كل شئ ممكنا عندما تكون البلادة من الإيمان .

يحي فوزي نشاشبي Ýí 2007-06-17


كــل شئ ممكــن
عندما تكون البلادة من الإيمـــان
36)

إن هناك كتابا ومفكرين غير مسلمين صرحوا بأنهم بعد اطلاعهم وتأملهم ما جاء في التوراة والإنجيل بمختلف الروايات ذهلوا لهول ما صدموا به من تناقضات وخرافات لم تتمكن من الصمود أمام سلطان الفطرة والعقل والعلم والموضوعية . وقد صرحوا بهذا بعد أن تسلحوا بالإنصاف والنقد الموضوعي.



كما أن نفس الكتاب والمفكرين صرحوا بكل إنصاف وشجاعة أنهم ذهلوا كذلك بعد أن اطلعوا على ما جاء في القرآن . نعم صرحوا بأنهم ملئوا دهشة لأنهم لم ي&;جدوا في القرآن ما يتناقض مع العقل أو يصطدم بالعلم أو الفطرة ، بل وأكثر من ذلك صرحوا بأنهم انبهروا لما علموا أن القرآن بالذات جاء حاثا الناس للإعتماد على العقل والتدبر والفطرة والموضوعية والعلم .

وعندما نلتفت إلى حال المسلمين الذين تلقوا آخر جزء من الرسالة بواسطة الرسول محمد عليه الصلاة ، وهم الذين ينتظر منهم أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس ، نجد حالهم يرثى له لاسيما منذ حوالي عشرة قرون ، نعم يرثى لحالهم ولسببـين اثنين على الأقل حسب رأيي وبكل تواضع :

01) لأنهم أحكموا إغلاق وإقفال باب الاجتهاد ولأنهم غيبوا العقل ووأدوه منذ أزيد مما لبث سيدنا نوح في قومه مبشرا ونذيرا .
– 2 –

02) ولأنهم بالمقابل فتحوا على مصاريعها أبواب كل شئ ناسبيـن أي شئ إلى الرسول محمد زاعمين أنه قاله أو تحدث به أو فعله أو اعتمده ، نعم فعلوا كل ذلك ولم يكونوا يشعرون أنه مفعول بهم وأن ذلك هو محلهم في الإعراب ، وأما الفاعـــل فهو عدوهم إبليس وبكل ما أوتي من صبر وجلد وأناة وإخلاص مصداقا لرهانه الذي تراهن به عندما طلب من الخالق سبحانه وتعالى أن ينظره إلى يوم البعث قائلا له : (( فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم - ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين - )) 14+15+16+17 – سورة الأعراف –
وهكذا تمكنوا فعلا من وضع الأقفال على قلوبهم وتكبيلها بإحكام واضعين عقولهم داخل آلات التجميد غير مكترثين بما تفعله البطالة الضاربة أطنابها فيها .

وإذا كان أهل الكتاب من يهود ومسيحيين متشبثين بالأجزاء التي ورثوها من توراة وإنجيل أو أناجيل ، وإذا كانوا عاضين عليها بالنواجذ واضعين فيها الثقة العمياء رافضين التحقيق فيها ببصيرة العقل والعلم والموضوعية ، بل محاولين لــي أعناق كل ما هو مرفوض أو ملفوظ من قبل الموضوعية والعلم والفطرة متظاهرين بمزاعم غير مستقيمة ، فهم في الحقيقة غير معذورين ، ولعل التعبير القريب من الصحة هو : إن موقفهم مفهوم لأنه نتيجة إصرار وتعنت وتكبر.

أما الطامة الكبرى فهي في الموقف الغامض وغير المفهوم للمسلمين الذين أداروا ظهورهم لحديث الخالق الذي صرح لإبليس أن كيده لا يصمد أمام عباد الله المخلصين ، والأدهى والأمر أن المسلمين لم يقض مضجعهم كونهم يقرأون القرآن آناء الليل وأطراف النهار وكونهم يتلون قسم الله العظيم الصارخ بأن الأمر جاد وبأنه قسم عظيم للمتدبرين السالكين منهج العلم الذي يفيد بأنه حقا قرآن كريم وبأنه تنزيل من رب العالمين . نعم إن حالهم يفيد بأنهم لم يكترثوا وبأنهم بهذا الحديث ما زالوا مدهنين ، ولا أدل على غفلة المسلمين عن الحديث الوحيد الذي ينبغي اعتباره وتقديره حق قدره ولا أدل على تكذيبهم له من موقفهم حاليا ومنذ قرون ، ذلك الموقف الذي ينطبق عليه التعبير الساخر الكاريكاتوري الذي اعتمده الله سبحانه وتعالى في الآية رقم 24 في سورة محمد عليه الصلاة .

والدليل القاطع على هذا هو أن المسلمين لم يكتفوا بأن يكونوا مدهنين بحديث الخالق بل راحوا يخترعون ويبتدعون ويتقولون الآلاف المؤلفة من أحاديث وأفعال ومواقف نسبوها إلى الرسول محمد الذي يصلى عليه الله وملائكته ، وتمكن هؤلاء المسلمون حقا من أن يملأوا الدنيا بل أن يغرقوا حديث الخالق المنزل ، أن يغرقوه في بحر متلاطم من كل ما هو بعيد عن الفطرة والعقل والموضوعية. وهكذا يصبح كل شئ ممكنا عندما تكون البلادة من الإيمان .

اجمالي القراءات 14783

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الإثنين ١٨ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8443]

لقد كان أحمد بن حنبل ويحي بن معين يحفظان ألف ألف حديث!!!

لقد كان أحمد بن حنبل ويحي بن معين يحفظان ألف ألف حديث!!!

شكرا لك أخي الكريم يحي فوزي نشاشبي على هذا الموضوع، و أعطيك الدليل على أن المسلمين كانوا مدهنين بحديث الخالق وكانوا يشتغلون بغيره، لقد كان أحمد بن حنبل مثلا يحفظ ألف ألف حديث!!! وكان يصلي كل ليلة ثلاثمائة ركعة حسب قولهم، فهل يبقى له الوقت ليتدبر القرآن أو ينظر كيف بدأ الله الخلق؟؟؟؟

قال أبو ثور أحمد شيخنا وامامنا وقال العباس بن الوليد بن مزيد قلت لأبي مسهر هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها قال لا الا شاب في ناحية المشرق يعني أحمد وقال بشر بن الحارث ادخل الكير فخرج ذهب أحمر وقال حجاج بن الشاعر ما رأت عيناي روحا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل وقال أحمد الدورقي من سمعتموه يذكر أحمد بسوء فاتهموه على الإسلام وقال أبو زرعة الرازي كان أحمد يحفظ ألف ألف حديث فقيل له وما يدريك قال أخذت عليه الأبواب وقال نوح بن حبيب رأيت أحمد في مسجد الخيف سنة مستندا إلى المنارة فجاءه أصحاب الحديث فجعل يعلمهم الفقه والحديث ويفتي الناس وقال عبد الله كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة وقال هلال بن العلاء من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم بالشافعي تفقه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وآله وسلم وباحمد ثبت في المحنة.
تهذيب التهذيب ج 1 ص 64.

أما يحي بن معين فلقد كتب هو الآخر ألف ألف حديث بيده ويعيد كتابته كما قيل عنه: كان بن معين يكتب الحديث نيفا وخمسين مرة وقال الدوري عن بن معين لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه.أهـ

فكم يستلزم من الوقت كتابة كل حديث عدة مرات ليتمكن من حفظه؟ و كم عاش يحي بن معين من العمر وهو يخط بيده كل هذا العدد الذي يفوق بكثير عمر نبي الله نوح عليه السلام لو كان هو كاتب هذه الأحاديث؟؟؟!!!

قال بن المديني ما أعلم أحدا كتب ما كتب يحيى بن معين وقال محمد بن نصر الطبري دخلت على بن معين فوجدت عنده كذا فهو كذا قال وسمعته يقول كل حديث لا يوجد ها هنا وأشار بيده إلى الاسفاط فهو كذب قال وسمعته يقول قد كتبت بيدي ألف ألف حديث وقال صالح جزرة ذكر لي أن يحيى بن معين خلف من الكتب لما مات ثلاثين قمطرا وعشرين جبا وقال مجاهد بن موسى كان بن معين يكتب الحديث نيفا وخمسين مرة وقال الدوري عن بن معين لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه وقال بن سعد كان قد أكثر من كتابة الحديث وعرف به.
تهذيب التهذيب ج 11 ص 247.
مع تحياتي.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-10-28
مقالات منشورة : 288
اجمالي القراءات : 3,141,160
تعليقات له : 384
تعليقات عليه : 401
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco