إنهم كانوا قوما فاسقين:
22 أكتوبـــــر

محمد عبدالرحمن محمد Ýí 2012-07-10


  •                    
     
  •  كان يوما  صحوا ومعتدلاً في سماء الواحة وكان سير العمل على ما يرام بالعيادة الخارجية ابتدئ العمل بها في الثامنة والنصف والكشوف تتوالى والكل يعمل فيما خصص له.. ومضت ثلاث ساعات وتم توقيع الكشف على خمس وخمسين حالة ما بين طفل وأم وفتى وفتاة أو وكهل، وانتهيتُ من جميع تذاكر العيادة بسلام وجميع المرضى وذويهم في رضىً من سير العمل ولا توجد أية مشكلة ولم يبقَ من الكشوف إلا حالة واحدة أُم وطفليها ووضح من أسمائهم أنهم من إخوتنا الأقباط.. فرحبت بهم وتمنيت لهم الشفاء بالدعاء قبل التشخيص وصرف الدواء .
  •   وأثناء توقيع الكشف الطبي على أحد الطفلين.. سمعت صوتاً وصخباً خارج باب العيادة وتبينتُ الأمر، فإذا به شاب في حوالي الثامنة عشر أو يزيد من العمر يلبث الزي الصعيدي ومعه أخ له في التاسعة، وأراد وأصر أن يدخل بسرعة لتوقيع الكشف الطبي على أخيه الصغير.. وإدعى أنه في حالة خطر.. فقمت على الفور وتصورت أنه ربما يكون حادث  وقع للطفل أو حريق بأحد أجزاء جسمه.!

  •  
  •  وعندما سألته ما هى الشكوى الطبية فقال لي   إن عيني أخيه تؤلمه فقلت له هل دخل جسم غريب بعينيه أو مادة كاوية.. فقال لي: لا ..  بل إنه عينيه  بها احمرار وألم..
  • فقلت له: انتظر خمس دقائق ريثما انتهي من الكشف الذي بين يدي الآن. فقال لي : يعني الواد يموت.؟ فقلت له عفاه الله وإيه اللي حيموتوا شوية التهابات بالعين وصديد(عماص) قال يعني الواد يموت.؟
  • قلت له أنه هناك مريضين طفلين في سن أصغر وأمهما  وحالا انتهي من الكشف.. وأتفرغ لعيون أخوك الصغير.. قال: آيه الفوضى دي قلت له ما فيش فوضى ولاحاجة   اتفضل انتظر بالخارج: قال: طيب ماشوف آخرتها إيه معاكو.!

  •  
  •   كل هذا والممرضة التي بالعيادة وهى أم ومن أبناء القرية لم تحرك ساكناً ولم تتدخل.. وأنا قد أصابني الضيق الشديد نظراً لتعديه بارتفاع الصوت والصفاقة وقلة الذوق وفي المقام الأول لتعديه على حرمة الكشف وخصوصية المريضة وأولادها الذين أقوم بتوقيع الكشف الطبي عليهم وأنا لدى حساسية شديدة في أي أمر يتعلق بإخوتنا الأقباط وفيما يتعلق بحقوق المواطنة لهم وبكرامتهم..

  •  
  •   لهذا قمت غاضباً من مكاني وخرجت أمام العيادة وبابها المفتوح وقلت لهذا الشاب الزم حدودك .. دى مش حالة طوارئ والتزم بدور الكشف ،فردّد نفس جملته الخبيثة يعني الواد يموت..؟ قلت له: إن التهابات العين  مابتموتش .. لو كانت حالة أخوك  من حالات الطوارئ كنت قد تركت الكشف الطبي وأسيب إللي في إيدي وكلنا نجري لإسعافه.. قال لي ما هى دي حالة طوارئ.. قلت له أنا أدرى وأعرف منك بحالات الطوارئ.. وعندما سألتك وعرفتُ  ونظرت نظرة سريعة على عيني أخيك وعرفت أن حالة أخيك احمرار والتهابات بالعين  فاطمئن قلبي .. وقلت لك انتظر بالدور .. فقال بصوت مرتفع وبطرقة مستفزة دور إيه ما هى فوضى وقلة ضمير.. قلت له احترم نفسك. إنت فاكر نفسك إنت اللي بتعرف تعلي صوتك بس ..!؟
  •   هنا أمسكت بتلابيب جلبابه ولوحت له بيدي.. أن يسكت ..

  •  
  •   فإذا بصفعة قوية على وجهي  بيده التي كالمطرقة وكما يقولون بالعامية (خف جمل) وخشنة من العمل بالحقل مثل السنفرة أخذت جانب وجهي الأيمن كله وجزء من أذني وطرف عيني اليمنى الخارجي أحسست كأن حريقاً اشتعل بوجهي.
  •  ذهلت لعدة ثواني وأفلت جلبابه من يدي وحاولت أن أرد له الصفعة وفرق بيننا الممرض بعد محاولات مني لأصفعه وساعده أخوه الصغير بإحضار يد مكنسة كانت ملقاة على الأرض وأعطاها  لأخيه المعتدي. ليكمل معي المشاجرة.
  •  آه يا وجع الصفع وآه يا ألم اللطم كل عذابات سنين المثقفين أيْقِظت ومرت أمام ناظري وفي ذاكرتي في لحظة ما أطولها وما أردئها.
  •   لقد مر أمام ناظري معنى الكرامة ومعنى المهانة وأنا داخل الوطن وأخدم وطني في أقصى أرجائه فهل يا ترى يمكن أن ينصفني وطني ويقتص لي من ضاربي.؟
  •  
  •  وركنت ظهري للحائط وأنا واقف وكأني غير واقف .. فإذا بهذا المعتدي يقول لي.. يعني (حكتشف على الواد ولا مش حكتشف)  نظرت له وللممرض  وللمريض الصغير ولم أجب.. وتركت المكان أمام العيادة الخارجية وذهبت للمكتب الخاص بالادارة.. وجلست.. على مكتبي .
  •  بعدها بأقل من نصف ساعة وبالصدفة البحتة كان مدير الادارة قادما للوحدة ليمر ويتابع سير العمل.. وعلم بما حدث.. وأنني رفضت توقيع الكشف الطبي على هذا الطفل بعد أن صفعني أخوه الأكبر.. فما كان من مدير الادارة إلا أن  قام بالكشف الطبي السطحي  على الطفل وصرف له مرهم عين وقطرة ضد الحساسية .. وأتى المدير إليَّ في المكتب.
  •  وسأل عما حدث فاخبرته بالتفصيل عن الواقعة.. فقال لي.. لماذا لم تصفعه ؟ فقلت له حاولت ولم أستطع.
  •  أتى على الفور في خلال نصف ساعة او أقل بعض من رجال القرية ومنهم شيخ البلد.. وأرادوا الاعتذار وتقديم العرض بتلبية كل طلباتي.. على ألا أذهب لقسم الشرطة وأحرر له محضر بواقعة التعدي ،فقلت لهم على الفور الاعتذار لايجدي باللسان ولا بالكلام .. لكن الاعتذار الحقيقي يكون بتطبيق  شرع الله تعالى  وهو القصاص  لو أردتم ألا أذهب لقسم الشرطة..
  •  وكانت المحاورات كثيرة وعشوائية كل واحد يريد أن يُطيب خاطري بكلمة  وكان شيخ البلد وهو نائبا للعمدة يطلب الصلح وأن يأتي الولد ويقبل رأسي أمام الجميع .. وكان عم الولد ــ ح ــ جالساً وأبناء العمومة وغيرهم.. وقالوا لي .. إنتوا حتتصالحوا يعني حتتصالحو .. فقلت لهم هو الصلح بالأصول وبتطبيق شرع ربنا و ولا هو بالعافية .. قالوا بعد حوارات مطولة طبعا  طبعا..   حتى من كثرة الجدل قد أصابني الهبوط والصداع الشديد وتسارعت ضربات قلبي جدا وكنت على مقربة من أزمة قلبية ، وهذا لم يحدث أثناء الاشتباك مع الولد.

  •  
  • انصرف  وفد من أهل القرية وبقى معي مدير الادراة وقال لي ماذا ستفعل قلت له سوف أذهب لقسم الشرطة وأحرر محضر بواقعة التعدي باليد وبالسباب.. فقال لي:أنا معي سيارة الشغل فهيا أوصلك إلى هناك.
  •   وفي قسم شرطة الفرافرة قابلت الضابط النوبتجي ودائما ما يحرر المحضر صف الضباط  لأنهم الأكثر مهارة بالرغم من أنهم أقل في الدرجة الوظيفية من الضابط النوبتجي ، ولكن الضابط الشاب كان يعرفني معرفة سطحية، ولهذا تطوع بكتابة المحضر.. وعندما طلب مني التوقيع على أقوالي وما جاء  بالمحضر وجدت المحضر غير مكتمل وهذا ليس عن عمد ولكنه لقلة دراية الضابط بتحرير المحاضر..

  •  
  •   ذهبت في اليوم التالي وطلبت رقم المحضر من الضابط فأعطاني إياه وكان رقمه 185 جنح الداخلة  وطلب مني نفس الضابط أن أوقع على المحضر مرة ثانية حيث قال أنه كتبه مرة ثانية  لتعديله ووجدت كتابة باللون الأحمر داخل ورقة المحضر ووقعت من دون أن أقرأ المحضر أو أن أطلع عليه متوقعاً أنني صاحب حق،  وبما أنه  لاتوجد محكمة بزمام ومدينة الفرافرة الصغيرة.. فهى تابعة لقضاء الواحات الداخلة بالمدينة (موط).
  •  انصرفت من القسم وأنا متوتر وحزين وغاضب مما جرى لي.
  • وعندما خرجت من ساري القسم في هذا اليوم 23 أكتوبر اتصلت بالمدير العام  بمديرية الشئون الصحية بالخارجة وقلت له :
  •  هل علمت بما جرى هل أخبرك مدير الادارة بما حدث لي قال لي :لا
  • قلت له: عن الحادثة باختصار وأنني صُفِعتُ  من شاب وسبّنِي  لأنني أردت منه ان يلتزم بدوره في الكشف .. وقلت له: ماذا سيكون موقفك وما تتخذه من إجراءات لحمايتي وخصوصاً انه جاءني تهديد إن لم أتنازل عن المحضر.. قال  لي : وأنا اعمل لك إيه .
  •  فقال لي أنا حعمل لك إيه..؟ قلته له أن مديري بالعمل وعندما أصفع وانا اؤدي عملي فمعناه انك صفعت فماذا سوف تفعل.؟
  •  قال لي طالما انك عملت محضر خلاص قلت له: لقد جاءتني تهديدات حتى أتنازل عن المحضر :: فهل يمكنك أن تكلم مدير الأمن عندك بالخارجة ليكلف مأمور المركز بأن يعين حراسة وأمن على بوابة الوحدة الصحية التي أعمل بها .. وإلا  فأنا أقسم أنني لن أمارس العمل وسوف أقوم  بإضراب عن العمل..
  •  فقال لي: والناس ذنبها إيه!!  قلت له : وأنا ذنبي إيه أُصْفَع وتُهان كرامتي؟!!
  •  قال لي أنا سوف أكلم مدير الأمن وأعمل اللازم......
  •  رجعْتُ إلى الوحدة الصحية  وما زلت مصمم على عدم توقيع الكشف الطبي على أهل القرية
  • وفي المساء جاءني مدير الادراة ومعه شيخ المسجد بالقرية وطلبا مني الصلح مع أهل هذا الشاب والتنازل عن المحضر وأن أهل الشاب يريودن أن يحضروه ليقبل رأسي.. فصمت لمدة ربع دقيقة وقلت له أنا ما عنديش مانع ولكن بشرط واحد. قالا  ما هو: قلت لهم تطبيق شرع الله تعالى في هذا الأمر ونظرت لشيخ المسجد وقلت له أنت رجل دين وعدل  وأنت تعرف ما شرع الله في هذه المسألة: إنه القصاص  بالصفع أمام من صفعني في حضورهم من المرضى وموظفي الوحدة الصحية ..  وليس تقبيل رأسي في المساء أمام أهله وممرض نوبتجي..؟
  •  هذا هو شرع الله.. فذهلا الرجلين وقلت لهم لماذا تذهلون.. مع أنني لن أضع في الحسبان فارق العمر فهو من دور أولادي ولن أضع في الحسبان المكانة الإجتماعية.. فانا طبيب مرموق وموظف كبير من موظفي الدولة .. ولكن كل هذا لا يهم.. المهم القصاص العادل. وهذا هو الإيمان الحق وليس أضعف الإيمان.
  •  فهَمّا بالانصراف وقالا لي سوف نخبر أهله بموقفك ومطلبك. وانصرفا..
  •  بعدها بساعتين رجع شيخ المسجد وحيدا.. وقالا لي: أنهم أناس سيئون للغاية وأخبرتهم  بمطلبك ولكنهم صمتوا وقالوا سوف نقرر .. فقلت له ياشيخ  ــ ن ا ص ر ــ  أنت لابد أن تنصر الحق وهل فيما اطلبه مجانبة للحق؟ قال لي: بالطبع  لا، فأنا أسعى بالصلح طالما هو في  طريق الحق وإن حاد الصلح عن الحق فأنا أحيد عن هذا الصلح.
  •   ومازالت التهديدات تتهادى. بطرق غير مباشرة
  • . وفي الليلة التالية .. أتى مدير الادارة وشيخ المسجد وعم الولد ـ ح ـ والولد وأبناء عموته وخؤلته  وشيخ القرية وابن العمدة والسائق بالوحدة الصحية والممرض النوبتجي..
  • ألقوا السلام عليّ وصافحوني  جميعاً  إلا الولد جعلوه متأخرا مترين أو ثلاثة وقالوا لي :إحنا جبنا الولد يقبل(يبوس) رأسك .. وأشاروا له أن يتقدم ليبقبل رأسي وأنا جالس  وتقدم فأشرتُ له ألا يقترب وقلت له إبْعِد يا يابني..  وتوجهت لهم قائلا ليس هذا الحق ولا هذا هو  القصاص العادل.. الذي ينتج عنه الصلح الذي يرضي النفس والعقل.
  •  غضب  عم الولد وقام يضرب الولد بطريقة تمثيلية بلطمات طائشة والولد يتفادها أيضاً .. وقال انا ضربته أهو .. ضحكت بطريقة ساخرة وقلت له دي تمثيلية ولا ضربة وجهتها حقيقة للولد.. قال يعني إيه :إنت عايزين أموّتُوا .
  •  قلت له ليس هذا مطلبي ..
  •  عندها تقدم شيخ المسجد وقال لعم الولد يا شيخ ـ ح ـ  الدكتور يريد أن ياخذ حقه من إبنكم أمام من حضروا الصفع.. فقال عم الولد: يعني إيه فقال له شيخ المسجد: يعني هو الدكتور حيضربوا بالسيف ..!!؟؟ ياخذ حقه منه اللي هو سلبوا منه.. يعني القصاص العيني بالعين والسن بالسن.. يعني الدكتور يريد أن يصفعه أمام الجميع ممن  حضروا الصفع.. وفي حضوركم حتى يطمئن قلبه ويتنازل عن المحضر بنفس راضي.
  •  قالوا أحنا ضربناه امام الدكتور وده مش كفاية قلت لهم ليس هذا هو شرع الله.. وإن كان هناك من يقوم على تطبيق شرع الله في القرية وهو العمدة.. وهو من عائلتكم.. فأنا أجعله ينوب عني في صفع الولد أمام الحضور.

  •  
  •  انتفض عم الولد غاضبا جهولا وقال: إحنا إبننا ما حدش يضربوا ولا يقرب له ولا حتى العمدة إحنا اللي نضربوا بس.!؟ وقال  بجهالة مرة أخرى:
  •  إحنا جبنا لك مديرك علشان نصطلح  وإنت متكبر ومش راضي..
  •    وانصرف غاضبا  قائلاً في نبرة تهديد : ( والله الولد ده لو دخل السجن  اللي يقدر على حاجة يعملها) وانصرف شاب آخر من العائلة غاضباَ وقال بصوت جهول جهور: أحنا جينا نبوس رأسك وإنت راكب رأسك اللي يرضيك اعملوا .
  •  وما زلت صلباً متماسكاً ادفع حجج الفاسقين بالمنطق وبنطق آيات الكتاب العزيز.

  •  
  •  انصرف أهل الولد جميعاً تاركين شيخ المسجد ومدير الادارة .. وأنا انظر لهما وأقول.. هؤلاء الذين أحضروكما للسعي في الصلح بالطريقة القبيلة وبالطريقة التي ترضيهم هم ومكانتنهم في القرية هم .. ولم يحترموكما  .. كان المفروض ألا يغادروا طالما انتم لم تأذنا لهم . إنهم غضبوا لأنني أردت تطبيق شرع الله تعالى .. إنهم يريدون تطبيق شرعهم هم وسلطة القبيلة تحركهم وأرادوا ان يسخروكما في خدمتهم تحت مسمى انهم جاؤا بشيخ المسجد ومدير الادارة..
  •  وإن كانت كبيرة عليهم أن أصفع إبنهم أمامهم فلماذا لم يرضوا بأن يصفعه عمدة القرية  نيابة عني، وهو من عائلتهم..!!؟؟

  •  
  •  أحس شيخ المسجد بالخزي هو ومدير الادارة.. وقالوا أنت لايلمونك أحد.. قلت: لهم لا تتوسطا مرة أخرى في الصلح.
  •  لأنني يعز علياً ان أرفض لكما طلباً.

  •  
  •  سائق الوحدة الصحية الصعيدي رجل شهم أخذ هذه التهديدات على محمل الجد.. وكان يسهر أمام الوحدة في الظلام وسط قطعة أرض استصلحا ويزرعها أمام الوحدة.. كان يجلس ليلا وخلسة دون ان يشعر به أحد وكان يحمل مسدسه  لساعات  في انتظار أي من اهل الولد حالة أن يقدم علة تصرف خسيس يظهر أنهم جادون في تنفيذ تهديداتهم.
  •   وأطلقوا الاشاعات في القرية وأهل القرية مدمنو تداول الاشاعات . بأن الولد قام بصفع الطبيب لأن الطبيب حاول أكثر من مرة أن يتحرش بنسائهم أثناء الكشف..!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

  •  
  •   ومرت بضعة أيام  وجاء العمدة  ـ ر ـ  وهو من هذه العائلة وبقائه في منصبه مرتبط برضاهم عنه.. وجاء يحاورني في صورة الناصح الأمين وأنه في صفي.. ويريد مصلحتي. وكان ممر  دار بيننا من حديث أن لابد من الصلح فقلت له  : ليس عندي مانع لكن بشرط القصاص .
  •  وأنا وكلتك بالنيابة عني ان تقتص منه امام المرضى وامام موظفي الوحدة.. فاصفر وجهه .. وقال لي :لا اظن انهم يوافقون ان أصفع إبنهم.. فقلت له محرجا إياه أنت من العائلة.. ويجعلونك كبيرهم .. فلماذا لايريدون ان تقوم بتطبيق شرع الله تعالى وان تقتص لي ممن اعتدى عليّ أليس أنت كبيرهم..
  •  فقال لي: أنها عائلة فاسدة وأنا أريد مصلحتك وفيهم ناس خريج سجون.. ولو الولد ده اتحكم عليه ودخل السجن عندهم استعداد يفعلوا أي شئ.. قلت له : الرب واحد والعمر واحد..
  •  وأنا عندما خرجت من بيتي لأسعى على رزقي ورزق أولادي خرجت مستعدا لأي شئ حتى الموت .. نحن نسير في طرق صحراوية غير آمنة وغير مجهزة وكل مرة أركب فيها للذهاب للعمل او العودة منه لا أضمن أن أعود لأولادي..
  •  وأنا أعتبر أي شي يقدم عليه هؤلاء المعتدون فأنا أعتبره من مخاطر العمل.
  • قال لي يا دكتور ،، أنا أدرى بظروف البلد والبلد ما فيهاش قانون.. قلت له .. على حد علمي أن هناك قانون بالبلد.. والقانون هو اللي خلاهم يجروا على الصلح لأن القانون سوف يحبس إبنهم .  قال لي: هم أيضاً رفعوا قضية ويزعموا أنك لم تقم بتوقيع الكشف الطبي على إبنهم الصغير..
  •  فقلت له: هل بعد الصفع والإهانة  وفقداني لتركيزي  وكاد قلبي أن يتوقف ..  كيف أستطيع أن أكشف على هذا الصبي.. ؟ وخصوصا إن حالته ليست فيها خطورة تهدد حياته بعد أن تأكدت من ذلك.
  •  قال : لا أظن أنهم يوافقوا على أن أضرب إبنهم أمام الناس بالنيابة عنك..
  •  قلت له : إذا أن تسعى بالباطل لو حاولت أن تقف إلى صفهم..
  •  وانصرف العمدة.
  •  في اليوم التالي: اتصل بي مستشار من أسيوط اسمه ـ ع ـ  وكان ايناً في كلامه وابتدئ كلامه بالتعريف بنفسه وأنه خريج الزهر شريعة وقانون وانه مستشار في محاكم أسيوط وكاني يحاورني بلقب  دكتور / محمد بيك.. وقال لي أنه يرجوني  أن أتنازل عن المحضر وأنه ولد صغير وأخطا ونحن كبار لا نؤاخذ الصغار على أخطائهم فقلت لهم مع احترامي  الفائق لك .. هو مكلف أمام الله تعالى وسوف يحاسب على أفعاله أمام الله تعالى.. قال نعم، قلت له هم أرادوا أن يقبل الولد رأسي  طريقاً للصلح .. وأنت كرجل عدل هل تقبيل الرأٍس  يكافئ الصفع  أم أن الصفع يكافئه الصفع..؟
  •  قال لي: نطمع في قلبك ومروءتك قلت له.. القلب والمروءة ليس لهما مكان في قضيتنا هذه .
  •  هناك شرع الله  أو القانون المدني لك أن تطلب منهم قبول أحد الأمرين. وتكون النفوس صافية راضية بأحدهما.
  •   أراد أن أتنازل ولا احد الأمرين استطاع ان يطلبه من عائلته ، وقلت له إن هذا الولد لو لم يُقَوّم في هذه المرة ربما يرتكب جريمة قتل..
  • وأن هذه القضية لابد أن يتسيد فيها شرع الله تعالى أو القانون المدني.. حتى أحمي موظيفيّ في المؤسسة التي أعمل بها وفي المصالح الأخرى من الاهانات والتعدي والصفع..  بدلاً من أن يعتدي عليهم كل من هب ودب.
  •  وألح في طلبه. فقلت له.. سيادة المستشار. ماذا كنت ستفعل لو صفعك أحدهم في ساحة المحكمة أمام مرؤسيك.. !!؟ هل ترضى أن تتنازل عندما يصفعك ولد مثل هذا الولد. وتوافق على الصلح بتقبيل رأسك.؟
  •  لم يستطيع أن يجيب واعتذر  وأنهى المكالمة.

  •  
  •  بعدها بعدة أيام قال لي السائق: سمعت أن  أهل الولد ومنهم العمدة حرروا محضرا بقسم الشرطة وزعموا أنك رفضت الكشف الطبي على الطفل. فقلت له :شئ طبيعي أنهم سوف يحاولون أن يقوموا بإجراء كيدي دفاعي ليكون هناك محضرا مضاداً مقابل المحضر الذي حررته وبالتالي يفاوضون على الصلح.
  •  قال لي السائق: لابد أن تذهب إلى رئيس المباحث  ، ولابد أن توكل محامي لمتابعة الاجراءات.
  •  قلت للسائق: أما عن توكيل محامي فأنا أرفض لأن المحامين شرهون للمال والنقود والمصاريف التي أنفقها في هذا الأمر أولىَ بها الفقراء واليتامى .. سوف أنفقها  مرضاة لله  وأنتظر ماذا يسفر عنه هذا المشوار..
  •  أما عن رئيس المباحث فلا مانع عندي أن أذهب وأتعرف عليه وأعرف سير الاجراءات.
  •  ذهبت لمركز الشرطة مرة ثانية وطلبت مقابلة رئيس المباحث وعرفته بنفسي بانني طبيب وانني حررت محضرا بالتعدي عليّ أثناء عملي . فوجدته يعرف بالموضوع .
  • فسألته وماذا تم في الاجراءات: وخصوصاً  انه لم يتم استعداء للولد من جانب الشرطة لأخذ أقواله وكان في الماضي يحبس المعتدي حتى تبت النيابة في أمره .
  •  فقال لي: الكلام بعد الثورة اما اليوم فلا نحبس احداً قلت له هذا عين القانون.. والمتهم برئ حتى تثبت غدانته ..لكن لماذا لم يتم استدعاء الولد.
  •  فقال لي:  أنا طلبت من العمدة أن يحضر الولد الليلة . لأخذ أقواله.
  •  قلت له وهل ستنتقل بنفسك للبحث والتحري حول الواقعة وتسجل تحرياتك وترفقها بالمحضر.
  •  قال لي: أما عن الانتقال بنفسي فهذا لايحدث إلا في جرائم القتل والسرقات الكبيرة ، وما هو الاجراء الذي سوف تتخذه؟
  •  قال لي أنا سوف أرسل المخبرين للتحري.. وسوف يوافوني بتقريرهم وأسجله  بنفسي وأرفقه بالمحضر قبل إرساله لنيابة الداخلة.. شكرته وصافحته وانصرفت .
  •  لكن ظهرت بوادر الاهمال بالاعتماد على  المخبرين.
  •  قصصت على السائق ما حدث فقال لي: هؤلاء المخبرين معدومي الضمير وإذا كان رئيس المباحث يعتمد عليهم فهم سوف يكذبون ويكتبون له تقرير كاذب
  • لأنهم كل يوم والتاني عند العمدة يأكلون اللحوم والطيور .. ويأخذون الفطير المشلتت والعسل  والقشطة لهم وللسادة العاملين بالمركز وقسم الشرطة من مأمور ورئيس مباحث ومخبرين وغيرهم .
  •  فلا تتوقع منهم خيراً  أو اخلاصا في العمل والتحري.

  •  
  •  وأصر السائق على أن أتابع المحضر بنيابة الداخلة .. وقال لابد أن تسأل ماذا تم به..
  •  فطلبنا رقم نيابة الداخلة من الدليل.. وطلبت النيابة في الفترة المسائية في ذلك اليوم..
  •  في البداية لم يرد أحد على التليفون.. ومع محاولتي المستمرة  رد شخص على التيليفون..  فعرفته بنفسي وقلت له  انني أريد ان أسالأ عن المحضر الذي حررته في القضية جنح 185 الداخلة..
  •  وكان يجيب بلامبالاة: فقلت له مين حضرتك؟
  •  فقال أنا فلان وكيل نيابة الداخلة. فقلت له مذا تم حضرتك في القضية 185 جنح الداخلة وانا صاحب المظلمة وأنا المعتدى عليّ فرد في ثورة عارمة وقال أهل الولد  هم اللي  حرروا محضر بالاهمال وعدم توقيع الكشف الطبي  وعملوا لك قضية فقلت له انا المعتدى علي! وانا الذي سبقت وحررت المحضر فور الاعتداء علي بساعة واحدة أما هم فقد حرروا المحضر بعدها بأيام فكيف يتساوي المعتديِ والمُعتَدَىَ عليه؟ فرد  هو اللي يسبق يعني ..
  •  قلت له انا عندي ست شهود من المرضى حضروا الواقعة.. فقال أرسل شهادتهم في محضر..
  •  وبعدين أنا فاضيلكو عندي جرائم سرقة وقتل ونصب واحتيال.. وعايزين انظر في قضية (صفع بالكف) .؟
  • قلت له :: يعني الاعتداء على موظف مرموق أثناء عمله بالصفع والسب والاهانة ليست قضية مهمة؟؟ كرامة الانسان المصري الذي يؤدي عمله بغخلاص عند ليست اهم من جرائم القتل التي حدثت وتحقق فيها..؟؟
  •  معظم جرائم القتل حدثت بسبب تقاعس القضاء والعدالة  بالقصاص من المعتدين..  مما يجعل المظلوم والمعتدى عليه يقم على تحقيق العدالة بنفسه ويحدث المزيد من جرائم القتل.
  •  قال لي بصوت فيه لامبالاة وقلة الاعتناء وقلة الضمير.. ابعث شهادة الشهود وارفقهم في محضر على محكمة  الداخلة.. وأغلق الخط.
  •  وإلى الآن لم يُبتْ في تلك القضية ولم أسمع ان هذا المعتدي ذهبا حتى للتحقيق معه في نيابة الداخلة..

  •  
  •   لقد أضاع المصريون العدل كل في حيز نفوذه وعلاقاته من وكيل الوزارة(المدير العام) الذي رفض أن يتدخل ويجبر مدير الأمن على سرعة وجدية التحقيق بأن يأمر مأمور المركز بأن يكلف ضابط المباحث بأن يتحرى بنفسه بدلاً من أن يرسل المخبرين المرتشين الفاسدين..
  • المستشار ـ ع ـ  بنفوذه أوقف سير التحقيق في النيابة . بسراي نيابة الداخلة وكانت لهجة وكيل النيابة عدائية جداً وهو يكلمني!

  •  
  •  العمدة  وأهل الولد قاموا برشوة العاملين بقسم شرطة الفرافرة بالفطير المشلتت والعسل والقشطة واللحوم والبط  والبيض البلدي بكميات هائلة..  فتم صياغة محضر جديد لا يسمن ولا يغني من جوع.
  •   إنه عالم سفلي عالم الشرطة والقضاء المصري.. لاينتصر للرجال الشرفاء المخلصين .
  • هل بعد كل هذا يمكن للمصريين أن ينتصروا في مقاومة الحاكم المستبد .. إنهم مثله  في الاستبداد  والفساد .



     
  •                           
اجمالي القراءات 9310

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ١٠ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67696]

الصفح مُقدم على القصاص .

أخى الحبيب الدكتور محمد عبدالرحمن . أشعر بك وبما تشعر به ،وبمرارته ،ولا أُبالغ إن قلت ربما أكثر . وذلك (لمن لا يعلم ) أنك أخى (إبن عمى وإبن عمتى فى آن واحد ) وصديقى ،ومُخلص فى عملك ،ومشهود لك بُحسن الخُلق والمعاملة الطيبة والحس الإجتماعى ،وخاصة بالفقراء من المصريين .. ومع ذلك هذا لن يمنعنى أخى الحبيب أن اٌول لك  رغم أنك صاحب حق 100% إلا أن الصفح (قرآنيا )مُقدم على القصاص حتى فى جريمة القتل العمد ،وهى أكبر وأخطر جريمة يقع فيها الإنسان .. فيا أخى الكريم لقد جاءوا لك بكل غال وعزيز ووسيط لديهم ليتوسطوا لك بأن تصفح عن الشاب الطائش المراهق (قليل الأدب) ، وفى هذا رد كبر  وكريم لكرامتك وحريتك ومكانتك التى لن يإخذ منها ولن يمسها فعل ذلك الشاب الجهول الطائش . فمن وجهة نظرى كان من الممكن أن تصفح عنه وبشرط الا يأتى إلى المركز الطبى مرة أخرى إلا  فى حالة أن يكون مريضا فقط .وكانوا سيقبلون هذا .وسيعلم كل الناس أنهم جميعا جاءوا وإعتذروا لك عما بدر من إبنهم .... وكما لا يخفى عليك أخى الحبيب أن الأطباء والصيادلة فى مصر كثيرا ما يُعتدى عليهم قولا وفعلا من الجهلاء المُصاحبين للمرضى .وهذا قدرنا أن نتحمل المريض ومشاكله وتصرفات بعض الجهلاء من المرافقين له ... ولا أريد أن أذكرك بما حدث منذ شهور قليلة ماضية لمستشفى المطرية ، وما حدث من قتل طبيب فى القصر العينى الإسوع الماضى لرفضه التصريح بدفن جثة متوفى قبل الكشف عليه ومعرفة سبب الوفاة ....والكثير الكثير .. إذن كما قلت لك هذا هو قدرنا أن نصفح ونتحمل من موقف قوى وليس من موقف ضعف ما يحدث لنا إلى أن تصل بلدنا الغالية مصر إلى مصاف الدول التى تحترم حقوق الإنسان عامة ،ومن يؤدون عملهم  بتفان وإخلاص خاصة . .

حفظك الله وجعلك من المخلصين والعافين عن الناس ....


 


2   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الأربعاء ١١ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67698]

إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيرا

السلام عليكم ورحمة الله دكتور محمد عبد الرحمن أعتقد أن الدكتور عثمان أكرمه الله قد قال الكثير عن فضيلة العفو والصفح الذي نطالب بها جميعا كل من يتعرض لمثل هذه المواقف السيئة والحرجة .


ولنتذكر معا قول الله تبارك وتعالى {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً }النساء149.


{ ... وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التغابن14.


فيا أخي الكريم كل منا يعمل بأخلاقه التى تربي عليها في الصغر وتعلمها بعد ذلك في الكبر وخاصة من القرآن الكريم الذي نتعلم منه العفو عند المقدرة لمن ظلمنا واعتدى علينا بغير حق .


3   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الأربعاء ١١ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67701]

القصة في مجملها لها دلائل اجتماعية خطيرة وأؤيد مبدأ الصفح أيضا ...

أخي الحبيب الدكتور محمد كان الله في عونك وأقدر إلى أي مدى حالتك النفسية والتأثير الذي تعاني منه لأسباب متعددة منها شخصي ومنها نظرتك للفساد والظلم المتفشي في جميع مؤسسات وطبقات المجتمع


كان الله في عونك


ودعنى أؤكد لك أن ما تقوله ليس حالة فردية وإنما هي ظاهرة منتشرة في جميع أنحاء مصر موضوع استعمال القوة والعنف هي ثقافة رغم طيبة المصريين إلا انهم تحولوا في الربع قرن الأخير إلى ثقافة همجية في العلاقات الانسانية ومسألة البلطجة واعتبار القوى هو البطل في المجتمع جعلت ما يحدث معك أمر طبيعي استقبله من حضروه وشاهدوه على انه حدث عادي جدا ول يحرك ساكنا في أجساد وعقول وقلوب الحضور حتى يمكنوك من القصاص من هذا الشاب المسكين الذي اعتبره ضحية مجتمع مثله مثل ملايين الشباب الذين تربوا على ثقافة (الكف السابق سابق) بمعنى أن الرجولة والشهامة أصبحت تقاس بمن يضرب اولا ومن يسبق الآخر في ضربه وطرحه أرضا ولم تسلم جميع مؤسسات الدولة التى نخر فيها السوس من الفساد فكل المؤسسات نسيج واحد وتسير على خطى المخلوع وخطى الثقافة الدينية السطحية وتجاهل الجميع تشريعات الله في العدل والاحسان وحسن معاملة الناس والأدب مع الكبار


أعذرك وأقدر ما تعانيه لكن صدقني العفو في مثل هذه الظروف ليس ضعفا أبدا


في عام 98 كنت ألعب كرة القدم في ملعب البلدة وحدث مشكلة بيني وبين أحد اللاعبين احتكاكا عادى في اللعب وصل به الحال أن بصق في وجههي فقلت له شكرا ، فبصق ثانيا فقلت له شكرا فبصق ثالثا فقلت له شكرا ، فملأ الخزي والعار كل خلية في جسده وفر هاربا وترك الملعب فورا وبكل أسف هذا الشخص حتى الآن لم يقدم لي واجب الاعتذار وهو يعمل إمام وخطيب في مسجد بالمناسبة ونسيت الموضوع وأصبح خبر كان ، وعرض علي الناس في القرية أن نجلس في جلسة عرفية لكي يأخذوا لي حقي بالمال ، رفضت وقلت لهم كان بإمكاني أن أضربه وأهزمه شر هزيمة لأنه ضعيف البنية وكنت وقتها في سن العشرين وهو يكبرني بحوالي عشر سنوات


مشكلة أخرى في أحد المعاهد التي عملت بها طالب في الصف الثاني الاعدادي صفع مدرس في سن الخمسين على وجهه وتحول الموضوع إلى نفس طريق موضوعك الصلح والتمييع وكلام فارغ وكان على الاقل يجب فصل هذا الطالب ونقله من المعهد ليكون عبرة لزملائه ولكنهم لم يفعلوا


فقد حلت الجلسات العرفية محل القانون في مصر وهذا لا ينفصل عن التدين لأنهم جعلوا الكذب والضلالات تحل محل كلام الله سبحانه وتعالى فهل نستغرب عليهم أن يفعلوا كل هذا


 


انا لا أدافع عن المخطيء أبدا أبدا ولكن صدقني حين تصفح وتعفو وتتسامح سيكون أفضل لك على الأقل عند الله وتأكد ان الله لن يضيع حققك أبدا


وتأكد أيضا ان حال هذا البلد لن ينصلح إلا إذا حاول كل فرد تحقيق العدل والعدالة واحترام حقوق الغير ومراعاة شعور الآخرين واحترامها مهما اختلفوا معه ولو يفعل المصريون هذا ويكون منهج حياتهم هو الدفاع عن حقوق وحرية الآخرين مهما اختلفوا فسيهكلوا لا محالة هذا ما يؤكد القرآن الكريم ..


 


أتمنى ان تكون بخير وربنا يكرمك ويزيح عنك هذه الغمة ويحفظك من كل سوء ..


4   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأربعاء ١١ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67704]

وهذا بالفعل ما قام به أهل الشاب

السلام عليكم أخي الحبيب دكتور عثمان ،معك حق ففي الحقيقة أنهم شعروا بالخزي لانهم اعتدوا على الطبيب الذي يعالجهم ويعالج ابناءهم .


ونسيت أن أقول أنهم من خلال جلسات الصلح إن عم الولد أقسم يمينا لن تطئ قدميه أرض المستشفى بعد اليوم مهما كانت الاسباب ،وبالفعل إلى هذه اللحظة لم اشاهده في الوحدة الصحية مريضا او مصاحبا لمريض.


شكرا لك اخي الحبيب على مداخلتك ومؤازرتك وتذكريلك لى بآيات القرآن العظيم الذي به تشفى الصدور والنفوس..


5   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأربعاء ١١ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67705]

حماية المخطئ والمعتدي من الآفات الاجتماعية التي يجب علاجها

المربي الفاضل  الأستاذ رضاعبد الرحمن السلام عليكم ورحمة الله ،أشكرك أخي الحبيب على هذه المداخلة الطيبة من أخ مخلص .


إن اسدال الحماية الاجتماعية من الآباء والأمهات على ابنائهم هى آفة اجتماعية خطيرة يجب على المجتمع المسلم أن يتخلص منها حتى تستقيم الحياة داخل هذا المجتمع . حتى إن بعض الآباء والأمهات من الممكن ان يصل لمرحلة الطغيان والكفر بسبب اسدال هذه الحماية على ابنائهم المخطئين .


ولنا في قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح المثل العملي في هذ لتبيين أن هذه الحماية والعاطفة تضر بالرجل المؤمن حتى تجعله طاغيا وربما يصل لمرحلة الكفر .


  { وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً }الكهف80.


6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١١ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67706]

كان الله جل وعلا معك ابنى الحبيب وانت تتعامل بالرحمة والعدل مع هؤلاء الأوباش

 أكرر دائما إن الخطأ فى داخل العقلية المصرية مهما طالت اللحى ومهما انتشر النقاب والحجاب ومهما تكاثرت المساجد وتكاثر المترددون عليها. إنه تدين سطحى ، لا يلبث أن ينفضح عند أى مواجهة بالحق وبالعدل. لهذا أخشى من هلاك جزئى يطيح بهذا الجيل الفاسد الذى تعلم جهلا و احترف الزور والنفاق وأدمن عبادة الافتراء . هم لا يقعون فقط فى الظلم بل يتخذونه سبيلا الى العلو والنفوذ ، ولا يتورعون عن حمايته بكل ما يستطيعون . قلّ أن تجد انسانا صاحب ضمير ..وإذا وجد فهو محاصر بالشرور .. 


أفهم ان هذا حدث يوم 22 اكتوبر  .. فهل بعد عام تقريبا إنتهى الأمر الى لا شىء ؟ 


أنا أتفق معك فى الّا تتنازل عن حقك ..حتى لو لم تنل  حقك .. هذا هو أبسط ما تقدر عليه .. وقوفك دون صلح معهم يؤرقهم ..والظالم دائما يعيش فى خوف من العقاب ، ويتوهمه .. ويتعذب به .. أما أنت فلا يجدر بك أن تخاف .. ولقد كتبنا فى موضوع الخوف وكيفية التغلب عليه فى موضوع تغيير النفس .. إن من يعمل سوءا لا بد أن يجزى به سوءا .. وسيكون هذا المجرم وأعوانه عبرة  لمن يعرف قصته ..بعونه جلّ وعلا . 


7   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الخميس ١٢ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67717]

أبدا لم يحدث أستاذي العزيز

شكرا لك أستاذي الحبيب أحمد صبحي منصور على هذه المساندة والنصح النابع من الهدي القرآني ، وكما تعلم استاذي أن معلمنا هو القرآن العظيم وقد تعلمنا منه أن لا نخشى أحدا إلا الله مهما كانت سلطاته الموكلة إليه ،أو مهما كانت عشيرته مساندة إليه وهذا كله ابتغاء وجه الله للدفاع عن شرع الله في القرآن وجعله واقعا عمليا حيا في المجتمع الذي نعيش فيه أيا كان هذا المجتمع .


ولقد تعلمنا من القرآن العظيم في الآية التالية معنى من معاني الايمان وزيادة له والله تعالى يقول {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173 ،


الحقيقة أن الايمان يزداد في هذه المحن أستنادا إلى هدي القرآن ونوره  ، والله يعلم أننى لم يهتز لي جفن في كل ما حدث ،ولم يتغير موقفي حتى الآن ، ولم أقبل الصلح بشروطهم حتى هذه اللحظة ، لكنهم قد تلاعبوا واوقفوا سير التحقيقات في النيابة . لكني لم أوافق على محاولات الصلح التي لا تتفق مع ما جاء بالقرآن ، أو حتى مع ما جاء بالقانون المدني .


 


8   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الخميس ١٢ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67718]

حق الفرد وحق المجتمع ..

الشكر والتقدير للسيدة الفاضلة ميرفت عبد الله على مطالعة المقال والتفضل بالنقاش حوله وابداء الرأي الذي يستند إلى القرآن العظيم ، وهذا ما تفضلتي به وأشرتي إليه في تعقيبك الكريم .


هذا بخصوص ما تعرضت له فأنا كمدير لهذه المؤسسة ويعمل بها حمس وعشرون موظفا وموظفة مسئول عن الحفاظ على كرامتهم في أوقات العمل والقانون سن تشريعاته بهذا الشأن .


فلو كان الامر يخصني وحدي فربما لو كنت بالشارع أو أي مكان آخر وتعرضت لمثل هذا الأمر يمكن أن أقبل الصلح لأنه حق من حقوقي الفردية التي تخصني وحدي ، أما في هذا الوضع فعندما يعتدى على رئيسهم من السهم أن يتم الاعتداء على باقي الموظفين ، لهذا تمسكي بالحق المدني فيه حماية وصون لكرامة كل العاملين في هذه المؤسسة .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-10-30
مقالات منشورة : 77
اجمالي القراءات : 1,363,017
تعليقات له : 1,952
تعليقات عليه : 498
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt