ابعاد اعتراف الملك محمد السادس برمز تسييس القضية الامازيغية بالمغرب حسب رايي المتواضع الجزء 1

مهدي مالك Ýí 2020-10-23


 

ابعاد اعتراف الملك محمد السادس برمز تسييس القضية الامازيغية بالمغرب حسب رايي المتواضع الجزء 1

مقدمة ضرورية                                  

اولا انني اترحم على فقيد تسييس القضية الامازيغية الاستاذ احمد الدغرني الذي اسلم روحه الطاهرة الى رب السماوات و الارض في يوم الاثنين 20 اكتوبر الماضي بقريته نواحي اقليم تزنيت بعد صراع طويل مع المرض و بعد صراع طويل من اجل انتقال الامازيغية و حركتها من النضال الثقافي الى النضال السياسي المشروع في كل ديمقراطيات العالم لان امازيغي المغرب لم يستفدوا من ثمار الاستقلال السياسية و الاقتصادية و التنموية و حتى الدينية ان صح التعبير .

فان امازيغي المغرب قدموا احسن الدروس و العبر لمقاومتهم الشجاعة للاستعمار المسيحي ببعده الفرنسي و الاسباني في منطقة الريف و في منطقة الاطلس الكبير و في منطقة الاطلس المتوسط و في منطقة الجنوب الشرقي و في منطقة سوس الكبير .

غير ان بعد سنة 1956 اصبح امازيغي المغرب بدون اية حقوق سياسية او ثقافية او تنموية الخ و اصبحت هويتهم الاصلية تنعت بالتفرقة و بالتنصير علما ان الامازيغيين هم اشد الناس تدينا بالاسلام منذ 14 قرن الماضية .

و علما ان منطقة سوس الكبير تحتضن اكبر عدد من المدارس العتيقة على الصعيد الوطني حسب ما سمعت منذ سنوات.

 و علما ان العرف الامازيغي لا يتعارض مع مقاصد الاسلام العليا نهائيا لان الله وحده هو المطلق منذ بداية هذا الكون الى يوم القيامة بينما ان الانسان هو نسبي اي فهمه للاشياء يتطور من عصر الى اخر و من بيئة الى اخرى فان العرف الامازيغي هو قانون وضعي انساني لا يطعن في الاسلام كدين و كاخلاق الخ من هذه الاسس بل هو يساير الحياة السياسية و المدنية و الثقافية للامازيغيين منذ قرون طويلة قبل الاسلام و بعده الى سنة 1956 حيث قرر المخزن ابطال العمل بهذه القوانين المغربية تحت ذريعة انها جاءت مع الاستعمار الفرنسي الخ من كلام اهل فاس و اهل الرباط و اهل سلا اثر صدور ظهير 16 ماي 1930 المنظم للمحاكم العرفية لا اقل و لا اكثر .

لكن الواقع المغربي في سنة 1956 كان لا يسمح بذكر الامازيغية بالاسم على الاطلاق لان توجهات المخزن انذاك كانت ترمي الى تعريب المغرب بشكل شمولي و ابادة الهوية الامازيغية نهائيا بمعنى ان اطلاقة الحركة الثقافية الامازيغية في اواخر الستينات كانت مغامرة كبيرة على كل المستويات و الاصعدة ..

قد قلت في احدى مقالاتي منذ شهور ظل السؤال السياسي مطروح على امازيغي المغرب منذ الاستقلال و لو بشكل غير معلن او خفي لان النظام كان انذاك يستعد لبناء نموذج لوطن عربي قح يعترف بمختلف مؤسسات الدولة الحديثة التي تركها الاستعمار الفرنسي و قوانينه العلمانية و يعترف في نفس الوقت بالسلفية حسب ميزان الحركة الوطنية كما تسمى و ليس حسب ميزان الحركة الوهابية او الحركة الاخوانية لان ملك المغرب يسمى بامير المؤمنين الساهر على حماية الملة و الدين بمعنى ان مغرب فجر الاستقلال اصبح ذو وجهان الاول هو مشرقي عربي و الثاني هو غربي فرنسي انتهى الكلام عند هذا الحد بدون اي نقاش عميق .

و يظهر وقتها ان الامازيغية بحمولتها السياسية يمكنها جعل المغرب منذ ذلك الزمان بلد علماني اصيل يعتز بامازيغيته و باسلامه التاريخي و جعله يخطو خطوات جبارة نحو نادي الديمقراطيات العريقة في عالمنا المعاصر دون الحاجة الى دروس فرنسا في الديمقراطية او في العلمانية و في حقوق الانسان لان الامازيغية كثقافة اصلية للمغرب منذ مئات القرون هي حاملة لهذه القيم الكونية .

لقد مارس النظام المخزني ببلادنا منذ سنة 1956 سياسة التعريب و الفرنسة في نفس الوقت قصد اقبار الامازيغية كحضارة متكاملة المعالم و كمشروع سياسي كبير و كان سيكون بديل حقيقي للمغرب بعد الاستقلال لو لم تظهر الحركة الوطنية سنة 1930 حيث بدات حركتنا الثقافية الامازيغية منذ منتصف الستينات الى سنة 2001 تقول ان الامازيغية هي احد مكونات الثقافة المغربية فقط لا اقل و لا اكثر لان الامازيغية كانت طابو سياسي  وقتها اي ان الحركة الامازيغية كانت مجبرة انذاك على عدم الخوض في الشرعية التاريخية للحركة الوطنية او حديث لو بشكل سطحي عن الاعراف الامازيغية او حديث لو بشكل سطحي عن موضوع الامازيغية و الاسلام المفضل لدي الخ من هذه القضايا المطروحة للنقاش منذ سنوان بمعنى ان الحركة الامازيغية منذ منتصف الستينات الى سنة 2001 كانت ذات مشروع ثقافي ضيق قد انتج خطاب اجدير التاريخي ثم المعهد الملكي للثقافة الامازيغية و القناة  الامازيغية الخ من هذه المكاسب التي ستظل رمزية مادام لم تفعل ترسيم الامازيغية بشكل حقيقي في كل مناحي حياتنا العامة و مادام لم نشعر ان الثقافة الامازيغية تسير من الاحسن الى الافضل بل شعرنا اننا مازلنا نعيش في ظل دستور سنة 1996 المعترف باللغة الرسمية الوحيدة الا و هي اللغة العربية و مادام لم تحطم اساطير الماضي من قبيل ايديولوجية الظهير البربري حيث اننا نشعر بالم شديد حين يتكلم فقيه تابع لوزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية او تابع لتيار الاسلام السياسي عن الامازيغية في شموليتها باحتقار شديد خصوصا بعد دستور 2011 و انني تحدثت باسهاب عن هذا الموضوع في مقالاتي المتواضعة لكن لا احد قد اهتم بما يقوله هذا المعاق في مقالاته التافهة .

ان الجميع في الحركة الامازيغية داخل المغرب او خارجه يعرف ما قدمه المرحوم احمد الدغرني للقضية الامازيغية منذ ثمانينات القرن الماضي الى وفاته من مواقف شجاعة و افكار نيرة قد ازعجت المخزن التقليدي خصوصا بعد تاسيسه للحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي في سنة 2005 حيث جاء هذا الحزب بعد مشاورات طويلة مع الحركة الامازيغية منذ سنة 1993 بسبب ان طيف واسع من الحركة الامازيغية فضل العمل الثقافي مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية و يرى ان تسييس القضية الامازيغية يعتبر خروجا عن خط الحركة الامازيغية الثقافي منذ سنة 1967 اي عن اجماعها لكن تاسيس الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي كان ضرورة وقتها و الان على حد السواء لان المسالة الامازيغية هي قضية سياسية منذ الاستقلال الشكلي الى الان و هذا لا يعني اننا ندعو الى طرد العرب من المغرب باعتبارهم اخواننا في الدين و في الوطن او اننا ندعو الى محاربة الاسلام باعتبارنا مسلمين لكننا بالمقابل نعادي الوهابية و اخواتها .

شخصيا لم اسجل منذ بداتي في الكتابة على الانترنت سنة 2005 ان المرحوم قد صرح بتصريح ضد الاسلام على الاطلاق بل دعا الى الرجوع الى اسلامنا الامازيغي في لقاء لم اعد اتذكر تاريخه و مكانه لكن هناك شهادة الاستاذ احمد الخنبوبي القيمة قي مدينة تزنيت اثر تكريمه بتاريخ شتنبر 2018 حيث قال كان المرحوم معجب بمؤسس الدولة الموحدية المهدي بن تومرت و طبق اسلوبه في الحياة .

 و قد استلهم تراثه السياسي في تاسيس الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي اي ان المرحوم كان يؤمن بالحضارة الامازيغية الاسلامية من خلال نموذج الدولة الموحدية النسبي حيث لا يوجد المطلق في الديمقراطية الى الان لان المطلق هو ملك الله لا شريك له.

و قال الاستاذ الخنبوبي في شهادته القيمة ان الدولة الموحدية هي جمع بين الامازيغية و الاسلام لكن  اغلب المصادر التاريخية التي قراتها تقول عكس هذا تماما حيث تقول ان المهدي بن تومرت كان يقتل خصومه و كانت دولته عبارة عن نموذج للخلافة المشرقية في كل تفاصيلها و السؤال المطروح بالنسبة لي اين هي الحقيقة التاريخية غير ان التابث بالنسبة لي ان المرحوم لا يمكنه ان يعجب بشخصية تاريخية مثل المهدي بن تومرت الموحدي دون وجود اسبابه الموضوعية لهذا الاعجاب مثل لانه فقيه سوسي علم الدين اصحابه باللسان الامازيغي الخ من هذه الاحتمالات الواردة بمعنى لو  كان المرحوم ملحد لما اسس حزبه على تراث الموحديين السياسي لكن الاسلاميين لا يعرفون هذه التفاصيل او يتجاهلونها ...

                             للحديث بقية في الجزء الثاني

المهدي مالك

اجمالي القراءات 1889

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 261
اجمالي القراءات : 1,245,029
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco