ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام:
ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام

أحمد أحمد Ýí 2007-06-05


ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام
أجزم واثقاً بأن أكثر الناس سروراً بتلك الضجة التي أثيرت حول هذا الموضوع، هو النظام الحاكم، فالشعب المصري سأم قصص الفضائح الجنسية، بكل تنوعاتها، لتكرارها، و الأهم لأن هناك ما يشغله، انها لقمة العيش التي عز عليه أن يجدها بكرامة في وطنه، لهذا فإن ضجة كهذه المثارة حول رضاع الكبير، جديدة في نكهتها، فهي ترتدي مسوح الدين، حيث الشعب المصري متدين بطبعه منذ أقدم العصور، و بالتالي فإن وقعها أفضل و ضجتها أعظم، فهي كما إنها تشغل الشع&Egravave; عن الإنشغال بحاله المزري، فإنها أيضا تزعزع – هكذا يتوهمون – ثقة المواطن البسيط في قيمه و دينه.



لقد جاءت تلك الضجة على الطبطاب، كما نقول في مصر، للنظام المباركي الحاكم.

عن رأيي الشخصي، فإنني أؤمن بأن الله، سبحانه و تعالى، لم يغلق باب، ليفتح بدلاً منه شباك، ليقفز منه الناس، متجاوزين ذلك الباب المغلق، بل البشر، أو بالأحرى بعضهم، هم من يستجيبون لنفوسهم الأمارة بالسوء، فينقبون سياج الفضيلة، فاتحين فيه كوات يقفز من خلالها من تسول له نفسه الأخذ بتلك الحيل، و ما أكثرها، لتنفيذ مآربهم الدنيئة، و هناك ما هو أبشع من رضاع الكبير في فقه الحيل، و في الكثير من هفوات كبار الأئمة و العلماء، لهذا فإن إستفتاء القلب، ضرورة، في مواقف كهذه المواقف، بل و في كل موقف، فالإسلام دين الفردية، و كل شخص مسئول عن نفسه، و بالتالي عن خيارته، و كل سيلقى جزاء ما اختار و ما سلك.

ان أكثر ما شد إنتباهي عند مطالعتي لتعليقات القراء، في أكثر من موقع على شبكة الانترنت، هو خجل بعض القراء المسلمين من هذا الموضوع، و شعورهم بالحرج أمام أهل الأديان الأخرى، حتى ودوا لو ان الموضوع لم يثر من أساسه، أو لفه النسيان سريعاً.

و لهؤلاء القراء الكرام، أقول لهم: لا داعي للخجل، فالإسلام ليس دين قائم على فتوى، أو حديث واحد، أو رأي إمام أو عالم مهما إشتهر اسمه، و ذاع سيطه، و قدم زمانه.

كما إنها فرصة لنا كمسلمين غيورين على ديننا، لنفتح كافة كتبنا، لكي نمحص أراء من سبقونا من العلماء و الأئمة، و ألا نضفي هالة من قداسة على أي منهم، أو أن نسربل أحد من العلماء أو الأئمة بحصانة. فباب الإجتهاد الذي أغلق في العصور الوسطى، قابل لأن يفتح ثانية، فمثلما أغلقه بشر، يستطيع أن يفتحه بشر، فالإسلام لا يعطي قدسية أو حصانة لأي قرار بشري، لمجرد أنه قديم، أو مر عليه زمن طويل.

الإسلام يحتاج لهزة لتنفض عنه غبار ما علق به طوال تاريخه، و بخاصة في مراحل الركود التي مر بها المسلمين، و لازالوا يعيشون في ظلالها. فلتكن قضية رضاع الكبير، هي تلك الهزة، التي توقظنا من غفوتنا، و تجعلنا أكثر شجاعة في فتح كتبنا لنقرأ ما خفي عنا، و إشعال نور عقولنا لتبحث و تستنتج و تفتي، و إيقاظ قلوبنا لتزن ما أخرجته لنا عقولنا و عقول الأخرين، لأننا لو لم نفعل ذلك، فعلينا أن ننتظر قضية أخرى تنفجر، كما أنفجرت في وجوهنا قضية رضاع الكبير، فنحن أمة أصبحت بحق لا تقرأ حتى كتبها و تراثها، و تضفي حصانة على ما لا يستحق، و تخاف أن تفكر و تزن، و في نفس الوقت تخاف أن يفتح أحد أخر من خارجها تلك الكتب، ليضعها تحت الضوء، فيعيرنا بها، فأنا على ثقة من أن الكثيرين لم يكونوا على علم بمسألة رضاع الكبير قبل تلك الضجة، مثلما لا يعلمون شيئاً عما في فقه الحيل.

على المسلمين اليوم، أن يدركوا بأن الأسلوب القديم، القائم على اضفاء الحصانة على كل رأي قديم، و في ذات الوقت إخفاء تلك الأراء عن عامة المسلمين و غير المسلمين، و تخويف الأخرين من التعرض للإسلام، أصبح لا يجدي، لأن الحواجز انهارت بالإنترنت و الفضائيات، و من قبلهما بمحطات الراديو التي تبث من خارج البلاد، كما أن أسلوب إرهاب الأخرين لإسكاتهم يخالف القانون، بل و يخالف الإسلام ذاته، و يصم الإسلام و المسلمين بتهمة الإرهاب، التي غدت لصيقة بهم، في ظل دعاية مضادة مكثفة، و أخطاء كثيرة و فادحة يقع فيها بعض المسلمين.

الكثير يعلم ما يحدث منذ سنوات في الجزائر، و بخاصة في منطقة القبائل - تلك المنطقة التي تقع في شمال الجزائر، و تعد أحد المعاقل الأمازيغية - من تحول عن الإسلام، و الذي قدره منذ عدة سنوات و تحديداً في 2001، حسن لعريبي، عضو البرلمان الجزائري آنذاك، بسبع حالات تحول يومية، و الأخبار الحديثة، في عام 2007، تدل على إستفحال تلك الظاهرة لا إنحسارها، بما يدل على أن الأساليب القديمة، من تخويف و إرهاب رسمي، و طمر الرؤوس في الرمال، مع إمتناع عن التجديد، بإضفاء حصانة على الكثير من الإجتهادات البشرية القديمة، مع قمع عروبي بإسم العروبة و الإسلام للأقليات المسلمة غير المتحدثة بالعربية، أي مزج الإسلام بالسياسة و نظرية القومية العربية، كلها تؤدي لأوخم العواقب، فالقضية اليوم أصبحت لا تتعلق ببلاد تقع في أطراف العالم الإسلامي، كما في أفريقيا جنوب الصحراء، أو في أندونيسيا، بل في مناطق في قلب العالم الإسلامي، مناطق كثيراً ما كانت قلاع للذود عن الإسلام فكريا و مادياً.

أن هذا الجيل، من المسلمين، علماء و غير علماء - فقد وضع الإمام ابن حزم الأندلسي الظاهري، رضي الله عنه، مهمة الإجتهاد على عاتق كل مسلم و مسلمة - يتحملون مهمة إحياء الإسلام، و إخراجه من قوالبه الصماء، التي وضعها فيه الأقدمون، أي عليهم المبادرة بإسترداد الإسلام من أصحاب الأفكار المنغلقة، التي تقدس القديم فقط لقدمه، و إن تعارض مع جوهر ما ينادي به الإسلام، من قيم الفضيلة، و البساطة، و العدالة، و المسئولية الفردية، و الإنفتاح على العلم و العالم.

أحمد حسنين الحسنية

حزب كل مصر

04-06-2007

اجمالي القراءات 2136

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبدالله سعيد     في   الأربعاء ٠٦ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8034]

القرآن يقول أن هذا لن يحدث .. فأكثر الناس كالأنعام

{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (44) سورة الفرقان

{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (103) سورة يوسف

{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} (106) سورة يوسف

{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} (1) سورة الرعد

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا} (89) سورة الإسراء

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} (50) سورة الفرقان

{ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} (70) سورة المؤمنون

{وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ} (71) سورة الصافات

{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} (78) سورة الزخرف

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-11-02
مقالات منشورة : 0
اجمالي القراءات : 0
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 15
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : EGYPT

احدث مقالات أحمد أحمد
more