فى ذكرى اغتيال الفريق الليثى ناصف ، إصحى يا شعب !

رائف الويشي Ýí 2011-03-23


 

كتب المقال في 24 أغسطس 2010 

يوافق اليوم الذكرى السابعة والثلاثون لاغتيال الفريق الليثى ناصف القائد الأسبق للحرس الجمهورى فى لندن ، ففى صباح يوم 24 أغسطس 1973 ألقى به من الدور العاشر من عمارة ستيوارت تاور فى منطقة ميدافيل بغرب لندن .. كان الفريق المرحوم قائدا للحرس الجمهورى طوال فترة ستينات القرن الماضى وحتى وفاة الرئيس عبد الناصر واستمر فى منصبه فى بداية حكم أنور السادات ..

 

يعد الفريق الليثى ضمن فريق العشرة الكبار من نجوم العسكرية &Ccedute; المصرية فى تاريخها الحديث ، وهم ترتيبا الفريق أول محمد فوزى ( مدفعية ) ، الفريق عبد المنعم رياض ( مدفعية ) ، الفريق سعد الشاذلى ( مظلات ) ، المشير محمد عبد الغنى الجمسى ( مدرعات ) ، الفريق محمد على فهمى ( دفاع جوى ) ، الفريق مدكور أبو العز ( طيران ) ، الفريق ناصف الليثى ( مشاة ) ، الفريق محمد الماحى ( مدفعية ) ، الفريق عبد المنعم واصل ( مدرعات ) ، اللواء نبيل شكرى ( صاعقة ) ..

 

لم يعد سرا القول أن أجهزة المخابرات المصرية قد رصدت فى الأسابيع الأولى من حكم السادات ما يدل على أنه يقوم باتصالات من أبواب خلفية بالإسرائيليين والأمريكيين ، وقد وصلت فى الشهور التالية إلى ما يؤكد ذلك ..

 

كانت العملية " عصفور " يجرى تنفيذها على قدم وساق وكانت أخطر عملية تقوم بها المخابرات المصرية فى تاريخها واستدعت موافقة خطية من الرئيس عبد الناصر لتنفيذها .. كانت عبارة عن زرع أربع ميكروفونات فى السفارة الأمريكية فى القاهرة ..

 

بدأت العملية فى أكتوبر 1967 واستمرت الميكروفونات بإمداد مصر بمعلومات لا تقدر بثمن وفى جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية .. كانت ضمن تلك المعلومات ما سجلته تلك الميكروفونات فى عام 1969 وبلسان كبار موظفيها بضرورة الخلاص من عبد الناصر لفتح حل سلمى فى المنطقة يضمن بقاء إسرائيل ..

 

أخفقت المخابرات المصرية فى رصد تجنيد السادات من قبل المخابرات المركزية الأمريكية ، فقد تم تجنيده خارج مصر من قبل ك. أ. وهو شخصية خليجية ويعتبر اليد اليمنى للمخابرات المركزية الأمريكية فى الشرق الأوسط وذلك أثناء سفريات السادات  فى مؤتمرات الأفرأسيوية حيث كان يرأس وفد مصر .. كما أخفقت أيضا المخابرات المصرية فى رصد تجنيد أشرف مروان من قبل الإسرائيليين وهو الذى ذهب بقدميه إلى السفارة الإسرائيلية فى لندن كما أذاعت الكثير من الأنباء ، هذا بالإضافة إلى غموض يلف اختيار الرئيس عبد الناصر لأنور السادات كنائب له فى تلك الفترة شديدة الحساسية من تاريخ مصر والتى أعقبت النكسة بالرغم من وجود شخصيات لها خبرة فى العمل السياسى تزيد عنه وبمراحل ..

 

يقول هنرى كيسنجر فى مذكراته أن الإسرائيليين فى منتصف أغسطس 1970 وعندما اكتشفوا اكتمال حائط الصواريخ المصرى حمّلوا الوسيط الأمريكى مسئولية إزالته لأنه – فى نظر اليهود - كان يعد خرقا لشروط وقف إطلاق النار ، ويضيف أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير طلبت الحضور إلى واشنطن فى أجل إقناع الأمريكيين بإزالة هذا الحائط من طرف أمريكا ولو عسكريا لأنه لم يكن بمقدور الطيران الإسرائيلى فعل ذلك ..

