هندسة القرءان : السياق القرءاني

محمود دويكات Ýí 2008-10-07



في بحث سابق (هنـا) تم تبيان أن ترقيم القرءان كان يحذو طريقا بسيطا. ففي ذاك البحث وجدنا أن الارقام في المصاحف الاولى لم تكن تتوالي منذ بداية السورة الى نهايتها. بل وجدنا علامات تفصل الايات عن بعضها البعض. و وجدنا أن تلك العلامات انقسمت الى نوعين : علامات صغرى و كبرى. و كانت العلامات الكبرى تتكرر على شكل حزم عشرية ، بمعنى كل عشرة متتالية من العلامات الصغرى كانت تأتي علامة كبرى. و رغم ضعف الاثبات الحسي وراء كون تلك العلامات وحي إلهي بذاتها ، إلا أننا افترضنا أن تلك العلامات كان لها مكانة خاصة في القرءان الكريم. و السبب  أنه لو كان هدف النساخ مجرد الفصل ما بين الكلام أو الايات لما كان هناك حاجة للتمييز بين نوعين من العلامات بشكل منتظم. على العموم وجود العلامات الكبرى و ضمنها الصغرى أوحى لنا بفكرة التجزئة في السياق القرءاني و التي سنعرض لها و نناقشها في هذا المقال .

إن أحد أهم المشاكل التي يعاني منها الباحثون في القرءان هو عدم القدرة على ضبط اتجاه التحول في الخطاب الالهي في القرءان. و المقصود باتجاه التحول هو الطريقة التي ينتقل بها المشرع سبحانه من موضوع الى آخر ضمن آيات القرءان. لهذا لو أعطيت القرءان الى باحث علمي لم يسمع به منذ صغره و لكنه يحمل علما ماديا (كأن يكون فيزيائيا مثلا) فإن أول شيء سيتذمر منه ذلك الباحث عند قراءة القرءان هو عدم القدرة على متابعة التحولات في المواضيع المطروحة إذا قام بقراءة القرءان قراءة متصلة متسلسلة ، أي من البداية للنهاية. السؤال: لماذا؟ الجواب: لأن ذلك الباحث معتاد على قراءة بحوث علمية مكونة من فقرات متسلسلة (عدة جمل) كل فقرة تحتوي على معنى منفصل (أو فكرة منفصلة) ، و يكون مجموع تلك الفقرات (بأفكارها) مساويا لفكرة أكبر و تشمل باقي الافكار.  و السبب وراء شيوع هذا النمط في عرض الافكار هو عدم قدرة الانسان على التفكير بشكل متوازي في عدة أمور معاً ، لقوله تعالى (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)أحزاب/4 ، بل تجد تفكيره يسير بتسلسل منتقلا من فكرة الى أخرى بالتوالي ، نطلق على هذه العملية طريقة التفكير المتسلسل أو الخطي لأنها تسير في خط مستقيم إما لأعلى أو لأسفل. و بناء عليه يكون ترتيب الافكار في ورقة بحثية علمية (على سبيل المثال) مثل ذلك الموضح في الشكل رقم 1.

شكل رقم 1: مخطط يبين نمط التفكير الخطي المتسلسل الذي يتبعه عادة بنو البشر.

أما إن حاولنا تطبيق نمط التفكير الخطي البسيط المبين في الشكل رقم 1 على نصوص القرءان فإننا سنبوء بفشل ذريع. السبب الراجح وراء ذلك هو أن القرءان يتبع طريقة أكثر تعقيدا في طرح الافكار التي يحتويها. يبدو لنا للوهلة الاولى أن القرءان يتبع طريقة لاخطية في معالجة و عرض الافكار ، كما أن هذه الطريقة اللاخطية تمتاز بدائرية و تكرارية متداخلة عالية المستوى تجعل عملية تتبع الافكار في القرءان من السهل الممتنع. أي في متناول اليد بَيْد أن الحصول عليها يتطلب تكثيف فكري غير بسيط. الشكل رقم 2 يبين أحد طرق عرض الافكار في السياق القرءاني الكريم. ففي الشكل نرى أن القرءان قد يبدأ الخطاب عن فكرة أساسية رقم 1 ، و يسوق لها فكرة فرعية رقم 1 و رقم 2 و رقم 3 كأفكار داعمة أو تفصيلية لها ، و في نفس الوقت تكون فكرة فرعية رقم 2 و3 مشتركة مع فكرة أساسية أخرى (رقم 2). و أيضا قد ينتقل القرءان الى طريقة خطية في عرض نفس الافكار السابقة لكن بشكل أخر وبالتسلسل كالفكرة الاساسية رقم 3 مثلا لكن بتكرار الافكار الفرعية رقم 1 و 4 مثلا. الأمر الذي يؤدي الى تغيير الزاوية التي ننظر من خلالها (كقارئين) على هذه الافكار المكررة و ذلك لأنها خدمت فكرة أساسية أخرى مختلفة عن الافكار الاولى.

شكل رقم 2: مخطط يبين نمط التفكير اللاخطي في نصوص القرءان الكريم

إن وجود أفكار صغيرة مشتركة ما بين الافكار الاساسية التي يعرضها القرءان هي أحد أهم مميزات نظام الخطاب الالهي في ذلك الكتاب بالاضافة الى إعادة صياغة الافكار الفرعية الى أفكار أساسية أخرى. و السبب وراء ذلك أن طبيعة الخطاب فيه تكاملي يكمل بعضه بعضا. و لأن الافكار الفرعية كما رأينا قد تكون منثورة عبر الكتاب (لأنها مشتركة بين أفكار أساسية كثيرة)، لذا، لكي نفهم أي فكرة متكاملة في السياق القرءاني ، يستلزم الأمر تجميع كافة الافكار الفرعية ذات العلاقة بالفكرة الاساسية التي في الحسبان ، و يدل على ذلك قوله تعالى(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا * وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) نساء:82-83 ، أي لتدبر القرءان يستلزم الاستنباط ، و هو استقراء النتائج إثر تجميع كافة الافكار الفرعية حول المسألة في الحسبان و من ثم قراءتها قراءة تسلسلية حسب ما فتح الله علينا. و قد أعطي الاستاذ أحمد شعبان  في مقاله "نسق معرفي جديد" ( من هنـا) شرحا موجزا لأحد الاستراتيجيات الممكن اتباعها في سبيل تحديد معنى كلمة قرءانية ضمن سياق قرءاني ، و رغم أنه تكلم عن التجريد هناك و ذكر له مستويات ، إلا أنه لم يعط شرحا وافيا لمقصده من ذاك المصطلح.

طريقة العرض هذه في القرءان الكريم تشبه الى حد كبير طريقة عرض الافكار في الكودات التصميمية الهندسية Building Design Codes. الكودات التصميمة الهندسية – من مثل الكود الأمريكي و الأوروبي ..الخ – هي من أرقي و أكمل الوثائق التي ينتجها الانسان و أحد أكثرها أهمية ، و السبب يعود الى أن تلك الكودات وظيفتها ضمان وصول المصمم الى تصميم آمن و موثوق لأي منشأ (سواء كان مبنىً سكنياً أو طائرة بوينغ 747) ، و بالتالي فالمسألة متعلق بها حياة مئات البشر ، لهذا يتم وضع تلك الكودات التصميمية بعناية فائقة. إذن، تتشابه الى حد كبير طريقة عرض الأفكار فيما بين القرءان الكريم و أي كود تصميمي هندسي ، حيث يتم في الكودات التصميمية توزيع الافكار الكلية فيه بشكل خطي على شكل افكار أساسية لكن تكون الافكار الفرعية فيها ترتبط ارتباطاتٍ لاخطية فيما بينها مع الأفكار الاساسية. الشكل رقم 3 يبين لنا مخطط للنظام اللاخطي لعرض الأفكار في كود تصميم بنائي ، حيث نجد مثلا أن الأفكار رقم 2 و 4 هي أمور مشتركة في الفكرتين الاساسيتين 1 و2.


شكل رقم 3: مخطط يبين نمط التفكير أثناء استخدام أحد كودات التصميم الهندسية.

و كمثال تطبيقي بسيط : تشرح الكودات تفصيلياً كيفية التصميم ضد العزوم Bending وضد قوى الضغط Compression و ضد قوى الشد Tension و قوى القص Shearing .. و لكن عند ذكر العناصر الانشائية المختلفة، فإن المصمم يقوم بالتصميم لها بتجميع كافة الافكار السابقة و الملائمة - ضمن شروط - للعنصر المراد تصميمه. فمثلا لتصميم جسر Beam يحتاج لمعرفة التصميم ضد العزوم و القص ، أما العمود column فيلزمه التصميم ضد الضغط و الشد بالاضافة للعزوم. فنلاحظ أن العمود و الجسر يشتركان في التصميم ضد العزوم مثلا.و نلاحظ نفس الشيء في القرءان الكريم. فإذا أردت معرفة معلومات عن الصيام ، تقوم بتجميع كافة الافكار الفرعية المتعلقة بالصيام ، و نفس الشيء عن الحج ، نقوم بتجميع الايات التي تتحدث عن الحج ، و نلاحظ عندها وجود بعض الايات المشتركة فيما بين الصوم و الحج ، من مثل قوله تعالى (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) بقرة/196 ، و بدراسة أكثر للارتباطات ما بين مفردات الصيام و مفردات الحج نجد بما أن (فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) بقرة/197 نستطيع أن نفهم أنه "لا رفث و لا فسوق و لا جدال في الصيام" أيضا لأن الصيام قد يحدث في الحج لقوله (فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ )و لكن ياتي التخفيف في آية منفصلة للصيام بخصوص الرفث بقوله (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ) بقرة/187.

لنضرب مثالا آخر على نمط القرءان في عرض الأفكار ضمن سياقه ؛ فنقول لو أخذنا سورة البقرة و سرنا فيها منذ البداية سنجد تحولات في الخطاب تتراوح كميتها من تحولات بسيطة (أو فرعية) الى تحولات جذرية بإنشاء خطابٍ آخر ذي هدف آخر. و هكذا نقول بوجود أفكار أساسية متناثرة في سورة البقرة على مقدار تلك التحولات في الخطاب. فمثلا في أول ثلاثين آية من سورة البقرة تكاد تشعر أن الله سبحانه يتحدث عن المؤمنين و غير المؤمنين و الكفار و أوصاف كل منهم مع الامثلة بسيطة لتوضيح المقصود و من ثم على رأس الاية رقم 30 (بترقيم حفص) يُنشإ الله سبحانه خطابا آخر عن آدم و قصته في عشر آيات و من ثم على رأس الاية رقم 40 (بترقيم حفص أيضا) يُنشأ الله خطابا آخر عن بني إسرائيل معطيا تفاصيل بالاطناب و التكرار و التمثيل. و يستمر الحديث عن بني إسرائيل و كيف افترقوا الى يهود و نصارى مستغرقا أكثر من ثمانين آية ليأتي الله سبحانه لنا في بدايات الايات الماية و عشر بالحديث لأول مرة على الاطلاق عن "إسلام الوجه أو التوجه لله " بقوله (بلى من أسلم وجهه لله..الخ) بقرة:112  ، و ذلك في مقام معارض لافتراق بني اسرائيل الى يهود و نصارى. و من ثم يظهر الحديث أكثر جليا عن إبراهيم و معه يجلب لنا الله لأول مرة أحد معاني كلمة "مسلمين لك" في الاية 128 ، و كأن تلك الايات ما بين 112 و 128 تمثل مرحلة انتقالية تتداخل فيها ما بعدها بما قبلها من آيات لأننا نلاحظ أن الخطاب اللاحق سيستغرق أكثر من مائة آية بالحديث عن تفاصيل في التشريع الاسلامي الذي وصفه الله بملة إبراهيم. و لا يأتي ذكر بني إسرائيل بعدها إلا ذكرا بسيطا من خلال أمثلة طرحت كقصة الملك طالوت و غيره. و هكذا تستمر هذه الانتقالات الفذة من الحديث عن عموم (إيمان-كفر-ناس) ثم الى خصوص (آدم) و من ثم الى خصوص كثير (بني إسرائيل) ، ثم الى حديث مسهب عن التفاصيل العملية للاسلام كتشريعاته.
ولو عدنا الى الايات الثلاثين الاولى من البقرة لوجدنا أن التحولات الداخلية فيها (كأفكار فرعية) منطقية و بسيطة و تسير بشكل سلس رغم حاجتنا لوضع بعض الافتراضات لمتابعة المقصود بالخطاب. فمثلا في أول 5 آيات يتحدث الله عن الذين يؤمنون بالغيب .. الخ .. الى أن يقول (أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) بقرة (5-6) فنلاحظ وجود قطع في الخطاب عند "قوله إن الذين كفروا .. الخ" ..وعند هذا المفترق يوجد لدينا خياران: الاول أن نفترض أن بداية الخطاب بقوله "إن الذين كفروا..الخ" إنما هو استهلال جديد و بهذا يكون معنى الكفر عموميا ، أي الذين كفروا بشكل عام. و الخيار الثاني هو أن نفترض استمرار الحديث ضمن نسق واحد و بالتالي كأننا نفترض أن المقصود بالذين كفروا هم الذين كفروا بماسبق ، أي بالايمان بالغيب و إقام الصلاة ..الخ من آيات سابقة. إن الافتراض الاول يجعل الايات الخمس الاولى بمعزل (نسبي) عن الايات التوالي و لكن الافتراض الثاني يجعل الايات الخمسة الاولى جزء من سياق قرءاني متصل الى أن يقول الله على رأس الاية 21 (حسب ترقيم حفص) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ..الخ) و هنا نشعر قطعا آخر في اتصال الخطاب الى أن يقول الله تعالى على رأس الاية رقم 30 (بترقيم حفص) (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ ..الخ) فنشعر بانقطاع في سياق الخطاب ملحوظٍ هنا. الى أن يبدأ الله الخطاب عن بني إسرائيل على رأس الاية 40 بقوله (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ..الخ) فنشعر بتحول جذري آخر أكبر من سابقيه في سياق الخطاب هناك.
إذا حاولنا مقارنة الوضع مع سورة آل عمران ، فإننا نجد وتيرة أسرع في تغيير الخطاب في حفنة الايات الاوائل و لكن يستقر بعدها الخطاب لاحقا .. و هو عينه ماحدث في سورة البقرة ،و إن كانت التحولات في آل عمران أسرع من اختها في البقرة. ففي آل عمران نلحظ أن الاية السابعة (بترقيم حفص) قد استهلت خطابا منقطعا عن السياق الاول و لا مجال لربطه مع السابق إلا عن طريق افتراض أنها تتابع ما في الايات ذات الارقام 3 و 4 من الحديث عن الكتاب و بالتالي تكون الايات ما بينهما تشكل سياقا قرءانيا منفصلا و ذلك لصعوبة ربط قوله (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء * هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) بحديثه عن إنزال الكتب و أنواع الايات في الكتاب. و المقصود بصعوبة ربط هاتين الايتين هو حاجتنا للكثير من الافتراضات أثناء ربطنا لهذه الايات بما سبقها و ما تلاها من خطاب. أما الايات التالية للاية رقم 7 فيكون ترابطها واضحا عن طريق أقل الافتراضات كلفة ألا وهي إرجاع الافعال و الضمائر للأقرب. و بالتالي فإن الاية 8 ترتبط مع 7 بالزيغ ، و الاية 8 مع 9 ترتبط بكلمة "ربنا" التي تفيد استمرار الخطاب بالدعاء ، و الاية 10 مع 9 ترتبط ضمنيا بالحديث عن يوم القيامة كأمر مشترك ،و هكذا دواليك.
إن دراسة البنية الهندسية للخطاب القرءاني تتطلب أمرين: أولهما معرفة النمط الفكري العام الذي من خلاله يتم عرض الافكار في هذا الكتاب ، تلك تتحصّل بالاستقراء. و الثاني وجود أدوات تساعد على قياس مدى ارتباط الايات أو الكلمات فيما بينها على امتداد المجال القرءاني. و هذه الادوات لا بدّ و أن تكون رياضية حتى نضمن التماثل و التجانس في النتائج و تجنبا للتحيزات Biases التي منبعها الافكار المسبقة عند الباحث.

اجمالي القراءات 29026

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (31)
1   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27813]

أجمل ما قرأت

الأستاذ الفاضل بحق / محمود دويكات


بارك الله فيك يا أخي ، لقد أمتعتني وأسعدتني كثيرا بهذه المقالة ، وهذا فعلا ما نحتاجة " التعرف على محتوى هذا الكتناب الذي نعمل به   " القرآن الكريم " كما قلت سابقا " ماهيته ونظمه ومحتواه وما يجب أن نأخذه منه لمعالجة مشكلاتنا  


لابد وأن نعمل على معرفتة هذه الأمور أولا حتى يتم التعامل معها وبها بصورة صحيحة بدلا عن الارتجالية الفكرية التي نعيشها .


وأعدك أخي الكريم بأن أستوفي النقص في موضوع نسق معرفي , ولو أني أود أن أحيطك علما بأن هذا الموضوع لم يكن وليد لحظة ، ولكنه في تكامل مستمر على مر الزمن بالجهد المخلص إبتغاء مرضاة الله .


بارك الله فيك أخي ، وأكثر من أمثالك ، واسمح لي أن أستفيد من هذه المقالة في تعديل مساراتنا الفكرية .


والله المستعان .


2   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27816]

أتفق معك تماما أستاذ دويكات



الحقيقة مقال رائع جدا ويستحق كل الشكر والتقدير والإحترام, ويضع الأُسس والقواعد المتينة لإحكام تدبُر آيات الذكر في القرآن الكريم.



تقبلوا تقديري وإحترامي


3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27822]

بارك الله جل وعلا فى عقلك يا دويكات ..وأقول ..

عطاء القرآن الكريم لا يمكن أن يحيط به عقل واحد ..كل باحث يجد فيه جديدا لا ينفذ.. وكل باحث متخصص يجد فيه ما ينفع تخصصه ، و يقرأ فيه من خلال خلفيته التخصصية فيجد فيه جديدا.. وكلما أعطى أحدنا للقرآن وقته وقلبه إزداد إيمانبا باستحالة أن يكون هذا الكتاب من تاليف بشر مهما بلغ علمه .. فكيف برجل من قريش فى القرن السابع الميلادى..


يكفى أن القرآن أبهر العرب بفصاحته وفهموا منه على قدر ثقافتهم ومعرفتهم ، ثم هو لا يزال يبهرنا .. ويمكن لنا أن نفهمه فى بساطته بالقدر الذى نهتدى به الى الجنة ، ثم نجد عطاءه متجددا لكل من يريد الغوص فى دقائقه باحثا عن كنوزه ...أى آية فى بساطته وآية كبرى فى عمقه وشموليته .. وسيظل القرآن الكريم  آية يتجدد إعجازها فوق الزمان والمكان .. لذا أشعر بالفخر حين أنتسب لأهل القرآن .. وأرجو أن أكون أهلا لتلك الصفة.


بورك فى عقلك يا محمود دويكات .. فلا تزال تبهرنى... وأملى أن تتفرغ بعض الشىء للتعقيبات لنستفيد منك كلنا.


وكل عام وانتم بخير.


4   تعليق بواسطة   عمر الشفيع     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27831]

مقال تأسيسي في فقه الخطاب القرءاني

الأخ الكريم وفقك الله وأحسن إليك
مقالك الحالي يتميز بصفات جميلة هنا بعض منها:

1. المقال سلس ومترابط الأفكار مما يدل على التقدم الذي أحرزته في صقل خبرتك التفكيرية والتحريرية.

2. وهذا المقال يتميز أيضاً بلغة سليمة وكتابة صائبة على عكس كثير من المقالات التي تملأ موقع أهل القرءان ولا تمر على مصحح إملائي ناهيك عن مصحح لغوي.

3. يساهم هذا المقال وبحق في الحقل الجديد في الدراسات القرءانية المعاصرة وهو النظر للقرءان كخطاب وليس فقط كنص. ووعيك الحاد بأهمية علم أو فقه الخطاب القرءاني واضح وجلي وكل فقرات المقال تدل عليه.

4. المقال مثله مثل مقال (كتاب مرقوم) راعى تطور الوسائط المتعددة في استخدامه للألوان والأشكال والروابط الشبكية الإنترنتية، فهنيئاً لك أيضاً بالوعي الإعلامي المعلوماتي.

5. مصطلح (اتجاه التحول في الخطاب الالهي في القرءان) جميل وذو مقدرة تفسيرية عالية ولكنه يحتاج إلى تفكير وتحرير أظنك قادر عليهما بإذن الله ولننتظر.

ولي فقط ملاحظتان خفيفتان على هذا المقال الذي لم أقرأ مثله منذ مدة وفد فتح شهيتي التحريرية، هاتان الملاحظتان هما:

1. الترقيم يختلف عن الترقين، فالأول كما ذكرت أنت في مقال (كتاب مرقوم) يختص بالأرقام والأعداد بينما الثاني يختص بعلامات ضبط المعنى داخل النص مثل النقطة والفاصلة وغيرها. ويطلق على علامات الترقين علامات الترقيم خطأً.

2. ورد في المقال أن (أقل الافتراضات كلفة هي إرجاع الافعال و الضمائر للأقرب) والضمائر في القرءان لا تحتاج إلى أقل كلفة أو أكثرها لأنها محكومة بنظام دقيق يرجعها إلى أفرادها أو مجموعاتها.

والشكر أجزله لك على هذا المقال النافع والممتع.

5   تعليق بواسطة   صلاح النجار     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27834]

أخى الفاضل الأستاذ محمد دويكات

أولاً أشكرك على هذا لمقال الرائع الذى قرأته مرتين على التوالى لكى أنهل من كنوزه ومن المعرفه التى أنعم الله بها عليك ولكن لى تحفظ على بعض الجزئيات.


1:سيادتك تحاول جاهداً أن تضع طريقة مثلى فى إستنباط وفهم آيات القرآن الكريم والسؤال ياصديقى العزيزهو:كيف أضع طريقة محددة محصورة فى الزمان والمكان لكى افهم كتاب جعله الله فوق الزمان والمكان؟؟؟؟؟


كيف تجعل فهم آيات القرآن الكريم وتضعها فى نظرية علمية أو فى قالب شكلى وقد يختلف فهمك للآية عنى أو عن غيرى؟؟؟؟؟؟؟؟


وهذا يتحتم عليك ان تضع لكل واحد طريقة مثلى فى فهم آيات القرآن الكريم لأن لكل فرد له شحصيته وطريقة فهمه وصدق الله العظيم إذ يقول ولايزالون مختلفون إلا من رحم ربك).


الذى تعلمته أن القرآن لكى تفهمه لابد ان تدخل عليه بقلب مفتوح  وبصيرة واعية طالباً الهداية والرشد وبإعتقاد بأنه لاكتاب غيره وأنه منزل من رب العالمين.


وفقك الله جل وعلا


أخوك صلاح


6   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27846]

أخى الاستاذ دويكات

شكرا على مجهودك الكبير فى كتابة هذه المقالة والمقالة السابقة لها وعلى محاولتك ان تشرح وتفسر التفسير العلمى للفارق بين التتابع الخطى واللاخطى ( linear vs. Nonlinear  ) الذى قمت بشرحه وتبسيطه ببراعة علمية فائقة. , ولكنى أرجو أن تشرح لى مفهومك ل ( ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه ) وهو جزء من الآية 4 من سورة الأحزاب التى سقتها أعلاه, وأن تشرح لى إن امكنك ذلك معناها فى ضوء تفسير سيادتك الذى جاء فى صلب  ومضمون المقالة وما علاقته ببقيه الآيه نفسها او السورة حسبما يحلو لك, مع وافر شكرى وأمتنانى مقدما.


7   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27864]

Randomness

Although Randomness can be defined as a lack of order, purpose, cause, or predictability. A random process is a repeating process whose outcomes follow no describable ,deterministic pattern, but follow a probability distribution, I think that the secret of Quran, greatness and mystery may lie in what appears as Randomness   


8   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27866]

الاخ الكريم أحمد شعبان

جزاك الله خيرا و أشكرك على تعليقك. و نعم ، فما زلنا نحتاج الى المزيد من التقرب الى كتاب الله سبحانه الذي هو العروة الوثقى بيننا و بينه جل في علاه. و من جهة أخرى أخي الفاضل ، أعتقد أنك قد بدأت مشوارا في مقالك "نسق معرفي جديد" لكن لم يبدُ لي أنك أكملت الطريق ، و نرجو منك المزيد من التوضيحات للكثير مما ورد في مقالك ذلك.. و أرجو أن تأخذ ذلك على رُسْلك و أن تتبحّر أكثر في توضيح و تعميم و التمثيل بكل ما جئت به في ذلك المقال ، لعل الله ينفعنا فيه أكثر.

و الله الموفق و هو من وراء قصدنا دائما.


9   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27868]

الاخ الكريم أنيس صالح و الاخ الكريم أحمد إبراهيم

أشكركم على تعليقاتكم و تفاعلكم معنا ، و أود أن أقول أن أن ما أتوصل إليه إنما هو من ثمار ما نتعلمه من أخواننا هنا .. فكلنا نتعلم من بعضنا البعض و يرشد بعضنا بعضا..

و الله الموفق


10   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27869]

الدكتور و المعلم الفاضل أحمد منصور

أشكرك على تفاعلك و احتفائك بهذه المقالة المتواضعة ، و نعم ، فمازال هنالك الكثير و الكثير من كنوز القرءان تنتظر من يجاهد في سبيلها و اقتطافها. و إنها لعزيزةٌ إلا على الذين هدى الله. و نرجو من الله ان نكون و إياكم و باقي الاخوة الأفاضل منهم. و أما تفرغي للتعقيب على الاخرين ، فإني و الله أسرق من وقتي لأقرأ ههنا في الموقع و أتابع الكثير مما يجري فيه وإن لم تجد تعليقي في مكان فهذا لا يعني أني لم أكن هناك. و لكن المشكلة في توفير الوقت و الافكار المرتبة و التي لا أبخل بها متى شعرت أنها ستفيد غيري. و كذا أتوقعه من غيري

و الله ولي التوفيق.


11   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27870]

الاخ الفاضل عمر الشفيع

أشكرك جزيل الشكر على تلك الملاحظات و التي هزت ابتسامتي كما يهز الماءُ الأرضَ ، و الحقيقة ملاحظتك بخصوص ضعف الكثيرين من كتاب الموقع في النحو هي صحيحة و تظهر جلية في المقالات لكنها في التعليقات أكثر انتشارا. و لعل من أسباب ذلك هو العجلة و الاستعجال في التعليق أو في الكتابة أو قلة (إن لم يكن عدم) تجويد الكتابة بقراءة ما يكتبه المرء مرات و مرات قبل نشره.

أما قولك بالترقين فلست أظن أن العلامات بذاتها قد يوجد ما يدل عليها في أية مخطوطات .. ما عدا تلك المتأخرة منها (القرن السادس الهجري و ما تلاه ). و لكن هذا لا يعني أنها أمر مستحدث في القرءان ، وإن كانت مستحدثة في المصحف نفسه. الامر بحاجة لمزيد من البحث ، و يا حبذا تتحفنا بمقال مما يجود به قلمك حول اللغة العربية و القرءانية و مدى أهمية الترقين أو مدى حساسية معانى النصوص بالنسبة لوجود الترقين من عدمه ، فهذه من النقاط الخطيرة و التي أظن أنها قد تثير جدلاً في هذا الموقع لا محالة. أما إرجاع الضمائر .. فما قصدته بأقلها كلفة هو أقربها للعقل و أقلها حاجة لافتراضات أخرى لتثبت علاقة الاية ببعضها.



و بارك الله فيك أخي الكريم و نفعنا الله بعلمك .. فكلنا نتعلم من بعضنا.


12   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27871]

الاخ الفاضل صلاح النجار

أشكرك على تعليقك و ملاحظاتك . أما بالنسبة لتساؤلاتك:

1-كيف أضع طريقة محددة محصورة فى الزمان والمكان لكى افهم كتاب جعله الله فوق الزمان والمكان؟؟؟؟؟ جوابي هو أني لم أقل أني أقترح طريقة محدودة في الزمان و المكان. و لكن ما قمت به هو دراسة للكتاب الموجود بين أيدينا و مقارنته بالكيفيات التي يعرض لها المفكرون البشر لأفكارهم ، فوجدتهم يقتربون من نمط القرءان في أحد أهم كتاباتهم العلمية و وثائقهم التي يوثقون بها طرق تصميم المنشئات. فدراستى هذه إنما هي للتقرب من فهم القرءان ـ و لست أقول ان القرءان لا يفهم إلا بهذه الطريق.

2-كيف تجعل فهم آيات القرآن الكريم وتضعها فى نظرية علمية أو فى قالب شكلى وقد يختلف فهمك للآية عنى أو عن غيرى؟؟؟؟؟؟؟؟

كما قلت لم أقل في مقالتي هذه أن القرءان لا يفهم إلا من خلال منظاري ذلك. و لكن ، من جهة أخرى كلنا يتفق على ان للحقيقة وجوه تتقاطع في مطلقات لها و ما اختلاف الناس إلا بالدرجات و المسميات. فقد تصل أنت الى فهم معين و قد يصل غيرك الى فهم آخر .. لكنهما في نهاية المطاف لا بد و أن تتقاطعوا على بعض الامور. و هذا هو ما يسمى "بعالمية الحقيقة" أو علمانيتها و هو ما يعبر عنه الله جل و علا بتسميته حقاً.

و الله من وراء القصد و نفعنا الله بعلمكم.


13   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27872]

الاخ و الاستاذ الفاضل فوزي فراج (1)

أشكرك على تعليقك و أسعدني استحسانك لهذه المقالة البسيطة.

أما بخصوص أية الاحزاب ، فأقول إن ما أفهمه من هذه الآية هو صراحة ما يقوله الله لنا أنه ما جعل لرجل من قلبين في جوفه ، و ما ظني أن الله أراد بها المعنى البيولوجي للقلب ، و هذا يأتي من قراءتنا في الكتاب أن الله يستخدم مفردة القلب دائما للدلالة على مقدرة الانسان على التفكير التقريري داخليا و هو ما يعرف بالضمير عندنا في هذه الأيام. و الحقيقة أن عمليات التفكير عند الانسان هي أطوار: الاول إدراكي و يليه تحليلي و من ثم يليه تقريري . ما يفيدنا هنا هو التقريري. و المعلوم أن عدة عوامل تتداخل فيه من بينها الكيمياء الهرمونية وما لها (أي الهرمونات) من اتصال بالعواطف البشرية لاتخاذ قرارات معينة جراء عمليات تحليلية (سواء مختصرة أو مفصلة). الان بعد أن عرفنا هذا كله.. نفهم أساس المشكلة. حيث أن القرارات التي تدخل في معظمها العواطف يتم التأثير عليها هرمونيا أو كيميائيا. و بالتالي (حسب الكيمياء البيولوجية ) في حالة معينة فإن أحد الهرمونات لا بد و أن يكون أكثر تأثيرا من غيره. و هذا ما يحتم على الانسان اتخاذ مسار واحد أثناء التفكير و ذلك لتأثره بحالته الكيميائية التي في دمه. أي بمعنى آخر و كأنه يميل و يقوم بانتقاء الافكار التي تتوافق مع محفزاته الهرمونية... فإن كان مثلا كثير الخوف فإن أغلب الافكار التي ينتقيها تميل الى جهة الأمان و البساطة وعدم المخاطرة .. الخ.

على كل حال دعنا نأتي الى سورة الاحزاب. ففي البداية ينشإ الله خطابا مباشرا للنبي عليه السلام و نفهم أن ما يتلوها من آيات (2 و 3) هي تابعة لذلك الخطاب و بالتالي فهذه الايات إنما هي أفكار فرعية لتبيين مراد الله في قوله "اتق الله" في آية 1. أما آية 4 فيبدو أولها منقطع عن السياق السابق ، لذا فإنها تعوم كفكرة فرعية عائمة و منفصلة، مما يؤهلها أن تكون فكرة مشتركة رابطة بين عدة أفكار أساسية لاحقة كما سنلاحظ . متابعة ما يقوله الله لاحقا (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ الَّلائِي تُظَاهِرُونَ... الخ) كاستئناف لقوله (ماجعل الله لرجل .. الخ) يجعلنا نحس أن ثمة علاقة ما بين طرفي الاية رقم 4. مما يجعل الفكرة الفرعية العائمة و المنفصلة كأنها حلقة وصل ما بين الايات الثلاث الاولى و الخطاب اللاحق في آية 4 و مابعدها السبب هو عمومية الجزء الاول منها و خصوصية الجزء الثاني منها. كأن الله يريد الخوض في تفاصيل أو أمثلة لتبيين مبدأ عام. بقراءة ما يتلو لاحقا نلاحظ أن أمر الله لنبيه باتقائه له علاقة بقرار ٍ اتخذه النبي .و بما أن الله قد قرر أنه لم يجعل لرجل مركزيْ تفكير (أي قلبين) فإنه في الغالب أن ذلك القرار قد اتخذ و لم يكن يحظ بمتابعة أو حتى تفكير تحليلي أعمق من النبي عليه السلام . أي كان قرارا متسرعا من النبي لأن النبي لم يعطه جل اهتمامه بل كان فكره مشغولا بقضية أخرى في قلبه.


تابع .../..


14   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27873]

الاخ و الاستاذ الفاضل فوزي فراج (2)


../.. تابع


و بالبحث نجد تلك القضية الاخرى ماثلة في قوله تعالى (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ .. الخ) أحزاب/37 أي أن خشية الناس و إضطراره لإخفاء ما في نفسه هو الذي كان يشغل تفكيره حين اتخاذه قرارا بتوجيه الامر للذي أنعم الله و هو عليه أن يمسك عليه زوجه. الاية رقم 4 دلتنا على وجود أمرين متناقضين في قلب الرسول دفعاه إضطراريا الى أن يتبع أحدهمها على حساب الاخر ... فانظر كيف جعلتنا تلك الاية (رقم 4) نبحث عبر السورة لإيجاد هذين الأمرين. أما الايات ما بين 4 و 37 في السورة فهي تزخر بالأمثلة لتوضيح آثار ذلك المبدأ الذي أقره الله في مطلع آية 4. و من بينها فكرة تبني الابناء عن طريق دعوتهم لاباء الذين يتبنونهم ( آيات 5-6)، فرغم نبل الهدف إلا أن من قاموا بالعمل حينها لم يشعروا أنهم ارتكبوا خطئا إذ قد يؤدي هذا العمل الى اختلاط الانساب و بالتالي تحريم حلال أو تحليل حرام. و أيضا الايات 9-20 تبين كيف كان المسلمون يتنازعهم عدة أفكار في آن واحد كلها أدت الى أتخاذ قرارات خاطئة من مثل نقض بعضهم ميثاقهم مع الله بعدم الفرار (أية 13 و 15-16) و السبب هو طبيعة البشر بعدم قدرتهم على التركيز على أكثر من هدف واحد. و في الاية رقم 19 يأت الله بمثال توضيحي عن كيف يطغى الخوف على الايمان و بالتالي يدفع الناس الى عدم الصدق مع ربهم ، و يتقاطع مع ذلك المثال أهمية الايمان و التسليم لله سبحانه من خلال الايات (21 و 23) و أهمية القطع و الحزم في مسائل الايمان خاصة في المواقف التي قد يسيطر فيها الخوف.. فهذه كلها أمثلة تشترك في تعليلها مطلع الاية رقم 4.

أما الاية 28 فما بعدها فهي تنشأ خطابا آخر بفكرة أساسية أخرى مرادها التزام المؤمنين بأوامر الله و مقاصده. و تتقاطع هذه مع السابقة من خلال التأكيد على الصدق في التعامل و الالتزام و الحذر من سيطرة مشاعر على أخرى في قلوب المؤمنين و بالتالي ينجروا الى قرارات خاطئة بسبب عدم قدرتهم على التفكيرالسليم تحت سيطرة عدة مشاعر مختلفة كما تقر الاية 4 . و الخطاب يبدو موجها أكثر للنساء (قد يكون بسبب عاطفيتهن)  لكنه عام بدليل قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ .. الخ ) أحزاب/36 . و يظهر الربط الرائع من خلال ورود الاية رقم 37 و التي ترتبط كما قلنا بأمر الله لنبيه أن يتقي ربه. و الايات اللاحقات يبدو أنها تعطي أفكارا أخرى بلا شك أنها مرتبطة مع الافكار الاخرى الابتدائية فيها.. لكن على كل حال لضيق الوقت و كثرة الافكار و تداخلها بشكل رائع فلا أظنني قادرا على متابعة التفاصيل الكثيرة التي أتت بها هذه السورة....



و الله تعالى أعلم.


15   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الثلاثاء ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27874]

الاخ الكريم الدكتور عمرو إسماعيل

 قضية العشوائية في القرءان قد تكون موجودة لكنها ضمن ضوابط... فلا يمكن أن تؤدي تلك العشوائية الى تضاربات أو اختلافات ،و العشوائية هي عدم القدرة على الربط بين الامور أي أن الامور بلا رابط واضح بينها...و ما نجده في القرءان يختلف عن ذلك إذ بالامكان الحصول على عشرات الروابط التي تربط بين الافكار المطروحة فيه على تفاصيلها.. و عدم قدرتنا على فهم بعضا من تلك الروابط الفكرية في أحد الاوقات لا يعني بالضرورة أن هناك عشوائية تحكم توزيع تلك الافكار.. 


للحكم على مدى ارتباط الافكار ببعضها خلال القرءان لا بد من تطوير أدوات رياضية بعيدة قدر الامكان عن التحيزات التي يدخلها الباحث معه...لأن أي باحث لا بد و أن يدخل على القرءان و معه فكرة مسبقة عن موضوع معين (مهما ادعى آخرون عكس ذلك) فهذه طبيعة البشر.. إذ لا يمكن أن يخلع أحدهم كل ما لديه من أفكار و من ثم يبدأ التفكير!!! من لا شيء!! ...


و الله اعلم


16   تعليق بواسطة   شريف احمد     في   الأربعاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27899]

هل هذا المقال منقول؟؟...!!..

لقد قرأت (علي ما أظن ولكنني لم أتأكد بعد) أن هذا المقال منقولاً عن إبراهيم بن نبي في منتدي معراج القلم


ولكن ألا تقتضي الأمانة العلمية أن يتم ذكر المصدر إن وجد؟؟..!!...


سوف أبحث وأتقصي بنفسي حتي أبلغ درجة اليقين بهذا الشأن


17   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الأربعاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27900]

هذا هو إعجاز القرآن من وجهة نظرى

شكرا على وقتك الذى بذلته فى الإجابة على سؤالى.



إجابتك كما ترى لها أبعاد قد لا تخطر مطلقا على بال الأكثرية من المسلمين بل أقول الأكثرية العظمى منهم , وقد أكدت سيادتك ذلك فى مقالتك عندما قلت سيادتك( ( إن أحد أهم المشاكل التي يعاني منها الباحثون في القرءان هو عدم القدرة على ضبط اتجاه التحول في الخطاب الالهي في القرءان)).



وربما من إعجاز القرآن الكريم انه يسمح لكل مسلم ان ((((يفهمه )))) بالطريقة التى يراها مقنعة له, بمعنى أصح, ان كل مسلم يختلف عن الأخرفى كل شيئ تقريبا, سواء المعرفة ومحصلتها, او المقدرة على الفهم, او الذكاء او الخبرة او ..............والقائمة تطول, وجميع تلك المتغيرات, ليست مما يدينه او يزكيه, فبعضها ليس له شأن بها ولكنه خلق بها او توارثها, وبعضها كما تعرف مكتسب, غير ان نهاية المطاف هو مفهومه او مدى إقتناعه بما يقرأه , ثم تطبيقه او عدم تطبيقه. مثلا, ومع تفهمى لشرح سيادتك لتلك الآيه, بل وتفهمى ان هناك ( هندسة ) معينة فى بناء القرآن لكنى لا أدعى اننى قد إستطعت ان افهمها كاملة او أحل لغزها, غير انى أرى تلك الآية بشكل أخر اكثر سهولة ( ربما قد يراها البعض سطيحة) بالمقارنة لرؤيتك لها.



اننى اتفق معك على صفة القلبين التى جاءت فى الآية, وأنهما ليسا القلب او العضو البيولوجى الذى نعرفه, ولكن يتبعا خط سير القرآن المعروف فى الحديث عن القلب, وإتخاذ القرار كما قلت, ولا اجد تعبيرا أجود مما عبرت به أنت, ولكنى بمتابعة الأية, ( ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه, وما جعل أزواجكم الائى تظاهرون منهن امهاتكم ) , مفهومى المتواضع هو انه كما تعرف من سلوك من جاءت الآية بشأنهم, انهم كانوا عندما يغضبون من زوجاتهم يقسمون عليهن بأنهن محرمات عليهم مثل امهاتهم........الخ, والآية تقول بمنتهى الصراحة ان ذلك هراء, بمعنى ان عملية التحريم لا يستطيع اى إنسان ان يفى بها, فهو يتعامل مع زوجته كزوجته فى كل شيئ طوال اليوم, وفى كل ما يتعلق بحياته معها وتفكيرة وقراراته اليومية سواء فى اقل او اكثر متطلبات الحياه هو تفكير الزوج مع زوجته ولا يمكن له طوال ذلك الوقت أن ينظر اليها او يعاملها كما يعامل أمه, مع ملاحظة ان التعامل طريق ذو إتجاهين وليس إتجاها واحد, بمعنى ان زوجته لا ولن تعامله كإبنها او كما كانت أمه تعامله. ولكنه عندما يخلد للنوم او فى الأوقات التى يجب ان يعاملها كزوجة فإنه ( يظاهرها) اى لا يمارس معها جزءا من حقوقها الزوجيه, وبالطبع فى ذلك التصرف التى يدعى فيه انها مثل ( أمه) فهى ليست أمه او مثل أمه, بل انه فى تحريمه لمزوالة الجنس معها لا تساوى فى ذلك امه, بل ربما تساوى اى امرأة أخرى محرمة عليه لإنها ليست زوجته. ونفس التفسير بشأن أدعيائكم, فهم ليسوا اولادهم مهما تعاملوا معهم وكأنهم أولادهم, فهناك فى داخل كل إنسان جزء من فكرة الذى لا ولن ينسى ان ذلك الطفل ليس فى الواقع إبنه, ومن ثم فإن الفكر الداخلى الحقيقى سواء إعترف الشخص بذلك ام لم يعترف , هو ان الزوجة لا ولم تكن أم, وأن الأدعياء ليسوا أبناء.............. هذا هو ما أراه بشأن تلك الآية وتسلسلها المنطقى, وما أراه مقنعا لى, ولست أتوقع ان يقتنع به كل يقرأه, وهذا من وجهة نظرى المتواضعة هو إعجاز القرآن.



مع وافر تحياتى


18   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27901]

استاذنا الكبير فوزى فراج .

من وجهة نظرى فى فهم قول الله تعالى (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ [الأحزاب : 4].. أن هناك ثلاث حقائق  متساوية فى الكيفية ولا تفسر إحادهما الاخرى ، فحقيقة قوله الله تعالى (ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه) تعنى إستحالة أن يجمع الشخص الشىء ونقيضه فى نفس الوقت ،أى لا يمكن أن يكون مؤمناً مخلصاً دينه لله مثلاً ومنافقا فى نفس الوقت، أى إما الإيمان وإما النفاق ولا يمكن أن يجتمعا أبدا مهما حاول صاحبهما أن يتظاهر بذلك .. ولا يمكن أن أجمع أنى أحب فلاناً وأكره فى نفس الوقت ،فإما أن أحبه فعلا وإما أن أكرهه مهما تظاهرت بحبى له ..إذا هذه حقيقة منفصلة كحكم عام ينسحب على كل سرائر الإنسان . وليست قاصرة على ما تبعها من الاية الكريمة .... ويبقى كما قلت حضرتك أن الزجه ليست هى الآم ، وأن الإبن بالتبنى ليس إبنا عصبياً أو بيولوجيا ،مهما قلتم فذلك قولكم بأفواهكم ،وهو هكس قول الحق فى هذه القضية الذى يقوله المولى عز وجل ..


إذاً فى النهايه فإنهم ثلاثة أحكام منفصلات يتفقون فى الحكم  ولا تنسحب إحداهما على الآأخرتين .....وشكراً


19   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27903]

ملاحظة بسيطة .

أخى الكريم - مهندس محمود - بالتأكيد مقالتك من المقالات العظيمة التى تأخذ المتدبرين إلى توسيع دائرة خطتهم فى كيفية البحث والتنقيب عن كنوزالقرآن الكريم ... ولكنى أرى المقالة وكأنها تريد ان تتحدث عن فكرة عظيمة جداً لكنها لم تتبلور بعد ، وكأنك تريد أن تشير على شىء ما قريب منك جداً وفى نفس الوقت بعيد عن تحديده بالألفاظ  وكأنه ما زال خيال فى العقل الباطن . ولذلك أرجو أن تتبنى هذا الخط فى البحث والتدبر فى آيات القرآن الكريم .لنصل معكم إلى وجهة جديدة فى علوم و فقه القرآن التى لا تنتهى .


. وهناك ملاحظة آخرى .وهى ,انكم تحدثتم  فى بداية المقالة عن تصوركم لمن يتعامل مع القرآن لأول مرة من غير المسلمين أو من غير العرب ،أو ممن تكون وجهته علمية تطبيقية بحته ،فسيرى انه كتاب غير مترابط أو غير مرتب فى أبوابه وفصوله وهكذا وووو..  حسناً ... وماذا عن المسلمين ؟  هل يحسون هذا الإحساس أو هل يلمسون هذه الحقيقة ؟؟؟ وهل تؤثر على فهمهم للقرآن الكريم ؟؟ او هل يملون منها ؟؟ أم ماذا ؟؟؟  ..


. وفى النهاية اقدم لك الشكر مرة آخرى على المقالة لأنها أوحت لى بالإجابة على سؤال سالتنيه زوجتى منذ عقد ونصف من الزمان ، وأوحت لى بموضوع آخر قريب جداً من موضوعك أو فكرتك ،وسأعرضه عليكم قريباً إن شاء الله ....


20   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الأربعاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27911]

أخى عثمان

إذا كان ذلك المفهوم هو ما تفهمه وما يرتاح له قلبك, فمرحبا, وبالطبع لا يغير ذلك شيئا من انك تراه مختلفا عنى وعن الأستاذ دويكات, الذى يرى تفسيره هو الأخر بما يرضيه. فى هذه الحالة لدينا ثلاثة تفسيرات , وقد يكون هناك أكثر من ذلك, لا يضر احدهم الأخر, ولا يتعارض معه تعارضا مبدئيا او عقائديا او حتى فلسفيا, وهذا ما أردت ان اقول عن إعجاز القرآن فى تعليقى أعلاه, وشكرا على تعليقك الى.

21   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الأربعاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27912]

الاستاذ ملاذ

أشكرك على تعليقك ، و أود أن أقول أني أحاول جاهدا إيجاد مدخل لربط الاحصاء بالقرءان الكريم وخصوصا اشتقاق مزيد من المعاني التي قد تكون مختزنة فيه . و كلامك صحيح عن علم الاحصاء و فيه نجد معظم الباحثين العلميين يكررون معلومة جدا حساسة و هو أنك باستخدام الاحصاء تستطيع تدوير الطاولة بأي اتجاه تريد. و رغم أن تلك الجملة غير صحيحة بشكل مطلق و لكنها تشير الى مدى حساسية النتائج في الاحصاء للمدخلات و الافتراضات التي يبتدء بها الباحث. لهذا دائما نتوخى الحذر قبل استعمال الاحصاء و أثناء استعماله.


أشكرك أخي الكريم و أرجو أن تكون أمورك و أمور الاهل سواء في المهجر أو الوطن بكل خير و سلامة.


و الله الموفق


22   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الأربعاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27914]

الاستاذ شريف أحمد

لست أدري أين قرأت أن هذا المقال منقول من مكان آخر!! عدا عقلي أنا !! فأنا لم أقل أني نقلته عن أحد فكل ما أذكره هنا في هذا الموقع و أي مكان آخر إنما هو إما من بنات أفكارى (بتوفيق من الله) أو مستوحيا أفكارا من آخرين و عندها أذكرهم بالإسم ..... و أما عن ابن نبي أو المنتدى الذي يقبع فيه .. فلست أعلم عنهما الكثير يا سي شريف. و قد عرض على الانضمام للكثير من منتديات و كنت أرفض لأني لست أملك وقتا كثيرا للمتابعة و التفصيل بكل ما يطرح في المواقع


أما عن الأمانة العلمية.. فكان الأولى أن تحتفظ بما تفوهت به في فمك قبل أن تلقيه هكذا على الملأ  الى أن يتبين لك أنه الباطل فتنتهي عنه ، أو يغويك الشيطان على أنه حق فتصدح به مع ما وفقك اليه من أدلة إن وجدت. و ليس أن تلقي اتهاما مغلفا بتساؤل ما له من قرار... ولو أن لي بهذا الموقع قوة ، لحذفت تعقيبك هذا إلى أن تأتي بالحق...


و أشكرك على قراءتك لما أكتبه و أتمنى أن تنتفع به و أن تساهم معنا فننتفع بعلمك.


و الله من وراء القصد


23   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الأربعاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27915]

الاستاذ فوزي و الدكتور عثمان الفاضلان

أشكركم على ملاحظاتكم القيمة و المفيدة و الموجّهة أيضا.. .. و أتفق معكم بخصوص إمكانية وصول الباحثين الى عدة معاني لنفس النص القرءاني .. و لعل هذا من إعجاز القرءان فعلا.... و لكن هذا لا يمنع من كون جميع تلك المعاني إنما تتقاطع مع بعضها في محاور أو نقاط معينة أو وفق مباديء عامة شاملة.


و أما بخصوص ما أريد الوصول اليه من هندسة القرءان فهو عقد مقارنة بين القرءان و الكون و من ثم محاولة تطبيق (أو استنباط) قوانين ترشدنا الى مظاهر أو خواص للخطاب او المعاني القرءانية تماما كما ترشدنا قوانين الفيزياء كيف تتصرف الانظمة الطبيعية في هذا الكون. و الفرض الكبير الذي أتخذه هو أن القرءان و الكون لهما نفس المصدر .و أظن أني قد بدأت دراساتي هذه كلها بمقال يبين ما أبتغيه (من هنا ) و مما لا يخفى أنه للتقدم قدما في هذا الموضوع فلا بد من استحداث ادوات قياس و مفارنة ما بين النصوص في القرءان. و أعتقد أن عند الاستاذ شعبان و الاستاذ عمر الشفيع و آخرون الكثير من الافكار القيمة والتي قد تفيد الكثير في هذا الاتجاه و ياحبذا لو أنهم يتوسعون بما يكتبونه في ذلك الاتجاه.


و الله الموفق


24   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الأربعاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27918]

الدكتور الفاضل عثمان

أما بخصوص (وماذا عن المسلمين ؟ هل يحسون هذا الإحساس أو هل يلمسون هذه الحقيقة ؟؟؟ وهل تؤثر على فهمهم للقرآن الكريم ؟؟ او هل يملون منها ؟؟ أم ماذا ؟؟؟ .. ) .. فأظن أنهم لا يشعرون كثيرا بتقطيع الخطاب داخل القرءان و السبب المباشر قد يكون لأنهم لا يقرأونه كما يقرأون أي كتاب آخر. بل تجد المسلم العادي يفتح القرءان و يقرأ بشكل عشوائي ، أو على أحسن الاحوال في التراويح هناك فاصل طويل يفصل بين القراءات المتصلة...و الحقيقة ... صراحة.. بالنسبة لي عندما اكون مشغل قاريء (ممن يقرأون القرءان قرءاة عادية لكن سريعة بعض الشيء و هي ما تسمي بتلاوة الحدر .. و لا يكون فيها تغنى أو نياحة أو ابتذال في قراءته )  يقرأ لي القرءان أثناء العمل فأني أجد فيه اتصالا من نوع آخر يشدني إليه بشكل خفي... و لا تكاد تشعر بتحولات الخطاب إلا عند التمحيص و التدبر.


و الله أعلم طبعا




جزاك الله خيرا أخي الكريم و وفقنا الله و إياكم لما فيه خير


25   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27934]

استاذ دويكات: كنت على وشك إلغاء تعليق شريف أحمد ولكن انتظرتك للرد عليه .

وأقول لابنى شريف أحمد  :


كما تعلم فانى أخاطبك دائما على أنك ابنى فى العلم ، ولا يزال عندى أمل فى أن يتطور فكرك ، وأن تقل حدتك ، وأن يهدأ إندفاعك ..وقد اضطررت الى حذف مقال لك من قبل . أرجوك أن تعيد ترتيب أفكارك وتنقيحها ، وأن تتروى قبل الكتابة وقبل التعليق ..وأرجو ألا تخيب رجائى فيك.


عمك أحمد


26   تعليق بواسطة   جواد مصطفى     في   الخميس ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27936]


الأخ الفاضل : محمود دويكات



شكرا لك على هذا المقال القيم والذي يذكرني بما قاله الدكتور محمود شحرور في أحد مقالاته عن أسلوب القرآن الكريم وأقتبس



(( لو نظرت إلى جسم الإنسان فستجد فيه الجهاز الهضمي والعضلي والعصبي والتنفسي والهيكل العظمي ... الخ وجميع هذه الأشياء متداخلة مع بعضها البعض وتعمل مع بعضها وتؤثر وتتأثر ببعضها البعض ، لكن عند دراسة جسم الإنسان يجب على الإنسان أن يقوم بعملية فصل لهذه الأشياء ليقوم بدراستها وفهمها بعبارة أخرى يقوم "بتقليمها" وعزلها عن بعضها البعض في ذهنه حتى يدرسها على حدى اي عمل identification لكل جهاز ومكوناته على انفراد ليتمكن من دراسة وظائفه وآلية عمله ، حتى وان كانت هذه الاشياء في الواقع الموضوعي متداخلة مع بعضها البعض. لذا ستجد في القرآن آية تتحدث عن الصلاة ثم تتلوها آية أخرى تتحدث عن الشمس والقمر وأخرى عن قصص الأنبياء السابقين وأخرى عن السجال ... الخ ونفس الشيء يجب ان تعمله مع القرآن حتى تفهمه من منطلق أن القرآن كلام الله ويحمل نفس اسلوبه أي يجب أن تجمع الآيات ذات الموضوع الواحد (أي تقوم بترتيل القرآن) وهذا هو مفهوم الترتيل عند الدكتور شحرور فآيات القرآن مفرقة والقرآن نفسه ينص ويؤكد على هذه الحقيقة وعلى هذه الطريقة في كيفية فهمه. ))


انتهى الاقتباس


مع التحية


27   تعليق بواسطة   شريف احمد     في   الخميس ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[27949]

أعتذر لك أستاذي، فلم يكن هذا هو قصدي

وأقول لابنى شريف أحمد :



كما تعلم فانى أخاطبك دائما على أنك ابنى فى العلم ، ولا يزال عندى أمل فى أن يتطور فكرك ، وأن تقل حدتك ، وأن يهدأ إندفاعك ..وقد اضطررت الى حذف مقال لك من قبل . أرجوك أن تعيد ترتيب أفكارك وتنقيحها ، وأن تتروى قبل الكتابة وقبل التعليق ..وأرجو ألا تخيب رجائى فيك.



عمك أحمد


أستاذي العظيم الدكتور أحمد صبحي منصور:




أولاً وقبل كل شئ أعتذذر لك عما بدر مني، وسوف أعدك بعدم اندفاعي ثانياً


ثانياً لقد قرأت مقالاً لإبراهيم بن نبي في منتدي معراج القلم، وكان ذو عنوان مشابه تماماً لموضوع الأخ محمود دويكات، ولكنني بعد أن قرأته وجدت اختلافا كبيرا في الفكرة بل وفي العنوان أيضاً، وما كان قصدي أن أقلل من شأن المقال أو من شأن الأخ محمود والله يعلم أنني أقول الصدق


أشكرك علي توجيهك لي بل ويشرفني ذلك تماماً


إبنك في العلم


شريف أحمد


28   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   السبت ١١ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[28099]

الأخ العزيز الأستاذ محمود دويكات

السلام عليكم، بحث جيد وجهد ممتاز وفقكم اللــه لما يحبه ويرضاه


" إن أحد أهم المشاكل التي يعاني منها الباحثون في القرءان هو عدم القدرة على ضبط اتجاه التحول في الخطاب الالهي في القرءان. و المقصود باتجاه التحول هو الطريقة التي ينتقل بها المشرع سبحانه من موضوع الى آخر ضمن آيات القرءان."


أخى الأستاذ محمود بارك اللــه فيك وزادك علما، قرأت البحث أكثر من مرة ولى سؤال ، إذا سمحت لى،  لمجرد العلم بالشئ:


ما رأيكم فى ما يسمى " الفواصل القرءآنية " فإذا لدى الباحث أو المتدبر فى آيات اللــه معرفة بهذه الفواصل، فهو على دراية  متى يتحول الحديث القرءآنى من موضوع إلى آخر، فإذا كان الأمر كذلك، فهل هذه الفواصل لها علاقة بالمعنى المراد من المقطع القرءآنى؟


وباللــه التوفيق


29   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الأحد ١٢ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[28168]

الاخ العزيز محمد صادق و فواصل الايات

أشكرك أخي الفاضل على القراءة و من ثم السؤال .. و أتأسف على التأخر في الرد بسبب المشاغل ..


.. و أظنك تتكلم على الفواصل ما بين الايات.. و الحقيقة أخي العزيز أني في مقالتي هذه لم أتطرق الى الايات كوحدات أو مفصوله بفواصل و لكن كنت أتكلم عن مدى اتصال الافكار ببعضها و كيفية حدوث التفرعات في السياق القرءاني... فكما تعلم قد تحتوي السورة عدة مواضيع أو أفكار معا ... و لكن لكل فكرة قد تستغرق عدة آيات .. .. شيء آخر أقوله أنه أثناء البحث في المصاحف الاولى وجدت نوعين من الفواصل أهمها الفواصل الكبرى كما بينت في هذا المقال و المقال السابق له ..و كنتائج أولية لما وجدته في أبحاثي بهذا الموضوع .. (وهذا لم أنشره بعد ..بل هو في عداد التفكير و التدبر) أن الفواصل الصغري عادة لا تفصل بين مواضيع رئيسية .. في حين أن الفواصل الكبرى ( الحزم العشرية) فهناك احتمال عالى جدا أنها تفصل و تقسم السورة الى مواضيع رئيسية أكبر... أقول أحتمال عالي جدا .. و لا أقول دائما.. .. فمن ملاحظة سورة البقرة تلاحظ أن السياق القرءاني ينتقل بالخطاب من موضوع أو فكرة رئيسية كبرى الى فكرة آخرى تقريبا عند الفواصل العشرية الكبرى (مثلا في سورة البقرة تجد انتقالا كبيرا من موضوع الى آخر عند الاية 20 - أو 21 و من ثم عند 30 و من ثم عند 40 و من ثم عند 110 أو قريب منها و من ثم عند 130 ..و هكذا ) .. .. هذه النظرية مازالت غضة و يلزمها الكثير من البحث و التدبر .. و قد يكون هناك ارتباطات عددية لها أيضا .. و ها نحن نحاول السير قدما في كتاب الله نستكشفه و نتعلم منه و مما آتانا الله من علوم.. فنرجو الله التوفيق لنا و لغيرنا .


و الله تعالى أعلم  و هو الموفق


30   تعليق بواسطة   Mazigh Yumer     في   الخميس ١٦ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[28393]

Farahi School

In studying the coherence of the Quran and the surah as a unit, the writer of this article will surely benefit –as would do all Quran-onlys- of reading the writings of the ‘Farahi School’ the most prominent figures of which are: Hamiduddin Farahi (d. 1931), Amin Ahsan Islahi (d. 1997), and Javed Ahmad Ghamidi (b. 1951). With all my respect, anyone dealing with this aspect of the Quran has to start where Farahi stopped (adopting or rejecting his views).

For example, according to this school’s theory of nidham al-qur’an, Mr Duweikat’s claim (or let’s say analysis) that the discourse about the Jews in Surah al-Baqarah starts from verse 40 is simply no less than an aberration. Take the first 5 verses, here is Ghamidi’s explanation of them (in English translation):

This is [Sūrah] Alif Lām Mīm. This is the Book of God. There is no doubt in this fact. [O Prophet] this is [proving to be] guidance for those [Jews from among your addressees] who fear God; those who are professing faith [in certain realities] without observing [them], and establishing the prayer and spending [in Our way] from what We have given them. Those who are believing in what has been revealed to you and in what was revealed before you, and, in reality, are certain of the Hereafter. It is these who were the rightly guided [before] and it is they who shall [now] be among the successful [also]. (1-5)

Selected notes: (1) That is there is no doubt in the fact that this is the book of God. The implication being that what the Jews of Arabia have before them is the promised Book. Hence they better profess faith in it, lest they would face the wrath of the Almighty. (2) The basic addressees of this sūrah are the Jews of the Prophet’s times. These initial verses contain subtle reference to this fact which becomes gradually very evident as later in verse forty of this sūrah their name is disclosed. (3) From here begins a mention of certain attributes of the righteous among the Jews who had accepted faith in the Prophet Muhammad (sws). These attributes are directly opposite to the ones that were found in the Jews as a nation in those times. At various places, the Qur’ān has alluded to these attributes. They contended that they would believe in God only if they were able to see Him (2:55). They abandoned the prayer (19:59) and instead of spending in the way of Allah went as far in its negation as urging people to miserliness (4:37). They openly acclaimed disbelief in other Books of God and maintained that they would only profess faith in what was revealed to them (2:91). Their belief in the Hereafter was nothing more than a dogma and in fact possessed a great greed to live forever (2:92-4).

Source: http://www.monthly-renaissance.com/issue/writers.aspx?option=articles&id=2




In fact, if we endorse Farahi’s tentative explanation of al-huruf al-muqatta`a, even the first letter of the surah (i.e. the alif in alif.lam.mim) has to do with the children of Israel.

"إن نظام القرآن ليس مقصودًا لذاته، وإنما هو المنهاج الصحيح لتدبر القرآن، وهو المرجِّح عند تضارب الأقوال، وهو المعيِّن عند تعدد الاحتمالات، وهو الإقليد الذي تُفتح به كنوز القرآن". الفراهي.



إلى متى سيبقى المتدبرون للقرآن كلٌ يبدأ من الصفر، و إن تفاوتت الأصفار ؟؟؟


31   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الأحد ١٦ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[30036]

نظرية فراهي

أشكرك  أخي الكريم Mazigh Yumer على هذه اللفتة العطرة لأعمال ذلك الرجل "حميد الدين فرحي"  و الذي نرجو له من الله الرحمة و العفو..... و الحقيقة (من خلال الرابط الذي وضعته أنت مشكورا)  قرأت بعضاً مما توافر عن نظريته في تفسير الحروف المقطعة في أوائل بعض السور القرءانية .. و التي يقول فيها ما مختصره أن تلك الحروف تمثل اختصار لمسمى السورة أو السور.. و قد أعطى من الأمثلة الجيدة ما قد يدعم نظريته تلك  معتمدا في ذلك على بعض العلاقات ما بين اللغات التصويرية القديمة و اللغة العربية الان... سأبحث المزيد عن أعمال هذا الرجل و أرى إن كان في الامكان البناء عليه أو الاستفادة منه إن شاء الله.


و لكن أود ان أقول أن هناك أمران يجب أن لا نخلط بينهما قدر الإمكان.. الأمر الأول هو تفسير كلمات الخطاب الالهي  و الأمر الثاني فهم طبيعة النظم و الهندسة القرءانية ما بين السور و الايات الى آخره... و الحقيقة إننا بتفسير كلمات القرءان فإننا لا محالة نقوم بهدم النظم أو الهندسة القرءانية ..و السبب بسيط هو أننا عندما نفسر فإننا نأتي بكلام آخر من عندنا و ندعي أن هذا الكلام هو مكافئ و موازي من ناحية معنى للخطاب الالهي ..وهذا محال و إن كان يخدم الهدف مؤقتا لأنه يبرز بعض جوانب المعنى في الخطاب الالهي ... فمثلا لاحظ في تفسير الغامدي الذي نقلته أنت في تعليقك أنه يقوم بإضافة كلمات ليس عليها دليل مباشر أنها مرتبطة بالخطاب المفسر ...أقتبس هنا كمثال ما افتبسته أنت عنه


(This is [Sūrah] Alif Lām Mīm. This is the Book of God. There is no doubt in this fact. [O Prophet] this is [proving to be] guidance for those [Jews from among your addressees] who fear God; those who are professing faith [in certain realities] without observing [them], and establishing the prayer and spending [in Our way] from what We have given them


لاحظ مثلا أنه أضاف كلمات من مثل "كتاب الله" و الاية تقول فقط "ذلك الكتاب"  ، ووضعه لكلمة fact  ، و اعتباره أن كلمة "المتقين" هي موجهة لليهود على الاخص من ضمن عموم المتقين ..مع العلم أن من يقرأ القرءان يرى مباشرة و صراحة أن الله لم يذكر بني اسرائيل و لا اليهود قبل الاية رقم 40 من نفس السورة.. .. فكيف جاء الغامدي و اعتبر أن الخطاب موجهة بالخصوص لمن اتقي من بني أسرائيل وقتها؟ إن في هذا إضافات من عنده و قد تكون فيها شيء من الصحة و قد لا يكون..


أما نظرية الاستاذ فراحي (و قد توفاه الله سنة 1930) فهي نظرية جديرة بالدراسة و المتابعة ..و لعلي أفرد لها مقالا ً يكون فيه فائدة لمن يقرأ في هذا الموقع.. فأشكرك اخي العزيز على الاشارة اليه و وضع ذلك الرابط الذي يؤدي الى موقع قيّم جدا و مفيد (رغم أن من يكتب فيه يرجع للسلف كثيرا كمراجع) ..و أعتذر عن تأخرى في الرد هنا .


و الله الموفق


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-04
مقالات منشورة : 36
اجمالي القراءات : 959,091
تعليقات له : 775
تعليقات عليه : 588
بلد الميلاد : فلسطين
بلد الاقامة : United State