إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ :
الذكر

Ezz Eddin Naguib Ýí 2011-11-16


إِنََّّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

جميع الكتب التى أنزلها الله علينا محفوظة فى أم الكتاب لأن أصلها واحد لا يكاد يختلف أحدها عن الآخر إلا فى اللغة أو بعض التشريعات والمناهج الخاصة

يقول تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48

{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }الزخرف4

فأم الكتاب هى أصل كل الكتب

والقرآن محفوظ فى كتاب مكنون

{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ{77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ{78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ{79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{80} الواقعة

فقرآننا نُسخ من اللوح المحفوظ بأيدى ملائكة كرام بررة لينزل به الروح الأمين على سيدنا محمد

{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ{11} فَمَن شَاء ذَكَرَهُ{12} فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ{13} مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ{14} بِأَيْدِي سَفَرَةٍ{15} كِرَامٍ بَرَرَةٍ{16} عبس

{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ{21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ{22} البروج

{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195} وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ{196} أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ{197} الشعراء

ويقول تعالى إن هذا القرآن مذكور فى كتب الأولين

فأين هذا فى التوراة والأناجيل الحالية؟

 

ولكن عندما يُنزل الله علينا كتابا من النسخة الأصلية أو المرجع المُسمى أُم الكتاب أو اللوح المحفوظ أو كتاب مكنون فقد يظل اسمه:

الكتاب لأنه مكتوب فى الصحف

ولكنه عندما ينزل إلينا فيكون اسمه

القرآن حتى نقرأه ونسمعه

أو الذكر لأنه يُذكرنا بالله

أو الفرقان لأنه يُعلمنا أن نُفرق بين الحق والباطل

أو الإنجيل بمعنى البشارة عند النصارى

أو التوراة ويقولون إنها تعنى التعاليم أو الهُدى

من المصدر

(Illustrated Dictionary & Concordance of the Bible)

أو الشريعة حسب الويكيبيديا

 

ولذلك أكرر عندما يُسمى الكتاب بالذكر

فهذا يعنى ضرورة وجوده بيننا هنا على الأرض لنتذكر الله سبحانه وآياته

أما نسخته الأصلية فهى الكتاب وهذا هو المحفوظ فى أم لكتاب

 

والذكر هو اسم لكل الكتب التى أُنزلت علينا لنتذكر كالتوراة والإنجيل والقرآن الخ

 

وكل ذكر أُنزل قبل القرآن تم تحريفه أو إخفاء بعضه أو نسيانه:

آ{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} البقرة75

آ{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء46

آ{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13

آ{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة41

 

ودليل آخر هو أن الله صحح لهم كثير مما حرفوه فى كتبهم ولذلك فقد جعل الله القرآن مُهيمنا عليها

آ{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48

آ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{44}النحل

فقد أنزل الله الذكر (القرآن) ليُبين (أي ليُظهر) للناس (ما أخفاه أهل الكتاب من) ما نُزِّل إليهم (من كُتب)

 

وإليك أمثلة قليلة على التحريف

فقد ذكرت توراتهم التى بين أيدينا أن سليمان عليه السلام كفر واتبع آلهة أجنبية ومارس السحر

بينما يقول تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} البقرة102

 

وادعوا أن موسى صارع ربه وصرعه

بينما بيَّن القرآن إنه كلمه فقط ولم يره

 

وادعوا أن هارون عليه السلام هو مَن صنع العجل
وأوضح الله في قرآنه أن من فعل هذا هو السامري

 

وكتموا أن عيسى عليه السلام تكلم فى المهد

بينما قال تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران46

و {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً }29 {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} 30مريم

 

وكتموا اسم الرسول فى كتبهم

بينما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6

و {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157

 

وقد أمرنا الله أن نُؤمن بكل كتبه

ونحن نُؤمن بأنه أنزل على السابقين كتبا ونُؤمن بأنها كلام الله

ولكن أين التوراة الحقيقية وإنجيل عيسى عليه السلام

 

لا نرى إلا كتبا مُحرفة بها ما لا يُصدق عن نوح وإبراهيم ولوط وغيرهم من الأنبياء والرسل. ونرى أناجيل أربعة اختاروها بين من عشرات الأناجيل لتُؤيد انحرافاتهم، ورسائل بولس التى اخترعت بنوة عيسى عليه السلام لرب العالمين

فلو كان ذكرهم محفوظا فأين هو؟

 

أما ذكرنا وهو القرآن المحفوظ هنا على الأرض لأن الله نزَّله على رسولنا الكريم فقد قال تعالى:{ ألَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ{1} رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ{2} ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ{3} وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ{4} مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ{5} وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ{6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{7} مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ{8} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{9} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ{10} وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ{11} كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ{12} لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ{13} الحجر

 

اقرأ الآيات يا أخى، وانظر إلى ما تحته خط

فستجد أن الكلام وسياقه عن القرآن:

آيات الكتاب وقرآن مُبين

يا أيها الذى نُزل عليه الذكر (أى يا محمد الذى نُزل عليه القرآن)

نزلنا الذكر (لا يعنى غير القرآن)

وإناله لحافظون (أى للقرآن)

لا يُؤمنون به (أى بالقرآن)

 

ولاحظ

نُزِّلعليه الذكر

نزلناالذكر

أى أن الذكر نزل إلينا هنا على الأرض ووعدنا بحفظه هنا على الأرض

 

أما لماذا حفظ الله سبحانه القرآن فقط؟

لأن محمدا عليه السلام هو خاتم النبيين فلن يبعث الله بعده أحدا

ولأن محمدا عليه السلام رسول الله إلى العالمين

فكان لا بد من حفظ القرآن ليبقى إلى يوم القيامة

 

الذكر

الذكر هو الكتاب الذى يُرسله الله للناس ليُذكرهم بآياته، فيتذكروا وحدانيته وقدرته، ويُذكرهم باليوم الآخر، فيعلموا ما يُريد الله أن يُؤمنوا به، وما يجب عليهم فعله من عمل صالح، وما يجب أن ينتهوا عنه

 

{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ }السجدة22

{نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }ق45

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }القمر 17، 22، 32، 40

 

والذكر فى الآية

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{9} الحجر

هو القرآن كما سبق وأوضحنا من متابعة سياق الآيات فى السورة، وهو الذى وعد الله بحفظه

وأكرر فأقول: الذكر هو الكتاب الذى أنزله الله ليُذكر الناس

وبدون إنزاله ليُذكر الناس لا يُسمى ذكرا

وهذا الذكر هو القرآن كما هو واضح من آيات سورة الحجر

ويُؤكد ذلك أيضا الآيات: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }ق45

و {طه{1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى{2} إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى{3} تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى{4} طه

و {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ{1} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ{2} كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ{3} وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ{4} أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ{5} وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ{6} مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ{7} أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ{8}

 

ومن كمال الدين اكتمال رسالته، ومن تمام النعمة حفظ هذه الرسالة كاملة، حتى ييأس الذين كفروا من الإسلام الذى رضيه الله لنا دينا

يقول تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3

 

ولزيادة تأكيد أن الذكر هو القرآن فقد رد لفظ "الذكر" فى الآيات التالية بمعنى القرآن الذى يُذكر الناس

{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} آل عمران58

{وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} الحجر6

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر9

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ} 43 {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44

{مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} الأنبياء2

{وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ} الشعراء5

{قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً} الفرقان18

{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً} الفرقان29

{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} يس11

{أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} ص8

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} فصلت41

{أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ} الزخرف5

{أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} القمر25

{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} القلم51

 

وورد"الذكر" بمعنى "التوراة" فى الآيات

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل43

{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} الأنبياء7
والأمر بسؤال أهل الذكر هو لمن لا يُصدق أن الله يُرسل رجالا وليس ملائكة، أي أن هذا الأمر للكفار فقط

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105

فزبور داوود نزل بعد التوراة

 

ووردذكر الله وذكر الرحمن وذكر ربه وذكر ربى وذكر ربهم

بمعنى تذكر الله وآياته

{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91

{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23

{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45

{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28

{رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} النور37

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الجمعة9

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }المنافقون9

{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} المجادلة19

{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} الزمر22

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16

 

وورد ذكر الرحمن فى الآية:{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }الزخرف36

 

وورد ذكر ربه فى الآية: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً }الجن17

 

وورد ذكر ربى فى الآية: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} ص32

 

وورد ذكر ربهم فى الآية: {قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُون} الأنبياء42

 

 

وقد ابتلانا الله ببعض مُدعى الإسلام المُتعالمين الذين أنكروا حفظ الله للقرآن الكريم

وإذا كان القرآن غير محفوظ فيكون قد دخله التحريف

وإذا كان القرآن وهو أساس ديننا قد ناله التحريف فقد تصدع بناء الإسلام

وتشكيكنا فى كتابنا المحفوظ هو ما يرمون إليه ليتم لهم هدم الإسلام على رؤوسنا

ولكن الله سبحانه وتعالى لم يكن ليتركنا بدون أن يُؤكد لنا حفظ كتابه الكريم الذى يدلنا على طريقه المستقيم

فقد قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{9} الحجر

وأوضح سبحانه أن الذكر الذى وعد بحفظه هو القرآن الكريم

 

وهذا ينقض ادعاء من ادعى أن الله لم يحفظ القرآن الكريم، فقد قال قائلهم: [أما موضوع الحفظ الذي أتى في الآية التي ذكرناها في المقدمة فما هي إلا للنص الأصلي المحفوظ في المكان المكنون, والذي لا يمسه إلا المطهرون.]

 

وينقض أيضا قول من ادعى أن القرآن الذى بأيدينا هو جزء من القرآن الحقيقى (أو قرآن فاطمة) كما ادعى بعض الشيعة، وزاد بعض أصحاب الأهواء فادعى وجوده فى الكعبة الحقيقية التى لا يعرف مكانها

 

وينقض قول أصحاب الحديث السنيين الذين ادعوا أن الداجن أكل آيات من القرآن أو غير ذلك من أحاديث تطعن فى حفظ الله لقرآنه الكريم

 

وينقض قول أصحاب الحديث ممن ادعوا أن الذكر هو (القرآن وما ادعوه من حديث نسبوه للرسول)، فالآيات تُوضح تماما إنه القرآن الكريم فقط

 

وينقض قول من ادعى أن القرآن نزل بمعناه على قلب الرسول، وأن الرسول هو من ترجمه إلى اللسان العربى، ولذلك فقد تكون فيه أخطاء فى الترجمة، فأنكروا كمال قدرة الله ونسبوا إليه سبحانه العجز عن إنزال كتابه بلسان عربى مُبين

 

ولكن لا دواء لمن فى قلبه مرض!

 

نأتي الآن إلى الآية: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} العنكبوت45

فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمُنكر لأنها تُذكرنا بالله سبحانه واحدا لا شريك له، وتُذكرنا بنعمه وآلائه، وقدرته وبطشه، وأوامره ونواهيه، وعدله ورحمته
ومع هذا فذكر الله أكبر لأنه يستمر مع المُؤمن وقت يقظته كلها، فيُذكره بربه،  ويأمره بالمعروف وينهاه عن المُنكر
وذكر الله هنا تعني أن يكون الله حاضرا دائما في أذهاننا، فنرقب الله في كل ما نفعله، فنسير على صراطه المُستقيم ابتغاء رضوان الله
وهذا غير ما يفعله الصوفية بزعم الذكر في ما سموه حلقات ذكرهم
فهم يُرددون أسماء الله أو يقولون: هُو هُو ويتمايلون ويتراقصون حتى يسقطوا إعياءً
وهذا تهريج والله ويُخالف ما أمر الله به
ولكنه هوى الشيوخ لصرف الناس عن صحيح العبادة

 

هذا ما أراه والله أعلم

والسلام على من اتبع الهدى

اجمالي القراءات 14424

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الجمعة ١٨ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62021]

فقل تعالوا ندعوا أبنائنا وأبناءكم..

   الدكتور الفاضل / عز الدين نجيب السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. جزاك الله خير الجزاء على ما تبذل من جهد ووقت في  التعريف  بهدي القرآن العظيم..  هذا في البدء..


 ثانيا: كل ما جاء بمقالك هو قاسم مشترك لكتاب وكاتبات أهل القرآن .. و أنا منهم... 


 لكننا في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها مصر.. وهذه الفتن التي يفتعلها الفلول ومعهم السلفية.. ويقودهم العسكر تلامذة فرعون العصر.. .. أقول أننا في مصر كعنصري الأمة .. نحتاج إلى من يؤلف قلوبنا على حب مصر والخروج بمصر من هذه الكارثة التي سوف تحل بنل لو تولى العسكر أو الاخوان الحكم.. أليس من المنطقي أن نبحث عما يؤلف بين قلوب جميع المصريين والمشترك بينهم في المبادئ والقيم والأعراف..؟


 نعم المباهلة .. يمكن أن تتم بين من يمثلون التيار القرآني وبين رجال الدين المسيحي ومثقفيه..  في وقت لاحق  كما جاء في الآية الكريمة.. في قوله تعالى:


{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61  .. وبعدها ننصر ف إلى إعمار الأرض ( مصر.) ولا يكون ما حرف في التوارة  والانجيل عائقاًًً في النهوضض بمصر.. والتنمية الحقيقة..


و أنت تعلم أن كثيرا من المسلمين المجيشين بعقائد السلفية يسبون النصارى والعكس يحدث مما أدى إلى تطاول بعض القنوات الفضائية المسيحية على الاسلام وعلى القرآن وعلى النبي والرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام.. كنتيجة للشحن النفسي بالكراهية الذي يمارسه أئمة السلفية على قنواتهم الفضائية..


 والله تعالى يقول : {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام108


2   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   السبت ١٩ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62057]

الأُخت نجلاء النصارى مُواطنون مثلنا



الوهابية أو السلفية مذهب بدوي غليظ لا يأخذ من القرآن إلا آيات الغلظة والشدة التي تتفق ما جُبلوا عليه من غلظة وتنطع

فهم ينتقون مما تشابه من الآيات ما يُوافقهم ويعتقدون أن آيات الرفق والحُسنى منسوخة

فهم ممن وصفهم سبحانه بـ "الذين في قلوبهم زيغ" ولذلك فهم يتبعون ما تشابه من آيات الله وتتفق مع غلظتهم

ويتبعون الأحاديث الكاذبة التي تأمر بعدم السلام على أهل الكتاب وإضرارهم إلى أضيق الطريق


ويعتمد فهم كتاب الله على الآيتين المحوريتين:

آ{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7

آ {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} النساء82

فكتاب الله لا تُوجد فيه اختلافات بين آياته

ولو وجدنا احتلاف بين آياته فهذا معناه أننا لم نُحسن التدبر والفهم وعلينا أن نُعيد التفكير في الآيات حتى تصل إلى مفهوم لا تتضارب فيه أية آية مع آية أُخرى

ولو عرضنا الآيات المُتشابهة على آيات الله المُحكمة فسنُدرك أنه لا اختلاف ولا تضارب بين آيات الله، وسنُدرك أن مقولة "القرآن حمَّال أوجه" التي نسبوها لعلي بن أبي طالب كاذبة


يعتقد السلفية أنهم وحدهم على الحق وأن العالم كله على الباطل بما فيهم المُسلمون ممن يُخالفون مذهبهم الوهابي

ولذلك فهم يُكفِّرون العالم بأجمعه

وأكثر من يُكفره السلفية في مصر هم المسيحيون

فينتقون من الآيات ما يُرسخ فكرة كفرهم في قلوب المسلمين وما يُثير حفيظة الناس عليهم

وبدلا من أن ينشروا السلام بين أهل مصر نراهم يُثيرون الفتنة الطائفية بين المُسلمين والمسيحيين، ويُثيرون الفتنة ضد الصوفية والإخوان والأزهر والشيعة

باختصار هم يُثيرون الفتنة ضد كل الناس




يتبع


3   تعليق بواسطة   Ezz Eddin Naguib     في   السبت ١٩ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62058]

الأُخت نجلاء النصارى مُواطنون مثلنا -2

ففي الفيديو التالي نراهم يصرخون: "الأقباط أعداؤنا!"

https://www.youtube.com/watch?v=prR60f4ef8U&feature=player_embedded

وهذا جهل فالأقباط هو أهل مصر: أسلمت الأغلبية وظلت الأقلية على دينها وهم من يُسميهم العامة بالأقباط

فنحن المصريون أقباط مُسلمون وأقباط مسيحيون أو نصارى

ويستشهد بالآية: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120

وأهل كل دين يعتقدون أن دينهم هو الحق وأن الآخرين على باطل، وكذلك نجد أن المُسلمين يعتقدون نفس الشيء وأن الأديان الأُخرى على باطل

وعلق الشيخ وجدي غنيم على أحداث ماسبيرو باتهام المسيحيين بالكفر وألَّب الناس عليهم مما أدى إلى رفع الفيديو عن اليو تيوب

وفي الفيديو التالي كفَّر الشيوخ النصارى

http://www.youtube.com/watch?v=3zvahICozGQ


ويذكر الشيوخ دائما الآيات: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73

و {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} المائدة72

وهذا حق يُراد به باطل لتحريض الناس ضدهم

فكُفر هؤلاء الناس بينهم وبين ربهم فحسابهم ليس معنا لأن الله ترك الكفر والإيمان لمشيئتنا وجعل العقاب بيده هو سبحانه

ويذكرون أيضا الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51

وبناء عليها طالبنا الشيوخ بعدم السلام عليهم وعدم تهنئتهم بأعيادهم وعدم عزاءهم الخ


وتناسى الشيوخ الآيات المُحكمة: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (8) {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الممتحنة9

وقوله: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة190

وهذه الآيات هي الآيات الحاكمة في موضوع الولاء والبراء

وبدون هذا المفهوم سنجد أن الآيات تختلف مع بعضها اختلافا كثيرا

فمن يعيش معنا من مُواطنينا ممن يُخالفنا في الدين ( حتى ولو كان كافرا) في سلام ولم يعتد علينا فأمر الله هو أن نبرهم ونُقسط إليهم

فهل من البر أن نسبهم باتهامهم بالكفر كلما رأيناهم، ونقول هذا هو حُكم الله؟

أم هو تنطع واستغلال لآيات الله في الإساءة إلى الناس؟

فكفر النصارى شيء، ولكن البر إليهم لأنهم مُسالمون غير مُعتدين شيء آخر لمن يتدبر كتاب الله




4   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   السبت ١٩ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62063]

بارك الله في تدبرك للقرآن دكتورنا العزيز / عز الدين

 السلام عليكم دكتور / عز الدين قرأت الرد الذي تفضلت وذكرته على مداخلة الأخت نجلاء .. وسعدت بهذا التفنيد لأباطيل السلفية المصريين  حول مفهوم الكفر عندهم .. بخلاف ما يأمرنا به القرآن من بر إخوتنا النصارى المصريين .. فهم أهالينا .. واجدانا الذين لم يسلموا في فتح مصر ..


 حفظ الله إخواننا الأقباط من كل مكروه وحفظ الله مصر من الفتنة ..


 وحفظك الله تعالى دكتور عز والسلام عليكم


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2009-06-24
مقالات منشورة : 87
اجمالي القراءات : 2,626,623
تعليقات له : 355
تعليقات عليه : 499
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt