هل سيعيد الإخوان الخلافة الإسلامية لمصر؟

د. شاكر النابلسي Ýí 2009-05-07


فاز الإخوان المسلمون بربع مقاعد مجلس الشعب المصري (88 مقعداً) في عام 2005. ف
هل هم مؤهلون في الانتخابات القادمة، إلى كسب نصف مقاعد مجلس الشعب، أو أكثر؟
دعونا نضع النقاط على الحروف، ونقول ما يوجع قلوب كثيرين:
1- إن الفوز الذي حققه الإخوان لم يكن بفضل البرنامج السياسي، والاقتصادي والاجتماعي الذي قدمه الإخوان للناخبين، وإنما كان نتيجة لضعف الحزب الوطني الحاكم، وتهافته، وفشله في القضاء على الفساد، والرشوة، والمحسوبية، والبطالة، وتحسين مستوى المعيشة.


فالذيute;ن انتخبوا مرشحي الإخوان، هم من الطبقة الفقيرة، العاطلة، المسحوقة في مصر، وهي طبقة الأغلبية. وهناك من يقول، أن الكثير ممن انتخبوا مرشحي الإخوان، انتخبوهم نكاية بديكتاتورية الحزب الحاكم، وفساد الحزب الحاكم، وليس حباً وإيماناً بحركة "الإخوان"، ذات الشعارات الرومانسية الغامضة، والمغلَّفة بغلاف الدين البرَّاق.

2- في تقديرنا، أن "الإخوان" لو أُعطوا الفرصة نفسها التي أُعطيت لهم الآن، لحققوا الانتصار نفسه، منذ عام 1952، نتيجة لاهتراء أنظمة الحكم التي تعاقبت على مصر، منذ ذلك الوقت حتى الآن، وملل الناخبين من الوعود والآمال الكاذبة، التي منّت بها العهود الماضية الشعب المصري، ولم تفعل شيئاً، بل ازداد الفقراء فقراً ، والأغنياء غنى، والفاسدون فساداً.

3- إهمال الحزب الوطني الحاكم إهمالاً تاماً التثقيف الجماهيري الديمقراطي والحداثي، من خلال وسائل الإعلام الضخمة والمؤثرة التي يمتلكها. وتركَ الشارع المصري لحركة "الإخوان" ينشرون فيه دعوتهم، وخطابهم، وتأليبه على كل ما هو حداثي من خلال المساجد، والنقابات.
لقد تحوّل الإعلام المصري في السنوات الماضية، إلى مخدِّر ومنوِّم للشعب والشارع المصري. ومادة هذا التخدير والتنويم، كانت الإكثار من البرامج التافهة المتعلقة بالفنانين والفنانات التافهات، والراقصين والراقصات المبتذلات، والمغنيين والمغنيات المُسفَّات، والبرامج التي تُعرض الأفلام، وممثليها، ومخرجيها، ومصوريها، وتاريخهم وحياتهم، وماذا يأكلون، وماذا يلبسون، وما هي الهدايا التي تقدم لهم.. الخ، بحيث بلغ عدد هذه البرامج في رمضان 2007 ، 43 برنامجاً تافهاً للتسلية والتنويم. وكلها تتعلق بأهل الطرب المزيف والسينما الهابطة. ولم يقم الإعلام المصري بنشر ثقافة الديمقراطية وفكر الديمقراطية. ولم يكن المدرسة القديرة على تربية الشارع المصري تربية سياسية عصرية، يستطيع من خلالها التمييز بين الحقيقي، والزائف والواقعي والخيالي.
وبالمقابل كان "الإخوان" يستغلون هذا الفراغ، ويملؤه بخطابهم العام الغامض، والغير واقعي، والذي يتلخص بـ "الإسلام هو الحل" دون أن نعرف كيف سيتم ذلك، وما هي آليات هذا الحل. علماً أن لاشين أبو شنب، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الأخوان المسلمين، قال في حديث مع " بي. بي. سي"، 28/11/2005 أن "تلك أكاذيب. إن برنامجنا برنامج حافل. وقد أعلناه. وهو وافٍ بكل الألوان التي تريدها حياتنا ويريدها مجتمعنا. فنحن لا نستخدم شعارات دينية. شعار الإسلام هو الحل ليس شعاراً دينياً، إنما هو شعار يفي بحقيقة أن الإسلام هو الذي عالج كل مشكلات الحياة. وبذا، فقد وجد "الإخوان" في الشارع المصري المقفر من الفكر السياسي والبرامج السياسية، تربة صالحة جداً لنشر خطابهم، مما أكسبهم تلك النتيجة الكبيرة، في الانتخابات التشريعية 2005.

4- وفيما لو بقي حال مصر على ما هو عليه، من تدهور اقتصادي، واجتماعي وفراغ سياسي، وتفاهة في الإعلام، وأصبح دخل الفرد السنوي 300 دولار (أقل من دولار يومياً) مثلاً بدلاً من 900 دولار سنويـاً (2.5 دولار يومياً) كما الحال هو الآن، نتيجة للقنبلة السكانية التي تنفجر كل عام (يولد طفل كل دقيقة، ووصل عدد سكان مصر 80 مليوناً في 2009)، ونتيجة للفساد المستشري، وقلة الموارد، فإن استعادة الخلافة الإسلامية على يد "الإخوان" ستكون نتيجة حتمية لهذا الوضع. وستكون كالكي آخر الدواء.

5- وأخيراً، فإن الخطورة على مستقبل مصر في ظل هذا العالم العَلْماني والمتعولم، وبعد هذا النصر الانتخابي الساحق الذي حققه "الإخوان" في 2005، انضمام مزيد من الفقراء والمسحوقين إلى حركة "الإخوان المسلمين" المنادية بقيام دولة دينية للقضاء على الفساد وإقامة دولة العدالة، لكي تقف وحدها في مواجهة العالم (كما هو حال حكومة حماس المقالة الآن)، أو ربما بالتحالف مع إيران.
وعندها على مصر المحروسة السلام.
السلام عليكم.

اجمالي القراءات 11886

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الخميس ٠٧ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38468]

شكرا للدكتور شاكر النابلسي ولكل كاتب عربي مهموم بقضايا وطنه.

شكرا للدكتور شاكر النابلسي على هذا المقال المركز وهو كجرعة الدواء المركزة , إن تلقاها مريض مؤمن بالعلاج فسوف يكون طعمها مستساغا حتى وإن كان مراً فالعاقل هو الذي يحب مرارة الدواء أملا في الشفاء !! إن الحديث عن الإخوان وإحتمال وصولهم للحكم فهو أمل اليائسين م الحياة في مصر وهو كمن ينطبق عليهم المثل الشعبي ( إيه اللي رماك على المر قال إللي أمر منه) فالإخوان هم المر ، ولكن الأمرمنه هو فساد النظام ورأسه، وهو ما يمكن أن نطلق عليه " كالمستجير بالرمضاء من النار" 


.   


2   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الجمعة ٠٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38519]

مشهد ينقصه التصوير

الاخوان يوشوشون للفقراء:


(انظروا الى الفلل والقصور -قريبا ستكون ملكا لكم بعد تاسيسنا لدولة الخلافة في مصر المحروسة)


تحياتي لاخينا شاكر


3   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   السبت ٠٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38543]

وجهة نظر تستحق التقدير .....

الدكتور شاكر النابلسي مقال حضرتك هو اختصار دقيق لما يجري في مصر الآن وهو بمثابة تحليل مركز لما يدور في الشارع المصري والمجتمع المصري بأسرة على جميع الأصعدة واسمح لي أضيف أنه من العوامل التي ساعدت على توغل فكر الاخوان بين معدومي الدخل غير ظلم النظام وفساده وتحويل أكثر من 90% من الشعب إلى فقراء ومحتاجين استغلهم الأخوان لضعف دخلهم وبالتالي ضعف ثقافتهم أحسن استغلال واعتبروهم حجر الأساس في بناء دولتهم القادمة ، لكن هناك عامل هام أراه من وجهة نظري وهو رجال الدين في مصر حيث ساعدوا الأخوان أكبر مساعدة لأنهم تعاملوا مع فكر الأخوان ومع نشر مذهبهم ومع سيطرتهم على الناس الفقراء باسم الدين معاملة غاية في السلبية والضعف ولم يستطع احد علماء الأزهر أن يقف في وجه هذه الجماعة ويكشف حقيقتها بكل ما فيها من إجرام ومن استغلال لدين الله لأجل الوصول لأهداف معروفة ومفهومة وهي إقامة دولة الخلافة وبالطبع هذا السكوت وهذا الخنوع من رجال الدين في مصر منذ عام 1952 كما أشرت حضرتك أدى لنوع من الثقة في هذا الفكر وهذه الجماعة والاطمئنان لدى الناس البسطاء وما تقوم به من اعمال تخدم مصالحها الشخصية المستقبيلة فرجال الأزهر ومالطبقة المثقفة في مصر مسؤلة مع النظام على تمرير هذه الجماعة واقتناع الشارع المصري بها وذلك من خلال اتاحة الفرصة لها كاملة بسبب الريالات اللسعودية ، ليس هذا فحسب ولكن عندما حاول الدكتور منصور الكتابة في هذا الكلام وفضح حقيقة آل سعود منذ البداية ودورهم البارز في اقتحام وتدمير المجتمع المصري من خلال جماعة الأخوان من ناحية ومن خلال اللسلفيين وأنصار السنة من ناحية اخرى تمت مواجهته وتكفيره واضطهاده من رجال الأزهر ومن كل من قبض الثمن من دولة آل سعود وكانت النتيجة الحتمية لتضييق الخناق على كل من يحاول كشف حقيقة هذه الجماعة هو انتشارها بين الفقراء من الناس وهم أغلبية ووصول الأخوان وغيرهم من المذاهب المتطرفة إلى ما هم عليه آلان ، ولإضافة لذلك رغم العداء النسبي بين الأخوان والسلفية وأنصار السنة إلا انه عند إقامة الدولة الدينية سيتكاتف الجميع حينها حتى لو كان على حساب التخلى عن المذهب نفسه فكل فرقة منهم تريد إقامة دولة الخلافة على أسوء الظروف.... ولك الله يا مصر


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,449,206
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة