نقد كتاب آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2019-07-22


آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة

الكتاب جمع روايات من قبل أبو البركات الغزي  وموضوعه كما قال :

"اعلم أيها الأخ الصالح - أصلح الله شأننا - أن لأدب الصحبة وحسن العشرة أوجهاً، وأنا مبين منها ما يدل على أخلاق المؤمنين وآداب الصالحين، ويعلم أن الله- سبحانه وتعالى - جعل بعضهم لبعض رحمةً وعوناً، ولذلك قال رسول الله (ص): "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالحمى والسهر"وقال (ص): "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً"وقال (ص): "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"


وقال (ص): "إن الأرواح تلاقى في الهوى فتشام، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً وفقه لمعاشرة أهل السنة والصلاح والدين، ونزهه عن صحبة أهل الأهواء والبدع المخالفينوقال (ص): "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"

وإلى هنا والكلام صحيح طيب المعنى ولكنه جمع الكلام التالى عن القرين وهو الصاحب من الأشعار فقال:

"ولبعضهم:
عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينِهِ  فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي
ومن كلام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه ورضي عنه:
وَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ  وَإياكَ وَإِيَّاهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى  حَليماً حينَ يَلقاهُ
يَقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ  إِذا ما هُوَ ماشاهُ
وَلِلشَّيءِ عَلى الشَيءِ  مَقاييسُ وَأَشباهُ
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ  دَليلٌ حينَ يَلقاهُ"
وبالقطع مصاحبة أو مخاللة الإنسان حتى لو كان جاهلا أو كافرا ليست أمرا محرما فقد طالب الله المسلم أن يصاحب أبويه الكافرين فقال تعالى "وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا"

 وكان أصحاب الرسل (ص) فى بداية الدعوات كفار ولذا قال تعالى "

"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب"

فالصاحب بالجنب لم يحدد الله له دينا

واعتبر الله النبى الأخير(ص)صاحب قومه الكفار فقال :

"أفلم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين"

وكان اصحاب يوسف (ص) فى السجن  كفارا دعاهم للإسلام فقال :

"يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار"

وتحت عنوان آداب العشرة ذكر الرجل أمورا كثيرة والغريب أن العديد منها تكرر وأن بعضها هو تفسير للبعض الآخر فقال:

"آداب العشرة:

فمن آداب العشرة:

حسن الخلق:

حسن الخلق مع الإخوان والأقران والأصحاب، اقتداءً برسول الله (ص) فإنه قال، وقد قيل له: ما خير ما أعطي المرء؟ قال: "حسن الخلق"

تحسين العيوب:

ومنها تحسين ما يعانيه من عيوب أصحابه؛ فقد قال ابن مازن: "المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم"، وقال حمدون القصار: "إذا زل أخ من إخوانك، فاطلب له تسعين عذراً، فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب"
معاشرة المؤمن:

ومنها معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهراً وباطناً قال الله تعالى: "لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الأَخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَهَ وَرَسولَهُ""

فحسن الخلق مع الإخوان والأقران والأصحاب هو نفسه معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهراً وباطناً

وقد كرر موضوع الموافقة عدة مرات فى مواضع متفرقة من الكتاب وهى :

"موافقة الإخوان:

ومنها قلة مخالفة الإخوان في أسباب الدنيا، لأنها أقل خطراً من أن يخالف فيها أخ من الأخوان قال يحيى بن معاذ الرازي: "الدنيا بأجمعها لا تساوي غم ساعة، فكيف بغم طول عمرك وقطع إخوانك بسببها، مع قلة نصيبك منها!!"

موافقة الإخوان:

ومنها قلة الخلاف للإخوان، ولزوم موافقتهم فيما يبيحه العلم والشريعة قال أبو عثمان: "موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم"

الأخ الموافق:

ومنها أن تكون الشفقة على الأخ الموافق أكثر من الشفقة على الولد قال أبو زائدة: كتب الأحنف إلى صديق له: أما بعد، فإذا قدم أخ لك موافق، فليكن منك بمنزلة السمع والبصر؛ فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح (ص) في ابنه: "إِنَهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَهُ عَمَلٌ غَيرَ صَالِحٍ"

تحري الموافقة:

ومنها قلة الخلاف على الإخوان، وتحري موافقتهم فيما يريدون في غير مخالفة الدين والسنة؛ قالت جويرية: "دعوت الله أربعين سنة أن يعصمني من مخالفة الإخوان"

وهو تكرار للموضوع دون اختلاف كبير فالاختلاف هو فى نقل أقوال مختلفة عن أناس مختلفين

وكرر كلامه فى موضوع العفو عن أخطاء الإخوان  تحت عناوين مختلفة فقال فى مواضع متفرقة من الكتاب جمعناها هنا :

"الصفح عن العثرات:

ومنها الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها قال الفضيل بن عياض: "الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان"، فكما يجب على العبد الأدب مع سيده، يجب عليه معاشرة من يعينه عليه قال بعض الحكماء: "المؤمن طبعاً وسجية"، وقال ابن الأعرابي: "تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم"

مجانبة الحقد:

ومنها مجانبة الحقد، ولزوم الصفح، والعفو عن الإخوان قال هلال بن العلاء: "جعلت على نفسي ألا أكافئ أحداً بشرٍ ولا عقوقٍ اقتداءً بهذه الأبيات:
لمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ  أَرَحتُ نَفسِيَ مِن غَمّ العَداواتِ
إِنّي أُحيّي عَدَوِّي حينَ رُؤيَتِهِ  لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحيّاتِ
وأَظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغِضُهُ  كَأَنَّهُ قَد حُشيَ قَلبي مَسَرّاتِ
وأنشد أحمد بن عبيد عن المدائني:
وَمَن لَم يُغمّض عَينَهُ عَن صَديقِهِ  وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهُوَ عاتِبُ
وَمَن يَتَتَبَّع جاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ  يَجِدها وَلا يَسلَم لَهُ الدَهرَ صاحِبُ
ستر العورات:

ومنها الاجتهاد في ستر عورات الإخوان وقبائحهم، وإظهار مناقبهم، وكونهم يداً واحدةً في جميع الأوقات قال النبي (ص): "مثل المؤمنين إذا التقيا كاليدين تغسل إحداهما الأخرى"
وَأنشد عن ثعلب:
ثَلاثُ خِصالٍ لِلصَديقِ جَعَلتُها  مُضارَعَةً لِلصَومِ وَالصَلواتِ
مُواساتُهُ وَالصَفحُ عَن عَثَراتِهِ  وَتَركُ اِبتذالِ السَرِ في الخَلَواتِ
ولسعيد بن حمدان:
لَم أُؤاخِذكَ إِذ جَنَيتَ لِأَنّي  واثِقٌ مِنكَ بِالإِخاءِ الصَحيحِ
فَجَميلُ العَدوِّ غَيرُ جَميلٍ  وَقيبَحُ الصَديقِ غَيرُ قَبيحِ
العفو عن الهفوات:

ومنها العفو عن هفوة الإخوان في النفس والمال دون أمور الدين والسنة، لقوله تعالى: "وَليَعفوا وَليَصفَحوا" وقوله: "وَأَن تَعفوا أَقربُ لِلتَقوى"

وأما موضوع الثناء وهو شكر الإخوان فذكره تحت عناوين مختلفة جمعناها هنا وهى :

"الحمد على الثناء:

ومنها أن يحمدهم على حسن ثنائهم، وإن لم يساعدهم باليد، لقوله (ص): "نية المؤمن أبلغ من عمله" قال علي كرم الله وجهه: "من لم يحمل أخاه على حسن النية، لم يحمده على حسن الصنعة"
ترك المن:

ومنها إلا يمن على من يحسن إليه، ويشكر ما يصل إليه منهم قال عروة: كتب رجل إلى عبد الله بن جعفر رقعة، وجعلها، في ثني وسادته التي يتكئ عليها، فقلب عبد الله الوسادة، فبصر بالرقعة، فقرأها وردها إلى موضعها، وجعل مكانها كيساً، فيه خمسمائة دينار، فجاء الرجل، فدخل عليه، فقال له: قلبت النمرقة؟ فخذ ما تحتها، فأخذ الرجل الكيس وخرج وهو ينشد:
زادَ مَعروفَكَ عِندي عِظَماً  أَنَهُ عِندَكَ مَيسورٌ حَقير
تَتَناساهُ كَأَن لَم تَأتِهِ  وَهُوَ عِندَ الناسِ مَشهورٌ كَبير

الإخاء والثناء
ومنها ترك التطرية والثناء بعد صحبة الأخوة والمودة قال عبد الرحمن بن مهدي: "إذا تأكد الإخاء سقط الثناء"، وقال الحجي لرجل: "حبي لك يمنع من الثناء عليك"

والعناوين الأول والثانىالحمد على الثناء وترك المن فى الموضوع ما فيهما وهو شكر الإخوان والثناء عليهم يناقض العنوان الثالثالإخاء والثناء بترك شكرهم وثنائهم

وأما حفظ العهد فتناوله تحت عدة عناوين متفرقة جمعناها هنا وهى :
دوام العهود
ومنها ألا يتغير عن إخوانه إذا حدث له غنىً أنشد المبرد:
لَئِن كانَت الدُنيا أَنالتكَ ثَروةً  وَأَصبَحتَ مِنها بَعدَ عُسرٍ أَخا يُسرِ
لَقَد كَشَفَ الإِثراءُ عَنكَ خَلائِقاً  مِن اللؤمِ كانَت تَحتَ سِترٍ مِن الفَقرِحفظ العهود
ومنها حفظ حرمات الصحبة والعشرة قال جعفر الصادق، : "مودة يوم صلة، ومودة سنة رحم ماسةٍ من قطعها قطعه الله عز وجل"؛ وقال علي بن عبيدة الريحاني: "الأحرار ما لم يلتقوا معارف، فإذا التقوا صاروا أخواناً، فإذا تعاشروا توارثوا"؛ وقال الصادق: "صداقة عشرين يوماً قرابةٌ"

حفظ العهد:

ومنها الدوام للإخوان على حسن العشرة، وإن وقعت بينهم وحشةٌ أو نفرة، فلا يترك كرم العهد، ولا يفشي الأسرار المعلومة في أيام الأخوة
وينشد لبعضهم:
نَصِلُ الصَديقَ إِذا أَرادَ وِصالَنا  وَنَصُدُّ عِندَ صُدودِهِ أَحيانا
إِن صَدَّ عَنّي كُنتُ أَكرَمَ مُعرِضٍ  وَوَجَدتُ عَنهُ مَذهَباً وَمَكانا
لا مُفشياً بَعدَ القَطيعَةِ سِرَّهُ  بَل كاتِمٌ مِن ذاكَ ما اِستَرعانا
إِن الكَريمَ إِذا تَقَطَّعَ وُدُّهُ  كَتَمَ القَبيحَ وَأَظهَرَ الإِحسانا
حفظ العهد:

ومنها ملازمة الأخوة، والمداومة عليها، وترك الملل؛ فقد قال النبي (ص): "أحب الأعمال إلى الله أدومها، وإن قل" وقال محمد بن واسع: "وليس لملولٍ صديقٌ ولا لحاسدٍ غناءٌ"

حنث الوعد:

ومنها ألا يعدهم ويخالفهم، فإنه نفاق قال (ص): "علامة المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" وقال الثوري : "لا تعد أخاك وتخلفه فتعود المحبة بغضة" وأنشدوا:
يا واعِداً أَخلفَ في وَعدِهِ  ما الخُلفُ مِن سيرَةِ أَهلِ الوَفا
ما كانَ ما أَظهَرتَ مِن وُدِّنا  إِلّا سِراجاً لاحَ ثُمَ اِنطَفا"
وتحت عناوين مختلفة تكلم عن موضوع العتاب وهو لوم الإخوان وقبوا أعذارهم عند اللوم فقال:

"الصفح عن العثرات:

ومنها الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها قال الفضيل بن عياض: "الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان"، فكما يجب على العبد الأدب مع سيده، يجب عليه معاشرة من يعينه عليه قال بعض الحكماء: "المؤمن طبعاً وسجية"، وقال ابن الأعرابي: "تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم"

إقلال العتاب:

ومنها الإغضاء عن الصديق في بعض المكاره، وينشد:
صَبَرتُ عَلى بَعضِ الأَذى خَوفَ كُلِّهِ  وَدافَعتُ عَن نَفسي بِنَفسي فَعَزَّتِ
فَيا رُبَّ عِزّ ساقَ لِلنَّفسِ ذُلَّها  وَيا رُبَّ نَفسٍ بِالتَذلُّلِ عَزَّتِ
وَجَرَّعتُها المَكروهَ حَتّى تَجَرَّعَت  وَلَو لَم أُجَرِّعها كَذا لاشمَأَزَّتِ
وأنشد ثعلب:
أُغمِّضُ عَيني عَن صَديقي تَجَسُّماً  كَأَنّي بِما يَأتي مِن الأَمرِ جاهِلُ
وَما بِيَ جَهلٌ غَيرَ أَنَّ خَليقَتي  تُطيقُ اِحتمالُ الكُرهِ فيما تُحاوِلُ
ولبعضهم:
إِذا كُنتَ في كُلِّ الأُمورِ مُعاتِباً  صَديقَكَ لَم تَلقَ الَّذي لا تُعاتِبُه
فَعِش واحِداً أَو صِل أَخاكَ فَإِنَّهُ  مُقارِفُ ذَنبٍ مَرَّةً وُمُجانِبُه
إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى  ظَمِئتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفو مَشارِبُه

قبول الاعتذار:

ومنها قبول العذر من فاعله، صدق أو كذب؛ لقول رسول الله (ص): "من اعتذر إليه أخوه المسلم، فلم يقبل عذره، فعليه مثل صاحب مكس" ولبعضهم:

أَقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً  إِن يَروِ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظَاهِرُهُ  وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا
قال عبد الله بن المبارك: "المؤمن طالب عذر إخوانه، والمنافق طالب عثراتهم"

 

وقد وضح الرجل أوجه المعاشرة فقال :

"أوجه المعاشرة:

وللمعاشرة أوجه: فللمشايخ والأكابر: بالحرمة والخدمة والقيام بأشغالهم
وللأقران والأوساط: بالنصيحة وبذل الموجود والكون عند الأحكام، ما لم يكن إثماً وللمريدين والأصاغر: بالإرشاد والتأدب والحمل على ما يوجبه العلم، وآداب السنة، وأحكام البواطن، والهداية إلى تقويمها بحسن الأدب"

الخطأ فى الفقرة هو وجود أكابر وأصاغر فى المجتمع المسلم وهو ما يخالف قوله تعالى "إنما المؤمنون أخوة"

والخطأ الآخر خدمة المشايخ والأكابر فلا يوجد فى المجتمع المسلم خدمة بالمعنى المعروف من سيد وخادم وإنما يوجد تعاون وطاعة لله

ووضح المؤلف بعض أفعال العشرة فقال :

 "الصفح عن العثرات:

ومنها الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها قال الفضيل بن عياض: "الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان"، فكما يجب على العبد الأدب مع سيده، يجب عليه معاشرة من يعينه عليه قال بعض الحكماء: "المؤمن طبعاً وسجية"، وقال ابن الأعرابي: "تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم"

وواجب على المؤمن أن يجانب طلاب الدنيا، فإنهم يدلونه على طلبها ومنعها، وذلك يبعده عن نجاته ويقظته عنها، ويجتهد في عشرة أهل الخير وطلاب الآخرة؛ ولذلك قال ذو النون لمن أوصاه: "عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك، وتعينك رؤيته على الخير، ويذكرك مولاك"

ورغم كون عنوان الفقرة الصفح عن العثرات فان الغزى تكلم عن وجوب البعد عن أهل السوء طلاب الدنيا فى السطور الأربعة الأخيرة وهو معنى بعيد عن العفو عن أخطاء الإخوان

وكرر الرجل الكلام عن حسن العشرة فقال تحت عناوين متكررة أو مختلفة :

"حسن العشرة:

ومنها ملازمة الأدب مع الإخوان وحسن معاشرتهم؛ فقد قال الجنيد ، إذ سُئل عن الأدب: "إنه حسن العشرة" والفرق بين عشرة العلماء والجهال قول يحيى بن معاذ الرازي: "إن العلماء عبدوا الله بقلوبهم، والناس عبدوه بأبدانهم، والجهال عبدوه بألسنتهم، وهم عبدوه بقلوبهم وأبدانهم وألسنتهم"

حسن العشرة:

ومنها مطالبة الإخوان بحسن العشرة حسب ما يعاشرهم به؛ لقوله (ص): "لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" قال الحكيم: "صفوة العشرة للخلق، رضاك عنهم بمثل ما تعاشرهم به" وقال أبو بكر بن عياش : "اطلب الفضل بالإفضال منك، فإن الصنيعة إليك كالصنيعة منك"

جوامع العشرة:

ومن جوامعها قول ابن الحسن الوراق، وقد سأل أبا عثمان عن الصحبة، قال: "هي مع الله بالأدب، ومع الرسول (ص) بملازمة العلم واتباع السنة، ومع الأولياء بالاحترام والخدمة، ومع الإخوان بالبشر والانبساط وترك وجوه الإنكار عليهم، ما لم يكن خرق شريعة أو هتك حرمة، قال الله تعالى: "خُدِ العَفوَ وَأَمرُ بِالعُرفِ"، والصحبة مع الجهال بالنظر إليهم بعين الرحمة، ورؤية نعمة الله عليك إذ لم يجعلك مثلهم، والدعاء لله أن يعافيك من بلاء الجهل"

وتحت عنوان آداب الصحبة قسم الرجل الأصحاب وبين أحكام مصاحبة كل صنف من الصحاب فقال :

"صحبة الله:

فمع الله، سبحانه: باتباع أوامره، وترك نواهيه، ودوام ذكره، ودرس كتابه، ومراقبة أسرار العبد إن يختلج فيها ما لا يرضاه مولاه، والرضا بقضائه، والصبر على بلائه، والرحمة والشفقة على خلقه"

وتعبير صحبة الله تعبير خاطىء فالله ليس له صاحب ولا صاحبة ومن هذا العنوان المفروض أن تخرج أنواع الصحبة ولكنه جعل النوع الجامع نوع جزئى  وبقية الأنواع هى :

صحبة النبي (ص):

ومع النبي (ص): باتباع سنته، وترك مخالفته فيما دق وجل
صحبة الصحابة وآل البيت:

ومع أصحابه وأهل بيته: بالترحم عليهم، وتقديم من قدم، وحسن القول فيهم، وقبول أقوالهم في الأحكام والسنن، لقوله (ص): "أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم"، وقوله (ص): "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي"
صحبة أولياء الله:

ومع أولياء الله: بالخدمة، والاحترام لهم، وتصديقهم فيما يخبرون عن أنفسهم ومشايخهم؛ فقد روي عن النبي (ص): "أن الله، تعالى، يقول: من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة"

تعبير أولياء الله عند الغزى والعامة تعبير خاطىء يقصد به مجموعة من الناس بينما قصد الله به كل المؤمنين كما قال تعالى "الله ولى المؤمنين "وقال " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" والصحابة وآل البيت والنبى(ص) نفسه أفراد منهم وأكمل فقال :

 "صحبة السلطان:

ومع السلطان: بالطاعة في غير معصية الله إذ مخالفته سنة، فلا يدعو عليه فيهما، بل يدعو له غائباً، ليصلحه الله تعالى، ويصلح على يديه؛ وينصحه في جميع أمور دينه، ويصلي ويجاهد معه؛ لقول النبي (ص): "الدين النصيحة"، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله ولأئمة المسلمين، وعامتهم"
صحبة الأهل والولد:

ومع الأهل والولد: بالمداراة وسعة الخلق والنفس وتمام الشفقة وتعليم الأدب والسنة، وحملهم على الطاعة؛ لقوله تعالى: "يا أَيُّها الَّذين آَمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم ناراً" الآية، والصفح عن عثراتهم، والغض عن مساوئهم في غير إثمٍ أو معصيةٍ، لقول النبي (ص): "المرأة كالضلع، إن أقمتها تكسرها، وإن داريتها تعش منها على عوج"
صحبة الإخوان:

ومع الإخوان: بدوام البشر، وبذل المعروف، ونشر المحاسن، وستر القبائح، واستكبار برهم إياك، واستقلال إياهم، وإن كثر، ومساعدتهم بالمال والنفس، ومجانبة الحقد والحسد والبغي وما يكرهون من جميع الوجوه، وترك ما يعتذر منه

صحبة العلماء:

ومع العلماء: بملازمة حرماتهم، وقبول أقوالهم، والرجوع إليهم في المهمات، ومعرفة المكان الذي جعله الله لهم من خلافة نبيه ووراثيه؛ لقوله (ص): "العلماء ورثة الأنبياء"

صحبة الوالدين:

ومع العلماء: ببرهما بالخدمة بالنفس والمال في حياتهما، وإنجاز وعدهما بعد وفاتهما، والدعاء لهما في كل الأوقات، وإكرام أصدقائهما؛ لقوله؛ (ص): "إن البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه"؛ وقد قال رجل لرسول الله (ص): هل بقي علي من بر والدي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال: "نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما" وقال (ص): "من العقوق أن يرى أبواك رأياً وترى غيره"
صحبة الضيف:

ومع الضيف: بالبشر، وطلاقة الوجه، وطيب الحديث، وإظهار السرور، وقبول أمره ونهيه، ورؤية فضله ومنته بإكرامك وتحريه لطعامك
ولمعرس بن كرام:
مَن دَعانا فَأَبَينا  فَلَهُ الفَضلُ عَلَينا
فَإِذا نَحنُ أَتَينا  رَجَعَ الفَضلُ إِلَينا
أدب الأحداث:

ومنها ألا يكلم الأحداث بحضرة الشيوخ قال جابر: قدم وفد جهينة على النبي (ص) فقام غلام ليتكلم، فقال النبي (ص): "وأين الكبراء؟"ومنها أن الإنسان إذا أراد سفراً يسلم على إخوانه ويزورهم، فلعل لأحدهم حاجةً في وجهته، لقول النبي (ص): "إذا سافر أحدكم فليسلم على إخوانه، فإنهم يزيدونه بدعائه خيراً"

والخطأ هنا هو عدم كلام الأحداث بحضرة الشيوخ فالكلام مباح لكل الناس صغارا وكبارا طالما كان حسنا وفى هذا قال تعالى "وقولوا للناس حسنا"

وتناول أصحاب من أنواع أخرى فى أماكن أخرى فقال :

عشرة الأهل والنسوان:

ومنها أدب العشرة مع النسوان والأهل، لأن الله خلقهن ناقصات عقل ودين، فيعاشرهن بالمعروف على حسب ما جبلهن الله عليه، ولذلك جعل الله سبحانه شهادة امرأتين كشهادة رجل واحد وقال (ص): "ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودين أذهب بعقول الرجال وذوي الألباب منكن" الحديث: وقال (ص): "خيركم خيركم لأهله" وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "عقل المرأة جمالها، وجمال الرجل عقله" وسئل أبو جعفر عن قوله تعالى: "وَعاشِروهُنَّ بِالمَعروفِ"
فقال: "هو حسن الصحبة مع من سألت ومن كرهت صحبتها"

الكلام عن نقص الدين والعقل لدى النساء يخالف أن الدين كامل وأن العقل كامل والنقص إنما هو فى الفعل ولو تكلمنا عن النواقص فالرجال عندهم نقص فى الدين أيضا فليس لهم إرضاع الأطفال بينما هذا من كمال النساء وكذلك الأمر فى الحمل والولادة ثم قال:

"حسن معاشرة الخادم:

ومنها حسن العشرة مع الخادم، لقول رسول الله (ص): "هم إخوانكم، جعلهم الله تعالى تحت أيديكم، فأطمعوهم مما تأكلون، وأكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون" وكان آخر كلامه (ص) وهو محتضر: "الصلاة وما ملكت أيمانكم" وقال أنس : "خدمت رسول الله (ص) عشر سنين فما قال لشيءٍ فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيءٍ لم أفعله لم لا فعلته" وقال رجل لرسول الله (ص): "ما حق جاري عليَّ؟" قال: "تفرشه معروفك، وتجنبه أذاك، وتجيبه إذا دعاك"

ونلاحظ أن العنوان يتكلم عن الجار ولكن الجزئية الأخيرة فى الفقرة تتحدث عن حقوق الجار وهو خلل فى الكلام  ثم قال :

"عشرة أهل الأسواق والتجار:

ومنها العشرة مع أهل الأسواق والتجار إلا تخلف وعدهم وتعذرهم في خلف الوعد إذ لا يمكن الخروج من حقك إلا في الوقت الذي يسره الله: وتعلم أن جلوسك على الحانوت غاية طلب الدنيا، وتعذرهم في ذلك لأجل قضاء دين أو نفقة على عيال أو أبوين، فالجلوس في الحانوت في حقك نقص، وفي حقهم عذر؛ فإن جاء أحد يشتري منك شيئاً فالله سائقه إليك لرزقك، فلا تشب بيعك بخلف، ولا كذب، ولا خنى لئلا تحرم بهذه الأمور المحرمة ما رزقك الله حلالا مقدراواحمد الله على ربحك، وافرح بربح أخيك كفرحك بربحك؛ لقوله (ص): "لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"

وإذا أمسكت الميزان فاذكر ميزان القيامة، وما عليك من الحق، وأحذر التطفيف، لقوله تعالى: "وَيلٌ لِلمُطَفِفينَ" وأنظر معسراً عن مال، لقوله تعالى: "فَنَظِرَةَ إِلى مَيسَرَةٍ"؛ فقد جعل الله له أماناً ومهلةً وأقل من استقالك، لقوله (ص): "من أقال نادماً بيعته أقال الله عثرته يوم القيامة"وأرجح لمن وزنت له، فإن النبي (ص) قال لوزان وزن لصاحب حق: أرجح وإذا وزنت لنفسك فأنقص لتيقن وجه الحلواحذر المطل مع الميسرة، لقوله (ص): "مطل الغني ظلم" ولا تمدح سلعتك وتذم سلعة أخيك، فهو نفاقوالزم البر والصدق، لقوله (ص): "التجار فجار إلا من بر وصدق"وشب بيعك بشيء من الصدقة، لقوله (ص): "يا معشر التجار هذه البيوع يخالطها الحلف والكذب، فشوبوها بشيءٍ من الصدقة"واجعل خروجك للتجارة لتقضي حاجة المسلمين، فإن رزقك مقدر بفضل الله قال ابن المبارك: وتكون نيتك مباركةً عليك لقوله (ص): "نية المؤمن خير من عمله" قال بعض الحكماء في معنى الخير: "نية علا عمل خير من عمل بلا نية"

ثم تناول الغزى آداب الجوارح وهى من ضمن آداب الناس فقال :

آداب الجوارح:

ثم على كل جارحة أدب تختص بهِ:

أدب البصر:

فأدب البصر نظرك للأخ بالمودة التي يعرفها منك، هو والحاضرون، ناظراً إلى أحسن شيء يبدو منه، غير صارف بصرك عنه في حديثه لك
أدب السمع:

وأدب السمع: إظهار التلذذ بحديث محادثك، غير صارف بصرك عنه في حديثه، ولا قاطع له بشيء؛ فإن اضطرك الوقت إلى شيء من ذلك، فأظهر له عذرك

أدب اللسان:

وأدب اللسان: أن تحدث الإخوان بما يحبون في وقت نشاطهم لسماع ذلك، باذلاً لهم النصيحة بما فيه صلاحهم، مسقطاً من كلامك ما يكرهونه؛ ولا ترفع صوتك عليهم، ولا تخاطبهم إلا بما يفهمونه ويعلمونه
أدب اليدين:

وأدب اليدين: بسطهما للإخوان بالبر والصلة، ولا تقبضهما عنه، ولا عن الإفضال عليهم ومعونتهم فيما يستعينون به

أدب الرجلين:

وأدب الرجلين: أن تماشي إخوانك على حد التبع، ولا تتقدمهم؛ فإن قربك إليه تقرب بقدر الحاجة، وترجع إلى مكانك؛ ولا تقعد عن حقوق الإخوان ثقة بالأخوة، لأن الفضيل ، قال: "ترك حقوقهم مذلة"، وتقوم لهم إذا أبصرتهم مقبلين، ولا تقعد إلا بقعودهم، وتقعد حيث يقعدونك"

صون السمع واللسان:

ومنها صون السمع عن سماع القبيح، واللسان عن نطقه؛ فقد قال، (ص): يقول الله عز وجل: "أَينَ الَّذينَ كانوا يُنَزِّهونَ أَسماعَهُم عَن الخَنا أُسمِعهُم اليَومَ حَمدي وَالثَناءَ عَلَيَّ"
ولبعضهم:
تَحَرَّ مِن الطُرقِ أَوساطَها  وَخَلِّ عَن المَوضعِ المُشتَبَه
وَسَمعَكَ صُن عَن سَماعِ القَبيحِ  كَصَونِ اللِسانِ عَنِ النُطقِ بِه
فَإِنَكَ عِندَ اِستِماعِ القَبيحِ  شَريكٌ لِقائِلِهِ فَاِنتَبَه
فَكَم أَزعَجَ الحِرصُ مِن طَالب  فَوافى المَنيَّةَ في مَطلَبِه"

ثم اخترع الرجل ما سماه أدب الباطن باعتبار الجوارح أدب الظاهر فقال:
"آداب البواطن:

عنوان أدب الباطن:

واعلم، يا أخي، وفقك الله للرغبة في أدب الصحبة، أن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن، لقول النبي (ص) وقد رأى رجلاً يمس لحيته في الصلاة، فقال: "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه"؛ وقال الجنيد لأبي حفص، رحمة الله عليهما: "أدبت أصحابك أدب السلاطين"، فقال: "لا، يا أبا القاسم، ولكن حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن"
اقتران الأدب بالعلم والحال والصحبة:

ثم اعلم أن كل علم وحال وصحبة خرج من غير أدب غالب مرود على أهله، لقوله (ص): "إن الله أدبني فأحسن تأديبي" وكان (ص) يحب معالي الأخلاق

الباطن مطلع الله:

وإذا وجب على العبد مراعاة ظاهره لصحبة الخلق، فمراعاة باطنه أولى؛ لأنه مطلع الرب تعالى

أوجه مراعاة الباطن:

ومراعاة باطنه وآدابها بملازمة: الإخلاص، والتوكل، والخوف، والرجاء، والرضا، والصبر، وسلامة الصدر، وحسن الطوية، والاهتمام بذلك في أمر المسلمين؛ لقوله (ص): "من لم يهتم للمسلمين فليس منهم"
فإذا تأدب الناظر في كتابنا هذا بهذه الآداب، وتأدب ظاهره بما ذكرنا، رجوت أن يكون من الموقنين:

وما كتبه الغزى تحت عنوان اقتران الأدب بالعلم والحال والصحبة فى الفقرة السابقة لا علاقة له بالباطن المذكور فى الفقرة كلها

وفى بقية الكتاب تناول مواضيع مختلفة عن أخلاق الأصحاب فقال:

"ترك الحسد:

ومنها ألا يحسدهم على ما يرى عليهم من آثار نعمة الله، بل يفرح بذلك، ويحمد الله على ذلك كما يحمده إذا كانت عليه؛ فإن الله تعالى ذم "الحاسدين" على ذلك بقوله: "أَم يَحسُدُونَ الناسَ عَلى ما أتَاهُمُ اللَهُ مِن فَضلِهِ"، وقال (ص): "كاد الحسد أن يغلب القدر"، وقال: "لا تحاسدوا"
عدم المواجهة بما يكره:

ومنها ألا يواجههم بما يكرهون، فإن رسول الله (ص) نهى عن ذلك"

الخطأ عدم مواجهة الأصحاب بما يكرهون وهو ما يخالف وجوب مواجهتهم إذا أذنبوا من باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كما قال تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"

ملازمة الحياء:

ومنها ملازمة الحياء في كل حال، لقوله (ص): "الإيمان بضعة وسبعون - أو وستون - باباً، أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان" وقال رجل للنبي (ص): أوصني، قال: "استحيي من الله عز وجل كما تستحيي رجلاً من صالح قومك" وقال: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار"

والخطأ وجوب الحياء فى كل حال فلا حياء فى الحق وهو ما عاتب الله رسوله(ص) فيه لأنه استحى من قول الحق فقال :

ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق"

المروءة والمحبة:

ومن المعاشرة صدق المروءة وصفاء المحبة، فإنها لا تتم إلا بهما
إظهار الفرح والبشاشة:

ومنها بشاشة الوجه، ولطف اللسان، وسعة القلب، وبسط اليد، وكظم الغيظ، وترك الكبر، وملازمة الحرمة، وإظهار الفرح بما رزق من عشرتهم وأخوتهم

صحبة العالم العاقل:

ومنها ألا يصحب إلا عالماً، أو عاقلاً فقيهاً حليماً قال ذو النون رحمة الله عليه: "ما خلع الله على عبدٍ من عبيده خلعةً أحسن من العقل، ولا قلده قلادةً أجمل من العلم، ولا زينه بزينةٍ أفضل من الحلم، وكمال ذلك التقوى"وقال (ص): "من سعادة المرء أن يكون إخوانه صالحين"

والخطأ عدم صحبة سوى العالم أو العاقل وهو ما يناقض وجوب مصاحبة الكفار وهم مجانين لكفرهم بالله ومنهم الوالدين الكفار كما قال تعالى "وصاحبهما فى الدنيا معروفا"

 "سلامة القلب وإسداء النصحية:

ومنها سلامة قلبه للإخوان، والنصيحة لهم، وقبولها منهم، لقوله تعالى: "إِلّا مَن أَتى اللَهَ بِقَلبٍ سَليمٍ" وقال السقطي : "من أجل أخلاق الأبرار سلامة الصدر للإخوان والنصيحة لهم"

صحبة الوقور:

ومنها صحبة من يستحيا منه ليزجره ذلك عن المخالفات؛ فقال قال عليٌّ كرم الله وجهه: "أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه" وقال أحمد بن حنبل : "ما أوقعني في بلية إلا صحبة من لا أحتشمه"
الإخلاص في الصحبة:

ومنها أن يراعي في صحبة أخوانه صلاحهم لا مرادهم، ودلالته على رشدهم لا على ما يحبونه قال أبو صالح المزي، : "المؤمن من يعاشرك بالمعروف، ويدلك على صلاح دينك ودنياك، والمنافق من يعاشرك بالمماذعة، ويدلك على ما تشتهيه، والمعصوم من فرق بين الحالين"
ترك الأذى:

ومنها ألا تؤذي مؤمناً، ولا تجاهل جاهلاً؛ لقوله (ص): "إن الله يكره أذى المؤمن" وقال الربيع ابن خيثم : "الناس رجلان، مؤمن فلا تؤذه، وجاهلٌ فلا تجاهله"

رأي عمر في المودة:

ومنها قول عمر بن الخطاب : "ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه"
حسن الظن:

