ماذا تعني :
من كلمات قصة ذي القرنين : الحديد

كان هنا و راح Ýí 2018-02-08


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هذا مقال من سلسلة مقالات تشرح الكلمات التي وردت في قصة ذي القرنين و يأجوج و مأجوج في القرأن الكريم , و المعنى مستنبط من داخل كتاب الله تعالى , و بعد نشر شرح كل كلمة وردت في هاته القصة سأنشر بحثي كاملا بإذن الله تعالى.

كلمة اليوم هي "حديد" , و التي ظلت في عقول أغلبنا تحمل معنى المعدن (فلز الحديد) على الرغم من أن اصطلاح "حديد" للفلز حديث في كلام العرب , و مثلما سترى فيما هو أت فالحديد في القرأن الكريم يقصد بها نوعا أخر من المكونات الطبيعية و هي  "البلور" أو "الكريستال" مثل الماس و  غيره من الأحجار الكريمة و عدة معادن يمكنها "التبلور" مثل الحديد و النحاس و الفضة , و المقصود من كلمة "حديد" في الذكر الحكيم يتم فهمه حسب سياق الأيات و لا يخرج من  نطاق أنه من عائلة "البلور" و خصائصها  أبدا .   

 حيث ذكرت كلمة حديد في 6 مواضع  :

الإسراء - الآية 50۞ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا 51أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا

أي كونوا حجارة أو حتى أصلب المواد على الإطلاق ( و هو من "البلور " مثل"الماس")

الحج - الآية 21وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ

أي لهم مقامع من أصلب ما يكون (مثل الأية السابقة).

سبإ - الآية 10۞ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ

لو كان الحديث عن "فلز الحديد" لوجد هنا تناقض بين العلم و القرأن الكريم , فإلانة الحديد شيء معروف و شائع منذ القدم لدى البشرية و ليس حكرا على شخص سيدنا داوود حتى في الفترة التي يظن أنه عاش فيها , إنما الحديث هنا عن إلانة "البلور" و هذا في حده معجزة.

الحديد - الآية 25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ

كذلك هنا فلو كان الكلام عن "فلز الحديد" لحدث تعارض بين القرأن الكريم و العلم ,ففلز الحديد أرضي بإمتياز و منه ما هو فضائي كذلك فلز الحديد فيه منافع للناس لكن ليس كل الناس , لكن لو تمعنت فيما أقدمه لك أخي القارئ لوجدت الوصف يتطابق حرفيا مع مواد عائلة "البلور" فهي الأكثر صلابة و حدة و أيضا منافعها للناس كافة دون إستثناء (يا ترى من من الناس لا تنفعه حجارة كريمة سواءا قديما أو حديثا).  

ق - الآية 22لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ

المقصود من الأية الكريمة أيضا لا يوفره لك إعتمادك لمعنى "فلز الحديد" , لكن لو طبقت خصائص "البلور" على "البصر" لتبين لك معنى الأية مباشرة  : فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ : أي بصرك اليوم له طاقة تحمل "البلور" و له نقاء "البلور" .

الكهف - الآية 96آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا

زبر الحديد هنا أيضا لا تعني "قطع فلز الحديد" , إنما تعني أيضا نوعا من "البلور" .....نعم نعم أي أن ذي القرنين إستخدم في ردمه نوعا من البلور  , و سأتركك أخي القارئ في فضولك إلى حين نشر قصة ذي القرنين و يأجوج و مأجوج.

هذا و الله تعالى أعلم.

اجمالي القراءات 2143

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٠٩ - فبراير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[87986]

الحديد هو الحديد.


اهلا بك استاذ ابو على . 



 الحديد فى القرآن الكريم هو (فلز الحديد ) وليس (السليكون ) المادة الخام للزجاج والألماس ،او الأحجار الكريمة الأرضية ...وعندما قص علينا القرآن العظيم ذكرا عن (الزجاج ) فى قصة سُليمان عليه السلام  وملكة سبأ قال عنه (( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) .. وفى حديثه عن نعيم الجنة وما فيه من قوارير قال ((  وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا  ))) اما عن  قوله سبحانه وتعالى (( لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ))) فهذا يعنى أن بصرك لن يزوغ أو يُصاب بما كان يُصاب به فى الدنيا فهو ثابت وقوى  كثبوت وقوة الحديد ،وهو تشبيه للقوة التى نعرفها ونلمسها فى الحديد ....



الخلاصة أن ((الحديد فى القرآن العظيم  هو فلز الحديد الذى نعرفه ونستخدمه فى حياتنا اليومية ))) 



 تحياتى .



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2017-04-25
مقالات منشورة : 1
اجمالي القراءات : 7,920
تعليقات له : 3
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : أرض الله
بلد الاقامة : أرض الله