ما هو الفرق بين تهويد القدس و تعريب المغرب و وهابيته ؟

مهدي مالك Ýí 2020-08-22


  
ما هو الفرق بين تهويد القدس و تعريب المغرب و وهابيته ؟
مقدمة                                           
انني اعتقد ان من بين حسنات الراحل الحسن الثاني هي انه سعى الى احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط بين العرب و اسرائيل من خلال استقباله لرئيس وزراء الكيان الصهيوني  بالمغرب في منتصف الثمانينات بشكل علاني بعدما تم التطبيع بين مصر و اسرائيل في عهد الراحل انوار السادات الذي  زار اسرائيل في خطوة شجاعة للسلام بين العرب و اسرائيل حسب راي دعاة السلام و المحبة بين الانسانية جمعاء لان الصراع العربي الاسرائيلي دام اكثر من 70 عام بدون حل حقيقي ياخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته و عاصمته المستقلة هي القدس الشريف حيث لا احد يعارض هذا الكلام المستهلك منذ عقود من الزمان حتى اصبحت القضية الفلسطية تعني بالنسبة للفاعل الامازيغي الانخراط التام في مشروع القومية العربية او في مشروع الاسلام السياسي .
انني  كابن الامازيغيين و المعروفين بقيم التعايش مع اليهود كجنس و كديانة سماوية و اقول هذا من منطلق تاريخي صرف لا علاقة له بتشجيع التطبيع مع الكيان الصهيوني او مع الصهيونية كايديولوجية مثلها مثل التعريب و الوهابية بصريح العبارة حيث ان الصهيونية احتلت الاراضي العربية منذ سنة 1948 بينما ان التعريب و الوهابية احتلتا المغرب منذ سنة 1930 مع ميلاد ما تسمى بالحركة الوطنية المغربية لكنها ذات جذور عميقة في المشرق العربي اي ان هذه السيطرة المبكرة لهذه المرجعية المشرقية على المغرب جعلته دولة عربية في فجر الاستقلال الشكلي بمعنى ان النظام اتجه نحو تبني قضايا الشرق الاوسط لكي يحارب هوية هذه الارض الامازيغية على مختلف المستويات و الاصعدة بهدف تحقيق سياسات التعريب و الوهابية في سنة 1979 بمعنى ان النظام قد قرر استقبال رئيس وزراء اسرائيل في منتصف الثمانينات بغية اظهار للغرب ان المغرب هو بلد السلام و التعايش الديني بين العرب و الاسرائيليين فقط .
لقد كان المغرب وقتها اي منتصف الثمانينات يقمع بالحديد و النار الامازيغية بشموليتها حيث كانت الحركة الثقافية الامازيغية ضعيفة للغاية بحكم حصار السلطة لها في مختلف مناحي الحياة العامة اي ان الراحل الحسن الثاني قد اعتبر ان لا وجود لقضية اسمها القضية الامازيغية اصلا بالمغرب في حوار صحفي بعد حدوث الربيع الامازيغي بالجزائر سنة 1980 .
 ان النظام انذاك قد انكر وجود الامازيغيين كلغة و كثقافة و كقيم تدعو على الخصوص الى التعايش مع اليهود لان ليس من مصلحة النظام وقتها اظهار البعد الامازيغي ضمن الهوية المغربية و خصوصياته المتميزة بل فضل اظهار خصوصيات اهل فاس الدينية تطبيقا لايديولوجية الظهير البربري و اظهار تسامحهم مع المكون اليهودي عبر الطرب الاندلسي الذي كان و مازال الى حد الان يعتبر رمز الهوية الاسلامية الرسمية بالمغرب.
ان المغرب قد قرر ان يطبع مع الكيان الصهيوني منذ سنة 1986 الى بدايات هذا القرن بشكل علاني لكن بنفس التوجه الديني العام و بنفس الاستغلال للقضية الفلسطينية لوضع العديد من العراقيل امام نضال الحركة الامازيغية منذ ظهورها سنة 1967 الى الان بكل الموضوعية  ..
الى صلب الموضوع                       
قد يظن البعض انني اناصر التطبيع مع اسرائيل بعدما تم التطبيع بين الامارات و هذا الكيان المحتل لارض ليست له كما يقول الاخوان العرب في الانسانية اولا ثم في الدين الاسلامي ثانيا حيث هذا هو غير واقعي و غير صحيح باعتباري اعتبر ان مسجد الاقصى المبارك هو من مقدساتنا الاسلامية بصفته كان اول قبلة للمسلمين و ثالث الحرمين الشرفين بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة و المسجد النبوي بالمدينة المنورة.
انني اعتبر شخصيا ان القضية الفلسطينية هي قضية اسلامية و قضية مسيحية و قضية يهودية كذلك حيث ان مدينة القدس هي عاصمة للديانات السماوية الثلاث حسب اعتقادي المتواضع حيث اعارض تهويد القدس و جعلها عاصمة للكيان الصهيوني لان هذا الاجراء سيعمق الارهاب الوهابي في عالمنا الاسلامي حيث ان تيارات الاسلام الجهادي استعملت هذه الذريعة الموضوعية لاستقطاب شباب مسلم نحو التطرف و نحو الارهاب ضد مصالح الغرب منذ عقود من الزمان بفضل خطابنا الديني الرجعي داخل دولنا الاسلامية مع الاسف الشديد.
لقد سمعنا منذ طفولتنا اخبار عن اليهود بصفتهم كفار سيدخلون النار في الاخرة  الخ من اخبار تراثنا الاسلامي البشري اي ان تهويد القدس بمعنى جعلها عاصمة لاسرائيل سيساهم بشكل كبير في افشال اية عملية لاحلال السلام بين اليهود و العرب حسب موقفي الشخصي  .
لكن بالمقابل ارفض ان تكون القضية الفلسطينية تدخل ضمن قضايانا الوطنية الكبرى لاننا لا نتمي الى العروبة على الاطلاق بل نتمي الى الاسلام ببعده الروحي و الاخلاقي حيث شكلت القضية الفلسطينية منذ ستة عقود من الاستقلال الشكلي عامل لتعريب المغرب و وهابيته لان النظام المخزني قد تبنى هذه القضية و كذا كافة الاحزاب السياسية المغربية مهما كانت توجهاتها بحكم ان هناك خلل في فكرنا السياسي المغربي منذ سنة 1930 الا و هو الانتماء الوجداني الى المشرق العربي و احتقار الذات المغربية الاصيلة باسلامها و بحضارتها المدنية و بمقاومتها للاستعمار المسيحي . 
 
انني اعيد طرح هنا عدة اسئلة جوهرية الا و هي هل ترضى السعودية او قطر ان تكون بلد امازيغي قسرا او ان تسمى احد شوارع مدنها باسماء شخصياتنا التاريخية من قبيل المهدي بن تومرت او المختار السوسي او امحمد العثماني او ان تعترف بان الامازيغيين هم اصحاب الفضل في انتشار الاسلام في شمال افريقيا و جنوب الصحراء الافريقية و الاندلس قديما و اسبانيا حاليا.
و الجواب هو لا حيث لم نسمع من هؤلاء الا التطرف و الارهاب و فتاوى اهدار دم هذا المفكر او ذاك المفكر و لم نسمع قط بكلمة طيبة في حق الامازيغيين او في حق ثقافتهم الاسلامية من طبيعة الحال.
اذن ان المشرق العربي قد اغلق ابوابه امام الحركة الامازيغية لعرض حضارتنا و خصوصياتنا الثقافية باعتباره مازال اعتبر المغرب بلد عربي حيث هنا يوجد الفرق بين تهويد القدس و تعريب المغرب و وهابيته لان تيارات الاسلام السياسي ببلادنا تعمل الان في ظل وباء كورونا في اطلاق اسماء فلسطينية على شوارعنا حيث ان واقعة مدينة تمارة في رمضان الماضي هي خير دليل على ان عملاء المشرق العربي يريدون ان يبقى المغرب دولة عربية تساند قضاياهم الى قيام الساعة بدون ادنى شروط و تطبع مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي يريدونه الخ.
ان موقف الحركة الامازيغية من القضية الفلسطينية هو موقف معروف و قريب من موقفي الذي عبرت عنه في هذا المقال المتواضع اي رفض جعل القضية الفلسطينية تدخل ضمن قضايانا الوطنية الكبرى كاننا بلد لا يتوفر على مشاكله الكبرى مثل قضية الصحراء المغربية و القضية الامازيغية و قضية النموذج  التنموي و قضية معتقلي حراك الريف و قضية غزو التدين الوهابي الخ من قضايانا الجوهرية حيث ان الملك محمد السادس قد دعا في خطاب ذكرى ثورة الملك و الشعب لهذه السنة الى التعبئة المجتمعية لمواجهة وباء كورونا بعد ارتفاع عدد الاصابات و الوفيات بشكل فضيع مع الاسف الشديد بمعنى ان ملك البلاد قد اعطى درسا لاخواننا الاسلاميين الا و هو اننا نعيش في بلد اسمه المغرب و ليس في بلد اسمه فلسطين او قطر او السعودية او الامارات الخ ..
                                   المهدي مالك    
اجمالي القراءات 2419

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 261
اجمالي القراءات : 1,247,845
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco