لسنا أقل من تونس ولن نكون ..!!

سيد أبوالدهب Ýí 2011-01-15


فليكن شعار المعارضة المصرية  ( مصر ليست أقل من تونس .) .

بعد ما فعله الشعب التونسي الباسل وأجبر طاغيته زين العابدين بن على على الرحيل ، نحس نحن المصرينن بالفرح لنجاح التونسين في ذلك .

فمصر ليست أقل من تونس فإذا كانت تونس قد أخرجت شاعراً بحجم أبى القاسم الشابى الذي يقول :

ارادة الحياة 

اذا الشعب يوما أراد الحياة           فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد ل&aaبد لليل أن ينجلي                ولابد للقيد أن ينكسر  
ومن لم يعانقه شوق الحياة         تبخر في جوها واندثر 
 كذلك قالت لي الكائنات             وحدثني روحها المستتر  
ودمدمت الريح بين الفجاج         وفوق الجبال وتحت الشجر
إذا ما طمحت إلى غاية            ركبت المنى ونسيت الحذر  
ومن لا يحب صعود الجبال        يعش ابد الدهر بين الحفر  
فعجت بقلبي دماء الشباب        وضجت بصدري رياح أخر  
وأطرقت أصغى لقصف الرعود    وعزف الرياح ووقع المطر  
وقالت لي الأرض لما سالت      يا أم هل تكرهين البشر ؟
أبارك في الناس أهل الطموح     ومن يستلذ ركوب الخطر  
وألعن من لا يماشي الزمان       ويقنع بالعيش ، عيش الحجر  
هو الكون حي يحب الحياة        ويحتقر الميت مهما كبر  
وقال لي الغاب في رقة              محببة مثل خفق الوتر 
يجيء الشتاء شتاء الضباب       شتاء الثلوج شتاء المطر  
فينطفئ السحر سحر الغصون      وسحر الزهور وسحر الثمر  
وسحر السماء الشجي الوديع     وسحر المروج الشهي العطر  
وسحر المروج الشهي العطر     وتهوي الغصون وأوراقها 
وأزهار عهد حبيب نضر        ويفنى الجميع كحلم بديع  
تألق في مهجة واندثر            وتبقى الغصون التي حملت 
ذخيرة عمر جميل عبر           معانقة وهي تحت الضباب  
وتحت الثلوج وتحت المدر       لطيف الحياة الذي لا يمل 
وقلب الربيع الشذي النض 

 

فمصر أخرجت أحمد شوقي امير الشعراء الذي قال :

سـلام من صبا بردى أرقُ ودمعٌ لا يكفكفُ يا دمشقُ

وذكرى عن خوافقها لقلبي إليـكِ تلفتٌ أبداً وخفـقُ

وبي مما رمتـكِ به الليـالي جراحات لها في القلبِ عمقُ

لـحاها الله أنبـاءٌ توالـت على سـمع الوليِّ بما يشـقُّ

تكاد لروعةِ الأحداثِ فيـها تُخال من الخرافةِ وهي صدقُ

ألستِ، دمشقُ، للإسلامِ ظئراً ومرضعـةُ الأبـوةِ لا تعـقُّ

سماؤك من حلى الماضي كتاب وأرضك من حلى التاريخ رقٌّ

بنيتِ الدولةَ الكُبرى ومُلكاً غبـار حضارتَيه لا يُشـَقُّ

رباع الخلدِ، ويحكِ ما دهاها أحـقٌّ أنها دَرَسَت أحـقُّ؟

وللمستعمـرين وإن ألانوا قلوب كالحجـارةِ لا ترِقُّ

دمُ الثـوارِ تعرفهُ فرنسـا وتعـرفُ أنهُ نـورٌ وحـقُّ

بلادٌ مـاتَ فتيتهـا لتحيـا وزالوا دونَ قومهمُ ليبقـوا

وحُررتِ الشعوبُ على قَناها فكيـف على قَنَاها تُسترَقُّ؟

وللأوطـانِ في دمِ كلِّ حُرٍّ يدٌ سلفت ودينٌ مستـحقُّ

ففي القتلى لأجيالٍ حيـاةٌ وفي الأسرى فِدىً لهُمُ وعتقُ

وللحريةِ الحمـراءِ بـابٌ بكل يدٍ مضرَّجـَةٍ يُـدقُّ ..

وإن كانت تونس قد نجحت في اجبار  طاغيتها على الرحيل ذليلاً فمصر قادرة أيضاً على ذلك ..

فكلا من شوقي والشابي كتب قصيدته يهاجم الاحتلال الاجنبي الذي كان مستشرياً في عالمنا العربي في هذه الفترة  ، والملاحظ أن قصيدة أبوالقاسم الشابي وسهولتها تعبر عن الواقع التونسي البسيط .. بينما قصيدة أحمد شوقي وتعقيداتها تعبر عن الواقع المصري وتعقيداته ..

وأذا أحببت ان تعمل خليطاً بين الشاعرين والقصيدتين والشعبين فيمكنك أن تأخذ اول بيت من قصيدة الشابي وآخر بيت من قصيدة شوقي .

اذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر

وللحريةِ الحمـراءِ بـابٌ بكل يدٍ مضرَّجـَةٍ يُـدقُّ ..

فتجميع  أول بيت من قصيدة الشابي وآخر بيت من قصيدة شوقي تعطينا وصفة للتخلص من  للاستبداد  ..

فإرادة الحياة التي لابد ان يستجيب لها القدر ربما لا تصل لهدفها إلا عبر الأيادي المضرجة التي تدق ..

الخلفية التاريخية للقصيدتين

كانت هاتان القصيدتان وغيرهما المئات تعبيراً عن جهاد شعوبنا لإخراج المحتل الأجنبي من البلاد ( الأرض ) ولكن تم استبدال المحتل الأجنبي بمحتل آخر يحمل جنسية البلد الذي يحتله وأحتل الوطن والمواطن معاً ( المحتل المحلي )  ... فيعد زوال الاحتلال الفرنسي أصبحت تونس تحت الأحتلال البورقيبي ثم الأحتلال العابديني وبعد زوال الاحتلال البريطاني أصبحت مصر تحت الاحتلال الناصري ثم المباركي ..

بين مصر وتونس ..

المسرح التونسي

1 ـ كان بن علي حاكماً علمانياً ملحداً أستطاع أن يقضي على التيار السلفي في تونس .. مع ان الحركة السلفية التونسية كانت أكثر انفتاحا من الحركات السلفية الأخرى في مصر والجزائر ولو قرأت لراشد الغنوشي لتحسرت على مستوى سلفيينا أنخراطهم في رضاع الكبير ..

2 ـ ورفض زين العابدين بن على السماح للمد الوهابي في المساجد والجامعات والإعلام و لم يستغل الدين ولم يلعب بورقته .. ولم يسمح لأحد بإستخدامها.أي استطاع بن علي تحييد الدين  .

3 ـ ولأن زين العابدين بن علي ليس عنده أولاد وبالتالي ليست هناك مشكلة توريث في السلطة وإن كان هذا لا ينفي توريث النظام  .. ..

 لذلك كان سهلاً على احفاد الشابي أن يثوروا ويتجمعوا يداً واحدة  فابن علي لم يجعلهم شيعاً وأحزاباُ مسيحيين ومسلمين وعلمانيين  .وذلك لإبعاده ورقة الدين ..

المسرح المصري ..

1ـ أما في مصر فلقد فتح السادات الباب على مصراعيه للوهابية ان تدخل وتعشش في العقل المصري والقلب المصري وسعى الأخوان المسلمون كسفراء لنقل الوهابية والكراهية لكل المصريين .

2 ـ  ومن بعده نجح مبارك في تقسيم المصريين إلى معسكرين مسلمين ومسيحيين ..  وداخل كل معسكر أختار طائفة جعلهم له ملأً وأعوان وكلاب حراسه ، وأستطاع عن طريق جهاز أمن الدولة أن يتلاعب بالمهمشين من المسلمين والمسيحيين مثل العرائس المتحركة، ويستطيع مبارك عن طريق عملائه في أي وقت أن يحول المشهد إلى خناقة بين المسيحيين والمسلمين وحرب أهلية  .

  لذلك فمبارك يستطيع في أي وقت أن يشغل المصريين ــ مسلمين وأقباط  ــ في معارك وهمية ـــ عن التحرر من الأستبداد ..

3 ـــ بالإضافة إلى ذلك فإن جمال مبارك الذي كان صبياً يرتع ويلعب في قصر الرئاسة عندما وثب والده على السلطة ،  يقترب من الخمسين عاما ويحلم بإن يجلس على عرش مصر خلفاً لوالده يرتع ويلعب ويفرق ويسد ويحمي سرقاته وسرقات والده   ..

لكل هذه العوامل فإن تونس سبقت مصر في الأنعتاق الثاني وهو الخلاص من المحتل الداخلي  الذي يحمل جنسية البلد المحتل وينهب ويقتل ويسرق في شعبه على أنغام الوطنية والنشيد الوطني ..

الماتش التونسي بين المستبد والشعب حُسم بالضربة القاضية لصالح الشعب .. وكانت الضربة القاضية سريعة وخاطفة وحاسمة ..

أما الماتش المصري بين الشعب المصري ومستبدها العجوز .. فلن تنتهي بالضربة القاضية كما في الماتش التونسي ، وإنما ستنتهي بعد النقاط وذلك بسبب جو الفرقة بين المصريين الذي أشاعه مبارك وغذاه ونماه  ..

نهاية زين العابدين بن علي كانت سريعة ومثل العملية الجراحية السريعة النظيفة ..

اما نهاية مبارك فلن تكون بنفس سرعة بن علي .. وربما عاش مبارك لكي يحس بالحسرة وهو خلف القضبان في محاكمة سنسعى جاهدين أن تكون عادلة  ..

أي ان الأنعتاق الثاني المصري من الاحتلال المباركي ربما يحتاج لتضحيات أكثر ..

ولكن في النهاية فمصر ليست أقل من تونس فكلاهما يشم نسيم الحرية القادم من البحر المتوسط .. وكما نجحت تونس فمصر ستنجح حتماً .

الشعب المصري ليس أقل من الشعب التونسي .. وبن على لا يقل حقارة واستبداداً عن مبارك ..

اجمالي القراءات 13897

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   السبت ١٥ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55144]

بلا شك ..!!

بلا شك فالذي حدث في تونس سوف يحدث في مصر ..


فمصر  تاريخها لن ينتهي بمبارك ..


بلا شك ثورة مصر قادمة وطائرة مبارك في انتظاره .


 


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ١٥ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55146]

بن على يلبس الطرحة ،وليلى تلبس النقاب .

الأخ الكريم سيد بك أبو الدهب - مقالة عظيمة ومقارنة رائعة لمسح الأحداث التونسى المصرى ..


وإذا كان بن على -رفض دخول الوهابية إلى تونس ،وحافظ على علمانيتها (بوسائل إستبدادية خاطئة ) وليس بمقاومة الفكر الوهابى بالفكر الغسلامى المستنير  .. فأعتقد انه بعد لجوءه إلى السعودية سيلبس الطرحة السعودية (الدشداشة) ،وزوجته ليلى الطرابلسى  ستلبس النقاب .. وتخيل منظرهما بهما ...


مع إعتذارى لمن يلبس الدشداشة والنقاب على انه عادة سعودية أو عربية قديمة :كعادة لبس الرجال للطاقية والتلفيحة (او التلفيعة) المصرية ...


وعدم إعتذارى لمن يلبسهما متسعودا ومتاجرا بدين الله بهما ،كأمثال محمد حسان وحبريل وغيرهما ...


3   تعليق بواسطة   محمد سامي     في   السبت ١٥ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55151]

لماذا ذهب بن علي للسعودية ؟؟

لماذا ذهب بن علي للسعودية رغم عدم الانسجام الظاهري بينهم ؟؟؟


هل عدم الانسجام هذا يعتبر هو الظاهر على السطح .. لكن ما تحت السطح يوجد سوبر انسحام ؟؟


وهناك سؤال مهم آخر هو ..


اين سيذهب مبارك بعدما يغادر مصر ؟؟


وهل ستستقبله السعودية ايضا ؟؟


يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبقى ببلاش ..


خلينا في ابو بلاش .


4   تعليق بواسطة   محسن زكريا     في   الأحد ١٦ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[55172]

استجابة القدر ..!!

 الضمير الشعبي العربي يحمل في داخله عبارة ( ما فيش فايده ) وأصبحت مثلاً  يواجه أي شخص يتحدث عن الاصلاح وما يجب ان يكون .وهذه الرؤية المثبطة كانت تواجه امثال الشابي ..في كل عصر واوان 


ورد عليهم الشابي بقوله ( لابد أن يستجيب القدر ) .. والوهابيون هاجموا الشابي وأعتبروا ما قاله خروجا عن الدين ..والواقع أنهم هم من خرجوا عن الدين وليس الشابي . 


 فالشابي بفطرته وصل إلى ما جاء في القرآن من أستحقاق إجابة الله سبحانه وتعالى فالله سبحانه وتعالى يقول " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة " 


أي أن الفرد يبدأ في الدعاء الله ومن ثم يستجيب الله للدعاء .. فليست هناك استجابة للدعاء من الله  وتعالى  بدون دعاء من البشر .فإذا أراد البشر الدعاء وفعلوا لإستحقاق أستجابة الله فلابد أن يستجيب لهم الله كما وعد سبحانه وتعالى "  أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي  "  والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد " وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) الرعد   "..


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2010-11-27
مقالات منشورة : 14
اجمالي القراءات : 197,162
تعليقات له : 97
تعليقات عليه : 33
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt