حوار مع صاحب مدرسة المشاغبين ورائد التطبيعيين على سالم (1-2) :
حوار مع صاحب مدرسة المشاغبين ورائد التطبيعيين على سالم (1-2)

على سالم Ýí 2009-01-13


نقلا عن الأقباط متحدون

أنا ضد فكرة الاستشهاد والدروشة الدينية.
* السلام مع إسرائيل متاح.
* مش عايز أروح الجنة دلوقتي عايز أموت بشكل طبيعي.


* فزعت من تصريحات نصر الله المبنية على الجهل.
* الدين عندما يدخل السياسة يجرح المفاهيم المستقرة.
أجرى الحوار- محمد زيان رغم كل علامات الاستفهام والرموز التي تحيط بالكاتب المسرحي علي س&Ccedute;لي سالم صاحب "مدرسة المشاغبين"، ورغم آراءه الجريئة في العلاقة بين مصر وإسرائيل إلا أنه تبقى هناك ضرورة للحوار معه لاستيضاح جزء هام من المسألة من حيث الرأي الآخر الذي ربما يكون هو الصواب، السلام والدعوة إليه، والاتهام بالتطبيع، والعمل لصالح إسرائيل كلها اتهامات تدور حوله، فهل السلام مع إسرائيل هو الخيار الوحيد المطروح أما حماس الآن وحتمية الجلوس على طاولة التفاوض ولعب دور السياسي وترك جدلية الدين والسياسة يبقى السؤال: هل حماس تلعب دوراً لصالح إيران في المنطقة؟ والتصريحات التي أطلقها حسن نصر الله  ومدلولاتها؟ هل حماس تريد السلام؟ كلها أطروحات مع الكاتب علي سالم فإلى الحوار : سألناه ما هي قراءتك الحالية لِما يحدث في غزة؟
أجاب: لست أعرف ما إذا كان للحظ وجود في السياسة أم لا الآن لكن الضحية الفعلية هم أهالي غزة الذين يموتون ويصابون وعليهم تقع المعاناة الكاملة ويفقدون حاضرهم ومستقبلهم ولكن حماس ليست ضحية، بل هي التي وصلت إلى السلطة عن طريق السياسة وتنكرت لها فيما بعد وهم يحلو لهم أن يقولون أنهم وصلوا للحكم عن طريق صندوق الاقتراع وعن طريق الديمقراطية لكنهم في واقع الأمر انقلبوا على كل المواثيق والاتفاقات التي وقّعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل وبالتالي أسقطوا كل المحاولات لإقامة سلام على أرض فلسطين وطردوا سلطة الرئاسة الفلسطينية من عزة وألقوا أفراد فتح من فوق البنايات، والجميع شاهد هذا العنف مستخدمين الوحشية وبالتالي أصبح هناك سلطتان في غزة وهو ما جعل من الصعوبة على إسرائيل الجلوس والاتفاق مع طرفين مختلفين بأجندتين لأن إسرائيل ستعجز عن إحداث اتفاق سلام وعندما تدخل الجانب المصري للوصول إلى الهدنة انسحبت حماس.
**لماذا تقول هدنة؟ للمؤسف والمؤلم أنه لم يتم استخدام مفردات السياسة فيه هدنة، وقف إطلاق النار، حرب، سلام، والآن هم وصلوا إلى الهدنة.
**وهل أنت غير راضِ عمّا يحدث في غزة؟ أنا غير راضِ نهائياً وفي أي وضع من الأوضاع، وانظر إلى المحطات الفضائية الأجنبية تجدها تقول وقف إطلاق النيران ولا أحد يعرف معنى التهدئة ونحن نستخدمها على أنها درجة أقل ما يمكن الوصول إليه بين  الطرفين لأن حماس بالغت من استيلائها على السلطة في غزة هذا الاستيلاء الذي يضعف من شرعيتها لحد العدم وضع الجميع في مشكلة كبيرة وهي أنهم لا يستطيعون الوصول إلى اتفاق سلام، فحماس ليست لهم شرعية التحدث باسم سلطة الرئاسة.
ثم أنهم يقولون إن المشكلة الحقيقة تبدو في وجود الاحتلال ولكن يمكنهم الجلوس والتفاوض لإنهائه.
انظر إسرائيل تقول للمجتمع الدولي أنها تتعرض لعدوان دائم بالصواريخ التي تصل إلى حدودها الجنوبية وبالتالي كان يمكن على حماس أن توقف الصواريخ، والغريب أنه عندما دعا الطرف المصري إلى مباحثات مع الطرفين انسحبت حماس ولم تحضر الأمر الذي دعا إسرائيل إلى القيام بضرب غزة وإعلان الحرب عليهم والضحية هو الشعب الغزاوي.
**لماذا تقول الشعب الغزاوي؟ لأن حماس انفصلت بغزة عن الفلسطينيين وكما سمعنا إمارة إسلامية لحماس في غزة.
**وهل توافق على العمليات العسكرية في غزة؟ أنا حزين جداً، ولا أحد يوافق على العدوان وإحنا بنضيع وقت لو قلنا إن إسرائيل لا ينفع معها السلام وما حدث في غزة هو نتيجة انعدام السلام بين الطرفين والهدف من السلام في المستقبل هو حماية الأجيال القادمة ويبقى الحل أيضاً في التوصل إلى إقامة حكومة فلسطينية موحدة للتفاوض مع إسرائيل.
**قل لنا من السبب فيما يحدث اليوم في غزة؟ الطرفين، حماس لأنها طرف لا يريد الوصول إلى السلام بوصفها تنظيم ثوري متطرف، وإسرائيل لأنها استخدمت القوة الوحشية المبالغ فيها لتدمير أضعف قوات في التاريخ وشعب لا ذنب له.
**ولكن قيل إن حماس تقوم بحرب بالإنابة عن إيران في المنطقة؟ فما رأيك؟ هذه وجهة نظر تجد لها ما يؤيدها على أرض الواقع، انظر إلى السياسة الدولية لأحمدي نجاد المليئة بالشعارات واحتضانهم لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، ولم يعد خافياً الاتفاق بين حماس وحزب الله على تنفيذ المخطط الإيراني في المنطقة ويبقى أن نقول أنه من المؤكد إن كلمة واحدة من خالد مشعل  كانت تكفي لوقف نزيف الدم الذي يدور في غزة وكان عليها أن توفر القتلى والمصابين.
**تقول أن حماس انسحبت من المفاوضات ولكنها عادت إلى القاهرة لتتفاوض، فما تعليقك؟
هذه سيكولوجية المتطرف الذي يتسبب في الكارثة بعدها يأتي ليملي الأحزان والأعذار.
**وماذا كان تعليقك على كلام حسن نصر الله عن مصر؟ أنا فزعت من كلامه واستأت لأن كلامه مبني على الجهل وهو لا يعرف شيء عن المصريين ولا الحكومة المصرية، لكن ما لاحظته هو إن كل الأقلام هبت للدفاع عن مصر في مواجهة الحملة المسعورة التي شنها نصر الله، فلقد تحركت مصر الفكرة في أذهان الكثيرين ونصر الله غامر بهذه المقولات.
**ولماذا لا يكون كلامه محسوباً ويخدم أجندة معينة كما يقال؟ المتطرف يتخيل واقعاً هو الوحيد الذي يراه، ولا يقدم حلولاً على أرضية الواقع ويتخيل أيضاً أنه من العظمة بمكان أن يقول للشيء كن فيكون فهو يتصور أنه وصل لدرجة الزعامة الإسلامية أن يطلب من القوات العسكرية المصرية أن تصول ضد القيادة السياسية وهذا هو كلام العقلية المتطرفة، مبني على حسابات متطرفة بمعنى أنه يسعى ولا يرى إلا ما يتمناه هو، واعتقد أن نصر الله نبّه المصريين أكثر إلى خطورة الجماعات الدينية الثورية المتطرفة.
**هل تريد أن تقول كلمة هنا؟ منذ البداية وأنا ضد ما يحدث في غزة، وأرى أن هؤلاء مغامرون يلعبون بالورقة الدينية ليحكموا الشعوب وللسيطرة عليهم بالحلال والحرام، وأنا أرى أن الحرب الحقيقية بين الجماعات المتطرفة الثورية والدولة المستقرة الآن للوصول إلى شيء غيبي لا أحد يعرفه.
**ماذا عن المظاهرات التي اندلعت في عواصم العالم للتنديد بالحرب في غزة؟ حاجة طبيعية، أرى أن المظاهرات من حق الجميع للتعبير عن الغضب لكن تبقى مسئولية رجل الدولة أن يفكر بهدوء بحسابات المكسب والخسارة وألا يمشي وراء الشارع.. من حق المواطن أن يخرج في مظاهرة ضد الحرب لكن كما قلت رجل الدولة يحسب كل شيء.
والذين يقولون ويوهمون الناس بشعارات مثل "صبراً أهل غزة إن موعدكم الجنة" نقول لهم أنا مش عايز أروح الجنة دلوقتي عايز أموت موته طبيعية في وقتها.
**لكنهم يقولون أنه جهاد وهذه شهادة؟ الجهاد الذي تقوم به حماس هو في سبيل إيران وبالتحديد جهاد في سبيل أحمدي نجاد، وأنا ضد فكرة الشهادة، أنا ضد الدروشة والجهاد الحقيقي من أجل التنمية والحفاظ على أرواح البشر الذين يموتون في سبيل حماس.
**هل تراها حرباً دينية بين طرفان يرفعان النصوص؟ جزء من إسرائيل يراها حرباً دينية لكن الحكومة العلمانية تراها حرب ومعركة، وأنا رأيت جندي إسرائيلي يقرأ التوراة قبل القتال وفي المقابل واحد من حماس يقرأ القرآن وأن نحوّل المعركة إلى حرباً دينية ليس لمصلحة الطرفين.
**تراها لمصلحة مَن؟ الحقيقة أن الذين يقولون إن إسرائيل وحماس دخلا في حرب دينية ويرفعون هذه الشعارات هم أشرار الحرب الذين لهم المصلحة في بقاء الأمور متوترة.
**هل سمعت عن الإمارة الإسلامية التي قيل عنها على الحدود الشرقية لمصر؟ وماذا عن الدور الإخواني الذي يقال عنه لحماس؟ في اجتماع لحماس قبل القتال بـ10 أيام في غزة طلع واحد من حماس وطلب من الحاضرين أن يقسموا الولاء لجماعة الإخوان، وأنا استنتج من ذلك أن الرئيس الفعلي لحركة حماس هو مهدي عاكف وليس خالد مشعل أو إسماعيل هنية، وأنا شخصياً لا أوافق أن يعمل أحد بالسياسة ويرفع الشعارات الدينية.
**قل لي عن رأيك في مقولة أن الإخوان يخدموا على أهدافهم السياسية بدعم حماس؟
هدف أي جماعة دينية ثورية هو الوصول إلى الحكم، والسلام بدوره يمنع هذه الجماعات من تحقيق أهدافها لأن السلام يخلق الهدوء والتنمية وأعتقد أن أي جماعة ثورية ضد السلام.
**ما هو تقييمك للدور المصري في وقف القتال بين الطرفين؟ مش تقييمي أنا وحدي محرر رويترز نزل الشارع المصري وكتب تقرير قال فيه أنه لأول مرة في التاريخ في لحظة نادرة تتوحد أراء المواطن المصري مع الحكومة، ثم قل لي ما هو المطلوب من مصر أكثر من ذلك؟ بعد قتل الضابط على الحدود بنيران فلسطينية ويخرج علينا الذين يفتون بغير علم ويقولون ليس شهيداً، الفكر الديني عندما يدخل إلى السياسة يحاول تجريح المفردات المستقرة.

اجمالي القراءات 14986

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-03-23
مقالات منشورة : 8
اجمالي القراءات : 157,273
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 3
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt