حوار بعد الإفطار عن مستقبل مصر الغامض

سعد الدين ابراهيم Ýí 2010-09-04


 

بعد إفطار شهى فى منزل المهندسة ميرفت حمزة، وقرينها د. أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، دار حوار جاد بين نخبة من أبناء مصر المرموقين، حول مصر فى «المستقبل المنظور». ورغم أننا كنا نتحدث عن أعوام قليلة قادمة، إلا أن الغموض وصعوبة استشراف المستقبل، جعلا الأمر يبدو كما لو كنا نحاول استقراء القرون الثلاثة القادمة.

المزيد مثل هذا المقال :

وربما كانت تلك المُعضلة من أعظم إنجازات الرئيس محمد حسنى م&Egraatilde;بارك. فقد نجح بامتياز فى ارتهان ثمانين مليون مصرى للمجهول. من ذلك إمعانه فى تجاهل النص الدستورى الذى «يُجيز»، ولكنه لا «يفرض»، عليه أن يُعين نائباً له. ولأن هذا الموضوع قد لاكته الألسنة على امتداد ثمانية وعشرين عاماً، لذلك لم يتطرق حوار النخبة إليه، ولكنه انصب على الانتخابات النيابية، فى نوفمبر ٢٠١٠، والرئاسية بعدها بعام فى نوفمبر ٢٠١١، وما ينبغى على النخبة أن تفعله.

كان ضمن النخبة التى أفطرت وحاورت، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير د.حسن نافعة، والذى عبّر عن عتبه، لأننى نسيت أن أذكر اسمه، فى مقال سابق، ضمن المؤهلين لرئاسة الجمهورية، ولمنافسة كل من د.محمد البرادعى، والسيد/ جمال مبارك، ود. أيمن نور، وأ.حمدين صباحى، ود.أسامة الغزالى حرب، ود.ممدوح حمزة.

والواقع أنه ربما يكون أكثرهم تأهلاً خاصة أنه فى نهاية الحوار، ألقى كلمة جامعة مانعة، تصلح بياناً لبداية حملة انتخابية رئاسية جيدة.

أدارت الحوار باقتدار الزميلة أنيسة حسونة، كما ساهمت فيه بقوة وحسم الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، التى أدهشتنى وهى تتحدث عن حفيدتها، وأنها أصبحت «جدة»، حيث كان عهدى بها، قبل السجن والمنفى، صحفية شابة حسناء.. وسارعت هى بالتعليق، «ألم تصبح أنت بدورك جداً»؟

كان ضمن الحاضرين على ذات الإفطار الروائى الموهوب، وطبيب الأسنان، الدكتور علاء الأسوانى، صاحب رائعتى «عمارة يعقوبيان» و«شيكاغو»، وكذلك الفقيه الدستورى المعروف د.يحيى الجمل، ونائب رئيس محكمة النقض السابق، المستشار الجرىء محمود الخضيرى، والذى لم يتردد عن كشف المُخالفات الجسيمة فى الانتخابات التشريعية عام ٢٠٠٥. وكان هذا الثلاثى، مثل الفريق صلاح حلبى، من أقل الحضور كلاماً، رغم تطلع الجميع للاستماع إليهم، نظراً لمكانتهم الرفيعة، لدى الرأى العام المصرى.

وكان الغائبان الحاضران، فى تلك الأمسية الرمضانية، هما د.محمد البرادعى والسيد/ جمال مُبارك. ورغم أن أياً منهما لم يُعلن نيته للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، لعام ٢٠١١، إلا أن قسطاً وافراً من تعليقات الحاضرين الآخرين، تناولت الرجلين بالمُقارنة، وخاصة من أولئك الذين يعرفون الرجلين معرفة شخصية. وكان واضحاً أن معظم المدعوين، وهم حوالى ثلاثين، كانوا يميلون لمحمد البرادعى. أما من كانوا يمليون لجمال مُبارك، فهم إن وجدوا، فقد ظلوا صامتين.

ولكن التنوع الملحوظ فى وجهات نظر من تحاوروا، جسّم قدراً هائلاً من الحيوية والثراء، ربما لم تشهد له مصر المحروسة مثيلاً منذ نهاية العصر الليبرالى (١٩٢٣-١٩٥٢). لقد كان الضيوف الثلاثون يمثلون كل فصائل الطيف الأيديولوجى، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. وربما كان ذلك مقصوداً من المُضيفة، المهندسة ميرفت حمزة وقرينها د.أسامة الغزالى. كما أن التنوع والاختلاف، لم يفسدا للود قضية. كما كانا شاهدين على صحة القول الشعبى المأثور، وهو «أن مصر ولاّدة»، رغم ما يُعانيه المصريون من استبداد، أو فساد وإفساد.

وفى الليالى الثلاث التالية، تناولت الإفطار، وتجولت فى مواقع مُختلفة من أراضى مصر المحروسة من «أبوثلاث» على الساحل الشمالى إلى «وادى النطرون»، فى منتصف طريق مصر الإسكندرية، والذى كان يُسمى «بالصحراوى» منذ سنوات، وكذا المدينة الإعلامية فى ٦ أكتوبر، حيث استضافنى المُحاور الإعلامى المُراوغ، عمرو أديب، على قناة أوربت، فى برنامجه الشهير «القاهرة اليوم»، وتناولت آخر إفطار رمضانى، وقبل مُغادرة البلاد، على مائدة السيدة أميرة والدكتور بهى الدين الإبراشى، المحامى الدولى المعروف. وفى هذه الجولات وعلى هذه الموائد، كنت أستمع إلى نفس الهموم ونفس الشجون، حول مصر ومستقبلها.

 ونادراً ما صادفت اهتماماً بما يدور خارج مصر باستثناء الحديث عن كُرة القدم، ما سبق فيها، وما كان سيلحق من مُباريات، وخاصة بين مصر والجزائر. وطبعاً تحدث البعض بُحزن ومرارة عما سبق بين جماهير المُشجعين من البلدين الشقيقين، والتطلع إلى صفحة جديدة من الروح الرياضية فى مُباراة فريق نادى الشبيبة الجزائرى مع نظيره، نادى الأهلى المصري. وكان هناك ارتياح لما قرأه الناس عن إجراءات الأمن الوقائية لسلامة الفريق الجزائرى.

وهكذا أغادر أرض مصر، فى طريقى للوفاء بتعاقد للتدريس فى جامعات أمريكية طيلة العام الدراسى، الذى ينتهى فى يونيو ٢٠١١. وأرجو الله أن أعود بعدها أرض «وطنى، وصباى، وأحلامى».

إن الله على كل شىء قدير.

اجمالي القراءات 11962

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأحد ٠٥ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50968]

من صنع مستقبل مصر الغامض ..؟


 من الذي صنع هذا الغموض بمستقبل مصر في نهاية الخمس الأخير  من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الواحد والعشرون ؟؟
 إنها الدكتاتورية وشهوة السلطة والتسلط التي تصيب الرجل العسكري عندما تتاح له الفرصة لكي يمتلك زمام أمور الناس أوالشعب !!
 العجيب يا اخوان أنك عندما ترى رجل عسكريا  برتبة لواء ويصل الى التقاعد تجده إما يجدد عقدا  مفبركا من قبل الجيش يقر فيه الجيش  بأن الجيش في حاجة الى خبرات ذلك اللواء ويعطونه آلاف الجنيهات أكبر من مرتبه بالخدمة ويستمر يعمل عند القوات المسلحة!!
 أو أنه يعين من جانب الرئيس مبارك  محافظا  لإحدى محافظات مصر .. أو أنه مديرا لأحد الأندية الرياضية الكبرى أو الوظائف الكبيرة التابعة للدولة ، المهم انه يهبر الهبرة الكبيرة في مكافأة نهاية الخدمة حتى يصير من أذناب النظام والمسبحين بحدمه..
 اذا المسئول عن مستقبل مصر الغامض هو كل رجل عسكري اعتلى منصب رئيس الجمهورية وهو الرئيس اللواء الذي لايريد التقاعد حسني مبارك الذي بلغ الثمانين
 الكارثة أنه بعد اعتزال كاسترو حاكم كوبا  وتازله عنها لأخيه ... أصبح الرئيس مبارك هو أكبر الرؤساء سنا على مستوى الكرة الأرضية ؟؟!!
 

2   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الأربعاء ١٥ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51182]

نتمنى أن ينكشف الغموض ويظهر المستور ويتعدل الدستور

أستاذي الفاضل/ دكتور سعد  إلى هذه الدرجة أصبح مستقبل مصر غامضا اللهم لا حول ولا قوة إلا بك معنى ذلك أن ثمانين مليونا مصري  يسيرون في طريق مجهول ، ومرهون بأراء وتوجهات أشخاص  كانوا يوما نكرة لايعرف بهم أحدا ....


    أذكر أنني كلما قابلت أحدا ممن يكبرني سنا وأرى في  عينيه  أصالة المصري وعراقته والشهامة التي افتقدناها اليوم  وبعد حواري معه أو مناقشته لي ، أستأذنه مودعا ، فأقول له تأدبا تؤمرني بشيء ، فيرد قائلا : مايؤمر عليك حاكم ظالم .. فيارب .. لاتؤمر علينا حاكم ظالم .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-03-23
مقالات منشورة : 217
اجمالي القراءات : 2,325,482
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 410
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt