المشركون :
المشركون

أسامة قفيشة Ýí 2018-05-04


المشركون

الإشراك هو الفعل المعاكس للتوحيد , و نقيض الشخص المشرك هو الشخص الحنيف .

لكشف شخصية المشرك و التعرف علية و على سلوكه و صفاته و كي لا نقع فيما وقع فيه معظم من قبلنا أكتب هذا المقال بصيغة سؤالٍ و جواب .

هل الشخص المشرك يعتبر شخصاً مؤمناً دينياً و عقائدياً ؟

نعم و هو صاحب دينٍ و لديه عقيدة , و يقر بوجود إله فيعبده و يتقرب إليه بالعبادة خوفاً و طمعاً , و لكنه يكون خاضعاً للهوى و المصلحة الدنيوية و الشخصية أي أنه يتلاعب بدينه و يخضعه لرغباته فهو يملك ديناً فاسداً .

إذاً فهو لا ينكر وجود الله جل وعلا ؟

طبعاً هو غير منكر و لكنه لا يلتزم بما أنزل الله , بل يلتزم بما يوحيه له الشيطان من تحريفٍ و تبديلٍ للرسائل الإلهية كي تنسجم مع رغباته و أهواءه حيث يقول جل وعلا ( ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) 23 الأنعام .

هذا يعني بأن المشرك يؤدي الصلاة و يؤتي الزكاة ؟

أجل فجميع المشركين كما قلنا يشترط فيهم التدين أي أنهم أصحاب و أهل دين - و لكن بتدين فاسد - و جميع الديانات تنص على ذلك , لذا أقول بأن الصلاة و الزكاة هي أمرٌ مشترك بين أهل الدين جميعاً , أي أن الشخص المشرك هو زميلنا في التدين , و أخٌ لنا في الدين كأخوة يوسف عليه السلام .

هل يشفع للمشرك اعترافه بالله رباً و هل يغلب عمله التعبدي فتمحو حسناته سيئاته ؟

لا , هذا غير مقبول قطعاً حيث يقول جل وعلا ( ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) 88 الأنعام , فكل عباداته التي قدمها يحبطها الله جل وعلا بسبب شركه و يجعلها هباء بل و تكون حسرةً و ندامة .

و ماذا بالنسبة لمن يتخذ مع الله إله آخر أو يتخذ إلهً غير الله ؟

هو أيضاً من ضمن المشركين بالله جل وعلا و حسابه على الله يوم الحساب , فيقول سبحانه ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) 106 الأنعام .

من أشد سوءً ؟ المشرك أم المنكر لوجود الله و المنكر لرسالاته ؟

المشرك هو أسوء البشر على الإطلاق لأنه يدعي الدين و يتظاهر به و هو بذلك يشوه بسلوكه دين الله جل وعلا واضعاً نفسه بأنه وكيلاً لله و متحدثاً باسمه , و ينفر الناس من هذا الدين العظيم فيسئ لمفهوم التدين بشكلٍ عام .

هل تلتقي مصالح المشركين مع بعضها البعض ؟

لا , فكل حزبٍ يفرح بما لديه و يعتبر من يخالفه عقائدياً أو مذهبياً بأنه كافر و يتخذوه عدواً , هذا بشكلٍ عام , و لكن قد تتلاقى بعض المصالح و الأهداف في بعض الأحيان لتنفيذ أهدافهم الشيطانية لا أكثر .

بما أن المشرك يعبد الله و يظن في نفسه بأنه على حق فكيف به بأن يكتشف و يعلم بأنه مشرك ؟

هذا ليس بالأمر السهل و يحتاج منه بحثاً طويلاً , و عليه من بذل الجهد الكبير كي يكتشف بنفسه حقيقة أمره .

ألا يوجد هناك اختباراً عملياً سهلاً و سريعاً يخوله من اكتشاف شركه دون البحث الشاق ؟ علماً بأن الكثير من الناس ليس بمقدورها الذاتي فعل هذا ؟ 

أجل يوجد اختبار يساعد في اكتشاف هذا الشرك , يقول جل وعلا ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) 11 الحج , فإن انطبق عليه هذا المثل فعليه من مراجعة نفسه سريعاً , فهو في دائرة الخطر , و هناك مثلٌ آخر حيث يقول جل وعلا ( حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) 31 الحج ,

هل يقتصر الشرك على أمرٍ معين أم له عدة أوجه ؟

لا يقتصر على أمرٍ واحد , بل هو متشعب و له الكثير من الأوجه لا نستطيع حصرها في مقال , و الشرك في أبسط صوره قد يكون في طبيعة الطعام الذي تتناوله .

كيف يمكن لهذا ؟ أرجو التوضيح أكثر ؟

حسناً , الطعام إذا كان قرباناً مقدماً لشيءٍ مقدس غير الله جل و علا و أقدمت على أكله عالماً بطبيعته فأنت بهذا الفعل مشرك , و هذا قد يظنه البعض بأنه أمراً هيّناً , و لكن في حقيقته هو شركٌ بالله جل وعلا ( وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) 121 الأنعام.

بما أن الشرك له عدة أوجه فهذا يعني بالضرورة بأن المشركين متفاوتين فيما بينهم ؟

هذا صحيح و مؤكد , فالمشركون ليسوا سواء فمنهم المسالم و منهم المتطرف و منهم المعتدي , أي أن الإنسان المشرك هو في حالة تطورٍ مستمر .

هل من توضيح أكثر ؟

حسناً , يبدأ الإنسان بالشرك حين يترسخ في ذهنه و عقيدته الوحي الشيطاني , فتتسخ بذلك فطرته و يسود قلبه , و شركه هذا يغذي حقده و طمعه و جشعه , و سرعان ما يتطور إلى كراهية الغير و الحقد على كل من حوله من البشر فيظن في نفسه بأنه أفضل من غيره , فما أن يصل لتلك المرتبة يتحول إلى مرحلة العداء فيصبح هجومياً و عدائياً يستبيح كل شيء و يبدأ بالفساد .

إذا فهو إنسان مريض فكرياً ؟

أجل هو كذلك حيث يقول الله عنهم ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ* وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ ) 10-13 البقرة .

كيف يكون سلوك المشرك في المجتمع ؟

هم متفاوتون كما قلنا من السلم إلى التطرف و العنف و العداء , و من تغلغل فيه هذا الداء فإنه يندفع و يقدم على الانتحار مهلكاً نفسه في سبيل قتل الآخرين فيصبح القتل غايته و الموت أسمى أمانيه .

هل يمكن علاج المشرك من مرضه ؟

هو مريضٌ في فكره و علاجه إرادي و يكمن بتناوله للفكر السليم و القويم و هذا كله يعتمد على تركه و تخليه عن شركه كي يصبح حنيفاً , و هذا كله قد قدمه الله جل وعلا له في كتابه الكريم و حفظه من أجله كي يستطيع الخروج من الظلمات إلى النور , فعلاجه ليس سهلاً على الإطلاق لأنه يحب العاجلة و يسعى بها خلف رغباته و شهواته دون ضابط , و لكن لا نفقد الأمل في علاج المسالمين من المشركين و نعمل على هذا لوجه الله كما أمرنا لعلهم يتذكرون , أما من استفحل فيه هذا المرض الشيطاني فجعله متخبطاً عدائياً و هجومياً فلا أعتقد بإمكانية علاجه إلا من رحم ربي و علاجه أمراً مستعصياً للغاية و نسبة الشفاء تكاد تكون معدومة .  

و ماذا عن أتباع دين الإسلام تحديداً ؟

هم في غالبيتهم متدينون فاسدون و هم بلا شك كغيرهم من المشركين الذين يصنعون دينهم بأيديهم و يرفضون دين الله جل وعلا , و هم أيضاً متفاوتون فمنهم المسالم الآمن و منهم المتطرف المعتدي الذي يستبيح الحرمات .

إذاً فأنت ترى اليوم بأن أغلبية المسلمين العرب مشركين ؟

هذا صحيح و للأسف , بل أرى بأنه لا يجوز تسميتهم بالمسلمين لأن تلك التسمية هي تسميةٌ وصفية تصف سلوك البشر تجاه بعضهم البعض في المقام الأول , ثم تتعدى هذا المقام و تسلم عقائدياً لله جل وعلا و تؤمن به , و شركهم هذا ليس بالأمر الجديد عليهم فقد أخبر الله جل وعلا رسوله عليه السلام بذلك فقال ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) 106 يوسف .

متى يعتبر المشرك كافراً  ؟

الكفر في حد ذاته هو مشيئة ذاتيه لا إكراه فيها و سبيلها تعبدي , فأنا أكفر بما يعبد غيري و غيري يكفر بما أعبد , و كلٌ له الحرية المطلقة في هذا و ذاك , و لكن الخطر يكمن حين يتحول هذا الكفر عند المشرك إلى عدوانٍ ظالمٍ تجاه الآخرين و به يبدأ الفساد فيمسي المشركُ كافراً بسلوكه الظالم و المعتدي .

هل نستطيع الحكم على من حولنا بشركه فنقول بأن هذا الشخص مشرك ؟

نعم نستطيع الحكم و بكل سهوله , فالمشرك لا يخفي شركه لأنه يمارس الدين بشكلٍ علني و سلوكه و قوله يفضحه , كما أنه يتباهى بشركه و يتفاخر و يعتز به فهو لا يشعر بأي خجل من دينه الفاسد فيجهر به , و هو عدائي كما قلنا و يبيح الاعتداء على غيره فهو لا يراعي الحقوق الفردية و لا الحقوق الإنسانية و لا الحقوق البشرية و لا حتى البيئية و الحيوانية .

ما علاقة الزنا بالشرك ؟

كلاهما فيه اعتداء على الحقوق و على النفس التي بطبيعتها لا تقبل الاعتداء إلا إذا أصبح فكرها مريض لذا تم ربط الزنا بالشرك السلوكي و ليس بالكفر الفكري أو بالكفر الديني حيث يقول جل وعلا ( الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) 3 النور , لذا تم تحريم الزواج من هؤلاء المرضى .

و لكن في كلامك أجد أن معظم البشر مشركون فكيف تستمر الحياة ؟

نعم هم في معظمهم كذلك , و لكن قلنا بأنهم متفاوتون في شركهم فمنهم المسالم و منهم المتطرف في العداء , المسالم منهم هو إنسان آمن غير معتدي على حق غيره و لكنه ظالمٌ لنفسه , و لأن المعتدي لا يتورع من ظلم غيره فلا يجوز مصاهرته حيث يقول جل و علا ( وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) 221 البقرة , فالمشرك الآمن منهم لعله يعرف الحقيقة يوماً ( لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) و يتخلى عن شركه الآمن لأن الله جل وعلا ( يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ) .

كيف يكون التعامل مع المشرك ؟

يكون التعامل معه بناءاً على مدى فساده , فإن كان مسالماً فعليه وزره حيث يقول جل وعلا ( وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ) 107 الأنعام ,

ماذا لو تطور مرضه و أصبح يفسد و يؤذي غيره و من حوله ؟

إن اقتصر هذا الأذى على الأذى اللفظي و هذا متوقع و أكيد فعلينا من الصبر و التحمل حيث يقول جل وعلا ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) 186 آل عمران ,

و ماذا في حال كان الأذى فساداً مادياً أو جسدياً ؟

هنا يكون القصاص و التعويض بناءاً على حجم و نوع الأذى و الفساد الصادر عنه .

و ماذا لو ارتكب جرم القتل أو أعان عليه ؟

في هذه الحالة فقط وجب قتل المشرك و استوجب قتاله .

هل يجوز من إبرام اتفاقيات و عهود مع المشركين و هل هي ملزمه للوفاء بها  ؟

نعم يجوز و يجب الالتزام ببنودها ما دام المشركون ملتزمون , و هذا ما فعله النبي محمد عليه السلام بنفسه و هذا واضح و صريح في سورة التوبة , حيث أنه أبرم اتفاقاً و عهداً سياسياً و اقتصادياً و أمنين معهم , و تلك المعاهدات و الاتفاقيات تلبي حاجة الطرفين و التزم النبي و من اتبعه بها و لكن المشركين لم يلتزموا ببنودها و أخلوا بها .

و ماذا حدث حينها ؟ و كيف كان الرد ؟ و كيف كانت التبعات ؟

كل هذا و بعد أن علمنا من هو المشرك بات من السهل علينا بالدخول على سورة التوبة لنرى ما فيها من أحكام تعلقت بالمشركين حينها و لكن ليس قبل كشف بعض الحقائق .    

اجمالي القراءات 6979

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الأحد ٠٦ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88560]

الاشراك والكفر والالحاد


السلام عليكم



هذا رأيي في الموضوع:

أولا: المشرك حسب ما جاء في القرآن هو من اشرك بالله شيئا، أو من أشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا، أو جعل لله شركاء. والمشرك بناء على ما جاء في بعض الآيات، مثل:

سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكْنَا ... ﴿الأنعام: ١٤٨﴾

وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿يونس: ١٨﴾

يؤمن بالله وبوجوده. أيضا لغويا: من يشرك (A) مع (B) فهو يفترض بطبيعة الحال وجود (A) و (B). المشركون من قريش كانوا يؤمنون بالله، أب الرسول كان اسمه عبد الله.

ثانيا: نتيجة للاشراك، المشرك يعصي الله فيما امره به، واول هذا العصيان بأنه جعل معه شريكا أو وسيطا. لذا فهو يكفر بما أمر الله، فهو كافر. الكافر هو من يكفر بأوامر الله، بعضها أو كلها، أو يكفر بوجود الله (ينكر وجود الله) فهو ملحد (حسب المعنى اللغوي للملحد). على هذا يمكن أن يكون الكافر مشركا، لكن ليس من الضرورة ذلك. فالكافر الملحد مثلا لا يمكن أن يكون مشركا (انظر تعريف المشرك بالاعلى). المهم هنا: ليس عصيان أوامر إلاهية ما شرط كاف لأن يكون العاصي مشركا.

ثالثا: السلم والمسالمة وعدم الاعتداء هي من أوامر الله. المشرك يمكن أن يعصي هذه الاوامر فلا يكون مسالما، أو أن لا يعصيها، بينما يعصي غيرها من الاوامر فيكون رغما عن اشراكه مشركا مسالما. كذلك الكافر يمكن أن يكون مسالما أو غير مسالم. الملحد أيضا، وهو من لا يعترف بوجود الله، وبذلك طبعا لايقيم صلاة ولا يصوم ولا يحج الخ.، يمكن أن يكون مسالما أو غير مسالم. أخيرا يمكن أن يصلي المشرك ويأتي الزكاة (ويعلم الله إن كان هذا آيمانا أم نفاقا)، لكنه يؤمن بالاولياء ويتضرع لهم، لذا هو مشرك.

 



2   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الإثنين ٠٧ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88561]

الحنيف و نسبة التوحيد .


أحسنت أستاذ أسامة و تدبر جميل كالعادة و ما أعظم ايات الله في كل موضوع و ما أجمل التدبر فيها و الحنيف عكس المشرك كما تفضلت به و الذي يطهر قلبه من الشرك يجب أن يكون موحدا بنسبة 100% لتحقيق هذه النسبة عليه أن يتخلص من كل ( نسب الشركيات ) و هذا صعب عند المشركين !! الحالة الرمادية لا وجود لها في الإيمان الخالص لله عز و جل فهو سبحانه فقط الخالق الباري جل و علا و هو مالك يوم الدين و هو الذي سنأتي إليه فرادى ليوم مشهود يحاسبنا عن أعمالنا ( يحاسب الجميع ) هذا اليوم العظيم يستلزم أن تؤمن بالله جل و علا لا إله معه و لا شريك معه و له فقط التقديس و بإسمه فقط التوكل لن ينفع بشرا لبشر و الله جل و علا لا يغفر لمن يشرك معه يقول جل و علا : ( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك ) لأن من يشرك بالله فقد ( إفترى ) إثما عظيما : ( ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما ) و من يشرك بالله فقد ( ضل ) ضلالا كبيرا يقول سبحانه : ( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) . إفتراء الإثم العظيم و الضلال البعيد هو نقيض الحنيف فالحنيف لا يشرك بالله عز و جل و هو في سبيل ( حنيفيته ) يكسر كل شئ يشارك الله جل و علا في حكمه و تدبيره و أكثر الناس يؤمنون بالله و هم مشركون !! يقول سبحانه : ( وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ) .



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-04-09
مقالات منشورة : 196
اجمالي القراءات : 1,412,228
تعليقات له : 223
تعليقات عليه : 421
بلد الميلاد : فلسطين
بلد الاقامة : فلسطين