" مسجد صغير فى البرارى" أحدث مسلسل يعرضه التليفزيون الكندى

مسعد حجازى Ýí 2007-01-24


'"> أعتز بهويتى الإسلامية وأرتدى الحجاب وأمارس حريتى الكاملة فى التعبير

 

- أفضل تجمع إسلامى فى العالم هو الموجود فى كندا

 

مسعد حجازى من كندا

 

فى سابقة هى الأولى من نوعها فى شمال أمريكا، وبعد حملة دعائية كبيرة ومكثفة لفتت أنظار مختلف وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية بدأ التليفزيون الكندى فى التاسع من يناير الجارى عرض الحلقة الأولى من مسلسل كوميدى جديد يهدف إلى كشف وتغيير الصور النمطية السلبية Negative stereotyping عن الإسلام والمسلمين لدى الكنديين والغربيين بصفة عامة.

المزيد مثل هذا المقال :

 

المسلسل الجديد إسمه " مسجد صغير فى البرارى" أو Little Mosque on the Prairie وهو إنتاج مشترك بين شركة " ويست ويند بيكتشرز" ( قطاع خاص) وشبكة السى بى سى الإخبارية الكندية – أكبر شبكة إخبارية إذاعية وتليفزيونية فى كندا، وهى مملوكة بالكامل للحكومة الكندية، ويغطى إرسال محطاتها جميع أنحاء كندا من المحيط الأطلنطى شرقا إلى المحيط الهادى غربا ، وقد عرضت السى بى سى الحلقة الأولى منه ومدتها نصف ساعة فى الثامنة والنصف من مساء الثلاثاء الماضى ، ثم أعادتها فى اليوم التالى فى الثامنة مساء وهو وقت الذروة Prime Time الذى يتجمع فيه أكبر عدد من مشاهدى التليفزيون لمشاهدة مختلف البرامج والمسلسلات الدرامية والكوميدية ، وقد أفادت تقارير للرصد والمتابعة التليفزيونية أن الحلفة الأولى من المسلسل حققت رقما قياسيا فى متوسط عدد المشاهدين الكنديين حيث إقترب من مليونين ومائة الف مشاهد ( 2,090000)، وبذلك يكون قد تفوق على أنجح مسلسل جماهيرى يعرض حاليا هو " كورنر جاز" الذى يذاع على شبكة تليفزيون الـ سى. تى. فى CTV – أكبر شبكة إخبارية تجارية وخاصة فى كندا.

 

المسلسل من تأليف كاتبة كندية شابة ومسلمة هى " زرقا نواز " ومن إخراج مايكل كيندى، ويشترك فى بطولته عدد من الممثلين الكنديين من نجوم المسرح والتليفزيون أشهرهم الممثلة المعروفة " شيلا مكارثى"، وهى ممثلة مسرح وتليفزيون وسينما وإشتركت فى العديد من الأفلام السينمائية الكندية والأمريكية الشهيرة طوال العقدين الماضيين.

 

ويعد إختيار إسم المسلسل إستثمار تسويقى بدرجة إمتياز لأنه يشبه إسم مسلسل آخر أمريكى ناجح كان قد عرض فى بداية السبعينات من القرن الماضى واستمر عرضه نحو 9 سنوات بطولة النجم الأمريكى (الراحل) مايكل لاندون الا وهو مسلسل " بيت صغير فى البرارى" أو Little House on the Prairie من تأليف الكاتبة الأمريكية الشهيرة " لورا آنجلز وايلدر" ، وبإستثناء الإسم لا يوجد أى تشابه بين المسلسلين الكندى والأمريكى من حيث الخط الدرامى، حيث أن الأول هو مسلسل كوميدى والثانى درامى يعتمد على كتاب لورا آنجلز " منزل صغير فى البرارى" الذى يعرض لقصة حياتها وسيرتها الذاتية ، ورحلة إنتقالها وهى طفلة مع أسرتها من ولاية ويسكونسن حيث ولدت إلى كنساس فى الربع الأخير من القرن التاسع عشر.

 

شخصيات المسلسل الرئيسية:

 

تدور أحداث المسلسل الكوميدى الكندى " مسجد صغير فى البرارى" حول 9 شخصيات رئيسية، ويستطيع القارىء أن يكون فكرة عن الخط الدرامى للمسلسل من خلال تقديم نبذة عن كل شخصية من الشخصيات الرئيسية التالية:

 

- عمار راشد:

شاب كندى مسلم أسمر البشرة من أصل باكستانى ، بعد مروره بتجربة روحية خاصة يقرر أن يتخلى عن مهنة المحاماة التى إشتغل بها عدة سنوات فى مدينة تورونتو ـ أكبر مدينة كندية ليقبل وظيفة " إمام " لمسجد إسلامى صغير فى بلدة صغيرة تسمى " ميرسى" أو الرحمة تقع فى البرارى فى مقاطعة " سسكاتشوا" فى وسط كندا،.. ويقوم بهذا الدور الممثل " ذائب الشيخ".

 

- عمدة البلدة "آن بوبوفيتز": وهى إمرأة فى أوائل الخمسينات من العمر من أصل أنجلوسكسونى أو " WASP " ، .. شخصية كاريكاتيرية هوائية يصعب التنبؤ بتصرفاتها وردود أفعالها، وهى لا تعارض الزيادة المطردة لعدد أفراد الجالية الإسلامية فى البلدة طالما أن أفرادها سيصوتون لصالحها فى الإنتخابات البلدية، وتقوم بهذا الدور الممثلة الكندية " ديبرا ماكجراث".

 

- القس " دنكان ماكجى": قسيس كنيسة البلدة من الطائفة الأنجليكية، التى تعانى من نقص متزايد فى الرواد والمصلين من المسيحيين، وهو فى أواخر الخمسينات من العمر، قلبه مفعم بدفء المشاعر الإنسانية وروح التسامح، ولا يجد غضاضة على الإطلاق فى تأجير إحدى القاعات الكبيرة فى الكنيسة إلى أفراد الجالية الإسلامية فى البلدة كى يتخذونها مسجدا لهم، فهو يرى أن هذا من شأنه أن يعمل على تعزيز وتقوية التفاهم الدينى، وأيضا مساعدته فى دفع فواتير النور والكهرباء والمياة الباهظة على الكنيسة، ويقوم بالدور الممثل الكندى " ديريك ماكجراث".

 

- ياسر حمودى: كندى مسلم من أصل لبنانى، فى الأربعينات من العمر، ويعتبر الزعيم الفعلى للجالية الإسلامية فى بلدة " ميرسى" أو الرحمة، ويمتلك شركة صغيرة للبناء، وهو الذى قام بتأجير مسجد ميرسى من الكنيسة، ومن داخل المسجد يدير شركته الخاصة على إعتبار أن " العمل عبادة"، حياة ياسر حمودى فى مجملها عبارة عن توازن دقيق بين ما هو علمانى دنيوى وما هو دينى روحانى، وهو يبذل قصارى جهده فى أن ينأى بشخصيته عن صفات الأنانية والجشع وعدم الأمانة، وهو حقا يحب زوجته سارة وإبنتهما رايان، والجالية الإسلامية فى البلدة، ويلعب هذا الدور الممثل " كارلو روتا".

 

- سارة حمودى: زوجة ياسر ، إمرأة كندية بيضاء البشرة، ولدت ونشأت فى البرارى كأى إمرأة مسيحية ثم تحولت إلى الإسلام عن إقتناع بعد فترة من زواجها من ياسر حمودى، وهى تعمل كمسئولة علاقات عامة فى مكتب عمدة البلدة، ويقدمها المسلسل كشخصية أكثر ورعا وتدينا من زوجها لكن أقل تقوى وورع من إبنتهما الوحيدة رايان، وهى تتمنى لإبنتها أن تعثر على " بوى فريند" لطيف ومناسب ، وتعتبر سارة همزة الوصل أو جسر التفاهم بين أفراد الجالية الإسلامية وباقى سكان البلدة من المسيحيين، .. وهو جسر يبدو أنه سوف يكلفها الكثير من المتاعب ورسوم العبور، وتلعب هذا الدور الممثلة الكندية المعروفة " شيلا مكارثى".

 

- رايان حمودى:الإبنة الوحيدة لياسر وسارة ، جميلة وجذابة ، تبلغ من العمر 25 عاما، وتعمل طبيبة، تحولت إلى الإسلام أثناء دراستها فى الجامعة، وهى تحرص على إرتداء الحجاب والزى الإسلامى، تفكيرها تقدمى وتعتز بأنها إمرأة ومسلمة ودكتورة، وتلعب الدور الممثلة "سيتاره هيوويت" وهى كندية من أصل ويلزى وباكستانى.

 

- بابر صديقى: كندى من أصل باكستانى ـ فى الخمسينات من العمرـ يقوم بتدريس الإقتصاد فى إحدى الكليات القريبة من البلدة، ويعد أكبر مسلم محافظ على التقاليد فى الجالية الإسلامية فى بلدة ميرسى، ويعتبر نفسه حامى حمى الإسلام، وهو يؤمن إيمانا شديدا بأهمية الإختلاف والتعددية وبقيم الإخاء والتسامح طالما أنها جميعا تطبق وفق شروطه ومفهومه هو للدين، وقد كان بابر هو الإمام لمسجد ميرسى قبل أن يتم إستبداله بالإمام الجديد عمار راشد، ويؤدى هذه الشخصية الممثل " مانوج سوود".

 

- فاطمة دينسا: كندية مسلمة من أصل نيجيرى فى الأربعينات من العمر، صاحبة المطعم الذى يلتقى فيه عدد من سكان البلدة كل مساء للعشاء والسمر، وهى إمرأة جادة تتمتع بشخصية قوية ومع ذلك لا تفتقد روح الدعابة والفكاهة، وهى إذا كانت تحرص على إرتداء الزى التقليدى النيجيرى إلا أن ثقافتها الغالبة هى الثقافة الكندية فهى تقدم فى مطعمها أجود أنواع لحم الخنزير لمن يطلبه من الزبائن الغير مسلمين ، وتلعب الدور الممثلة " أرلين دنكان".

 

- فريد تبر: وهو مذيع فى راديو الإذاعة المحلية لبلدة ميرسى ، إتجاهه السياسى يمينى متطرف، نسخة مصغرة من المذيع الأمريكى اليمينى " روش لامبو" ،.. يقدم فريد أو فريدريك برنامج إذاعى يومى بعنوان" إصحوا يا ناس" يثير من خلاله شكوك سكان البلدة من النمو المطرد لعدد أفراد الجالية المسلمة ويحذرهم من أخطار هذا النمو، وعندما يتهمه البعض بالعنصرية وعدم التسامح يرد عليهم بأنه يقول كل الأشياء التى لا يريد الناس سماعها، لكن بعيدا عن الميكرفون وفى تعاملاته اليومية مع الناس فهو يبدو كشخص آخر تماما.. إنسان مؤدب، مهذب يحترم الآخرين ويعاملهم بلطف ورفق ، ورغم أنه يمينى متطرف وعنصرى إلا أنه واقع " لشوشته" فى حب فاطمة النيجيرية الكندية صاحبة المطعم لكنه حب من طرف واحد.، ويقوم بدور المذيع الممثل نيل كرون.

 

- مؤلفة مسلمة:

 

- مؤلفة المسلسل كما ذكرنا فى بداية المقال هى زرقا نواز ـ كاتبة شابة كندية مسلمة ، ومخرجة أفلام تسجيلية قصيرة ـ ولدت فى ليفربول فى المملكة المتحدة لآب باكستانى ثم هاجرت إلى كندا مع عائلتها وهى طفلة صغيرة، واستقرت الأسرة فى تورونتو، وبعد أن أنتهت زرقا من دراستها وإشتغالها عدة سنوات بعد التخرج تزوجت وأنجبت طفلتين، وفى عام 1995 إنتقلت مع أسرتها من تورونتو إلى مدينة " ريجاينا" عاصمة إقليم " ساسكاتشوا" – إنتقلت من أكبر مدينة فى كندا إلى إقليم البرارى الكندية.

 

- فى الحقيقة أن موضوع المسلسل ـ الصور النمطية السلبية لدى الكنديين والغربيين عن العرب والمسلمين – موضوع قديم تناوله العديد من الناشطين العرب والمسلمين المهاجرين فى كل من كندا والولايات المتحدة بما فيهم كاتب هذه السطور سواء من خلال كتابة مقالات فى الصحف الكندية أو من خلال برنامج تليفزيونى أسبوعى كنت أعده وأقدمه فى الثمانينات من القرن الماضى، ورغم كل جهود الناشطين المضنية لتغيير هذه الصور النمطية السلبية وتوضيح الحقائق، والتى أثمرت تقدما لا بأس به جاءت الأحداث المأساوية فى الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 لتعصف بها بين يوم وليلة وتذهب بتلك الجهود أدراج الرياح، والتصقت صفات العنف والإرهاب بالعرب والمسلمين بصورة خطيرة فى أذهان معظم الغربيين، ولذا فقد كان من الضرورى أن أتعرف أكثر على مؤلفة المسلسل زرقا نواز وعلى أفكارها ورؤيتها وتناولها لهذا الموضوع القديم الجديد، وفى حديث خاص مسجل عبر الهاتف سألتها فى البداية عن الأسباب والدوافع التى دفعتها لكتابة المسلسل فقالت:

 

- فى الواقع أننى دائما أشعر بالحزن والأسى إزاء الصور النمطية السلبية التى تعرض فى الغرب عن المسلمين كبشر، فهم ينظر إليهم على أنهم قوم أشرار لا يعرفون سوى العنف والإرهاب، وأن النساء المسلمات يتعرضن لكل أنواع الأذى على يد الرجال، كما أشعر بالغضب لصورة المرأة المسلمة فى كافة وسائل الإعلام – الميديا - ، وكما تعرف فإن الجالية الإسلامية فى كندا جالية كبيرة ( أكثر من 650 ألف مسلم) تضم أناس من مختلف الألوان والجنسيات والثقافات من كل أنحاء العالم، وشأنهم شأن باقى الجاليات الأخرى فيهم الصالح والطالح، ونحن كجالية إسلامية توجد أيضا عندنا روح الدعابة والفكاهة ونحب المرح والضحك حتى على أنفسنا، لكن هذا الجانب الذى يخلو من العنف والغضب والكراهية لا يراه الناس فى الغرب ولا يعرفوا عنه أى شىء، فوجدت أنه يتعين علينا كمسلمين أن نعرض عليهم هذا الجانب ونبرزه، وأردت أن أستفيد بخبراتى الحياتية ومشاهداتى وملاحظاتى كإمرأة كندية مسلمة نشأت وكبرت وتعلمت فى كندا ، وأنا سعيدة لأنى نشأت فى كندا وتكيفت جيدا مع المجتمع ، وأشعر بالفخر والإعتزاز كإمرأة مسلمة تعيش فى كندا تمارس حريتها فى التعبير وتذهب إلى المسجد للصلاة وتعتز بهويتها الإسلامية,... الحقيقة وجدت فى كل هذا مادة خام جيدة لكتابة مسلسل كوميدى، وأنا منذ منتصف التسعينات وأنا أكتب أعمال كوميدية وقد حظى الكثير منها بإستحسان وقبول الكثيرين من المسلمين الكنديين، .. كنت أعرف أن لدى القدرة على سد الفجوة الشاسعة من سوء الفهم بين الجاليتين: المسلمة والغير مسلمة لأنى كندية وكبرت فى كندا لكن فى نفس الوقت أيضا أنا مسلمة ولا يرضينى أن أكتفى فقط بكونى مجرد إمرأة مسلمة ترتدى الحجاب، .. ولأننى كما قلت من قبل أحب دينى وفخورة بإسلامى وأنتمى لديانة عظيمة، .. إذن أنا أتيت من بيئة جيدة وصالحة .. بيئة تجعلنى أشعر بالإرتياح والفخر بهويتى الكندية وهويتى الإسلامية وبالتالى قادرة على أن أقدم عمل كوميدى يقرب الفجوة بين الجاليتين.

 

- من حيث المبدأ لا شك أن إختيارك لتناول قضية الصور النمطية السلبية فى الغرب عن الإسلام والمسلمين من خلال أسلوب وشكل كوميدى إختيار موفق وذكى من شأنه أن يجذب عدد كبير من المشاهدين الكنديين، لكن فى نفس الوقت أعتقد أنك تتفقين معى فى أن الموضوع الذى تتعرضين له هو فى الأصل موضوع سياسى ودينى ملبد بكثير من الألغام والمتفجرات، فهل وضعت ذلك فى الحسبان، وهل أنت مستعدة لمواجهة بعض ردود الأفعال التى قد تصدر عن جماعات لها أجندات خاصة سياسية أو دينية ،... جماعات قد تنظر إلى الموضوع بحساسية مفرطة وتنسى أنه مسلسل كوميدى؟

 

- أعتقد أن موضوع المسلسل ليس السياسة وإنما العلاقات بين الناس،.. بين أزواج وزوجات وأطفال،.. علاقات بين مسلمين وغير مسلمين،.. نحن فى المسلسل لا نتطرق إلى الموضوعات والقضايا الصعبة والشائكة لأن هدفنا الأساسى هو أن نقدم عمل كوميدى مضحك جدا،.. هدفنا أن نجعل الناس تضحك، هذا هو صميم هدف المسلسل، .. عندما يجلس الناس أو يتجمع أفراد العائلة لمشاهدة مسلسل كوميدى فهم يفعلون ذلك بعد عناء يوم عمل طويل وشاق من أجل الضحك وقضاء أوقات مرحة وممتعة وليس بهدف الدخول فى جدل ومناقشات سياسية. أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نتذكر أن هدف أى مسلسل كوميدى ناجح هو أن يجعل المشاهد يضحك.

 

- أنا شخصيا أستطيع أن أفهم وجهة نظرك وأتمنى أن يكون هذا هو الحال لكن فى إعتقادى أن السؤال يظل مطروحا: كم من المشاهدين سوف يرونه من خلال وجهة نظرك هذه؟

 

- ولكن المسلسل قد بدأ عرضه فعلا فى كندا و...

 

- (مقاطعا) أعرف ذلك، وقد شاهدت الحلقة الأولى التى أذيعت، كما شاهدت إعادة لها.

 

- وقد حظى المسلسل بقبول واستحسان الجالية الإسلامية بصفة عامة عن الصورة التى عرضها للجالية الإسلامية والمسلمين. طبعا أنا أعرف أن بعض المشاهدين المسلمين قد لا يروق لهم المسلسل وأننا لا نستطيع أن نرضى كل الناس فهذا أمر غير ممكن، لذلك فإن الأمر بالنسبة لى هو أن تكون صادقا مع نفسك ومع دينك والثقة فى أن الناس – أغلبهم – طيبون، وسوف يتفهمون نواياك الحسنة الطيبة.

 

(ملحوظة للقارىء): ( قبل عرض المسلسل بيوم واحد نشرت صحيفة الـ " ناشيونال بوست" الكندية ذات الإتجاه المحافظ اليمينى كاريكاتيرا يعرض صورة لإثنين إرهابيين ملثمين يجلسان على كنبة إستعدادا لمشاهدة المسلسل يقول أحدهما للآخر: “ This better be good” ، وبعد عرض الحلقة الأولى بيومين تناولت معظم الصحف ووسائل الإعلام الكندية المسلسل بالتعليق والنقد، وإتفقت غالبية النقاد على أن المسلسل لم يكن على مستوى الضجة الإعلامية الكبيرة التى سبقت العرض بأكثر من شهر، وقالت صفية على مقدمة برنامج " دع القرآن يتكلم" إن المسلسل لم يكن مثيرا للجدل والنقاش كما أوهمتنا الحملة الإعلامية، ونتمنى أن تكون الحلقات القادمة أفضل، كما كتبت " أنتونيا زيربيسياس" الناقدة الفنية فى صحيفة الـ " تورونتو ستار"ـ أكبر وأوسع الصحف الكندية إنتشارا ـ مقالا فى نصف صفحة انتقدت فيه ضعف الأداء التمثيلى ووصفته بأداء ممثلين فى مدرسة ثانوية، كما وصفت النص بالضعف أو " نص نص" وأنه لم يكن قويا ساخنا ( Lukewarm @ best ) وإذا كانت فكرة المسلسل محبوبة إلا أنه لم يتم عرضها بطريقة ذكية، وإختتمت الناقدة الكندية مقالها بإستعارة جملة على لسان أحد الممثلين فى المسلسل يقول فيها: " نحن المسلمين معروف عنا روح المرح والدعابة" فعلقت عليها قائلة: " للأسف هم ليسوا كذلك")

 

- زرقا أريد أن أسألك كإمرأة كندية مسلمة عن رأيك فى إدعاء كثير من المسلمين وخاصة جماعات الإسلام السياسى من أن الغرب يشن حربا ضارية ضد الإسلام والمسلمين؟

 

- أعتقد أنه يتعين علينا أن نفرق بين ما يقوم به عدد معين من السياسيين الأمريكيين فى مقابل الأغلبية الكبيرة للناس ( الأمريكيين) الذين يريدون أن يعيشوا فى سلام، .. أنا كإمرأة مسلمة نشأت وترعرعت فى شمال أمريكا، فأنا تمتعت وأتمتع بكامل حريتى فى ممارسة دينى وشعائرى الدينية، ومسموح لى بالمشاركة فى كل مظاهر الحياة الغربية فيما يتعلق بالتعليم والـ " كارير" الخاص بى، أنا أشعر فى حياتى هنا بالراحة والقبول، وفى الحقيقة أنا أعتقد أن أفضل تجمع إسلامى فى العالم وأوفره حظا وصحة هو ذلك الموجود فى شمال أمريكا، لأننا نعيش فى مجتمع ديمقراطى وحر، ومسموح لنا بحرية التعبير ولا توجد علينا رقابة، وعندنا فى كندا قدر كبير من التسامح وقبول الآخر، ويمكنك أن ترى كيف أن الجالية الإسلامية فى كندا بها أعلى نسبة من المتعلمين من أصحاب المؤهلات العليا بالمقارنة بالجاليات الأخرى. نحن لا نعيش فى " جيتو" وإنما نعيش فى كبريات المدن الكندية ولدينا وظائف محترمة ومراكز مرموقة وأطفالنا يتلقون أفضل تعليم، .. تستطيع أن تلحظ الفرق الكبير الهائل بين أحوال الجالية الإسلامية فى كندا وأحوال الجاليات الإسلامية فى أوروبا.

 

- أعتقد أن الفرق موجود أيضا بيننا وبين الجار الأمريكى فى الجنوب، فالمجتمع الكندى يتمتع بدرجة من التسامح ربما أعلى بكثير من المجتمع الأمريكى

- هذا صحيح المجتمع هنا متسامح جدا، ومن هنا يأتى دور الكوميديا .. من إنسان يشعر بالراحة ويعامل معاملة حسنة . إن تجربة سياسة الثقافات المتعددة Multi-culturalism التى تنتهجها كندا هى سياسة ناجحة، وأنا أشعر بكامل حريتى فى أن أمارس دينى وشعائرى الدينية كما يحلو لى، وأن نجاح المسلسل ينبع فى الأساس من هذه الحرية التى أتمتع بها، أنا أعتبر نفسى إمرأة كندية حدث أنها تنتمى إلى الدين الإسلامى، والكوميديا تأتى من مكان جيد وبيئة صالحة ومتكيفة.

 

- كإمرأة كندية مسلمة ترتدى الحجاب هل سبق لك تعرضك إلى مضايقات أو معاناة من آثار الصور النمطية السلبية السائدة فى المجتمع عن الإسلام والمسلمين؟

 

- أتذكر أنه بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر (2001) كانت شقيقتى فى فترة إنتقال إلى مسكن جديد، وكانت تقيم معنا هى وأسرتها بصفة مؤقتة، وحدث أنها قامت بتأجير سيارة " فان"، وكانت سيارة بيضاء اللون ولا يوجد عليها أى علامات خاصة أو إسم شركة، كان ذلك بعد 9/11 مباشرة، فإتصل أحد الأشخاص (من الجيران) بالبوليس وطلب منهم التحرى عن العائلة، .. كان هذا بمثابة صدمة كبيرة لى، وفعلا جاء البوليس إلى المنزل وسألوا بعض الأسئلة وإنصرفوا بعد أن تبينوا حقيقة الأمر ولم نذهب إلى أى مكان، وأنتهى الموضوع،.. كانت مأساة ناتجة عن تفشى الصور النمطية السلبية عن المسلمين والتى تأثر بها بعض الجيران.

 

- فى رأيك ما هو السبب المباشر الذى جعل جارك يتصل بالبوليس؟ هل هو أن شقيقتك كانت ترتدى الحجاب أم ماذا؟

 

- نعم.. قد يكون السبب هو أنها كانت ترتدى الحجاب أو لآن السيارة الـ "فان" كانت بدون علامات، كما أن الميديا كانت مشحونة بصور سلبية ونمطية كثيرة والناس فى حالة " بارانويا" وعدم ثقة .. كل هذا من شأنه أن يؤثر فى رؤية أى شخص، ورؤيتهم نحونا، ومن هنا تأتى أهمية عمل مسلسل كهذا لأننا فى حاجة لأن نعرض صور ونماذج للمسلمين كأناس عاديين يعملون فى مختلف المهن والوظائف، منهم الطبيب وعامل البناء وإمام المسجد ..الخ، نحن فى حاجة إلى تطبيع التجربة الإسل"AR-EG" style="FONT-SIZE: 16pt; mso-bidi-language: AR-EG">أنا لا أشعر أبدا أننى مواطنة من الدرجة الثانية على الإطلاق، ومعظم الناس الآن أدركوا أنهم كانوا مبالغين فى ردود أفعالهم فى الأيام التى أعقبت 11 سبتمبر. ألناس تضع الأمور الآن فى المنظور الصحيح، .. أنا أشعر أننى لم أتعرض لأى تفرقة أو تمييز فى حياتى وأنا سعيدة فى حياتى فى مدينة جميلة ( ريجاينا) فى سسكاتشوا، وأعتبر نفسى محظوظة أننى أعيش فى كندا، ولا أريد أن أعيش فى أى بلد آخر فى العالم.

 

- كم حلقة كتبت من المسلسل حتى الآن؟ وأين تصور مشاهده؟

 

- إنتهيت من كتابة 8 حلقات، والتصوير يتم فى تورونتو، وإبتداء من الأسبوع القادم ستذاع حلقة كل أسبوع فى التاسعة مساء يوم الأثنين يتم إعادة عرضها فى الثامنة مساء الأربعاء.

 

- هل إسم المسلسل من إختيارك؟.

 

- الحقيقة لا ليس من إختيارى وإنما كانت الفكرة فكرة أحد المنتجين، وهى فكرة ذكية جدا من الناحية التسويقية والدعائية لتشابه الإسم مع إسم مسلسل آخر شهير

 

- هل تعتقدين أن المسلسل يمكن أن يعرض فى الولايات المتحدة يوما ما؟

 

- أتمنى هذا وهم (شبكات التليفزيون الأمريكية) أبدوا إهتماما كبيرا وغير عادى، وكتبت عنه وسائل الإعلام الأمريكية مثل صحيفة الـ نيويورك تايمز وشبكة الـ سى إن إن، المهم الآن أن يستمر نجاح المسلسل ويحصل على نسبة إقبال عالية من المشاهدين.

 

- شكرا وتمنياتى لك بالنجاح والتوفيق فى الحلقات القادمة.

لمشاهدة المسلسل:

لينك الحلقة الأولى:

http://video.google.ca/videoplay?docid=468...q=little+mosque


لينك الحلقة الثانية:
http://video.google.ca/videoplay?docid=-82...q=little+mosque

 

مسعد حجازى

كاتب وصحفى مصرى- كندى

Mossad_Hegazy@hotmail.com

  

اجمالي القراءات 22114

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الأربعاء ٢٤ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[1804]

تحياتى واهلا وسهلا للأخ مسعد حجازى

اولا اود ان ارحب بأخى وصديقى الاستاذ مسعد حجازى على هذا الموقع, ونحن بإنتظار مقالاته التى دائما ما تتصف بروعتها , وعمقها , وبتحليلاته الذكيه الشامله لأى موضوع يتعرض له , والتى تتفوق بسنينا ضوئيه على اغلبية من يسمون انفسهم برجال الصحافه المصريه والعربيه.
ان موقع اهل القرآن قد اكتسب كاتبا عملاقا له ثقله وقيمته الادبيه , كما ان له تاريخه الذى لاينكر. مرحبا بك يامسعد بين اصدقاءك واحبابك.
اما بالنسبه الى المسلسل , فلم استطع ان اشاهد الحلقه الاولى على الرابط الذى ذكرته, وربما تكون قد رفعت , فأن عرفت رابطا اخر لها ارجو ان تكتبه, اما الحلقه الثانيه, فقد شاهدتها وهى من وجهة نظرى عملا جميلا من الناحيه الفنيه , كما اننى ضحكت كثيرا لما جاء بها من مفارقات بين المسلمين, ولاننى مسلم واعرف الكثير من تلك المفارقات والخلافات بين المسلمين, فقد استطعت دون جهد ان افهمها واضحك عليها ومنها, ولكن السؤال بالنسبه لمنتجى تلك الحلقات والذين ينافسون البرامج الكنديه المماثله على شغل قنوات التليفيزيون واحتلال مكان دائم , هل يمكن للفرد الكندى العادى , خاصة هؤلاء الذين لم يحتكوا بالمسلمين وبتقاليدهم , هل من الممكن ان يفهم الكندى العادى تلك النقاط والفكاهات والالفاظ الدينيه الاسلاميه.
تحياتى لك , واهلا وسهلا مرة اخرى.

2   تعليق بواسطة   مسعد حجازى     في   الجمعة ٢٦ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[1834]

أخى العزيز الأستاذ فوزى فراج:

أشكرك يا أخى وصديقى العزيز الأستاذ فوزى على ترحيبك الحار بى، وعلى كلمات الإطراء والعطف التى أسبغتها على شخصى الضعيف، والتى لا أظن أننى أستحقها، ويعلم الله أننى مهما قلت فلن أستطيع أن أوفيك حقك من الشكر والتقدير والعرفان.

كذلك أود أن أشكرك جزيل الشكر على تفضلك بقراءة الموضوع والتعليق عليه، وبالنسبة لرابطة الحلقة الأولى التى لا تعمل فقد قمت بتجربتها عدة مرات ووجدت فعلا أنها أحيانا تعمل وأحيانا أخرى معطلة، فأرجو أن تحاول عدة مرات على فترات متباعدة.

بالنسبة للمسلسل أعتقد أن مجرد عملية إنتاجه وعرضه لأول مرة فى التليفزيون الكندى هى فى حد ذاتها خطوة كبيرة فى الإتجاه الصحيح، وإن كان من السابق لأوانه الآن إصدار حكم على العمل وقبل مشاهدة المزيد من الحلقات، ولا أخفى عليك أن لدى بعض التحفظات والمخاوف حول هذا المسلسل ربما لأن عندى معلومات أخرى لم أتمكن ذكرها فى المقال الطويل، وليس من الحكمة أن أتعرض لها بالسرد هنا وحتى لا تؤثر على آراء السادة المشاهدين من القراء، وربما أكتب فى المستقبل مقالا منفصلا حول هذه التحفظات والمخاوف، والتى ذكرت أنت أحدها فى صيغة السؤال الذى طرحته فى نهاية تعليقك الذكى والواعى.

وأخيرا أود أن أؤكد لك أخى فوزى أننى أحرص على قراءة مقالاتك الجميلة وتعليقاتك النقدية التى كثيرا ما أرى فيها إثراء للمقال والحوار ودعوة للتفكير وإعمال العقل ، كما أود أن أنتهز الفرصة لأحييك على رجاحة عقلك وسعة صدرك وأسلوبك المهذب المتحضر فى الحوار مع الآخرين سواء كنت تتفق أو تختلف معهم، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على فكر حر واع مستنير، صادر عن رجل جامع لخصال الخير قد هذبته الآداب وأحكمته تجارب عشرات السنين من الحياة فى الشرق والغرب.
مع خالص مودتى وعظيم إحترامى لك وللسادة الكتاب والقراء.

مسعد حجازى

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-24
مقالات منشورة : 14
اجمالي القراءات : 223,016
تعليقات له : 14
تعليقات عليه : 38
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Canada