الخيل والبغال

رمضان عبد الرحمن Ýí 2007-12-08


الخيل والبغال


لو تحدثنا عن النعم التي أنعم الله بها على البشر لا نستطيع حصرها، ونشكر الله العلي القدير الذي بعث في هذه الأمة رسولا ، وبعث معه الكتاب المنير ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، لينذر الناس من العذاب ويبشرهم بنعيم ليس له مثيل، يقول المولى عز وجل:


((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) سورة الأنبياء آية رقم 107.

وسوف نتحدث عن موضوع الرحمة بعد هذه الفقرة ، ولولا أن أرسل الله الرسول والقرآن إلى هذه الأمة ما نجا أحد من النار، يقول تعالى:
((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) سورة آل عمران آية 103.

فجاء الإنقاذ من الله إلى الناس كافة، وفي نفس الوقت أعطى كل إنسان حرية الاختيار لنفسه، فالذي يؤمن بالله ويسعى إلى الإيمان يزده الله إيماناً، ويكون من الذين قال عنهم رب العزة من أصحاب النعم في الآخرة ـ النعم التي ليس لها مثيل في الدنيا مهما بلغت الإمكانيات في هذه الدنيا عند أي فرد، هل يستطيع أي فرد أن يعمل  نهرا من لبن أو عسل أو خمر.؟ ـ حاشا لله طبعاً

 والذي يختار الضلال والفساد والكبرياء يزده الله فيما اختاره لنفسه، ويكون في الآخرة من أصحاب الجحيم والعذاب الذي وعد به الله عز وجل هؤلاء الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها.
ويوجد في القرآن مئات الآيات التي تتحدث عن الذي يريد الهداية، أوالعكس، أما عن موضوع ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) بالفعل إن الله سبحانه وتعالى أراد الرحمة لنا بإرسال الرسول والقرآن كما قلت، وإن القرآن كتاب هداية وعلوم وأبحاث وتطور إلى كل عصر، ولو سار المسلمون خلف القرآن وما فيه من كل مثل و تدبروا آياته كما يأمرنا المولى جل وعلا لوجدوا أنه تبيان لكل شيء ولأصبحنا أمم متقدمة ومتحضرة في كل شيء، كما استغل غيرنا العلوم الموجودة في القرآن، على سبيل المثال من أين علموا عن الذرة والسير في الأرض والبحث في كيفية بدأ الله الكون والخروج إلى الفضاء إلا من القرآن، وللعلم أننا مطالبون كمسلمين أن نبحث ونسير في الأرض وننظر في كل شيء لكي نتعلم ونتقدم، وهذا ما أشار الله إليه في القرآن إلى الذين آمنوا، وللأسف أن الذي نفذ ذلك غير المسلمين، وهم كما تعلمون كل يوم في جديد، ونحن لا نملك إلا أن نقول القرآن تحدث عن هذا الاكتشاف قبل ألف وأربعمائة عام، هذه هي وظيفة المسلمين وخاصة العرب، ومشغولون في كيف يفسروا القرآن ولم ينتهوا بعد من ذلك، طالما أنهم وضعوا حجاباً بينهم وبين القرآن، وجعلوا أن القرآن لا يفهم إلا عن طريق كذا وكذا، وهنا لنا سؤال: كيف علم غير المسلمين العلوم الموجودة في القرآن وتقدموا من خلالها ..؟!
وبذلك أستطيع أن أقول أن المسلمين على مدى تاريخهم كانوا وما زالوا لا يهتمون بالكتاب المنزل إليهم وما فيه من علوم، وإنما كانوا وما زالوا أيضاً يهتمون بالسلطة والجاه وخلافه، وإلى الآن لم يحسب للمسلمين اكتشاف واحد أو تقدم في مجال ما في العصر الحديث، وإذا بقوا على ذلك فهم في مزبلة التاريخ، والتقدم وإنشاء الحضارات مستمر في العالم ونحن متفرجين، يقول تعالى:
((وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) سورة النحل آية 8.

وعلى سبيل المثال لو فكرنا في هذه الآية بالذات وما أشارت إليه عن الذي سوف يأتي، ويقوم بما كانت تقوم به الخيل والبغال من أعمال، لتقدمنا وركبنا قطار الحضارات، كما فعلت معظم الأمم ونحن نتعجب فقط، ولا علاقة لنا بما يجري أو يحدث في العالم من صناعات وتقدم، ومن الممكن أن يقول أحد ما أن هذا العلم والتقدم والتطور الذي حدث وما زال يحدث ليس له علاقة بالقرآن وما فيه من علوم، سوف أقول، وعلى فرض أن هذا الكلام صحيح أنهم وصلوا إلى العلم والتقدم بدون القرآن، إذاً نحن أغبياء لأننا بشر وهم بشر، كيف تقدموا ونحن مكانك سر؟!.. وبهذا يكون العرب وصلوا إلى المثل الشعبي القائل: (تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي) أي وجودنا هو وعدمه واحد، ولم نقدم للبشرية أي شيء يذكر للعرب، أو لأنفسنا على الأقل، وكأن الاثنان وعشرين دولة عربية يشربون من بئر واحدة في كل شيء، ولم تفلت دولة من هذه الدول وتخترع شيء أو تتقدم في أي مجال، ولو تخيلنا أن الدول العربية لم تنفتح على العالم وما علمنا شيئاً عن التكنولوجيا التي ليس لنا فيها أي حضور أو مشاركة، ماذا كنا سنفعل؟!.. بالله عليكم ألم يكن منظرنا فاضح ونحن نرى الطائرات وخلافه ولا نعلم ما هذا؟!... ونحن الذين أتى فينا فكرة الطيران في القرآن قبل الجميع!.. يقول تعالى:
((وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)) سورة الأنعام آية 38.

وحين نقرأ هذه الآية نعلم أننا أمم مثل هذه الطيور كما قال الله عز وجل، ولو كان يوجد من يبحث في هذه الآية لحلقنا في الفضاء قبل الجميع.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 12272

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-29
مقالات منشورة : 363
اجمالي القراءات : 5,398,286
تعليقات له : 1,031
تعليقات عليه : 565
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : الاردن