المعجزة الخالدة:
وجه الإعجاز في القرآن الكريم

أحمد عبدالقادر Ýí 2010-10-18


وجه الإعجاز في القرآن الكريم


          لطالما تشدق المتكلمون عن الإعجازالبلاغي في المصحف الكريم، وفي واقع الأمرلم يرد هذا الإفتراء على لسان رسول الله،  عقليا ومنطقيا هو مرفوض أيضا لأن مقياس البلاغة يختلف من شخص لآخر، فما هوبليغ عندي ليس بالضرورة بليغ عند الآخر، كما أن البلاغة متطورة مع الزمن فما هو بليغ في حقبة ما ليس كذلك بالضرورة في وقت لاحق.
       في واقع الأمر المعجزة النبوية تتجلى في نجاح الدعوة إلى الله التي قام بها رسوله الكريم وهذا هو التحدي الإلاهي الممتد على الأزمنة والأمكنة بمختلف تضاريسها ولغاتها.

قال تعالى سورة البقرة ء الجزء 1 ء الآية 23 ء الصفحة 4
"وَإِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍۢ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا۟ بِسُورَةٍۢ مِّن مِّثْلِهِۦ وَٱدْعُوا۟ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ"

وقال أيضا في سورة يونس ء الجزء 11 ء الآية 38 ء الصفحة 213
"أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا۟ بِسُورَةٍۢ مِّثْلِهِۦ وَٱدْعُوا۟ مَنِ ٱسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ"


          إذن كما هوواضح فليس السورة في حد ذاتها هي المعجزة بل نجاح الدعوة إلى الله بالنص المكتوب واستمرارية الدعوة المعجزأيضا بذات النص.

         الإعجاز في الآيتين لا يشيرإلى بيان الألوهية التوحيدية بقدر ما يشير إلى بيان صحة النبوة، فالرسول كما هو معلوم متهم بالأفتراء من قبل أهل الكتاب أولا ومن المشركين ثانيا، أما أهل الكتاب فما من نبي أورسول منهم نجحت دعوته كنجاح دعوة أول رسول عربي، ناهيك عن ذلك فعيسى آخر رسلهم مضى على ولادته مايفوق الألفي سنة ولم يأتي رسول بعده رغم بأنه لم يصرح بأنه آخرالرسل ولن يأتي، فكلما مر الزمن أحس اليهود والنصارى بالمرارة والهزيمة والتخلي عنهم وهو ما يأجج حقودهم.

             أمارسل المشركين، فالكل يعرف أنهم  استمدوا قوة دعوتهم من قوة الدعوة الإسلامية تعصبا للقبيلة وارتدادا بعد إسلام، أما بعد حروب الردة فلم تقم لرسول عربي قائمة ، وصدق الله حين قال "فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا۟ وَلَن تَفْعَلُوا۟ فَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِى وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَـٰفِرِينَ ﴿24﴾ " سورة البقرة .
 
وحتى تستشعرهول الإعجاز جرب أخي القارئ أن تدعوا إلى الله أوخالق مزعوم بنص مبتدع بأي لغة أردت. والتسليم بعد السلام
اجمالي القراءات 14894

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   اسامة يس     في   الأربعاء ٠٣ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[52471]

البلاغة عزف موسيقي فريد...

أخي الكريم/ أحمد عبد القادر


سلام الله عليك ورحمته وبركاته


اسمح لي أن اختلف معكم في شق موضوعكم الأول بخصوص البلاغة  واتفق معكم في الشق الثاني..


البلاغة في أي نص تبقى قائمة في تركيبته .. إن نصوص الشعر الجاهلي التي وصلت الينا وان اصابها بعض التصحيف والتبديل.. لم تزل قائمة راسخة ببنيتها الذاتيه .... بتركيبتها الفريدة... جميع الشعراء يتمنى أن لو قال بيتًا او بيتين منها.. إنها محفورة في وجدان كل شاعر.. في ذاكرة كل أديب... لما تحمله من فنون جمالية براقة ودفينة.. وقدرة على امتلاك ناصية اللغة....


اتفهم جدا ان اللغة كائن حي متطور... تتغير بعض مفرداتها من عصر لعصر... لكن يبقى البنيان المتين لكل لغة حية.. في قواعدها الراسخة... وبنيتها التحتيه... ومن قدرتها على توليد المشتقات...


إن البلاغة يا صديقي المقصودة في طيات اللغة هنا أقرب الى عزف قديم لم يزل يعمل أثره وان تبدلت أحوال النغمات والمقطوعات...


إنها عذوبة اللغة التي تبقى ...


أرجو ان أكون قد وضحت فكرتي...


وشكرا


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2010-04-05
مقالات منشورة : 16
اجمالي القراءات : 233,547
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 22
بلد الميلاد : المغرب
بلد الاقامة : المغرب