تعدد الزوجات:
أمور ظلمت المرأة

إيهاب عباسي Ýí 2007-07-21


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله النبي العربي وبعد:

فإن تعدد الزوجات من أكثر الأمور التي أهان فيها المشايخ وأتباعهم الاسلام عموما والمرأة خصوصا

وأكثر ما يغيظ في هذا الموضوع أن الجميع مثقفا وجاهلا يتشدق بقوله (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) دون ادنى معرفة بالنص الكامل لهذه الآية الكريمة.



وكالعادة أدعوكم اخوتي الأعزاء للنظر عميقا في كتاب الله لنجد الحكم الصحيح بعونه تعالى

يقول تعالى في كتابه الحكيم بع&Iد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (النساء 2-3)


تبدأ هذه الآيات بتحذير كفلة الأيتام من مغبة التلاعب بأموال اليتيم.. ولنفهم المعنى أكثر فلننظر إلى تعريف اليتيم في اللغة العربية (اليتيم من البشر هو القاصر الذي فقد أباه). لا كما يظن الكثيرون ان هناك يتيم الأب ويتيم الأم ويتيم الأبوين.
إذا فالتشريع في الآيات السابقة يتناول الوضع التالي: رجل يكفل أيتاماً، يأمره الله بإعطائهم حقهم وعدم التبديل بين امواله واموالهم (مثلا لو كان له أرض ولهم أرض بنفس المساحة واعطت ارضهم اكثر فلا يجوز تبديل الأرضين) كما وينهى عن خلط الأموال (لا تأكلوا اموالهم الى اموالكم).
ولكن الله تعالى يعلم ان هذه الشروط قد تكون صعبة وخاصة اذا كان الكافل قد وضع ماله ومال الايتام الذين يكفلهم في تجارة او ما شابه .. فعندها أجاز الله له أن يتزوج أمهات هؤلاء الأيتام وبذلك يصبح مسؤولا عن اولادهن كأنهم اولاده
قد يستغرب البعض هذه الرؤية لذا سأقوم بإعراب بعض الكلمات الأساسية في الآية عل المعنى يصبح أوضح

و: حرف عطف يعطف الجملة التي تليه على ما قبله (اي ان الموضوع ما زال عن الايتام واموالهم)
إن: حرف شرط جازم (يضع شرطا بعده )
(خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) جملة شرطية (الشرط الجازم لما بعده)
ف: رابطة لجواب الشرط
(انكحوا ما طاب لكم....) جملة جواب الشرط المقترن بالفاء.

اذاً وكما اتضح فالشرط الوحيد لإمكانية النكاح من اثنين او ثلاث او اربع هو (إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى)


ثم تتابع الآية فتقول (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى الا تعولوا) وفي هذا الجزء رأيان الأول ان العدل هنا هو بين النساء وإن خاف الرجل الا يعدل بينهم فواحدة تكفي.
والثاني ان العدل بين الأيتام وليس النساء.

 وانا اميل لهذا الرأي كونه اتبع بقوله ذلك ادنى ألا تعولوا (وكلمة تعولوا في اللغة العربية تعني كثرة العيال) كما ان الله اوضح في سورة النساء آية 129 انه (ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) وهذا اقرار من الله باستحالة العدل بين النساء.

اذا خلاصة القول ان الشرط الوحيد لتعدد الزوجات هو ان يكون الرجل كافلا لأيتام ويخشى ألا يقسط في معاملتهم فعندها يجوز له ان يتزوج امهاتهن ( 4 كحد أقصى)

اترك الموضوع للنقاش والختام سلام

اجمالي القراءات 21874

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   محمد مهند مراد ايهم     في   الإثنين ٢٣ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9421]

تعقيبا على ما كتبتم

إن الله سبحانه وتعالى انزل أحكامه التي تتعلق بالمجتمع وتركيبته لألا ينشأ خلل بذلك وتكون الأحكام بذلك حصنا منيعا يحافظ على التركيب الاجتماعي والأخلاقي للمجتمع ويصونه ن أي خلل يؤدي به الى انتهاك حرمات الله ولما تحدث القران الحكيم عن تعدد الزوجات كانت حلا لمشكلة اجتماعية ربما نشأت أو ستنشأ مستقبلا وبذلك نتدارك ما قد يحدث من انتهاك لحرمة الله ولكن حين تحدث عن الإقساط في اليتامى لم يكن ذلك من الناحية الاقتصادية فحسب ولكنه يشمل جميع الوجوه التي قد يكون فيها اليتامى في موقع الظلم ولن أتطرق الى الأرأيتيات التي سرت في احد العصور المظلمة من التاريخ الإسلامي ولكن سأتطرق إلى موقفين شهدتهما مع احد الذين اعترضتهم مشكلة واضطروا إلى حلها بناء على الآية الكريمة احد أصدقائي توفي أخوه وهو متزوج ولديه أولاد وكان هذا الصديق متزوجا أيضا وله أولاد فخشي على أولاد أخيه إن تزوجت زوجة أخيه أن يضيعوا فما كان منه إلا أن تزوج زوجة أخيه صونا لأولاده اليتامى من الضياع وهناك موقف آخر وقصة أخرى صادف فيها أن فتاة راشدة مات والداها في حادث وليس لديها من يعيلها فانبرى احدهم إلى الزواج منها صونا لها من الناس أليس في ذلك امتثالا لقوله تعالى وان خفتم إلا تقسطوا في اليتامى وسأطرح سؤالا أصبح من واقعنا لو حدث خلل في التركيبة السكانية في بلد ما وهو ما يحدث الآن من ازدياد عدد الإناث وقلة عدد الذكور ألا يتوجب في حالة كهذه تعدد الزوجات حفاظا على النساء وصونا لشرفهم وعرضهم

2   تعليق بواسطة   إيهاب عباسي     في   الأربعاء ٢٥ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9459]

ردا على التعقيب

اولا شكرا لمشاركتك
بالنسبة للقصة الأولى فهي بعينها ما قصدت .. فالمرأة ارملة والرجل مسؤول عن اولادها (اولاد اخيه) ويريد القسط بهم ماديا او اجتماعيا,
اما الحالة الأخرى فلا اوافقك عليها. لأنه اذا كانت هذه البنت يتيمة فعلى كافلها تقع مسؤولية حمايتها.. واذا كان هذا الرجل هو الكافل فالأولى ان يزوجها شابا من عمرها... ثم بالله عليك.. اذا كانت البنت راشدة (ليس بالعمر فقط) فما حاجتها لمعيل؟؟ ام انت من الذين يعتبرون المرأة ضلعا قاصرا؟؟؟

اما بالنسبة لسؤالك فالجواب برأيي لا؟؟
وإليك بعض الأرقام
احصاء سورية 2006 (10582000 ذكرا و10479000 انثى) اي بفارق 2% فقط
انكلترا 2006 (28.6 مليون ذكر و30.2 انثى) اي ان النساء اكثر


فلا تقل لي ما كان يكرره استاذ الديانة من ان الاحصاءات وجدت عدد النساء اكبر بكثير

ودعني اطرح انا عليك السؤال بالمقلوب..لو حدث خلل في التركيبة السكانية في بلد ما وهو ازدياد عدد الذكور وقلة عدد الاناث ألا يتوجب في حالة كهذه تعدد الازواج حفاظا على الرجال وصونا لشرفهم وعرضهم ؟؟ ام انه للنساء عرض ولا عرض للرجال.

3   تعليق بواسطة   شريف صادق     في   الأربعاء ٢٥ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9461]

مع إحترامى الشديد لشخصية الكاتب أُسجل إعتراضى

مع إحترامى الشديد لشخصية الكاتب أُسجل إعتراضى الكامل على هذا التفسير.

4   تعليق بواسطة   ايمان ابو السباع     في   الأحد ١١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13227]

بارك الله فيك يا اخي ايهاب عباس

تفسيرك اميل له جدا ....و بصدق هو فعلا منصف للنساء...لان الايه الكريمه واضحه جدا فهي تعني امهات اليتامى ....
و لكن يا هل ترى ماذا سيكون عذاب كل الرجال على مر العصور الذين بهدلو الزوجات الاولى هن و اولادهن من اجل اشباع غرائزهم بالزواج باكثر من واحده دون وجه حق!
في هذه الحال كان على ابي هريره الذ ذهب الى القول بان الرسول عليه الصلاةوالسلام قذ شاهد فعلا اهل النار لشاهد اكثرهم من الرجال الذين ظلمو زوجاتهم و اولادهم على مر العصور
لانه بالزواج التاني لا تتاذى الزوجه فقط و انما حتى الاولاد ايضالن تكون مكانتهم كما كانت بل سياتي اولاد جدد ليحلو مكانهم.... و هذا نراه بوضوح في عصرنا الحالي عصر الديمقراطيه و الحريات فمابالنا بالعصور الديكتاتوريه و سي السيد و الست امينه!

5   تعليق بواسطة   وليد وليد     في   الخميس ٢٩ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13969]


اود ان اسجل اعجابى بتفسيركم للآية الكريمه
برجاء استكمال البحث فى الآيه الكريمه بتفسير "أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "لتكتمل الرؤيه القرآنيه

6   تعليق بواسطة   إيهاب عباسي     في   الخميس ٢٩ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13971]

او ما ملكت أيمانكم

أخي العزيز وليد.. شكرا لك.
أقول بعد بسم الله والصلاة على النبي العربي: أنه كما أسلفت القول، ففعل تعولوا جاء من كثرة العيال. ولأن النظام الاجتماعي السائد آنذاك كان نظام الرق فأوضح الله ان تزوج ملك اليمين ( والتي بصورة طبيعية يعيش اولادها معها في بيت سيدها) لن يزيد عدد العيال (أدنى أن لا تعولوا). ولكن ذلك لايعارض حصر العدد الكلي بأربع (مع أفضلية ملك اليمين للسبب المذكور أعلاه وربما لتشجيع الناس على التخلص من الفروق الطبقية حيث تصبح الأمه زوجة) ولا يتخلى عن الشرط الأوحد للتعدد والمذكور في المقال (العدل بين اولادك والأيتام). وأمافي عصرنا الحالي فلم يعد هناك رق والحمدلله لذا لم أتطرق في مقالتي لشرح هذه النقطة.
أرجو من الله أن يكون هذا الشرح مقنعا.
والله ولي التوفيق

7   تعليق بواسطة   جول مازرين     في   الأحد ٠٣ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[16012]

تحية

 


 


 ما دام الحديث في الاية عن الايتام فيجب ربط معنى الاية ببعضها فهو  يتحدث عن عدم القسط للايتام  فلم  يبين معنى هذا القسط اهو في المال ام في غيره ولقد  بينه  في الاية التاليه حيث انه قال وانكحوا فعرفنا ان المقصود  ان هناك  اناس تكون اليتيمه في حجرهم   فيرغبوا  في  جمالها ومالها فقال الله  عز وجل ان خفتم  الا تقسطوا في اعطاءهن مهورا كمهور النساء فلكم ان تنكحو  نساء غيرهن  اي من غير الايتام واما القول انه ان خاف الا يعدل فواحده فيجب ايضا ربط الاية ببعضها   فيقول انكحوا ما طاب لكم مثنى وثلاث ورباع ولم يذكر الواحده لمعنى انه يجوز لكم النكاح من واحده الى اربع ونكاح الاربع هو العدل اي اذا تجاوزتم هذا العدد ففيه ظلم وتعدي والله تعالى اعلم


جول

8   تعليق بواسطة   زينب عباس     في   الإثنين ٠٧ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91459]

سؤال يلح علي


 أليس الاولى ان يكون الامر بالقسط والعدل بين الايتام بعد الزواج من امهاتهم وليس قبل ،لانه قبل الزواج من امهانهم هم ليسوا بمقام اودلاده ولا هو بمقام ابوهم حتى يكون الامر باللقسط ،بشكل اوضح لو كنت تحسن للايتام وتعطي امهم (دون زواج) نقود مثلا فالام بمعرفتها سوى تقسم النقود بالقسط وانت لا تتدخل في ذلك او في تربيتهم ،اما عندما انت تتزوج امهم وتكون الراعي عليهم وهم بمقام اولادك فانت تتدخل وتربيهم وتكون بمقام الوالد لهم وتحافظ على اموالهم وتقسط في المعاملة بينهم او في الهدايا او ..... الخ ؟ برأيي الموضوع لا علاقة له بالزواج من الام ،لان الله لم يستخدم لفظ تزوجوا وانمو انكحوا ،وتعلمت من موقعكم انه لا ترادف في القرآن ولكل لفظ معناه الخاص كبصمة الاصبع تشترك في الجذر وتختلف في المعنى حساب سياق الآية.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-15
مقالات منشورة : 13
اجمالي القراءات : 492,205
تعليقات له : 48
تعليقات عليه : 83
بلد الميلاد : الوطن العربي
بلد الاقامة : الوطن العربي