تصحيح بعض المفاهيم عن أهل الكتاب:
حوار بين زيد وعبيد

شريف احمد Ýí 2008-09-17


القصة تتلخص في حوار بين أخوين مسلمين يدعي كبيرهما (زيد)، أما الصغير فيدعي (عبيد)، وقد كان عبيد حديث العهد بترك مذهبيته وإسلام وجهه لله حنيفاً مسلماً فكان لم يزل قليل التفقه في القرآن الكريم وتدبر آياته، أما أخوه زيد فقد سبقه بكثير في هذا المضمار وهذا قد يرجع إلي كِبر سنه وهداية الله تعالي له بلا شك.

المزيد مثل هذا المقال :


وكان عبيد يحرص دائماً علي تلقي العلم من أخيه زيد دون استكبار أو استنكاف حتي ولو قسي عليه أخوه زيد بعض الشئ في النقاش، فهو كان يعلم أن هذا من فرط حرصه علي هداية أخيه واحتجاجه علي بعض الأمور التي يعتقد أنها من الدين وهي ليست من الدين في شئ..... وإليك أيها القارئ بعضاً من الحوار الذي دار بينهما والذي يتمحور في المقام الأول حول عقيدة أهل الكتاب.


زيد: سوف نتكلم سوياً يا عبيد حول عقيدة المسلم في أهل الكتاب


عبيد: ولماذا أهل الكتاب تحديداً..؟؟


زيد: لأن معلومات معظم القرآنيين بكل أسف مغلوطة عن تلك الحقيقة ويجب تصحيحها وفقاً لكتاب الله تعالي ونصوص آياته الكريمة، وأنا أريد أن أنبهك إلي تلك الأخطاء حتي لا تقع فيها نيتجة قراءة بعض مقالاتهم أو تأثرك بمداخلاتهم.


عبيد: لقد أخبرني بعض القرآنيين أن أهل الكتاب الحاليين مسلمون.


زيد: وما معني الإسلام في نظرك؟


عبيد: الإسلام هو مسالمة الآخر وعدم الاعتداء علي شخصه أو حقوقه  فالمسلم هو باختصار ذلك الشخص الذي يسلم الناس من أذاه.


زيد: معني كلامك هذا أن النصراني واليهودي والملحد أيضاً كلهم مسلمين إذا تحققت فيهم تلك الشروط السابقة..!!


عبيد: ربما....!!


زيد: إن الذي تتكلم عنه هنا يا أخي هو السلم وليس الإسلام فالإسلام شئ مختلف تماماً عن السلم، إذ أن الإسلام له مفهوم آخر تماماً غير السلم.


عبيد: أرجو أن تشرح لي ذلك باختصار.


زيد: سوف أخص بكلامي هنا بمن عاصر خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام ومن جاء بعده.....
إن الذي يسالم الآخر ممن لا يؤمن برسالة خاتم النبيين يسمي (مسالماً) وليس (مسلماً)، فهناك فرق بين السلم والإسلام، إذ أن الإسلام يكون لرب العالمين انقياداً وتسليماً واستسلاماً فيشهد بوحدانيته ويؤمن بجميع رسالاته..... هذا من الناحية العقائدية، وأن يأتمر بأوامره وينتهي بنواهيه وهذا من الناحية الشرعية، وفي هذا النوع من الإسلام يكون فيه من الطبيعي أن يكون رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (أول المسلمين) بموجبه، فهناك فرقاً بين الإسلام والسلم (بكسر السين) والسلم (بفتح السين) وأيضاً السَلَم (بفتح السين وفتح اللام)، ولكل من تلك الكلمات مدلولها في القرآن الكريم، وقد أوجزت إجابتي هنا باختصار شديد ولكن إن أردت أن تعرف المزيد فعليك بقراءة البحث الرائع الذي تحت عوان (الإسلام والإيمان "الجزء الأول") للكاتب والمفكر الجليل الأستاذ شريف هادي في موقع أهل القرآن وذلك علي الرابط:
: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=4084

عبيد: ولماذا لا يكون اليهود والنصاري مسلمين؟؟


زيد: إن أتباع موسي وعيسي وجميع الأنبياء الحقيقيين قبل نزول القرآن الكريم جديرون بإطلاق صفة الإسلام عليهم شأنهم في ذلك شأن بقية أتباع الرسل الحقيقيين.


عبيد: وماذا تقصد بكلمة (الحقيقيين)؟؟


زيد: أقصد بها أتباع رسالات الأنبياء والرسل (كل الأنبياء والرسل بلا استثناء) كما جاءتهم قبل أن يطرأ عليها التحريف.


عبيد: تحريف؟؟.... وهل يمكن أن يطرأ علي دين الله تحريف؟؟... أليس الله بقادر علي حفظ دينه من أي تحريف؟؟


زيد: بلي، إنه سبحانه قادر علي ذلك ولكن هذه هي سنته في كونه، إذ أن الرسالات التي كانت تسبق القرآن الكريم كانت لأقوام بعينهم في أزمنة بعينها وليست رسالات عالمية..... فقد انتهي مفعولها منذ بداية نزول القرآن الكريم.
ثم كيف تتعجب من عدم حفظ الله تعالي لتلك الرسالات؟؟.... ألم يسمح الله تعالي بقتل الكثير من الأنبياء علي أيدي مخالفيهم....أليس الله تعالي بقادر علي حفظ هؤلاء الأنبياء؟؟....بلي إنه سبحانه قادر علي ذلك ولكن مشيئته تعالي قد اقتضت أن نكون مختلفين (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ*إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (هود 118، 119)، وأيضاً ليبلونا الله تعالي فيما آتانا: (....وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم....) (المائدة 48)، فالله تعالي قد اقتضت سنته أن يبلونا من خلال الرسالات التي آتاها الله إيانا حتي يعرف من هو المهتدي المتقي ممن هو علي ضلال وعدم تقوي.


عبيد: ولكن هناك بعضاً من الناس أخبروني أنه ما زالت توجد نسخ أصلية يقوم العلماء بتخبئتها كي لا تصل إلي الناس إمعاناً في تضليلهم وعدم وصول الحق إليهم.


زيد: هذا غير صحيح ولو كان هناك نصاً مخفياً لظهر، والدليل أن كبار أساتذة علماء اللاهوت في أشهر جامعات العالم قد اعترفوا بفقدان هذا النص بعد دراسات مستفيضة وهؤلاء همهم الأول والأخير هو البحث العلمي ولا شئ غيره.


عبيد: هل يمكنك أن تذكر لي آية واحدة تدل علي أن اليهود والنصاري غير مسلمين؟؟


زيد: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران 67).
فمن الواضح أن المسلم في الآية الكريمة يختلف تماماً عن المشرك واليهودي والنصراني....
كما أن هناك آية أخري تشرح ذلك أيضاً: (وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، إذ أن ملة إبراهيم بريئة تماماً من اليهود والنصاري لأنه عليه السلام كان حنيفاً وما كان من المشركين........ ونستنتج من ذلك أيضاً أن النصاري غير مهتدين أي ضالين.


عبيد: أليس الله تعالي هو بالقائل في كتابه العزيز: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة 62)، إن هؤلاء تنطبق عليهم صفة الإسلام بلا شك، فلماذا تسلب صفة الإسلام منهم وقد وعدهم الله تعالي بالأجر والأمن وعدم الحزن في الآخرة علي الرغم من أنهم لم يؤمنوا بالقرآن الكريم لأن الله تعالي قد ذكرهم بصفاتهم (يهوداً ونصاري)؟؟....!!


زيد: يا أخي الفاضل عبيد، أرجو أن تتدبر القرآن بصورة أكثر عمقاً وموضوعية ولا تقف عند ظاهر الآيات فتأخذ ما يحلو لك منها وتترك ما لا يوافق رؤيتك الشخصية..... إن هذا العيب موجود بكثرة في الكثير من القرآنيين للأسف الشديد........!!
هناك ثلاث آيات تتكلم عن اليهود والنصاري بهذا الصدد الذي تفضلت به وذكرته والآيات هي: (البقرة 62)، (المائدة 69)، (الحج 17)، فلماذا لا تتدبر تلك الآيات الثلاث معاً وتحاول أن تتعرف علي الفرق بينهاً.... هل هناك تكرراً في القرآن بلا هدف؟؟... حاشا لله تعالي وكلا ونستغفر الله العلي العظيم.


عبيد: إذن فتفضل واشرح ما استنتجته من فروقات بين تلك الآيات.


زيد: تقول الآية الأولي: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة 62)، والآية الثانية: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (المائدة 69)، والآية الثالثة: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (الحج 17).
وسوف نلاحظ الآتي:
1- في الآيتين الأوليتين نلاحظ أن الذين آمنوا غير الذين هادوا غير النصاري غير الصابئين، ذلك لأن حرف (واو المغايرة) يفصل بين كل منهم، والذي نستفيده من ذلك أن الذين هادوا والنصاري والصابئين غير مؤمنين بالله تعالي، وأن عبارة (من آمن) في الآية هي مجرد استثناء لبعضهم.


2- إن الآيتان (البقرة 111، 112) تشرحان ذلك باستفاضة، يقول الله تعالي: (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ*بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)، ومعني ذلك أن الجنة مقصورة علي المسلمين فقط ومحرمة علي اليهود والنصاري إلا إذا أسلموا وهذا بنص الآية، وبناء علي ذلك فإن الآيتين (البقرة 62، المائدة 69) يُقصد بهما اليهود والنصاري الذين أسلموا وجههم لله منهما وهو محسن وفي هذه الحالة فيكون لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وهذا دليل ثالث من القرآن الكريم علي أن اليهود والنصاري غير مسلمين.


3- لو نظرنا للآية الثانية في سورة المائدة رقم 69 نجد أن إعراب كلمة الصابئين قد اختلف وشذ عن قواعد الإعراب في اللغة العربية، إذ أن الصابئين في تلك الآية هو معطوف علي الذين هادوا والذي هو بدوره معطوف علي إسم إن وهو الذين آمنوا.... ومن المعلوم أن اسم إن يكون منصوباً دائماً وليس مرفوعاً، ولكن الله تعالي قد جعل إعراب الصابئين والنصاري التي هي معطوفة علي الصابئين هنا (وكذلك النصاري التي يكون إعرابها مقدراً لوجود حرف العلة في آخرها) مخالفة لقواعد النحو التي نألفها لقرع آذان السامعين بأن هناك خبراً مهماً لا بد من الانتباه إليه ألا وهو أن الصابئين الذين هم كانوا أتباع نوح ثم صبأوا عن عبادة الله الواحد الأحد ثم عبدوا النجوم بعد ذلك، والذين صبأوا أيضاً عن ديانات آبائهم وأخذوا يبحثوا عن الحق، وكذلك النصاري الذين يؤمنون بالتثليث وبأن الله هو المسيح بن مريم (سبحانه وتعالي عما يقولون علواً كبيراً) حتي هؤلاء الصابئين وهؤلاء النصاري إذا أسلموا واتبعوا رسالة خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام فسوف يفوزون برضا الله تعالي عليهم وبالأجر والثواب والأمن وعدم الحزن، فكأنما يقول الله أن الذين آمنوا والذين هادوا وحتي الصابئين وحتي النصاري المشركين إذ آمنوا بالله واليوم الآخر والمقصود هنا هو إسلامهم فسوف ينالون الأجر الذي وعدهم الله تعالي به.


4- إن الله تعالي قد خص اليهود والنصاري في الآيتين الأوليتين ولم يخلط بينهم وبين المجوس أو الذين أشركوا مثل آية الحج رقم 17 لأنه من الممكن جداً أن يعتز كل من يهودي أو نصراني بديانته التي لها صلة بالسماء ويحسب أنه بذلك علي شئ، فأراد الله تعالي أن يلفت إنتباهم إلي فساد اعتقادهم هذا ويرشدهم إلي الصواب بالقرآن الكريم.


5- في آية (الحج 17) قد جمع الله تعالي بين الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين والمجوس والذين أشركوا دون أن يعد أيا منهما بالأجر والثواب، ولكنه وعد بأنه سوف يفصل بينهم يوم القيامة، ولو كان اليهود والنصاري من الذين آمنوا لما ذكر اليهود والنصاري في تلك الآية ولاكتفي بالذين آمنوا فقط.....


6- وهناك دليلاً آخر غير كل تلك الأدلة التي سقتها لك من القرآن الكريم وهو يتلخص في أن الله تعالي لا يقبل من أهل الكتاب أي عمل صالح دون إيمان بالرسالة الخاتمة والكتاب المهيمن، يقول الله تعالي: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران 199)، وهذا هوالشرط الوحيد لقبول أعمالهم ومنحهم الجزاء والأجر والثواب والأمن وعدم الخوف.


عبيد: أفهم من ذلك أن السبيل الوحيد للنجاة في الآخرة وإرضاء الله عز وجل هو إتباع النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام فقط بإتباع القرآن الكريم وعدم إتباع أي كتاب آخر؟؟


زيد: بكل تأكيد..... أنظر معي إلي قول الله تعالي (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) (النساء 115)....... وأيضاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء 170).... وأيضاً: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة 19)، فلو أن الله تعالي قد اكتفي بإيمان اليهود والنصاري بالله واليوم الآخر والعمل الصالح دون الإيمان بالرسالة الخاتمة لما ذكر لهم تلك الآية (المائدة 19) ولاكتفي بحسابهم بمقتضي إيمانهم بكتبهم وعدم إيمانهم بخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام .... وأيضاً: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ 28)...... (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء 107)...... وأيضاً: (قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف 156، 157)، إذ أن الآيتين الأخيرتين (الأعراف 156، 157) يذكر الله تعالي فيهما من سوف يختصهم برحمته الواسعة دون غيرهم من الناس..... فإن المعنيين بتلك الرحمة هم الذين سوف يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل وآمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه وهو القرآن الكريم.... فهؤلاء هم المرحومين والمفلحين في الآخرة فقط دون غيرهم من الناس..... ومن يفعل عكس ذلك فلا يستحق الرحمة أو الفلاح في الآخرة...... وأيضاً: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الأعراف 158)...... وأيضاً: (.....وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) (الجن 23).


عبيد: أفهم من ذلك أن اليهود والنصاري غير مهتدين أي ضالين وظالمين وغير مؤمنين بالله ولا يستحقون دخول الجنة وهم علي عقيدتهم التي تخالف القرآن الكريم وأن السبيل الوحيد لنجاتهم هو إتباع القرآن الكريم فقط أي الرسالة الخاتمة؟؟


زيد: بكل تأكيد فإن الأمر كذلك بنصوص القرآن الكريم وإن كنت لا تقتنع بكل ذلك فهذه ظاهرة غير صحية لا تبشر بالخير وتدل علي أن بينك وبين فهم كتاب الله تعالي أمداً بعيداً…..

عبيد: ولكننا نعهد فيهم دماثة الخلق والشرف والأمانة في معظم الأحيان ولا نعهد عليهم الكذب إلا قليلاً فكيف تصفهم بتلك الصفات؟؟


زيد: إن كذبهم الذي أتكلم عنه هو علي ربهم سبحانه وتعالي وظلمهم الذي أتكلم عنه هو ظلمهم لأنفسهم، ثم لست أنا الذي أصفهم بذلك وإنما الذي وصفهم هو رب العزة سبحانه وتعالي وهو أعلم بهم منا، وقد أتيت لك بكل أدلتي من القرآن وحده فقط.


عبيد: وماذا عن تحريف الكتب السابقة (التوراة والإنجيل والزبور)؟؟


زيد: إن تحريف الكتب السابقة هو أمر واقع ينبغي التسليم به من العقلاء حتي وإن لم يؤمنوا بالرسالة الخاتمة مثل أكابر أساتذة جامعات اللاهوت في العالم وأكابر المجامع المسكونية والكنسية والفاتيكان التي تعد القبلة الأولي للمسيحيين في العالم، ولا يستطيع العاقل فضلاً عن المؤمن أن يزعم صحة تلك الكتب، وإن أردت أن تعرف المزيد فعليك بالدخول علي الرابط:
www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php
عبيد: أرجو أن تأتيني بدلائل من القرآن الكريم


زيد: يقول الله تعالي: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء......) (المائدة 44).
فلو نظرنا إلي معني كلمة (استحفظوا) لوجدنا أنه عبارة عن طلب الله تعالي من اليهود بحفظ كتابه، أي أنه حثهم وأمرهم بهذا الحفظ ولكنهم بكل أسف لم يفعلوا..... وهذا بالطبع يختلف عن القرآن الكريم حينما قال الله تعالي بشأنه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر 9)، فالله تعالي قد تعهد بحفظ القرآن الكريم ولم يأمر المسلمين أن يحفظوه مثلما أمر اليهود بأن يحفظوا كتابهم ثم نكثوا عهدهم معه لأنه هو الكتاب المهيمن علي ما سواه.
يقول الله تعالي أيضاً:
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً
فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ)
(البقرة 79)، ومن المعلوم أن الكتاب هو إما التوراة أو الإنجيل والزبور أو القرآن، وبما إن القرآن الكريم يستحيل أن يكون قابلاً للتحريف، إذن فما سواه قابل للتحريف مثل التوراة والإنجيل والزبور.


عبيد: ولماذا لم يخبرنا الله تعالي في القرآن أن تلك الكتب قد تم تحريفها بنص صريح لا يحتمل المراء؟؟ مع أن تلك الكتب قد تم تحريفها فعلاً كما قرأت في الرابط الذي أعطيتني إياه مشكوراً؟؟


زيد: لأن الله تعالي قد اقتضت سنته أن يجعل باب الفتنة موارباً يدخل منه من يريد أن يدخل ليزيد بذلك الظالمين خسارا وليكون القرآن عليهم عمي يوم القيامة كما أخبرنا بذلك سبحانه.


عبيد: ولكن الله تعالي قد قال: (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل 64)، ومعني ذلك أن القرآن الكريم قد نزل فقد ليبين لليهود والنصاري مواضع الاختلاف ثم بعد ذلك يكون لهم الحق في إتباع كتبهم بعد تعديلها وتصحيح تلك المواضع الخلافية....


زيد: يا عبيد إنك ما زلت تقرأ ما يحلو لك من الآيات وتترك ما لا يتوافق مع هواك للأسف الشديد.... وقد اضطررتني تلك المرة أن أتكلم معك بشئ من الغلظة، فأنت تتناقش معي حول كتاب الله تعالي ومن ألزم لزوميات هذا النقاش أن تقرأ تلك الآيات جيداً قبل أن تجادل فيها بغير علم.


عبيد: معذرة... سوف أنتبه بعد ذلك وسوف أقرأ الآيات جيداً.....


زيد: أعد قراءة الآية السابقة جيداً يا عبيد ثم اشرح لي ما فهمته منها...


عبيد: أهه.... قد فهمت.... إن الله تعالي قد أنزل علينا القرآن الكريم ليبين للناس (كل الناس وليس أهل الكتاب وحدهم) الذي اختلفوا فيه..... ولكنه قد أنزله أيضاً هدي ورحمة لقوم يؤمنون، وعلي ذلك فلا يصح أن يتركه الناس لمجرد أنهم قد عرفوا الهدي منه ليعودوا إلي كتبهم السابقة.... فهذا أمر غير منطقي بالطبع، ثم إنني قد نسيت الآية التي ذكرتها لي: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ....) (المائدة 48).


زيد: هذا هو القول السديد أثابك الله، ثم هل يجوز لرب العالمين أن ينزل كتاباً ليأمر الناس بإتباع الكتب التي قبله؟؟....وإذا فرضنا صحة ذلك من باب الجدل، فما السبب في ذلك؟؟.... هل لوجود علة في الكتاب الخاتم وأن به قصور فلا يصلح علي أساسه أن يكون رسالة للعالمين؟؟... أم أن الكتب الأخري هي التي تكمله؟؟..... فإن كانت الكتب الأخري هي التي تكمله أو كان به قصور فلماذا لا ينزل الله تعالي لنا كتاباً كاملاً ليس به قصور؟؟ أليس الله بقادر علي ذلك؟؟.... وإن كان الكتاب الخاتم كامل، فلماذا يأمر الله تعالي من خلاله أن يتبع الناس الكتب الأخري وخصوصاً بعد أن ثبت تحريفها بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة...؟؟


عبيد: كلا، إن القرآن هو تفصيل لكل شئ وهدي ورحمة للعالمين، فالله تعالي قادر بلا شك علي تنزيل كتاب مهيمن لا يحتاج الناس إلي كتب أخري في وجوده لذلك فقد حفظه ليكون حجة دامغة ومناطاً للتكليف بعد العقل، ولكن هل الإيمان بالتوراة الحالية التي بين أيدي اليهود والنصاري اليوم مع الإيمان بالقرآن الكريم يعد انتقاصاً لهذا الكتاب المهيمن؟؟


زيد: بل هو كفر بهذا الكتاب المهيمن....!!.... فمن غير المعقول أن من يؤمن بالقرآن الكريم الذي ينزه الله تعالي وملائكته وكتبه ورسله يؤمن بكتاب ينتقص من شأن هؤلاء جميعاً..... )، فالله عند اليهود والنصاري إله عنصري يشبه البشر بل أقل من البشر في تصرفاته الصبيانية (سبحان الله وتعالي عما يقولون وعما يصفون علواً كبيرا)، كما أنهم يصورون الملائكة علي أنهم مخلوقات مادية تأكل وتشرب مثل البشر تماماً (حاشاهم)، أما الأنبياء فهم كبش الفداء في التوراة كلما اشتدت وطأة الاضطهاد علي اليهود لم يجدوا أمامهم غير أنبيائهم ينزلون فيهم قتلاً وتشريداً وتلطيخاً وتحريفاً وتزييفاً.... لم ينج واحد من الأنبياء من التلطيخ، فنوح يسكر حتي يفقد وعيه، ولوط يضاجع بناته وهو سكران، ويعقوب يسرق البركة والنبوة والأغنام والمواشي، ويهوذا يزني بامرأة إبنه وداود يشتهي زوجة الضابط أوريا فيزني بها ويرسل زوجها للقتل ليتخلص منه، أما بيت داود النبي العظيم فهو أشبه ببيت سري.... الأخ يغتصب الأخت، والإبن يضاجع زوجات أبيه في عين الشمس وأمام جميع الناس، أما سليمان فيختم حياته المجيدة بعبادة الأصنام، وهارون يصنع العجل الذهب ويعبده، حتي أن موسي لم يسلم من افتراءاتهم البشعة فتقول التوراة المحرفة أنه قد خان ربه ولم يقدسه فيأمره الله بزعمهم أن يذهب هو وأخيه هارون ليدفنا نفسهما لأنهم قد خانا ربهما فيحرمه الله من دخول الأرض الموعودة ويموت في سيناء هو وهارون، يقول الرب لهما في التوراة: (فإنكما خنتماني ولم تقدساني لن تدخلا الأرض التي تفيض لبنا وعسلاً ويدخلها عبدي يشوع بن نون) (تثنية 32: 48-51).......الخ، ومع ذلك نجد أن المدافعين عن التوراة يدعون أن الله كان له حكمة حدوث أخطاء بشعة من الأنبياء، فيدعون أنهم مجرد أفراداً عاديين يخطئون ليكونوا أمثلة لنعمة الله ورحمته ومغفرته.


عبيد: حاشا لله الواحد الأحد، فتلك صورة مزرية لم أكن أعلمها من قبل عن كتابهم الذي نالته أيدي العابثين والمحرفين المخرفين، ولكن هل معني كلامك هذا أن اليهود والنصاري لا يؤمنوا بما أُنزل قبل القرآن الكريم؟؟....


زيد: إن أهل الكتاب للأسف لا يؤمنوا بما أُنزل إلينا وما أُنزل من قبلنا، مع أن تلك الصفات تكون من ضمن صفات المتقين الذين قال الله تعالي فيهم: (والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ....) (البقرة 4)، لذا فإن القرآن العظيم يستحيل أن يكون هدي لهم لأن الله قال عن القرآن الكريم أنه هدي للمتقين فقط وأن اليهود والنصاري ليسوا من المتقين بالتبعية....


عبيد: وهل هناك آية تدل علي ذلك


زيد: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة 59)، ومعني ذلك أن أهل الكتاب ينقمون منا لأننا نؤمن بما أُنزل إلينا وما أُنزل من قبلنا لأنهم لا يؤمنون بهذا ولا بذاك.
أكتفي بهذا القدر الآن يا أخي عبيد ولنستكمل حوارنا في جزء تالي إن شاء الله


عبيد: أشكرك أخي زيد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اجمالي القراءات 6767

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الأربعاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26907]

ما لنا و ما لأهل الكتاب؟

"ءأنتم أعلم أم الله؟ "  و بعدين ما يعنينا إن كانوا مسلمين أم من السيخ ؟؟  علينا أنفسنا .. لا يضرنا من ضل إن اهتدينا!!  ألم يإن الأوان ان نترك الامم الاخرى و شأنهم و ننظر في ما آتانا الله؟  أم نريد أن نعصى أمره تعالى بأنه هو الذي سيفصل بيننا فيما نحن فيه مختلفون؟


و الله الموفق


2   تعليق بواسطة   شريف احمد     في   الأربعاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[26911]

أخي محمود أختلف معك

أنا هنا أتعرض لتفسير آيات القرآن الكريم فيما يتعلق بأهل الكتاب، وأظن أن تلك الآيات التي ذكرها الله تعالي في كتابه لم يذكرها من باب التسلية أو الهزل.... حاشا لله الواحد الأحد، فلا يجوز أن نتناول بعض الأجزاء التي تحلو لنا من القرآن ونترك الأجزاء الأخري..... فهذا ما يسمي بتعضين القرآن الكريم، يقول الله تعالي: (كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ*الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ*فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ*فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر 90- 94).


لا بد أن نتدبر القرآن كله بلا استثناء


ويقول أيضاً: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة 159).


وأنا أتساءل بعد ذلك، لماذا تم حذف هذا المقال؟؟؟ أرجو إجابة مقنعة وأنا سوف أحذفه فوراً، فنحن هنا لسنا في موقع ديكتاتوري،


فمن حقي أن أعرف السبب.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-30
مقالات منشورة : 8
اجمالي القراءات : 197,118
تعليقات له : 444
تعليقات عليه : 124
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt