((...مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ...)) :
رسالة عائد من بعيد

ربيعي بوعقال Ýí 2017-01-15


سلام عليكم سلام، تحية من قلب مفعم بالمودة، طبتم وطابت مساعيكم، صباحكم سعيد، ومساؤكم عيد، وكل عام وأنتم أعزة في رخاء تنعمون.
أما بعد، فإن كاتب الصفحة التي بين أيديكم كان هنا ثم غادر لأسباب مخبأة هناك، وفي الحديث الصحيح : من قرأ حصد، ومن بحث وجد، ومن قلد أو عنعن ألحق بأمة القردة.

والآن اسمحوا لي ـ يا سادتي ـ بعرض قصة المخبأ عسى قارئا يستفيد، أو ينصح العائد من بعيد .
قصتي يا إخوتي أني خرجت ذات ليلة مقمرة فأتيت قلعة (أهل القرآن) من بابها، ورحت أتحسس غزل نسائها ونقش كتابها، فألفيتهم دعاة سلام وتنوير، ينثرون الحكمة نثرا، وربما أرسلوها كالأمثال نظما وشعرا، سخاءا وعفة لا يسألون الناس أجرا ولا شكرا، أسوتهم ثلة من الأولين والنعمة المهداة طه، أما المرشد ـ عندهم ـ فنجوم التنزيل دون سواها، ولقد أحببتهم حبا لولا الملامة لقلت لا يضاهى.
هذا، وقد صحبتهم دهرا أرقم الورق كما يرقمون وأقرأ لهم ـ منكبا ـ وهم لا يشعرون، وكان من أمري وأمرهم ما كان، ثم ألم بي ضعف وذهان، فغبت عنهم لفترة وجيزة، ثم عدت فعاودني الداء، وجاء رأس الطب فتحسس فقدر فشخص وثرثر طويلا، ثم لخص فخربش وصفة تقول: مكتئب فحسب، ويبدوا أنه أوحى بعد ذلك لبعض أهلي أن شفاء الكآبة في قطع الوصال وترك الكتابة، وأجمعوا على إسكاتي فسكت..
جرح غائر، وطب حائر، ومال طائر لوخز وأقراص خبز (حشف وسوء كيلة). وجاء إمام المدرسة فقال للأستاذ المصاب: أبشر فزت بعطلة طويلة العمر مدفوعة الأجر، فكان الرد: بل عزلة وغربة على ضعف وشيبة، قسما لو أن مسا كمسي ألم برأس قبيلة بني عبس لمالوا جميعا لبخع النفس.. وشاع هذا القيل بين الناس وانتشر فطلعت علي جنية ترفل في قمصان من نسج الخيال، قالت : نما إلى سمعي أنك رميت عبوسا واقترفت غموسا، وأخذت تعظني مشفقة خائفة، قلت: مهلا يا أخت عبلة، مهلا يا جنيتي الهبلة، يمينا لو كان خطبا مفردا لتحفظت ممسكا عن كل قسم، ولكنها خطوب كُثر صلبة جلاميد، وملمات كالغرابيب شداد عنترية سود.
قالت: ملعونة غربة المحب،ألا بعدا لها كما بعدت غبراء وثمود.

.

الجزائر يوم : س ـ 01 ـ 2017
 

اجمالي القراءات 8522

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ١٥ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84489]

حمدا لله على السلامة استاذ ربيعى .


اهلا بك استاذ ربيعى وإن شاء الله تكون احسن حالا ،انت وأهل الجزائر الكرام جميعا. ونحن فى إنتظار مقالاتك ،وتعقيباتك التى تُثرى الموقع بها ....



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ١٥ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84490]

أكرمك الله جل وعلا استاذ ربيعى ..


وعودا حميدا الى بيتك مع أهلك وذويك .

3   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الإثنين ١٦ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84493]

أرواح ربيعي .. توحشناك بزاف !


عودا حميدا اخي ربيعي .. و اهلًا و مرحبا بك بين اهلك و اخوتك .



4   تعليق بواسطة   ربيعي بوعقال     في   الإثنين ٣٠ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84667]

السلام عليكم .. أن تجيء معتذرا عن تأخر خير من أن ...


أشكر الجميع شكرا جزيلا، سائلا الله جل وعلا أن يمتعكم بالصحة والعافية، أما بعد، فقد تأخرت عن الرد لأني كنت متأثرا ـ جدا ـ بترحيبكم وكلمات يحس كل من يقرأها أنها قدت من قلوب مفعمة بالمودة.  



·      حفظك الله أخي عثمان محمد، سبقتهم مرحبا بأخيك، فتذكرت أنك أول من دعاني لكتابة المقال بعد تعليقات معدودة. أشكرك وأقبل يديك.



·      طاب يومك أيها الفلسطني النبيل أسامة قفيشة، وإنه لحب أخوي متبادل بلا تبديل، أتابع كتاباتك معجبا بأفكارك وتأملاتك..(اقرأ مقتصا مستقصيا متعجبا من شطارتك وقدرتك على سرقة أفكاري رغم إحاطتي إياها بسياج جمجمة بربرية خشنة) ههه.



·         أما أنت يا خالد اللهب فقد ألهبت مشاعري وأسلت دمعي، ولسوف أقتص منك ولو بعد حين، وأردها عليك بشعر حر منطلق، يذكر بركب كان بالعدوة الدنيا، ركب كان ينشد نصرة الحق لا يبالي بمن تلكأ أو بالأرض التصق.



·      تحياتي أخي الكريم سعيد علي، قلت مرحبا: ارواح ربيعي .. توحشناك بزاف! وقد أسعدني ذلك ، وفهمت من العبارة أنك يا سعيد أمازيغي مثلي، فدعني أقول لك بلهجتي: هانتش اسيغت ماتا هيقيت ذا مكلي أنيغ القهوة، آه قداش يطول وآآبريذ اننغ نتعب لاباس ـــ ومعناه: ها قد عدت، فعجل بقهوة أوشاي، ثم ( آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ).

·      سلام عليك أستاذي الحبيب أحمد صبحي منصور: أكرمك الله جل وعلا، ونصرك نصرا مؤزرا.


·      وكل عام وأنتم بخير.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-11-19
مقالات منشورة : 87
اجمالي القراءات : 648,153
تعليقات له : 293
تعليقات عليه : 120
بلد الميلاد : الجزائر
بلد الاقامة : الجزائر