ومنها حمل كلام الإخوان على أحسن الوجوه ما وجدت ذلك قال سعيد بن المسيب : "كتب إلي بعض إخواني من الصحابة أن ضع أمر أخيك على الأحسن ما لم تغلب"

معرفة أسماء الإخوان وأنسابهم

ومنها معرفة اسم الإخوان واسم آبائهم لئلا تقصر في حقوقهم؛ فقد قال ابن عمر ما: رآني النبي (ص) ألتفت، فقال: "إلام تلتفت؟"قلت: إلى أخ لي أنا في انتظاره، فقال رسول الله (ص): "إذا أحببت رجلاً فسله عن اسمه، واسم أبيه وجده وعشيرته ومنزله، فإن مرض عدته، وإن استعان بك أعنته"
ترك الاستخفاف:

ومنها ترك الاستخفاف بأحد من الخلق، ومعرفة كل واحد منهم ليكرم على قدره قال ابن المبارك: "من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته"
ملازمة الصديق:

ومنها ألا تقطع صديقاً بعد مصادقته، ولا ترده بعد قبول:
لا تَمدَحَنَّ اِمرأً حَتّى تُجرِّبَهُ  وَلا تَذُمَّنَّهُ مِن غَيرِ تَجريبِ
فَإِنَّ حَمدَكَ مَن لَم تَبلُهُ سَرَفٌ  وَإِنَّ ذَمَّكَ بَعدَ الحَمدِ تَكذيبُ
قال حمدون القصار: "اقبلوا إخوانكم بالإيمان، وردوهم بالكفر؛ فإن الله سبحانه وتعالى أوقع ما بين هذين في مشيئته، وقال: "إِنَّ اللَهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشاءُ"
قدسية الصداقة:

ومنها ألا يضيع صداقة صديق بعد ود، فإنها عزيزة؛ وكتب عالم إلى من هو مثله: "أن اكتب لي بشيءٍ ينفعني في عمري"، فكتب إليه: "بسم الله الرحمن الرحيماستوحش من لا إخوان له، وفرط المقصر في طلبهم؛ وأشد تفريطاً من ظفر بواحد منهم فضيعه؛ ولوجد أن الكبريت الأحمر أيسر من وجدانه؛ وإني أطلبه منذ خمسين سنة، ولم أجد إلا نصف صديق"
والناس ثلاثة: معرفة، وأصدقاء، وإخوان؛ فالمعرفة بين الناس كثيرة، والأصدقاء عزيزة، والأخ قلما يوجد

التواضع والتكبر:

ومنها التواضع للإخوان، وترك التكبر عليهم قال رسول الله (ص): "إن الله عز وجل أوحى إلي أن تواضع حتى لا يفخر أحد على أحد"وقال المبرد: "النعمة التي لا يحسد صاحبها عليها التواضع، والبلاء الذي لا يرحم صاحبه العجب"

كلمة المبرد خاطئة فكل شىء صالح يقع الحسد فيه كما قال تعالى "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله"

"حفظ المودة والأخوة:

ومنها حفظ المودة القديمة والأخوة الثابتة، لقوله (ص): "إن الله يحب حفظ الود القديم"؛ ودخلت امرأةٌ على رسول الله (ص) فأدناها، فقيل له في ذلك، فقال: "إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان؛ وقال محمد المغازلي : "من أحب أن تدوم له المودة، فليحفظ مودة إخوانه القدماء" ولبعضهم:
ما ذاقَتِ النَفسُ على شَهوةٍ  أَلَذَّ مِن حُبِّ صَديقٍ أَمين
من فاتَهُ وُدُّ أَخٍ صالِحٍ  فَذَلِكَ المَغبونُ حَقَّ اليَقين
ولبعض الحكماء من السلف: "عاشروا الناس، فإن عشتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم"

صحبة السلامة:

ومنها قول أبي عثمان الحيري، وقد سئل عن صحبة السلامة: "أن يوسع الأخ على أخيه من ماله، ولا يطمع فيما له، وينصفه، ولا يطلب الإنصاف منه، ويستكثر قليل بره، ويستصغر من منا به عليه"
الإيثار والإكرام:

ومنها إيثار الإخوان بالكرامة على نفسه قال أبو عثمان: "من عاشر الناس، ولم يكرمهم، وتكبر عليهم، فذلك لقلة رأيه وعقله؛ فإنه يعادي صديقه، ويكرم عدوه، فإن إخوانه في الله أصدقاؤه، ونفسه عدوه" وروي عن النبي (ص) أنه قال: "أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك" وقال القاسم بن محمد: "قل جعل الله في الصديق البار عوضاً من الرحم المدبر"

حقوق الفقراء:

ومنها معرفة حقوق الفقراء، والقيام بحوائجهم وأسبابهم قال ابن أبي أوفى: "كان رسول الله (ص) لا يأنف ولا يستكبر، أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضي حاجتهما"

حفظ الأسرار:

ومنها حفظ أسرار الإخوان، فقد قال النبي (ص): "استعينوا على حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود" وقال بعض الحكماء: "قلوب الأحرار قبور الأسرار" وقيل: "أفشى رجل لصديق له سرا من أسراره، فلما فرغ قال له: حفظته؟ قال: لا، بل نسيته"
ولبعضهم:
لَيسَ الكَريمُ الَّذي إِن زَلَّ صاحِبُهُ  بَثَّ الَّذي كانَ مِن أَسرارِهِ عَلِما
إِنَّ الكَريمَ الَّذي تَبَقى مَودَّتُهُ  وَيَحفَظُ السِرَّ إِن صافى وَإِن صَرَما
قبول المشورة:

ومنها المشورة مع الإخوان وقبولها منهم قال الله عز وجل: "وَشاوِرهُم في الأَمرِ" قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (ص): "إن الله ورسوله غنيان عنها، ولكن جعلها الله رحمة لأمتي، فمن شاور منهم لم يعدم رشداً، ومن ترك المشورة منهم لم يعدم غياً"
إيثار الأصحاب:

ومنها إيثار الأرفاق على الإخوان قال الله تعالى: "وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ" وقيل سعي إلى بعض الخلفاء بالصوفية أنهم يرفضون الشريعة، فأخذ منهم طائفة، منهم أبو الحسين النوري فأمر بضرب أعناقهم، قال: فبادر أبو الحسين إلى السياف، فقال له السياف: ما لك بادرت دون أصحابك؟ فقال: أردت إيثار أصحابي بحياة هذه اللحظة، فكان ذلك سبب نجاتهم
التخلق بمكارم الأخلاق:

ومنها التخلق بمحاسن الأخلاق قال أبو محمد الحريري: "كمال الرجل في ثلاثة: الغربة، والصحبة، والفطنة؛ فالغربة لتذليل النفس، والصحبة للتخلق بأخلاق الرجال، والفطنة للتمكين"

الصحبة والوفاء:

ومنها أن تصاحب الإخوان على الوفاء والدين، دون الرغبة والرهبة والطمع قال الحريري: "تعامل القرن الأول فيما بينهم بالدين زماناً طويلاً حتى رق الدين، ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى الوفاء، ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء، ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة" قال الشيخ: وكنت أستحسنها له حتى رأيت مثلها للشعبي، وأظنه زاد، وسيأتي ما هو أشد"

 الخطأ تكلم الرجل عن  القرون الأربعة وهو لم يعاصر سوى جزء من قرنه ومع هذا يتكلم عنهم وكأنه رأى وسمع من الكل وهو كلام خاطىء

"ترك المداهنة:

ومنها ترك المداهنة في الدين مع من يعاشره قال سهل بن عبد الله التستري: "لا يشم رائحة الصدق من داهن نفسه أو غيره"

الذب عن الإخوان:

ومنها القيام بأعذارهم، والذب عنهم، والانتصاب له، كما قال الجنيد ، وقيل له: "ما بال أصحابك أكلهم كثير؟ قال: لأنهم لا يشربون الخمر، فيكون جوعهم أكثر؛ وقيل له: ما بالهم لهم قوة شهوةٍ؟ قال: لأنهم لا يزنون، ولا يدخلون تحت محظورٍ؛ قيل: فما بالهم لا يطربون إذا سمعوا القرآن؟ قال: لأنه كلام الحق، ما فيه ما يوجب الطرب، نزل بأمر ونهيٍ، ووعدٍ ووعيدٍ، فهو يقهر؛ قيل: فما بالهم يطربون عند القصائد؟ قال: لأنها مما عملت أيديهم؛ قيل: فما بالهم يطربون عند الرباعيات؟ قال: لأنها كلام المحبين والعشاق؛ قيل: فما بالهم محرومين من الناس؟ قال: قد قال أستاذنا القصار، إذ سئل عن ذلك: لخلال ثلاث، أحدها: أن الله لا يرضى ما لهم لهم، والثانية: أنه تعالى لم يرض حسناتهم بصحائف الناس، والثالثة: أنهم قومٌ لم يسيروا إلا إلى الله، فمنحهم كل ما سواه، وأفردهم له"

احتمال الأذى:

ومنها احتمال الأذى، وقلة الغضب، والشفقة، والبسط، والرحمة، لقول النبي (ص) للرجل إذ قال له: عظني، وأوجز، قال: "لا تغضب" وقوله: "من موجبات المغفرة طيب الكلام" وقوله: "من لا يرحم لا يرحم"

الانبساط في النفس والمال:

ومنها الانبساط لإخوانه في النفس والمال، وألا يرى بينه وبينهم فرقاً، لما روي عن النبي (ص): "أنه كان ينبسط في مال أبي بكر ، ويحكم فيه كانبساطه في ماله وحكمه"

مجانبة الخصال الذميمة:

ومنها مجانبة التباغض والتدابر والتحاسد، لقوله (ص): "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً" فأمرهم بإسقاط ذلك في حق الأخوة، ونزهها عن هذه الخصال الذميمة
بغض الدنيا:

ومنها التآلف مع الإخوان على بغض الدنيا، فإنه لا يقع بينهم المخالفة إلا بسببها وقال (ص): "المؤمن مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف"

حسن الجوار:

ومنها حسن الجوار، وأن يأمنك جارك في أسبابه: في نفسه ودينه وأهله وماله وولده؛ لقوله (ص): "لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه" وقوله (ص): "ليس بمؤمن من يشبع وجاره إلى جانبه طاو" وقوله: "لا تؤذ جارك بقتار قدرك" ولا بلسانك أيضاً، ولا تحسده في شيء من أحواله وأفعاله؛ وأشفق عليه وعلى أهله وولده كشفقتك على نفسك وأهلك؛ واحفظ ماله كحفظ مالك

حرمة الإخوان:

ومنها القيام بحرمة من هو دونه من الإخوان، فكيف بمن هو فوقه أو مثله، لقوله (ص): "سيد القوم خادمهم" وقال يحيى بن أكثم: بت ليلةً عند أمير المؤمنين المأمون، فانتبهت وأنا عطشان، فوثب من مرقده، فجاءني بماءٍ، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا دعوت بخادم؟ فقال: حدثني أبي عن أبيه عن عقبة بن عامر الجني ، قال النبي (ص): "سيد القوم خادمهم"

المشاركة في السراء والضراء:

ومنها أن يشارك إخوانه في المكروه والمحبوب، لا يتلون عليهم في الحالين جميعاً

الإعراض عن الواشي النمام:

ومنها ألا يقبل على إخوانه قول واش نمام، لقول الخليل بن أحمد: "من نم لك نم عليك، ومن أخبرك خبر غيرك أخبره بخبرك"قال (ص): "لا يدخل الجنة قتات"

الوفاء في الحياة والوفاة:

ومنها الوفاء للإخوان في الحياة والوفاة، لقول بعض الحكماء: "من لم يف للإخوان كان مغموز النسب"

هجر استبقاء الود

ومنها ألا يهجر الأخ بغضة بل هجر استبقاء لوده وقطع مقالة واش عنه؛ فقد ورد من طريق عن النبي (ص): "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"

التودد والصفح:

ومنها التودد للإخوان بالاصطناع إليهم والصفح عنهم وقال (ص): "اصنع المعروف إلى من هو أهله فإن لم تصب أهله فأنت أهله" وقال (ص): "رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس واصطناع المعروف إلى كل برٍ وفاجرٍ"وينشد لابن أبي النجم:
اِصنَعِ الخَيرَ ما اِستَطَعتَ وَإِن  كُنتَ لا تُحيطُ بِكُلِّهِ
فَمَتى تَصنَعُ الكَثيرَ إِذا  كُنتَ تارِكاً لِأَقَلِّهِ"
الخطأ وجود عقل بعد الدين فلا عقل لمن لم يحكم دين الله فى كل أموره وما ذكره الرجل هو من أمور الدين التى يؤمن بها العقل

إفطار المدعو:

ومنها ألا يصوم إذا دعاه أخ إلا بإذنه؛ وإن نوى الصوم فليفطر تحرياً لسروره؛ فإن أبا سعيد الخدري، ، قال: صنعت لرسول الله (ص)، طعاماً، فجاء هو وأصحابه، فلما وضع الطعام، قال رجل من القوم: إني صائم، فقال رسول الله (ص): "دعاكم أخوكم، وتكلف لكم، أفطر ثم صم يوماً مكانه إن شئت"

الخطأ وجود صوم تطوع فهو يخالف أنه لا يوجد سوى رمضان كما قال تعالى "فمن شهد الشهر فليصمه" والصوم هو عقوبة للذنوب فكيف يتم التطوع فى عمل كفارة عقوبة ؟

"تفقد الخلان والإخوان:

ومنها الرغبة في زيارة الإخوان والسؤال عن أحوالهم؛ فقد قال النبي (ص): "إن رجلاً زار أخاه في قريةٍ، فأرصد على مدرجته ملكاً، فقال له: إلى أين يا عبد الله؟ فقال أزور أخاً لي في الله تعالى في هذه القرية، فقال له: طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً"
وكان عبد الله بن مسعود يقول: "كنا إذا افتقدنا الأخ أتيناه، فإن كان مريضاً كانت عيادةً، وإن كان مشغولاً كانت عوناً، وإن كان غير ذلك كانت زيارةً"

الخطأ وجود ملاك فى الأرض وهو ما يناقض عدم نزول الملائكة الأرض لعدم اطمئنانها كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"

وأكد الرجل مصاحبة كل صاحب على طريقة معينة فقال:

"فهم نفوس الأصحاب:

ومنها أن تصاحب كلاً من الإخوان على قدر طريقته قال شبيب بن شيبة: "لا تجالس أحداً بغير طريقةٍ، فإنك إذا أردت لقاء الجاهل بالعلم، واللاهي بالفقه، والغبي بالبيان، آذيت جليسك" ويروى للإمام عليٍ، :
لِئَن كُنتُ مُحتاجاً إِلى العِلمِ إِنَنّي  إِلى الجَهلِ في بَعضِ الأَحايين أُحوَجُ
وَما كُنتُ أَرضى الجَهلَ خِدناً ولا أَخاً  وَلَكِنَني أَرضى بِهِ حينَ أُحوَجُ
فَمَن شاءَ تَقويمي فَإِنّي مُقوَّمٌ  وَمَن شاءَ تَعويجي فَإِنِّيَ مُعوَجُّ"
وكرر الكلام تحت عنوان أخر فقال:

"معرفة أقدار الرجال:

ومنها معرفة الرجال ومعاشرتهم على حسب ما يستحقونه، فقد قيل: إن فتى جاء إلى سفيان بن عيينة من خلفه فجذبه، وقال: يا سفيان، حدثني فالتفت سفيان إليه، وقال: يا بني، من جهل أقدار الرجال، فهو بنفسه أجهل"

فكل إنسان يجب أن يعامل على قدر المعرفة بأخلاقه ومعارفه العامة وليس المعارف الأفراد ومن ذلك معرفة سبق الغير للخير فقال تحت عنوان :

"ذو الود القديم:

ومنها معرفة حق من سبقك بالمودة قال بلال بن سعيد: "من سبقك بالود، فقد استرقك بالشكر"

واعتبر الرجل مساعدة الناس قدر الإمكان واجبة فقال تحت عنوان :

"مواساة الإخوان:

ومنها إنصاف الإخوان من نفسه، ومواساتهم من ماله؛ لقول النبي (ص): "أشرف الأعمال ذكر الله تعالى، وإنصاف المؤمن من نفسه، ومواساة الأخ من ماله"

وكرر الرجل نفس المعنى فى العنوان التالى:

"قضاء حوائج الإخوان:

ومنها التسارع إلى قضاء حاجة رافعها إليك، لقول جعفر الصادق: "إني لأسارع إلى قضاء حوائج الإخوان مخافة أن يستغنوا عني بردي إياهم" وقال ابن المنكدر: "لم يبق من الله إلا قضاء حوائج الإخوان"

وطالب بالصبر على مخاصمة الإخوان فقال :

"الصبر على الهجران:

ومنها الصبر على جفاء الإخوان، وإسقاط التهمة عنهم بعد صحة الأخوة"

وطالب الرجل ألا يطيل الصاحب الخصام مع صاحبه فقال:

"التمادي في الخصام:

ومنها ألا يغرق في الخصومة، ويترك للصلح موضعاً؛ فقد روي عن النبي (ص)، أو علي كرم الله وجهه: "أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما"قيل لأبي سفيان بن حرب: "بم نلت هذا الشرف؟ قال: ما خاصمت رجلاً إلا جعلت للصلح بينناً موضعاً"

وذكر الرجل التغافل عن أخطاء الاخوان فقال :

"التغافل:
ومنها التغافل عن الإخوان قال جعفر بن محمد الصادق: "عظموا أقدراكم بالتغافل"

وذكر الرجل وصية علقمة لابنه فى المصاحبة فقال:

"وصية علقمة لابنه:

ومن جامع الصحبة والعشرة قول يحيى بن أكثم لما حضرت علقمة العطار الوفاة، قال لابنه: "يا بني إذا صحبت الرجال، فاصحب من إذا أخدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن تحركت بك مؤنة صانك، وإن أمددت بخير مد، وإن رأى منك حسنة عدها، أو سيئة سترها، وإن أمسكت ابتدأك، أو نزلت بك نازلةٌ واساك، وإن قلت صدقك، أو حاولت أمراً أمرك، وإذا تنازعتما في حق آثراك" قال عبد الملك: "سمع الشعبي هذه الوصية فقال: تدري لم أوصاه بها؟ فقلت: لا! قال: لأبنه أوصاه ألا يصحب أحداً، لأن هذه الخصال لم تكمل في أحد"

وطالب باحترام الاخوان فقال:

"التوقير والرحمة:

ومنها تعظيم حرمة المشايخ، والرحمة والشفقة على الإخوان، لقول النبي (ص): "ليس منها من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا" وقال (ص): "من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة في الإسلام"      

وطالب بالتبسم فى وجوه الاخوان فقال :

"طلاقة الوجه:

ومنها طلاقة الوجه والاسترسال، لقوله (ص): "إن الله يحب الطلق الوجه، ولا يحب العبوس" وقال (ص): "من أخلاق المؤمنين والصديقين والشهداء والصالحين السياسة إذا تزاوروا، والمصافحة والبر إذا التقوا"

وبين الغزى ان الصاحب لا يوقع الفتنة بين الناس فقال:

"ترك الوقيعة:

ومنها ترك الوقيعة فيهم قال المهاجري: "قال أعرابي لرجل: قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس، لأن طالبها متهم بقدر ما فيه منها"
كما وضح أنه يطلب مشاهدة أخوانه كلما أمكن فقال :

"مشاهدة الإخوان:

ومنها ألا ينسيك بعد الدار كرم العهد والنزوع إلى مشاهدة الإخوان قال ابن الأنباري: "من كرم الرجل حنينه إلى أوطانه، وشوقه إلى إخوانه"

ووضح وجوب الرد على الاخوان فقال :

"رد الجواب:

ومنها المبادرة في الجواب عن كتاب الأخ، وترك التقصير فيه قال ابن عباس، : "إني أرى لرد الجواب حقاً، كما أرى لرد جواب السلام"
وأنشد لأبي هفان:
إِذا الإِخوانُ قاتَهُمُ التَلاقي  فَما شَيءٌ أَسَرُّ مِنَ الكِتابِ
وَإِن كَتَبَ الصَديقُ إِلى صَديقٍ  فَحَقُّ كِتابِهِ رَدُّ الجَوابِ"
كما طالب الصاحب باتباع أداب الاستئذان فقال:

"آداب الاستئذان:

ومنها الأدب في الاستئذان واستعمال السنة فيه؛ لقول النبي (ص): "الاستئذان ثلاث: الأولى تستنصتون، والثانية يستصلحون، والثالثة يأذنون أو يردون"

وذكر الرجل مصاحبة المخالف فى العقيدة فقال :

مخالف الاعتقاد:

ومنها ألا يعاشر من يخالفه في اعتقاده قال يحيى بن معاذ: "من خالف عقدك عقده خالف قلبك قلبه"

وهذا القول من الغزى يخالف هذا وجوب معاشرة الكفرة مثل الأبوين الكافرين كما قال تعالى "وصاحبهما فى الدنيا معروفا"

اجمالي القراءات 306

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2406
اجمالي القراءات : 19,113,126
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 511
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt