرا. وتتقاضى الأرملة ستة آلاف دينار (5 دولارات) عن كل يوم تحضره ككلفة نقل نظرا للظروف الصعبة التي تعيشها".

من جهتها، تقول الأرملة مها شاكر (26 عاما) التي قضى زوجها إبان العنف الطائفي عام 2006 وعادت للعيش عند والدها "أشعر بالسعادة في المركز فهو الأمل الذي طالما تمنيته. لا أريد أن أكون عالة على أحد وأرغب في الخروج من العزلة التي أعيشها لأختلط بالآخرين".

وتضيف "أمنيتي منذ الصغر أن أتعلم الخياطة وقد تحقق ذلك بالتحاقي بالمركز لأجد عملا يعيلني ويساعد أهلي الذين طالما ساندوني".

عودة للأعلى

دورات خياطة

أرملة مع ابنها وهي تعمل في التطريز

أما عبير سالم (28 عاما)، فقد توفي زوجها العام الماضي في حادث سير تاركا طفلين وانتقلت للإقامة مع والدها ليصبح مسؤولا عن إعالتها مع ولديها.

وتقول "انوي بعد إكمال الدورة أن أبدأ مشروعا بسيطا للخياطة في منزلي لأنني أفضل أن أكون قرب أطفالي. حلمي أن أعتمد على نفسي ماديا لأتمكن من إعالة أطفالي وأكون قوية أمامهم بدلا من أن يروني عالة".

بدورها، تقول شذى العامري (38 عاما) الحائزة على بكالوريوس في الكيمياء وترملت العام 2008 عندما قضى زوجها في تفجير تاركا ثلاثة أولاد إن "المعاناة كبيرة (..) بعد أن أنهي التأهيل سأحاول الحصول على عمل لأثبت لأولادي أنني ما أزال قوية".

من ناحيتها، لم تجد ضمياء قاسم (36 عاما) وهي أم لثلاثة أولاد فقدت زوجها في تفجير العام 2005 سوى منزل والدها لتلجأ إليه.

وتقول ضمياء "أتمنى الاعتماد على نفسي لتلبية حاجات أولادي فطالما رغبوا في أشياء لم يكن بمقدوري شراؤها وكنت أقضي الليل باكية".

اجمالي القراءات 4379
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق