النفس البشرية بين الحياة الدنيا والآخرة :
النفس البشرية بين الحياة الدنيا والآخرة

رمضان عبد الرحمن Ýí 2010-10-26


            النفس البشرية بين الحياة الدنيا والآخرة

 

 

إن النفس البشرية في الحياة الدنيا والتي تستقر بداخل كل إنسان باستطاعة الإنسان في هذه الحياة أن يسوق هذه النفس أو تسوق النفس الإنسان بإرادته إلي فعل الخير أو الشر ، وهو المتحكم الوحيد في هذه النفس والذي إذا أرادا إن يتبع طريق الهداية أو طريق الضلال كيفما  يشاء وليس إلي أي شخص أن يسوق نفس غيره من الناس فكل إنسان هو مسئول عن نفسه فقط وان تلك السلطة التي أعطاها الله جل وعلا إلي كل البشر على أن يكون  الإنسان هو المسيطر وتكون له السلطة على نفسه يفعل ما يريد هي سلطة مؤقته أي تنتهي هذه السلطة عند كل البشر عند الموت  يقول تعالي  ( يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ{6} الأنفال ـ حتى الموت يساق الإنسان إليه بلا إرادة  وتصبح النفس في عالم البرزخ إلي أن يأتي  يوم الحساب والذي سوف يساق كل البشر بأمر من الله الذي خلقهم يقول تعالي

 {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ }القيامة30 وسبحان الله الذي أعطى كل شيء حقه أي إن يوم القيامة ليس إلي النفس ادني قرار أو التحرك وهذا سوف ينطبق على أهل الجنة وأهل النار وهذا ما سوف توضحه الآية التالية يقول تعالي    {وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ }ق21 ونفهم من ذلك إن لكل نفس  سائق يتحكم بها عند الحساب وان التحرك والقرارات بما يخص الإنسان ونفسه كان في الحياة الدنيا أي في فترة الاختبار من الله إلي الناس أما يوم القيامة ليس هناك اختبار وليس هناك قرارات غير قرار واحد من الله الذي يملك يوم  الحساب وطالما إن لكل نفس سائق وشهيد أين موقع الشفاعة ودور من يشفع لغيره من الناس وان جميع الناس مسيطر عليهم بما فيهم الأنبياء وان جميع الآيات في القران التي تتحدث عن يوم الحساب جاءت عامة وليس هناك استثناء لأي نفس بشرية واحده انه خارج السيطرة  حتى يكون له دور أخر كما يزعم الأغلبية من المسلمين في ذلك الأمر  ثم أن الله يقول  تعالي 

{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }النحل111 وطالما إن انتهت قيادة النفس عند جميع البشر وسوف تتولى القيادة الملائكة يقول تعالي   {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }الصافات24 وفي موضع أخر عن قيادة الأنفس والتي سوف تصبح  خاضعة إلي آمر الله في يوم القيامة وآيات تبين أن أهل الجنة يساقون إليها ، وأهل النار يساقون إليها أيضاً  أي بلا رأي أو إرادة أو تدخل من أحد يقول تعالي

{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }الزمر73 انتهي وقت قيادة النفس حتى عند الأتقياء وعند الكافرين يقول تعالي    {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ }الزمر71  أي أن الذي  يسوق أهل الجنة   إلى الجنة الملائكة ونفس الشيء عن أهل النار ولا يوجد في القران عن  البشر غير ذلك ونقرا قول الله تعالي    {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ }الصافات26 ونفهم من ذلك أن الناس جميعا يوم القيامة وخاصة الكافرين هم مستسلمون  وهذا  يصور لنا الموقف يوم الدين وما سوف تقوم به الملائكة تجاه الناس تنفيذ لأوامر الله يقول تعالي  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6 إما النفس التي قد نهت صاحبها عن الهوى أي أهواء الدنيا وما فيه من متاع مؤقت وان أهواء الدنيا هي أهواء مغبر ساعات وصافي ساعات وفي النهي لن يدوم يقول تعالي   {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة17 أي إن محاربة  النفس في فترة اختبار الإنسان في حياته الدنيا هي التي سوف تحدد مصيره يوم القيامة إما عمل صالح ويكون بذلك من أصحاب النعيم وإما عمل غير صلح  فيكون من أصحاب الجحيم  يقول تعالي    فَأَمَّا مَن طَغَى{37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{38} فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى{39} وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{41} النازعات

 

 

 

 

اجمالي القراءات 12672

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   جهاد فيصل     في   الأربعاء ٢٧ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[52347]

د.أحمد أرجوك...

لما لا يكون هنالك لجنة تحقق أو تقيّم ما يكتب في هذا الموقع .... مع كل إحترامي


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-29
مقالات منشورة : 363
اجمالي القراءات : 5,394,775
تعليقات له : 1,031
تعليقات عليه : 565
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : الاردن