فورين بوليسي: خوف الرئيس مبارك من فوز البرادعي يجعله يرفض تعديل الدستور

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٨ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


فورين بوليسي: خوف الرئيس مبارك من فوز البرادعي يجعله يرفض تعديل الدستور

فورين بوليسي: خوف الرئيس مبارك من فوز البرادعي يجعله يرفض تعديل الدستور
الجمعة, 7-05-2010 - 4:49الجمعة, 2010-05-07 16:48 | أحمد بدر
 

جمال مبارك يواجه أزمتين .. مرض الرئيس الذى قد يوقف سيناريو التوريث.. ومحمد البرادعى


صعود جمال مبارك للسلطة بأى طريق غير الانتخابات سيجعل سلطاته أقل كثيرا من سلطات أبيه
من الممكن ألا يخوض البرادعى الانتخابات .. ولكنه سيدفع المصريين للعصيان المدنى لاسقاط النظام

تحت عنوان "المكائد السياسية الجديدة فى مصر" قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية فى تقرير لها أمس -الخميس- أنه على الرغم من أن مصر لعبت خلال السنوات الأخيرة دورا قياديا فى المنطقة وأنها لم تعانى من أضرار التباطؤ الاقتصادى العالمى مثلما حدث لعدد من الدول النامية وبدت الأمور فيها هادئة الى حد ما، الا أن السطح أخفى الكثير من التوترات الداخلية التى كان سببها الرئيسى قرب انتهاء فترة حكم الرئيس مبارك، وهو الأمر الذى أصبح مثار اهتمام الجميع فى مصر.

وقالت المجلة الأمريكية فى تقريرها- الذى نشرته فى موقعها على شبكة الانترنت- أن المثير للاهتمام فى حكم الرئيس مبارك هو الاستعدادات التى بذلت لدعم جمال مبارك – نجل الرئيس- فى الوصول الى السلطة – بدعم والده والمؤسسة العسكرية- بداية من تعديل الدستور عام 2007 لتمهيد الطريق له للترشح لمنصب الرئيس وحتى اقناع أعلى السلطات السيادية – العسكرية- بأن الاصلاحات الاقتصادية التى سيجريها جمال مبارك لن تؤثر على المصالح الاقتصادية أو التأثير السياسى لها.

وأضافت المجلة الأمريكية الشهيرة أنه خلال الشهور القليلة الماضية برز أمرين – تطورين- أربكا الحسابات الحكومية بشأن المستقبل، أولها أن الرئيس مبارك الذى بلغ من العمر 82 عاما بدأ يعانى من المرض مما قد يدفعه الى مغادرة السلطة لأسباب صحية أو تداهمه الوفاة قبل أن يكتمل سيناريو اتفاق تمرير السلطة لجمال مبارك، وثانيهما أن الدكتور محمد البرادعى عاد الى مصر مفاجئا الجميع بكونه لاعبا مستقلا فى الساحة السياسية المصرية.

ورأت فورين بوليسى الأمريكية أن الأيام الأخيرة شهدت المزيد من المكائد، حيث أن الضغط يتزايد بشكل غير مسبوق على الرئيس مبارك لكى يحدد ما يريد أن يفعله فى المستقبل، مشيرة الى أن الطريق الأكثر أمنا الذى يجب على الرئيس مبارك أن يتبعه هو أن يعين نائبا للرئيس من دائرة المقربين له، مثل اللواء عمر سليمان مدير المخابرات أو الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وهو ما اعتبرته أمرا من شأنه أن يهدئ الجميع، الا أن الرئيس مازال مترددا فى اتخاذ مثل هذه الخطوة الحاسمة.

وأوضحت المجلة الأمريكية فى تقريرها أن الرئيس مبارك مطالب حاليا باتخاذ قرار يطالب فيه الحكومة بتعديل الدستور المصرى ليجعل الطريق الى  انتخابات رئاسة الجمهورية أكثر انفتاحا ونزاهة وحتى يتيح الفرصة للحصول على انتخابات حقيقية، الا أن شعبية الدكتور محمد البرادعى – الحاصل على جائزة نوبل للسلام- بين المصريين واحتمال أن يفوز فى أى انتخابات رئاسية نزيهة تجعل من غير المرجح أن يتخذ الرئيس مبارك مثل هذا القرار.

وتوقعت فورين بوليسى الأمريكية أن الرئيس مبارك – كنتيجة للتهديد الذى يشكله البرادعى على سيناريو التوريث أو احتمال فوزه فى أى انتخابات ضد الرئيس أو ابنه- سينحى كل التساؤلات حول حالته الصحية جانبا وسيعلن نيته خوض الانتخابات الرئاسية عام 2011 لفترة رئاسية جديدة.

وأوضحت المجلة الأمريكية ان احتمال أن يترشح الرئيس مبارك لفترة رئاسية جديدة من شأنه أن يضع جمال مبارك فى مأزق حرج، كما أن ارتفاع شعبية محمد البرادعى يثير القلق داخل المؤسسة العسكرية من أن جمال مبارك ليس المرشح الأقوى، وهو ما قد يجعل الجيش يتحرك للسيطرة على مقاليد الأمور، وهو ما اعتبرته المجلة خطوة جريئة قد تضر بالعلاقات مع واشنطن، مشيرة الى احتمال أن يسمح لجمال مبارك بالترشح والفوز بالسلطة ولكنه سيجد نفسه يملك سلطات أقل كثيرا من سلطات أبيه.

وأشارت فورين بوليسى الأمريكية الى أنه بغض النظر عمن يمكن أن يخلف الرئيس مبارك فى السلطة، فأن محمد البرادعى أصبح يملك دعم وتأييد الكثير من المصريين وخاصة الفقراء منهم والذين يشكلون غالبية لا بأس بها من تعداد السكان فى مصر، الى جانب بعض المفكرين وبعض ممثلى الطبقات الأخرى، مؤكدة أن البرادعى اتبع طريقا أقل تصادمية من ذلك الذى اتبعته جماعة الاخوان المسلمين مع الحكومة.

واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها مؤكدة على أن الدكتور محمد البرادعى من الممكن ألا يخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل الا أنه وأنصاره مصممين على لعب دور هام فى الضغط من أجل مستقبل مصر السياسى، مشيرة الى انه يسعى لدفع المصريين لخوض تجربة العصيان المدنى، وهى تجربة لن تهدم البنية السياسية المصرية على الفور وانما سيكون لها تأثير كبير خاصة وأن مصر لم تشهد منذ سنوات طويلة رئيسا ضعيفا – نسبيا- وحركة معارضة قوية، معتبرة أن هذه الخطوة ستكون شكلا جديدا يمكن التنبؤ به يزعزع أكثر أنظمة العالم المستبدة استقرارا.

Share/Save
اجمالي القراءات 3217
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more