وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّه:
برهان ربه

Ezz Eddin Naguib Ýí 2011-12-09


برهان ربه
بسم الله الرحمن الرحيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

قال صديق لي إن له أخ مُتصوف ألح عليه أن يذهب إلى شيخه ليأخذ العهد عليه ويكون من مُريديه
فدخل إلى قاعة الشيخ وهو جالس فى صدرها والمُريدون حوله، وكان يُفسر قصة يوسف عليه السلام

المزيد مثل هذا المقال :

ولما وصلوا إلى آية: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} يوسف24
مال عليه المُريد الذي بجواره وقال له: هل تعرف ما معنى برهان ربه؟
فقال صديقي: لا
قال المُريد: هو مولانا الشيخ، ظهر لسيدنا يوسف ودفعه في صدره وقال له قف!!!
فهب صديقي واقفا، وسبهم ولعنهم، وهرب قبل أن يضربوه!!!!

نعود إلى الآية
يقول تعالى:{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} يوسف24

وإليك تفسير الجلالين:  (ولقد همَّت به) قصدت منه الجماع (وهم بها) قصد ذلك (لولا أن رأى برهان ربه) قال ابن عباس مَثُلَ له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله ، وجواب لولا لجامعها (كذلك) أريناه البرهان (لنصرف عنه السوء) الخيانة (والفحشاء) الزنا (إنه من عبادنا المخلصين) في الطاعة ، وفي قراءة بكسر اللام أي المختارين

والتفسير المُيسر: ولقد مالت نفسها لفعل الفاحشة, وحدَّثت يوسفَ نفسُه حديث خطرات للاستجابة, لولا أن رأى آية من آيات ربه تزجره عمَّا حدثته به نفسه, وإنما أريناه ذلك; لندفع عنه السوء والفاحشة في جميع أموره, إنه من عبادنا المطهرين المصطفَين للرسالة الذين أخلصوا في عبادتهم لله وتوحيده.

وتفسير ابن كثير: اختلفت أقوال الناس وعباراتهم في هذا المقام وقد روي عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وطائفة من السلف في ذلك ما رواه ابن جرير وغيره والله أعلم وقيل المراد بهمه بها خطرات حديث النفس حكاه البغوي عن بعض أهل التحقيق ثم أورد البغوي ههنا حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول الله تعالى: إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها وإن هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإنما تركها من جرائي فإن عملها فاكتبوها بمثلها وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وله ألفاظ كثيرة هذا منها وقيل هم بضربها وقيل تمناها زوجة وقيل هم بها لولا أن رأى برهان ربه أي فلم يهم بها وفي هذا القول نظر من حيث العربية حكاه ابن جرير وغيره وأما البرهان الذي رآه ففيه أقوال أيضا فعن ابن عباس وسعيد ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن سيرين والحسن وقتادة وأبي صالح والضحاك ومحمد بن إسحاق وغيرهم رأى صورة أبيه يعقوب عاضا على أصبعه بفمه وقيل عنه في رواية فضرب في صدر يوسف وقال العوفي عن ابن عباس: رأى خيال الملك يعني سيده وكذا قال محمد بن إسحاق فيما حكاه عن بعضهم إنما هو خيال قطفير سده حين دنا من الباب وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن أبي مودود سمعت من محمد بن كعب القرظي قال رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت فإذا كتاب في حائط البيت " لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا " وكذا رواه أبو معشر المدني عن محمد بن كعب وقال عبد الله بن وهب: أخبرني نافع بن يزيد عن أبي صخر قال: سمعت القرظي يقول في البرهان الذي رآه يوسف ثلاث آيات من كتاب الله " إن عليكم لحافظين " الآية وقوله " وما تكون في شأن " الآية وقوله " أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت " قال نافع: سمعت أبا هلال يقول مثل قول القرظي وزاد آية رابعة " ولا تقربوا الزنا " وقال الأوزاعي: رأى أية من كتاب الله في الجدار تنهاه عن ذلك قال ابن جرير: والصواب أن يقال إنه رأى آية من آيات الله تزجره عما كان هم به وجائز أن يكون صورة يعقوب وجائز أن يكون صورة الملك وجائز أن يكون ما رآه مكتوبا من الزجر عن ذلك ولا حجه قاطعة على تعيين شيء من ذلك فالصواب أن يطلق كما قال الله تعالى وقوله " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " أي كما أريناه برهانا صرفه عما كان فيه كذلك نقيه السوء والفحشاء في جميع أموره " إنه من عبادنا المخلصين " أي من المجتبين المطهرين المختارين المصطفين الأخيار صلوات الله وسلامه عليه.


لاحظ أن كلمة رب تعني السيد
فنقول رب البيت وربة المنزل
وكان من عادة المصريين أن يُقلدوا زوجاتهم خاتما أو قلادة أو عُقدًا عليه اسم الزوج (ويقول الأثريون إن خاتم الزواج عادة فرعونية استمرت إلى الآن) وبذلك يُمكن أن نفهم أن برهان ربه تعني دليلا على تبعية المرأة لسيده (ربه)
فيوسف عليه السلام رأي الخاتم أو العقد أو القلادة، أو أيَّا ما كان ما رآه كملابس سيده الخ، فذكره بأن هذه المرأة هي زوج سيده الذي أكرم مثواه.

وهذا رأي أقرب إلى المعقول مما أتحفتنا به التفاسير، ويتماشى مع الآية السابقة: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} يوسف23
فربه هنا يُقصد بها سيده الذي أحسن مثواه وليس رب العالمين
ويُؤيد هذا الفهم الآية: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} يوسف21
فسيده (أو ربه) هو من أمر بإكرام مثواه
ونجد الاستعمال نفسه للفظ "رب" في الآيتين: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} يوسف41
و {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} يوسف42
وهذا الفهم يرفع من قدر يوسف عليه السلام فقد ارتدع عمَّا همَّ به بعقله وبفطرته النقية
أما أن يحتاج إلى مُعجزة من ربه ليرعوى فهذا يطعن في نبي الله

هذا رأيي والله أعلم

اجمالي القراءات 27162

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   غالب غنيم     في   الجمعة ٠٩ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62863]

هذا هو التدبر الصحيح!

وجزاك الله كل الخير عنا وعن كشف هذا اللبس الذي استغله الجميع بسماعهم لما ورد عن بني اسرائيل...

رب زدني علما


2   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الجمعة ٠٩ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62870]

البرهان في القرآن ..

الدكتور / عز الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. لقد رجعت إلى لفظة برهان في القرآن الكريم ووجدت أنها لايكون إلا معناها اليقين أو الدليل.. او الحجة .. يقول تعالى ..في سورة النساء.. وفي سورة المؤمنون.. والبرهان من الله تعالى رب العالمين .. ( يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا) النساء 174 فالبرهان هنا جاء من الله تعالى للناس..


وفي سورة المؤمنون يقول تعالى.( ومن يدع مع الله إلاها آخر لابرهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لايفلح الكافرون) المؤمنون 117 هنا شرك بلا برهان


وقوله تعالى ..في سورة البقرة عن قصْر اليهود والنصارى دخول الجنة إلا على انفسهم.. أن هذه الأماني بدون برهان.. وانهم غير صادقين..( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.)


وبهذا التدبر .. فالبرهان لايكون إلا من الله تعالى  . لإقامة الحجة على غير المؤمنين. أما ما عدا ذلك فالكاذبون لايستطيعون ان يأتوا ببرهان يعادل برهان الله تعالى في كتابه العزيز ووحيه المبين.. في الكتب السماوية السابقة للقرآن..


وعلى هذا فالبرهان في آية سورة يوسف في قوله تعالى ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء  إنه من عبادنا المخلصين)يوسف24.. البرهان هنا أيضا .من الله تعالى ليوسف  ..


ومن يصرف عن يوسف السوء والفحشاء إلا الله تعالى في هذا الموقف العصيب الذي يضعف فيه البشر أمام الغريزة والاحتياج الجسدي الُمِلح.. ولقد حكم الله ان يوسف عليه السلام من عباه المخلصين و برهان من الله تعالى ليوسف ألا يفعل الفحشاء فلا يكون من الذين تدنسهم غرائز البشر العاديين ..


وقوله تعالى في سورة القصص( واضمم اليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربلك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين) القصص 32


حتى أن  البرهانان اللذان كانا حجة على فرعون.. أتيا من الله تعالى .. عن طريق موسى عليه وعلى أخيه السلام..


هذا رأي وتدبر خالصا لوجه الله تعالى والعلم عند الله تعالى .. خالص الشكر والتقدير ان جعلتنا دكتور / عز .. نتدبر معك آيات البرهان بالقرآن.. والسلام علكَ ورحمة الله.


3   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   الجمعة ٠٩ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62873]

هل صحيح أن البرهان لا يكون إلا من الله تعالى؟

البرهان هو الدليل أو الحُجة البينة الفاصلة

وبُرهان الله مُؤكد ويقيني

تقول سيادتك: [فالبرهان لايكون إلا من الله تعالى] انتهى

ربما كان الأصح أن تقول: البرهان اليقيني الذي لا يُدحض يكون من الله تعالى

والآيات التي تفضلت سيادتك بذكرها تُطالب الكافرين بأن يأتوا ببرهانهم وبالطبع لن يستطيعوا لأن من يُطالبهم بذلك هو الله تعالى صاحب الحقيقة المُطلقة


ولكن ليس معنى هذا أن نقصر كلمة برهان على البرهان الإلهي

فأنا أستطيع أن أطالبك بالبرهان، وقد تستطيع أن تأتي به فتُفحمني لأني لست إلها

ومُدرس الرياضيات يطلب منك بُرهان النظرية أو المسألة

فهل نُطالب المدرس بأن يتوقف عن استعمال لفظ "برهان" لأنها كلمة إلهية؟

برهانك يا أخي ليس منطقيا بل هو مُغالطة وتلاعب بالكلمات


 


4   تعليق بواسطة   غالب غنيم     في   الجمعة ٠٩ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62874]

الأخ محمود مرسي

أخي العزيز،

إن كل ما ذكرت من آيات تخاطب البشر بأن يأتوا ببرهانهم!

أليس الخطاب تأكيد على "حقهم" في الإتبان به إن كانوا "صادقين"؟


الآيات تؤكد ما ذهب اليه الكاتب، أن البشر يستطيعون الإتيان بالبرهان، ولكن في هذه الحالات "الحصرية" لم يستطيعوا لأنه "لا برهان عندهم" فقط، وليس "لعدم امتلاكهم " القدرة على الإتيان ببراهين في أمور أخرى لم "يتم حصرها" في القرآن.




وشكرا


5   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٠٩ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62877]

النبى والرسول .

دكتورنا الكبير . اكرمك الله . هى وجهة نظر تُحترم . وإسمح لى أنا ارى فيها نوعا ما  من التداخل بين صفتيى (النبى والرسول ) . فالنبى فى هذه الحالة (هو شخص يوسف عليه السلام ) حينما يتعامل فى حياته العادية والبشرية بكل ما فيها من أعمال صالحات وبعض (الصغائر ،او اللمم) والتى لم ينج  منها ولم يُعصم فيها نبى قط . 


أما يوسف الرسول فهو محفوظ برعاية الله ومعصوم من الوقوع فى الذلل واللمم حينما يكون متحدثا بإسم الرسالة ،او حينما يكون ناطقا ومُعلما لوحى مما أوحاه الله إليه فى توقعه ومعرفته لبعض الغيبيات التى جعلها الله معجزة له وحده وحدثنا عنها القرآن الكريم .


ولو عدنا للموقف المذكور موضوع المقالة وهو (همت به ،وهم بها ) لوجدناه موقفا لشخص بشرى بعيدا عن مواقفه حين يتلو الوحى الغيبى الذى إختصه الله به أو مما علمه الله له من صحف أبيه  إبراهيم عليه السلام .ولذلك فقد (هم بها ) بمقدار ما همت هى به ،وعلى نفس الدرجة . والبرهان هو برهان غيبى لا يعلمه إلا الله ،ولكنه برهان من خالق الخلق ورب العباد أجمعين ،وليس برهانا من غيره سبحانه ويدل عليه تذييل الآية الكريمة بقوله تعالى (إنه لا يُفلح الظالمون ) .. ومن هو الذى لا يُفلح عنده الظالمون ،سوى رب العباد وخالق الأكوان سريع الحساب الواحد الأحد .... أما الملوك والسلاطين والأمراء فكلهم (يفلح عندهم الظالمون ) ولا تجد على مر التاريخ حول الملوك من الملأ إلا الظالمين ...


هذا رأى والله تعالى أعلى وأعلم .


6   تعليق بواسطة   غالب غنيم     في   السبت ١٠ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62900]

النبي والرسول

الأخ الفاضل عثمان،

إن الآيتين تشرحان موقفان وليس موقف واحد، الأول حينما هي أغلقت الأبواب، وعرضت نفسها فأجابها بأن ربه "رب البيت - الحاكم"، أحسن مثواه، بدليل تكررها في الآية الأخرى بأن أمر رب البيت بإكرام مثواه، وهذا لا لبس فيه إلا لمن تغاضى عن الآية الرابطة كما وضح الأستاذ عز الدين.

وفي هذه الآية يستشهد يوسف النبي بأن الله قال أن الظالمين "لغيرهم" أي للذين أحسنوا وأكرموا مثواهم لا يفلح عملهم عند الله تعالى.

أما الآية التي هم بها... فهو في لحظة ضعف لم تستمر طويلا بل كانت خاطرة، لأن معظم الآيات التي التي قرأتها جميعها البارحة عن من همّ بشيء تدل على عدم استمرارهم بهذا بل اغلبها جاء كفكرة أو نية في عمل الشيء، مثل قريش حينما همت باسفزاز الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فيوسف لم يلمسها ولم يقترب منها والأمر كله كان في العقل ولم يخرج الى التطبيق، ولذلك قال تعالى "لنصرف عنه السوء والفحشاء"، فهو لم يذهب الى السوء بل جاء اليه، وهذا الخطاب مهم جدا حيث يفهم منه أن السوء والفحشاء أتوا الى يوسف فصرفهم الله تعالى عنه، وليس العكس، ومن تحليلكم يتبين العكس، وكأن يوسف اتى الى السوء، وهنا المغالطة في فهم قوله تعالى "لنصرف عنه".

وأخيرا، قال تعالى "انه من عبادنا" ، ولم يقل من رسلنا أو أنبيائنا، مما يدل على رفعة نفس يوسف وطهارة أفكاره كإنسان، فكيف كنبي أو رسول؟ وهذا شهادة ليوسف كشخص يعبد الله بغض النظر عن نبوته.

والله أعلم


7   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   السبت ١٠ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62901]

هل كان يوسف عليه السلام رسولا؟

أم نبيا فقط؟

فمبلغ علمي أن يوسف ويعقوب وإسحاق عليهم السلام كانوا أنبياء فقط، ولم يأتوا برسالة بعد صحف إبراهيم

وأشكر أخي غالب على رده الكريم

آ {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }يوسف24

وأُضيف بعض التفصيل لما أجمله أخي غالب: فـ كلمة "كذلك" تعود إلى رؤيته لبرهان ربه وهذا تقدير من الله ليصرف عنه السوء والفحشاء التي جاءته على يد امرأةالعزيز

وكان هذا لأنه من عباد الله المُخلَصين (بفتح اللام) ممن اختارهم الله على علم بصفائهم ونقاء سريرتهم ليكونوا من أنبيائه




8   تعليق بواسطة   ربيعي بوعقال     في   الخميس ١٩ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64008]

تأويل البرهان، في ظلال القرآن


لعل أحسن ما كتب في تأويل ذاك البرهان، وتفسير تلك الآية من سورة يوسف وقصته، هو قول سيد قطب في ( الظلال) :
" .. لما رأى برهان ربه الذي نبض في قبلبه ـ بعد لحظة الضعف الطارئة ـ عاد إلى الاعتصام ..."
تذكر بعد لحظة الضعف (( فاستعصم ...))، واقرأ  ـ إن شت ـ قوله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: (( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ )).
وللمسألة أبعاد أخرى شرحنا  في كتاب (( الفوضى المنظمة )) الواقع في 400 صفحة، والذي نشرنا منه ـ لحد الان ، وعلى هذا الموقع ـ صفحتين فقط.

 


9   تعليق بواسطة   عبد القادر شمسه     في   السبت ٠٨ - فبراير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[73795]

الرب والبرهان في آيات الله


إن التدبر في آيات الله يستلزم الربط بين الكلمات الواردة في السورة الواحدة أولاً ثم ربطها بين ما يشرحها من آيات في سور آخرى. فكلمة الرب الواردة في سورة يوسف تشير للإله جل وعلا تارة وتشير إلى السيد أو الحاكم البشري تارة أخرى.



أما كلمة "برهان" الواردة في كتاب الله فليست دوماً مرتبطة بالله عز وجل إلا حينما يذكر الله تعالى ذلك كما في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء: 174]، فالبرهان هنا هو من عند الله. بينما نجد في آيات أخرى بأن البرهان ليس مرتبطاً بالله جل وعلا كما في قوله: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111].



وعليه فإن كلمة "برهان" في سورة يوسف ليست مرتبطة بالله عز وجل {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24]، لأن الصيغة التي جاءت بها تخالف الآيات السابقة من حيث الدلالة على أن البرهان هو إلهي المصدر كما في قوله تعالى: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [القصص: 32]، وقوله تعالى في سورة النساء (الآية 174).



فكلمة الرب في سورة النساء وسورة القصص يقينية الدلالة من حيث أن المقصود بها هو رب العالمين من خلال سياق الآيتين، بينما في سورة يوسف نجد بأن كلمة الرب تارة تشير للإله وتارة تشير للبشر وعليه فإن كلمة برهان أتت منسوبة للرب البشري {بُرْهَانَ رَبِّهِ} لأنها لم تأتي بصيغة البرهان الإلهي {بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}، {بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ}.



والله أعلم.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2009-06-24
مقالات منشورة : 87
اجمالي القراءات : 2,626,010
تعليقات له : 355
تعليقات عليه : 499
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt