ليس التيمم بديلا للوضوء؛ وإنما هو بديل للاغتسال أو الإستنجاء:
يجب عليه أن يتيمم أولا، ثم يتوضأ ويصلي.

الشيخ احمد درامى Ýí 2017-02-12


يجب عليه أن يتيمم أولا، ثم يتوضأ ويصلي.

ليس التيمم بديلا للوضوء؛ وإنما هو بديل للاغتسال أو الإستنجاء

من استيقظ جنبا وليس عنده إلا قارورة من الماء، فليتيمم عوضا للتطّهر بالماء، ثم يتوضأ بقارورة الماء التي عنده. ذلك لأن وظيفة التيمم يغاير وظيفة الوضوء. إنما جُعل التيمم للتطهّر؛ أي لرفع النجاسة (الجنب) الصغير والكبير. في حين ان الوضوء جعل للتزين والتهيؤ المطلوب للصلاة (عند كل مسجد) أي عند كل صلاة. وملخص الآية هو:(وإن كنتم جنبا فلم تجدوا ماء فتيمموا تطهروا).

المزيد مثل هذا المقال :

التيمم يورث الطهارة؛ ويجزي بديلا عن الغسل والاستنجاء. أما الوضوء فإنه لا يورث الطهارة؛ ولا يجزي عن الغسل ولا عن الإستنجاء. بل يجب أن تتطهر بالغسل أو الإستنجاء أو بالتيمم عوضا عنهما أولا، ثم تتوضأ. فلا يصح الوضوء إلا بعد تطهّر. فالتوضؤ ليس تطهّرا. لأننا لا نغسل أعضاء النجاسة عند الوضوء. وإنما نغسل أعضاء لا علاقة لها بالنجاسة. والطهارة من الجنب (الغسل أوالإستنجاء) تنال بالاغتسال أو بالتراب (بالتيمم). ولا تنال بالوضوء.

فمن كان حنبا وعنده من الماء ما يكفي للوضوء ولا يكفي للغسل؛ فليتيمم ليرفع عنه الجنابة، ثم يتوضأ بالقلة التي عنده من الماء ويصلي. علما أن التيمم لرفع الجنب (النجاسة) في حين أن الوضوء للتزين والتهيؤ للصلاة.  

فيتعين عليك أن تجدد الوضوء وتتنظف وتتزين عند كل صلاة ولو لم تكن جنبا. حتى لا يتوجه البناؤون أو الخبّازون الطاهرون بعرقهم وأطرافهم ملطخة إلى الصلاة دون أن يتنظفوا بالوضوء أولا. لقول ربنا (خذوا زينتكم عند كل مسجد) أي عند كل صلاة. ولقوله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة (فتوضأوا) فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق، وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين).[المائدة: 6].  ثم استدرك قائلا: (وإن كنتم جنبا{قبل ذلك} فتطهروا{أولا}بالاغتسال أو بالتيمم.

ومن فرائض الوضوء انتظار دخول وقت الصلاة.

متى نتوضأ؟ نتوضأ عند حضور الصلاة، كما أمر ربنا. أي إذا قمنا إلى الصلاة.

فلا يجوز مثلا أن يتوضأ واحد قبل دخول الوقت، ويجلس يشرب شاي مع الأصدقاء أو يفرج مباراة كرة حتى إذا حانت الصلاة فيقوم إلى الصلاة دون أن يفعل ما أمره ربنا أن يفعل عند قيامه إلى الصلاة.

لم يقل ربنا (توضأوا للصلاة) وإنما قال (إذا قمتم إلى الصلاة...) توضأوا.

للوضوء وقت. حدده ربنا. وهو وقت قيامنا إلى الصلاة. (كما جاء في الآية).

 إن الوضوء من مقدمات الصلاة. وكاد أن يكون جزءا منها.

صلاة فريضتين بوضوء واحد فقه؛ قاله الفقهاء وأصحاب الأحاديث؛ وليست شريعة من عند الله جل وعلا. وربنا يقول: (إذا قمتم إلى الصلاة...) فعليكم بالوضوء.

والفقهاء قالوا لا. يكفيك وضوء واحد طول النهار. وهكذا إذا قمت إلى الصلاة المغرب مثلا، يمكنك أن تكتفي بوضوئك الماضي عند الظهر، وتتجاهل أمر ربنا؛ (إذا قمتم فتوضأوا. وتصلي مباشرة دون البدء بالوضوء كما أمر ت!

سبحان الله! أنعبد الله! أم نعبد الفقهاء!؟

(اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ.وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ!قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُون.). (أولياء): فقهاء، مثلا. [الأعراف:3]

(إِنَّ هذا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ!وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا.) [الإسراء:9]      

دائما صدق الله العظيم.

 

  .

اجمالي القراءات 24654

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (7)
1   تعليق بواسطة   هشام سعيدي     في   الإثنين ١٣ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84843]

و لما هذا التعسير


ان كان الله يريد بنا اليسر فلما هذا التعسير.



وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)



المسألة سهلة و بسيطه و لا تحتاج الى كل هذه الشروط و المواصفات المذكورة في المقال. مع تحياتي و احترامي.



2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ١٣ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84844]

اتفق مع الدكتور هشام سعيدى


اكرمك الله شيخ دارمى ..



اتفق مع ما قاله أخى الدكتور الكريم هشام سعيدى ، وأختلف كل الإختلاف مع رأيكم شيخ دارمى المُحترم ..فشريعة الإسلام مبنية على التيسير ،والتخفيف ، ورفع الحرج عن المُسلمين فى كل شىء ،بما فيها الطهارة والوضوء .أو بديلهما (التيمم) فى حال عدم وجود ماء كاف ،وصالح للإستخدام .=



ويا شيخنا الكريم لو أن معى قارورة مياة واحدة فلن اتوضأ بها ،ولكن سأُبقى عليها لحفظ حياتى من العطش والظمأ ،ولحالات الطوارىء فى التنفس التى تحتاج إلى شرب الماء لإنقاذ حياتى ،فحفظ الحياة وحق الحياة مُقدم على (الطهارة ،والوضوء ) ،بل إنه مُقدم على الصلاة والصيام والعبادات .فأنا استطيع أن اـاخر بتأدية العبادات بعض الوقت عند الإضطرار ،ولكن لا استطيع أن اتوانى ولو للحظة  واحدة عن إنقاذ حياة إنسان بالماء ...



= اخونا الكريم شيخ دارمى اتمنى أن تُراجع كتابات استاذ الدكتور -منصور - وأهل القرآن الكرام فى هذا الشأن ،وفى حقيقة التيسير الموجود فى الشريعة الإسلامية على المُسلمين ...



تحياتى .



3   تعليق بواسطة   الشيخ احمد درامى     في   الثلاثاء ١٤ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84845]

تصحيح الفهم


                          شكرا يا استاذ هشام سعيدي على تعليقك.



الأمر ليس تعسيرا. بل ابراز جنبا من التشريعات القرآنية. ولا يجوز التهاون التساهل بالأوامر الإلهية بدعوى التيسير الإلهي. صحيح الدين يسر لا عسر. لكن احترام أوامر ربنا يستلزم محافظة على الصلوات وكل يتعلق بكيفية تأديتها، من الطهارة والوضوء. فالأمر أوسع بكثير مما رأيت. أنت جئت بالطرف الأخير من الآية، وأهملت الطرف الأول الذي يدعو إلى الوضوء لكل صلاة. بقوله عز وجل. (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة…) فتوضأوا.



الوضوء التوضؤ قبل كل الصلاة فريضة إلهية. ولعل من حكمة مشروعيته أنها يساعد في عدم دخول في الصلاة سكارى بالأفكار وهموم الدنيا. إذ عند غسل الوجه والأطراف ننتبه بأننا نغادر الحالة التي كنا فيها؛ وأننا على وشك شروع في أمر ذي شأن. ويكون خطوة في الفترة الانتقالية نحو الصلاة. وإن كنا نعسان لانتبهت أعصابنا بالوضوء.



وعلى كل حال، لا يجوز بدعوى التيسير أن يشرع واحد في الصلاة مع عرقه وذراعين ورجلين مغطاة بالغبار؛ ويقول كان عندي وضوء.



إن تعسر تغيير اللبس عند كل الصلاة بالنسبة للعمال مثلا، فإن ماء الوضوء هو متوفر في كل مكان تقريبا. فعلى المصلي ان يأتي ربه بوجه نظيف وأطراف نظيفة. ولا يكون من الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يسأمون الوضوء، ولا يذكرون الله إلا قليلا. 



وشكرا؛ تحياتي. 



4   تعليق بواسطة   الشيخ احمد درامى     في   الثلاثاء ١٤ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84846]

تصحيح بعض المفاهم


شكرا يا أستاذ علىّ على تعليقك؛ لكنني أومن أنه حرام على المسلم تتبع الرخص والتهاون بالواجبات الإلهية بدعوى التيسير. التيسير فيما تعسر؛ ولا التيسير فيما تيسر.



من العادات السيئة للمسلمين التهرب من التكاليف بدعوى التيسير. نعطي بعض الأمثل:



1-     ترى بعضهم يقصرون الصلاة في كل السفر رغم انعدام الخوف الذي من أجله شرع القصر في الصلاة.



2-     وآخر يحل لنفسه التمتع في الحج، ويعتبر سهولة كفارة من تمتع في الحج-(هدي أو صيام 10 أيام) –إجازة للتمتع في الحج. ويضرب بقوله جل وعلا (فلا الرفث ولا الفسوق ولا الجدال في الحج.) عرض الحائط. ويأخذ بآراء الفقهاء.



3-      وآخر يتفاخر بأنه تمكن من أن يصلي الظهر والعصر والمغرب وربما والعشاء بوضوء واحد. وكل ذلك كسلا؛ ولكي يتخلص من الصلاة بأقصر وقت ممكن، حتى يرجع إلى ما لقيصر أو إلى ما لنفسه من المهمات. ويضرب بقول ربنا: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة… {فتوضأوا}…)عرص الحائط. معتمدا على آراء الفقهاء.



هؤلاء نسوا أن المهمة التي من أجلها خلقنا واهبطنا إلى هذا الكوكب هي عبادة الله جل وعلا. لم نأت هنا لنستريح ونتمتع بنعم الله ونعمر الأرض. لا وكلا! … وهذه النعم كمنح دراسية؛ ونحن الطلبة. والبرنامج الدراسية يتكون من مادتين اثنتين:   تابع



5   تعليق بواسطة   الشيخ احمد درامى     في   الثلاثاء ١٤ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84847]



المادة الأولى: عبادة الله. (بالتوحيد والصلاة والصيام والزكاة والتسبيح والاستغفار…، والإحجام عن المنهيات).



المادة الثانية: الإصلاح في الأرض. أو بالتعبير القرآني الأوسع (الجهد في سبيل الله).



وأوصى ربنا ألا نتوانى في العبادات، وخاصة في الصلاة. (… فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)، (ولا توانيا في ذكري!) (إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزي كل نفس بما تسعى.)



ونحن نقولك " لا؛ الدنيا هانئ. وربنا سهل في كل شيء".



لله در القائل: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت؛ والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.) 



والله س.ت. أعلم.   تحياتي



6   تعليق بواسطة   كمال بلبيسي     في   الخميس ١٦ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84872]

إذا قمتم


 السلام  عليكم 



 هل معنى القيام  انه كل ما دخل وقت الصلاة اذهب  واعسل للصلاة  ( اتوضاء  ) ام  ان المراد  عندما  نقوم  من حالة النوم لصلاة الفجر  نغسل للصلاة  وعند الظهيرة  ايضا  نغسل  بعد  ان نكون تناولنا  غداء الظهر  هنا يكون قيام  والعصر  بعد  ان نإخذ القيلولة  نقوم لنغسل للصلاة   والبعض يعمل  او يذهب للتسوق  ويقضي  بعض  الحوائج   ويرجع  يغسل للصلاة  هنا من حالة قيام  وفي بلاد كثيرة  لا يوجد فرق  كبير في التوقيت بين صلاة المغرب  وصلاة العشاء  والبعض  يصلي  ما تيسير  من النوافل  بين الصلاتين  ليدخل وقت صلاة العشاء هل يوقوم  ليغسل لصلاة العشاء ام ان من التيسير  ان يصلي بغسل صلاة المغرب    وهذا  ما اعمل به 



7   تعليق بواسطة   الشيخ احمد درامى     في   الجمعة ١٧ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84875]

مزيد من التفاصيل


شكرا يا الأخ كمال بلبيسي المحترم على تعليقك واستفساراتك.



أولا أشير إلا أن استعمالك كلمة "الإغتسال" القرآني للوضوء صحيح. لكنه قد يؤدي إلى الالتباس.



الأمر واضح للغاية؛ وليس فيه أي إشكالية. ربنا أنزل إلينا آيات بينات وفصله تفصيلا. بأسلوب بسيط. والآية من محكمات التنزيل.



معناها أن نتوضأ قبل الشروع في الصلاة. والذي صلى المغرب وبقي في المسجد يذكر الله منتظرا صلاة العشاء فلا يتوضأ للعشاء؛ لأنه لم يفارق الصلاة فيما بين المغرب والعشاء طالما كان يذكر الله. لأن ذكر الله صلاة (فاسعوا إلى ذكر الله وذرو البيع). ومن صلى فريضة ويبقى في المكان المصلى يذكر الله ساعة ثم ينهض للتنفل أو لصلاة فريصة أخرى فلا يتوضأ لها لأنه كان مازال في الصلاة؛ وما كان منقطعا منها البعد. أما من صلى المغرب ثم يرجع إلى داره ويتعشى ويشرب الشاي، أو قام بمهمات أخرى (طبخ العشاء، أو غسل ملا بسا، أو جلس يفرج التلفزة) حتى حان وقت العشاء فينهض لها، ومن ثم قال له ربنا (الذي يصلي ابتغاء مرضاته) أن يتوضأ قبل الشروع في الصلاة.



ما فيه حاجة اسمها "إعادة الوضوء" يا إخواني! إنما الأمر التوضؤ ابتداء للشروع في للصلاة، إن كنت منقطعا منها.



فعلى العابد أن يمتثل لأمر المعبود تعبديا. ليس الأمر هل توسخ أعضاؤه أم بقيت نظيفة! وإنما الأمر اختبار، كمثل الذين قيل لهم "قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم". لم يكن يهمهم أن يبحثوا هل لكلمة "حطة" معنى ذو شأن أم ليس لها معنى. ما كان عليهم إلا أن يقولوها بس؛ فيغفر لهم خطاياهم. لكن لما أدخلوا العقل فيه استخف بعضهم هذه الكلمة. فأمليت عليهم عقولهم بتبديلها بأعقل منها وأفضل؛ ب "لا إله إلا الله" مثلا، أو ب "سبحان الله والحمد لله والله أكبر". فبرغم من كون هذه الكلمات طيبة أصلا، فإنهم عوقبوا بها (لوفرضنا أنها هي ما بدلوا بها القول) لتبديلهم أمر الله بأمر من عقولهم.



الدين يسر لا شك فيه. لذلك يسّر في الغسل بالتيمم. أما التوضؤ، أيها العابد! ، فإنه ليس بعسير حتى يُيسّر فيه!… لكنه لكبير إلا على الخاشعين.



                                          جعلنا الله وإياكم من الخاشعين.



 



   



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2016-06-30
مقالات منشورة : 39
اجمالي القراءات : 565,329
تعليقات له : 105
تعليقات عليه : 42
بلد الميلاد : Senegal
بلد الاقامة : Senegal