يواصل كيسنجر فى مذكرات ويلقى بقنبلة تشرح ما جرى فى 28 سبتمبر 1970 ، فيقول أنه قد تحدث فى تلك الأيام مع السفير الإسرائيلى فى واشنطن – إسحاق رابين - وأخبره بأن على إسرائيل أن تنتظر لمدة شهر أو شهرين لأن هناك أحداثا هامة ستجرى فى المنطقة فى تلك الفترة المذكورة .. فى 28 سبتمبر 1970 يرحل جمال عبد الناصر إلى جوار ربه ( !! ) ..

 

استمرت العملية " عصفور " فى القيام بواجباتها الإستراتيجية بعد الرحيل المدبر لعبد الناصر .. كان من الطبيعى أن تمتنع أجهزة المخابرات المصرية عن إبلاغ الرئيس الجديد للجمهورية بتلك العملية بسبب الشكوك السابقة فى ولائه لبلده ..

 

يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل فى برنامجه الأسبوعى على قناة الجزيرة الفضائية وفى حلقة 10 ديسمبر 2009 أنه كان أحد القلائل الذين يعرفون بالعملية " عصفور " بسبب قربه من الرئيس عبد الناصر ، يضيف أنه فى أبريل 1971 تحدث مع السادات فى شأن تلك العملية وكان يظن أن السادات بحكم منصبه الجديد يعلم بتفاصيلها ، ثم يلقى هيكل بالمفاجأة ويقول أنه بعد أيام من معرفة السادات توقفت الميكروفونات عن العمل لأن السفارة الأمريكية قد وضعت يدها عليها جميعا !! ..

 

قبض السادات فى 15 مايو 1971 على جميع من له صله بالعملية " عصفور " واتهمهم بتدبير انقلاب ضده ، ربما كان ذلك بإرشادات من أمريكا بعد أن تأكد لهم وله سيل الإمداد الذى وفرته تلك الميكروفونات على مدى أربع سنوات .. كان الملفت للنظر أن السادات قال فى أحد خطبه بعد ذلك " إتغديت بيهم قبل ما يتعشوا بى " ، وكعادة المصريين لم يتوقفوا لتحليل تلك العبارة الهامة ..

 

كان أهم هؤلاء هو الفريق أول محمد فوزى الذى قدم استقالته قبل التاريخ المذكور بقليل وآثر أن ينسحب من الصورة حتى لا ينقسم الجيش بين مؤيد ومعارض فكان جزاؤه القبض عليه والحكم عليه بالإعدام ثم خفف إلى السجن المؤبد ، هو الذى بنى الجيش المصرى بعد أن تعرض للانهيار الكامل فى يونيه 1967 ..

 

يشبه الفريق أول فوزى طائر الفينيق الأسطوري الذى يخرج من بين الأطلال ليعلن البناء والنهضة ، أطلق السادات النار على الطائر وأصابه فى جناحيه بعد أن أنجز أهم مراحل مهمته فسقط مضرجا فى دمائه قبل أن يكمل مهمته المقدسة ويستعيد الأرض والشرف المهان .. كان هناك أيضا ضمن المقبوض عليهم مدير المخابرات أحمد كامل ، ومن مكتبه تخلص السادات من كل الملفات التى تؤكد على عمالته ..

 

اجتمع السادات قبل أيام من انقلابه مع قائد الحرس الجمهورى اللواء الليثى ناصف ، بكى الفلاح الماكر أنور السادات أمامه وطلب منه القسم على المصحف بالوقوف إلى جانب الشرعية التى يمثلها .. لم يكن اللواء الليثى على علم بما وصلت إليه المخابرات المصرية من معلومات حول حقيقة السادات ، فقد كانت طبيعة العمل فى تلك الأجهزة الحساسة بالدولة – وما زالت - هى الفصل بينها وعدم الاتصال والتنسيق بينها مطلقا لضمان عدم توحدها ضد القيادة السياسية ، أعطاه اللواء المنضبط القسم بحمايته ضد أى انقلاب عليه .. خرج السادات من العملية بانتصار منقطع النظير ، فقد قبض على كل من يعلم بخيانته وخدع قائد الحرس الجمهورى ببعض دموع التماسيح ..

 

في كتابه " عرفت السادات " يقول طبيب السادات الخاص وجليسه منذ طفولتهد. محمود جامع أن الفريق الليثي ناصف أنقذ السادات من عدةمحاولات اغتيال ، وأنه أنقذ بالتالى مصر من حرب أهلية يدفع الجيش ثمنها غاليا ..

 

قام السادات بعد انقلابه فى مايو 1971 بتغيير شامل فى جميع المناصب الحساسة فى الجيش والمخابرات ، وأتى بكل من أخرجهم عبد الناصر من الجيش وأعاد لهم وظائفهم ليضمن ولاءهم ..

كانت خطته بأن يكون جميع قادة الجيش والمخابرات من مستوى رائد وحتى أعلى رتبة على خلاف فكرى مع بعضهم البعض كى لا يتفقوا عليه ، إذا كان رئيس الأركان موال للسوفيت يصبح وزير الحربية يكرههم حتى النخاع ، إذا كان قائد فرقة ما متدين ويصلى يجب أن يكون رئيس أركان الفرقة سكير وزير نساء .. كان يدرك أن الانسجام بين قادة الجيش هى أحد أهم مقومات النجاح العسكرى لاستعادة الأرض ، لكن أمنه الشخص كان أهم من هذا النجاح العسكرى الذى كانت مصر فى حاجة ماسة إليه ..

 

يقول د. محمود جامع فى كتابه السابق الذكر ما نصه : كان السادات يحب أن يضع أشخاصا غير متحابين ولا متفقين فى المواقع المهمة المختلفة حتى لا يتفقوا عليه وحتى ينقل كل واحد منهم أخبار الآخر إلى السادات فيكون هو المرجع بالنسبة لهم جميعا ..

 

كان العقاب ينتظر كل قائد عسكرى ينجح فى تحقيق الانسجام والتفاهم بين أفراد وحدته .. كان أحد هؤلاء هو العميد عادل سوكة قائد الفرقة المدرعة 21 والتى مع شقيقتها الفرقة الرابعة المدرعة تعتبران الظهير الإستراتيجي للجيشين الثانى والثالث ترتيبا .. كان ضابطا محترفا ومخلصا لمصر وحدد هدفا وحيدا فى حياته ، أن يستعيد الأرض التى اغتصبتها إسرائيل .. واصل العميد سوكة العمل بتدريب فرقته وتحقيق المحبة والتفاهم بين أفرادها حتى يتمكن من الوصول إلى هذا الهدف ، أنهى السادات خدمته فى الجيش وذهب إلى منزله ليجلس فيه ..

 

لم يكن من الطبيعى أن يبقى ضابط محترف كناصف الليثى فى منصبه القوى بعد أن بكى السادات له متوسلا حمايته ، خاصة بعد أن خلى الجو له من أى معارضة ووضع كل من يعلم بحقيقته فى السجون .. نقل اللواء الليثى فى عام 1972 من منصبه القوى إلى منصب منزوع القوة وهو منصب كبير الياوران ورقى إلى رتبة فريق ، كان ضرورات المنصب تفرض عليه أن يجلس طوال النهار فى مكتبه فى انتظار مكالمة من سكرتارية الرئاسة تخبره بخروج الرئيس كى يسير خلفه  ..

 

لكن الضابط المحترف الوطنى الليثى لم يضيع وقته فى منصبه الجديد ، أخذ يجمع المعلومات حول حقيقة رئيس الجمهورية الجديد ، هل كان الدافع وراء ذلك هو الغدر الذى تعرض له على أيدى السادات بعد أن وقف بجانبه ؟ أم هو ما أخذ يرشح من الخلايا النائمة فى المخابرات والتى كانت جميعها تؤكد أن السادات عميل للأمريكيين ويتصل بالإسرائيليين ؟

على عكس ما كان يظن السادات ، أعطى المنصب الجديد للفريق الليثى الفرصة ليتابع تحركات السادات ويجمع الأدلة التى مكنته من التأكد من عمالته .. كان هناك الكثير من الوفود الإسرائيلية والأمريكية تأتى لزيارة السادات وهم يحملون جوازات سفر أوربية مزورة ، وكان الفريق الليثى يتابع بصمت ما يجرى داخل المقر الرئاسى ..

 

فى بداية عام 72 ترصد أجهزة السادات بعض الطيارين وهم يخططون للقيام بانقلاب عسكرى .. يأتى السادات بابن بلدته اللواء حسنى مبارك ويعينه فى أبريل 72 قائدا للقوات الجوية ، كانت مهمة مبارك الوحيدة هى حماية السادات من ضباط الطيران ومن وزير الحربية الفريق احمد صادق ، وقد قام مبارك بالمهمة على أفضل ما يكون ..

( يلاحظ القارئ أن الفريق صادق كان الشخصية الثانية التى احتمى بها السادات فى انقلابه فى 15 مايو 71 وكان وقتها رئيسا للأركان ثم عزله فى 26 أكتوبر 1972 ووضع رهن الاعتقال المنزلى واستمر ذلك حتى التسعينات رغم وجود مبارك – خليفة السادات – فى الحكم وذلك خوفا من الفريق صادق على فضح ما لديه من معلومات على خيانة السادات وهو ما قد يفسر ما يفعله مبارك الآن )..

 

فى نوفمبر 72 تكشف الصدفة عن أهم حركة انقلابية يتعرض لها السادات طوال حكمه ، كان أهم ملامحها أن قادتها الكبار من داخل المخابرات الحربية والذين وقعت تحت أيديهم بعض ما يفعله السادات .. كان قائد الحركة التى سميت بـ " إنقاذ مصر "  هو اللواء محرز مصطفى رئيس المخابرات الحربية والرجل الثانى فيها هو اللواء على عبد الخبير قائد المنطقة العسكرية بالإضافة إلى قائد لفرقة مشاة وآخر رئيسا لأركان فرقة مشاة ميكانيكية مع بعض العقداء والمقدمين من الصاعقة ووزارة الحربية .. وحدها الصدفة هى التى كشفت عنها ، فقد أثارت تصرفات أحد قادة تلك الحركة الشكوك فى نفس شاب فى المخابرات الحربية برتبة نقيب فأبلغ قريبا له فى رئاسة الجمهورية وسرعان ما تم القبض عليهم جميعا فى 11 نوفمبر 1972 ..

 

فى بداية عام 1973 يشعر السادات - بحكم نشأته التآمرية - بأن هناك تجمعا من الأشباح مازال طليقا ولم يتمكن بعد من القبض عليه وأن الفريق الليثى على رأس هذا التجمع وأنه قد جمع ما يكفى من الأدلة على خيانته ..

 

ألقت المخابرات العسكرية فى تلك الفترة القبض على مقدم صاعقة يدعى فاروق الفقى كان يمد الإسرائيليين بمعلومات لا تقدر بثمن ، قال الضابط  فى التحقيقات معه " شاطرين علي فقط ، ما تروحوا تشوفوا رئيس الجمهورية بيعمل إيه مع الإسرائيليين والأمريكان " ..

 

فى أبريل 1973 يقرر السادات نقل الفريق الليثى إلى وزارة الخارجية بدرجة سفير كى يكون بعيدا عن المقر الرئاسى .. فى أغسطس 73 تصدر الخارجية المصرية قرارا بتعينه سفيرا فى اليونان .. يتوقف الفريق الليثى فى لندن مع أسرته للعلاج وهو فى طريقه للسفر إلى اليونان .. تبيت الأسرة ليلتها فى شقة تتبع رئاسة الجمهورية فى الدور العاشر من عمارة ستيوارت تاور .. فى اليوم التالى وتحديدا فى 24 أغسطس وفى التاسعة من صباح ذلك اليوم يُلقى به من شرفة الشقة .. يسقط دون نقطة دماء واحدة وهو ما يؤكد على توقف الدورة الدموية قبل سقوطه ودون أن يفقد " الشبشب " من قدميه ..

 

يصل السفير المصرى كمال رفعت والوزير المفوض نبيل حمدى ونائب القنصل مصطفى الفقى إلى مكان الحادث ، كانت حرم الفريق الليثى تصرخ أمامهم وتتهم السادات بأنه قتل زوجها ، بينما كانتا ابنتاه منى وهدى تقفان تبكيان فى حرقة .. أكدت الزوجة لاحقا أنها أدت صلاة الصبح مع زوجها ثم تناولت معه الإفطار ثم جلسا يقرآن القرآن ، أضافت أيضا أن القاتل ربما يكون قد دخل الشقة أثناء الليل وانتظر خروج الفريق الليثى من الحمام فى التاسعة صباحا وألقى به من الشرفة بعد تخديره وخنقه ..

يقول اللواء جمال الرفاعى – صديق المرحوم الفريق الليثى – أن المرحوم قد أخبره قبل فترة قصيرة من مصرعه فى لندن بأن السادات يود الخلاص منه ..

 

فى 6 أكتوبر 1973 يقوم الجيش المصرى بالهجوم على إسرائيل لتحرير الأرض .. ينقذ السادات إسرائيل من هزيمة ساحقة على يد الجيش المصرى ويصدر أوامره - التى  لا تصدر من عاقل - ويُجبر الضباط الميدانيين على تنفيذها .. تحدث الثغرة ويُحاصر الجيش الثالث ويُستشهد الآلاف من قواته وتُدمر أغلب معداته بسبب قرارات السادات ، يوشك الجيش الثانى أن يلاقى نفس المصير.. يخرج السادات إلى الشعب ويقرر التفاوض مع الإسرائيليين بحجة إنهاء حصار 45 ألف جندى .. يتطور التفاوض إلى معاهدة سلام وإخلاء سيناء من السلاح واعتراف بإسرائيل ..

 

إن أنور السادات هو الخديعة الكبرى فى تاريخ مصر الحديث :

فهو الفلاح الماكرالذى يقف فى المنتصف حتى ينحاز لاحقا إلى الطرف المنتصر ، وهو القاتل المأجور منذ شبابه فى الحرس الحديدى التابع للملك ( حادثة أمين عثمان وحادثة مصطفى النحاس ) ، والعميل الذى يأكل على كل الموائد ( عمالته للألمان أثناء الحرب الثانية )..

وهو الشحات المتسولالذى يشتكى لشيوخ الخليج فى الستينات ويقبل عطاياهم ( هدايا الشيخ مبارك الصباح التى وضعت المخابرات يدها عليها ) ..

وهو البلطجى الذى يستولىعلى ممتلكات غيره ( فيلا اللواء الموجى فى الهرم أثناء رحلة عبد الناصر للعلاج فى موسكو فى يوليو 70 ، وقد تعرض فى المطار عقب عودة عبد الناصر إلى وجبة إهانات مركزة منه وأمام كبار رجال الدولة وأجبر على إعادة الفيلا إلى صاحبها ) ..

وهو الخائن لبلده الذى جندته المخابرات المركزية( كتاب المعارك السرية للـ CIAص 352 لأشهر صحفى فى العالم وهو بوب وودوارد نقلا عن مصادره فى وكالة المخابرات المركزية ) ..

وهو نائب رئيس الجمهورية الذى تخلص من رئيسهبأن وضع حبة أعطته له أمريكا فى فنجان القهوة الذى قدمه لعبد الناصر فى فندق هيلتون التحرير فى أثناء عقد مؤتمر القمة العربى الطارئ فأسرعت من نبضات قلبه حتى توقف .. لقد صنع السادات يومها فنجان القهوة بيده دون أن يطلب منه أحد ذلك وأخرج طباخ الرئيس – محمد داود – من مطبخ الجناح الرئاسى ووضع حبة أمريكا فى الفنجان الذى شربه عبد الناصر ( رواية هدى عبد الناصر ) ..

وهو رئيس الجمهورية الذى قتل قائد حرسه الجمهورىالذى حماه بقواته وقبض على معارضيه وأنقذه من الإعدام ، بأسلوب أدناه الخسة وأعلاه قتل النفس التى حرم الله  إلا بالحق ..

وهو الصهيونى المصرى الذى أنقذ إسرائيل من هزيمة ساحقةعلى يد الجيش المصرى الذى طعنه فى الخلف وأخلى سيناء لهم دون أن يطلبوا منه ذلك ووقع معهم معاهدة صلح تحرم مصر من امتلاك أى سلاح هجومى وتخرج مصر من دائرة الصراع وهو ما يعنى عمليا ضياع المقدسات ، ومن الطبيعى أن يطلقوا اسمه على أكبر ميادينهم ..

 

لو نجا السادات من عقاب الجيش المصرىفى 6 أكتوبر 1981 لشرب تلاميذ المدارس الدينية الصهيونية فى صفد من مياه النيل ولأنشأ المستوطنون المتطرفون فى مستوطنات الجليل الغربى فى نهاريا ومعالوت وكريات شمونة حمامات السباحة الكبيرة فى منازلهم .. ألم يصرح هو نفسه بأنه يود نقل مياه النيل إلى إسرائيل ؟!

لو نجا السادات من عقاب جيشهفى اليوم المذكور لأصبحت مصر عضوا نشطا فى الناتو تماما مثل تركيا .. ألم يتمنى هو نفسه فى تصريحاته الانضمام إلى الناتو وكرر أكثر من مرة أن كمال أتاتورك هو مثله الأعلى ؟!

 

أما حسنى مبارك – التلميذ النابغة فى مدرسة الصهيونية المصرية التى أنشأها السادات - والممتد حكمه لثلاثة عقود حتى الآن ، فقد خصص العقدين الأولين من حكمه فى نهب مصر وإذلال المصريين ، ثم ركز نشاطه فى العقد الثالث من حكمه على محاباة الصهيونية ، السبب فى ذلك واضح للجميع وحتى لأطفال المدارس وهو دور الصهاينة فى الحصول على موافقة الأمريكيين على تمرير التوريث ..

 

فى 21 يونيه 2001 وفى مساء التاسعة يُلقى بفنانة مصرية معروفة من شرفة إحدى شقق الدور السادس من عمارة ستوارت تاور أيضا ، كانت قد أنهت كتابة الفصول الثلاثة الأولى من مذكراتها .. فى الفصل الثالث تحدثت عن إجبار صفوت الشريف لها على مزاولة الجنس مع السيد الجديد للقصر فى عامى 83 /84 وإلا تعرضت للحرق بماء النار .. لم تنزف جثة الضحية نقطة واحدة من الدم بسبب توقف الدورة الدموية وهو ما يعنى موتها قبل سقوطها ، تماما كما فعلوا مع البطل الحديدى الفريق الليثى ناصف ..

 

( لمزيد من التفاصيل ننوه إلى دراسة لكاتب المقال من خمس حلقات بعنوان " حرب أكتوبر وضرورة لجان التحقيق المستقلة " ، وكذلك إلى الحلقة الثانية من دراسة لكاتب المقال بعنوان " الصهيونية العربية من الهاشميين إلى مبارك " ، وإلى مقال بعنوان "21 يونيه 2001 ، هل تذكرون ؟! " لكاتب المقال ) ..

 

إصحى يا شعب ، نرجوك !

 

رائف الويشى

سانت لويس – ميزورى – أمريكا

اجمالي القراءات 39256

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-03-03
مقالات منشورة : 8
اجمالي القراءات : 116,909
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 4
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt