الفروق اللغوية:
رأي في العباد والعبيد والعابدين

Ezz Eddin Naguib Ýí 2012-01-24


رأي في العِبَاد والعَبيد والعَابدين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذه الألفاظ من الفعل الثُلاثي: "عَبَدَ" بمعنى: "أطاع وانقاد وَخَضَعَ وذَلَّ"


العابد worshipper: هو من يُطيع وينقاد ويخضع ويذِلُ لمعبوده
وقد يعبد شخص ما الله فيكون له عابدا
آ {صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ} البقرة138
آ {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} الأنبياء73

 

وقد يعبد شخصا آخر، كما في الآية:
آ {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} المؤمنون47
فقد خضع بنو إسرائيل لفرعون وانقادوا له وذلوا أمامه وأطاعوه
آ {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ} الأنبياء53


أما العباد servants فهم من لهم حُرية الاختيار في الدنيا
وأما العبيد slaves فلم يَعُد لهم هذه الحرية في الآخرة
ولذلك تجد الآيات الخمس التي ورد فيها لفظ  "العبيد" تكون عند الحساب في الآخرة
آ{لَّقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ{181} ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ{182} الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{183} فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ{184} آل عمران

آ {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ{50} ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ{51} كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللهِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ{52} الأنفال

آ {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ{9} ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ{10} وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ{11} يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ{12} الحج

آ {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ{45} مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ{46} إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ{47} وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ{48} فصلت

آ { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ{24} مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ{25} الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ{26} قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ{27} قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ{28} مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ{29} يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ{30} ق


العَبْدُ بالمُفرد تأتي بالمعنيين (حُر الاختيار أو مُجبر) ولذلك نجد: عبدا مملوكا (لسيده فليس له حُرية) وعبدا شكورا (له الحرية واختار شكر الله) أما في الجمع فيتحدد المعنى
آ {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل75
آ {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً }الإسراء3

 

وقد يكون العباد من الكفار كما في الآية: 
آ {وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {116} مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {118} قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {119} المائدة
هم عبادك = كُلهم عباد الله
اتخذ بعضهم عيسى وأمه إلهين
وصدق بعضهم فعبدوا الله وحده
فالعباد فيهم المُشرك الكافر والمؤمن
آ {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} الفرقان63
فهؤلاء اختاروا أن يُسلموا ويكونوا من عباد الرحمن

 

وهذا يرد على من اعترض على أن البابليين لا يُمكن أن يكونا عبادا لله لكُفرهم
آ  {فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً} الإسراء5
وقد تحقق وعد الله على يد البابليين بقيادة نبوخذنصر في عام 586 ق م

آ {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }الإسراء7
وتحقق الوعد الآخر على يد الرومان بقيادة تيتوس (الذي صار إمبراطورا بعد هذا) في عام 70 ميلادية وتم هدم المعبد وتسويته بالأرض، وما زال اليهود يبحثون عنه إلى الآن.


وبقي الوعد الثالث: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً }الإسراء8


ونُلاحظ أن الله كتب عليهم هذا في كتابهم أو في اللوح المحفوظ قديما:

آ {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً} الإسراء4
ولذلك نجد النبوءتين مُستقبليتين بالنسبة للقضاء، وذُكرا باستخدام "إذا" مما يعنى التحقق بمعنى: "عندما"
أما النبوءة الثالثة فقد وردت باستعمال "إن" مما يعني الاحتمال حسب عمل بني إسرائيل

ونحن الآن في مَجال النُّبوءة الثالثة وهي مفتوحة احتمالية حسب عمل كل منا.
ودعونا من خرافات نبوءة تدمير إسرائيل التي أتحفونا بها لنجلس على أدبارنا ننتظر التدمير الإلهي لها بينما إسرائيل تُدبر وتُخطط لتفتيت العالم الإسلامي والسيطرة على العالم.
هذا ما أراه

والله أعلم

اجمالي القراءات 28192

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   الثلاثاء ٢٤ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64159]

أخي حكيم

يقول تعالى: إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ



ولماذا يُعذبهم إلا لِشركهم بعبادة الله فعبدوا المسيح ومريم عليهما السلام؟



فهم عباد الله ومع هذا فهم مُشركون



مع أطيب الأمنيات لك يا أخي








2   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأربعاء ٢٥ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64172]

خرافات نبوءة تدمير اسرائيل..

 الدكتور / عز الدين ..السلام عليكم ورحمة الله أعتقد أن خرافات نبوءة تدمير اسرائيل.. هى مما كان يسميه علماء التراث بأنها اسرائيليات.. أي انها من التخطيط الاسرائيلي (اليهودي) والزج به في تراث المسلمين الذين يقدسونه.. ويعتقدون فيه..


 حتى يرتاح المسلمون والعرب إلى هذا النوع من الاعتقاد .. لكي لايدخلوا في مواجهات مع عدو هم من صنعوه  عدوا ولم يقدروا على التغلب عليه..


هل توافقني الرأي ؟


ونرى الكثير ممن يمارسون حرفة الكتابة الدينية ويدعون أنهم مجددون في الفكر الديني التراثي... يزعمون هذه المزاعم التي تخدر شعوب العرب وتُلجِئهم إلى رصيف الحضارة.. يتسولون دواءا من هنا وسلاحا من هناك وتقنيات من هذا وذاك مع تكفير كل أصحاب الفضل عليهم.


شكرا لك وإلى لقاء


3   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   الأربعاء ٢٥ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64176]

أوافقك أخي محمد عبد الرحمن

وشكرا لك


4   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الخميس ٢٦ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64191]

سؤال : ليس بغرض الجدال وإنما الفهم

الأستاذ المحترم / عز الدين نجيب


أشكر حضرتك على هذا التدبر في كتاب الله جل وعلا بحثا عن الحق وتجلية لحقائق الإسلام


حضرتك تقول أن هناك فرق لغوي بين مفردات ثلاث وهي عباد ــ عبيد ــ عابدين)


ــ وقلت أن العابد هو (هو من يُطيع وينقاد ويخضع ويذِلُ لمعبوده

وقد يعبد شخص ما الله فيكون له عابدا)


والعباد هم (فهم من لهم حُرية الاختيار في الدنيا)


والعبيد هم (فلم يَعُد لهم هذه الحرية في الآخرة)


لكن هناك بالبحث في القرآن حول هذه المفردات وجدت استخداما لمفردة (العباد) ويبدو من سياق الآية أنها تخص الآخرة وجاء ذلك في قوله تعالى في سورة غافر يقول تعالى (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللّه يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )


هل معنى العباد هنا ان الله جل وعلا يقصد انه سبحانه لا يريد ظلم هؤلاء العباد في اليوم الآخر .؟


وكذلك في موضع آخر في سورة الكافرون تكرر معنى العبادة بمفردات مخلتفلة منها عابد وتعبدون وأعبد وعبدتم


قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)


كذلك في آية أكثر وضوحا لاستخدام مفردة العباد بمعنى من لا يملك حرية الاختيار وذلك في تفصيل يوم الحساب وأن الله جل وعلا قد حكم بين العباد يقول تعالى في سورة غافر (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنْ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ


 


إذن هناك استعمالات أخرى واستخدامات أخرى لنفس المفردة بنفس المعنى الذي تفضلت به وبمعاني أخرى أقصد هنا أنه تكرر استخدام مفردة (العبيد والعباد) لتؤدي نفس المعنى


أعتقد من وجهة نظري أن بحث كهذا كان يحتاج تجميع كل الآيات التي اتسخدمت فيها مشتقات الفعل (عبد) في جميع آيات القرآن الكريم وهذا ليس تقليلا مما كتبته وتفضلت به حضرتك ولكن من خلال خبرتي المتواضعة في تجميع مفردات القاموس القرآني للدكتور منصور ومن خلال فهمي لتكرار بعض المفردات ثم قراءة المقال التأصلي فيما بعد الذي يكتبه الدكتور منصور أجد أن من الأفضل أن يتم السير دبر الآيات جميع الآيات التي يتكرر فيها أي كلمة تشترك في اللفظ والمعنى او المعنى فقط لكي يتم الوقوف على حقيقة البحث وحقيقة المعنى المراد


أخيرا أكرر ما اكتبه ليس جدالا ولا تضييعا للوقت وإنما هي وجهة نظرى المتواضعة وأنا تلميذ هنا اتعلم من الجميع أخطيء قبل أن أصيب وقد أكون مخطا فيما كتبت


وأشكر حضرتك علىهذا المقال الذي فتح شهيتي للتدبر والبحث وقراءة بعض آيات القرآن الكريم ...


5   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   الخميس ٢٦ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64193]

أخي الكريم رضا

الآية: (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللّه يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )

العباد هنا في الدنيا فالذي آمن ينصحهم بصفتهم يمتلكون حُرية الاختيار ألا يكونوا مثل قوم نوح وعاد وثمود

أما لو كانوا قد صاروا في الآخرة لما نفعهم نصحه

وكذلك فقد قال إني أخاف عليكم يوم التناد وهو أحد أسماء يوم القيامة أي أنه لم يأت بعد.



أما الآيات: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنْ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ)

فالله قد حكم بين العباد بصفتهم كانوا أحرار في الاختيار


فالعباد هم من لهم حرية الاختيار وهذا لا يكون إلا في الدينا


 




أما الآيات: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)



فما المُشكلة فيها فالعابد من يخضع ويُطيع (الله أو من ادعاه من آلهة) فيُمكن أن يكون مُؤمنا أو كافرا



مع أطيب أمنياتي لسيادتك








أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2009-06-24
مقالات منشورة : 87
اجمالي القراءات : 2,625,995
تعليقات له : 355
تعليقات عليه : 499
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt