شريعة الله وشريعة البشر

سارة الطحان Ýí 2007-04-12


شريعة الله وشرع البشر ابتكرت طائفة من الناس حيلة شيطانية لاضلال الغالبية العظمى من الناس وذلك بزعمهم الباطل أن مصادر التشريع الاسلامى متعددة ومن أشهرها القرآن والسنة النبوية والإجماع والقياس والاستحسان ... الخ. وادعوا أيضاً ظلماً وزوراً وبهتاناً عظيماً حين قالوا أن السنة النبوية وحى من الله إلى رسوله وأدعوا ظلماً وزوراً أن السنة النبوية هى الروايات الكاذبة التى جاءت فى الكتب مثل البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وابن ماجه وأبى داود. وأدعوا ظلماً وزو&Ntildtilde;اً أن التفقه فى الدين حكراً على طائفة معينة وسموهم رجال الدين. وأدعوا ظلماً وزوراً أنهم هم أهل الذكر وحرفوا الآيات القرآنية حتى يجبروا الناس إلى طلب الفتوى من فئة بعينها وحرفوا آيات فى القرآن حتى تتفق مع هواهم مؤادها أن التفقه فى الدين ليس بواجب على جميع الناس وإنما على طائفة بعينها حتى يحكموا قبضتهم على الناس وأتهموا من يحكم عقله بأنه مارق على الجماعة وأنه ينكر أمر معلوم من الدين بالضرورة التى حددوها هم أنفسهم ووضعوا قاعدة جهنمية أن الدين بالنقل وليس بالعقل مع أن كل آيات القرآن تشير إلى أن فهم القرآن يجب على الذين يعقلون ومرات أخرى الذين يتفكرون. وكان ذلك مؤداه أن الدين الحقيقى الذى أنزل على الرسول محمد فى القرآن الكريم قد ضاع فى عرف الناس وثبت فى أذهانهم وعقائدهم دين بديل يؤدى إلى الكسل والشرك بالله وأوهموا الناس أيضاً ظلماً وزوراً أنهم جميعاً أمة محمد وإنها الأمة الواحدة الناجية وذلك حسب إعتقادهم الخاطئ بأن الرسول سوف يشفع لهم وإذا حاججتهم اتهموك بالكفر ومعصية الرسول وأدى ذلك إلى ضياع الآمة وتكالب عليها أعداء الله والبشر وأصبحوا كثيرى العدد عديمى الفائدة. وهذا البحث سوف يبين للمؤمنين بالله حق الإيمان زيف كل هذه الإدعاءات ويبين وجه الحقيقة فى مسألة السنة النبوية وكيفية طاعة الرسول وماهية الوحى الذى أنزل على محمد النبى الأمى ومصادر التشريع الحقه حسب كلام الله البين وهو القرآن الكريم ويتضمن البحث أبواباً عديدة.
* مسئولية التكليف بفهم الدين مسئولية فردية لكل الناس وليس لبعضهم فقط.
* ضلال معظم الناس.
* أهل الذكر وأهل العلم. * والتفقه فى الدين
* معنى كلمة سنة فى القرآن الكريم وعند البشر ومعنى الحكمة.
* مصادر التشريع الاسلامى.
* طاعة الرسول والوحى الذى أنزل عليه.
* القرآن ووحى الله إلى رسوله.
فهم الدين والجزاء فى الآخرة مسئولية كل فرد بذاته
- "وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً {13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً {14} مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {15}"
سورة الإسراء (17) – آية (13-15)
توضح الآية أن مسئولية كل فرد معلقة فى رقبته شخصياً وأّنه سوم يتسلم كتاب أعماله من الله يوم القيامة وأنه سوف يحاسب نفسه. فمن كسب الحسنات فى الدنيا فإنما يكون جزاؤه الجنة يوم القيامة ومن ضل سعيه فى الدنيا يكون جزاؤه النار يوم القيامة وأنه لا يجزى إنسان عن سيئات غيره. وأن الله سبحانه وتعالى يرسل الرسل إلى كافة الأمم قبل جزائهم بالعذاب أو النعيم.
- "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا {1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا {2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا {3} يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا {4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا {5} يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ {6} فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ {7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ {8}‏"
سورة الزلزلة (99) – آية (1-8)
إن يوم القيامة يوم عصيب تزلزل فيه الأرض وتخرج ما فى بطنها ويتساءل الإنسان ما الذى حدث؟ فتجيب الأرض بأن الله هو الذى أوحى لها بذلك. ويتم حشد الناس يومئذ ليطالعوا نتيجة أعمالهم فى الدنيا فمن يعمل خيراً يجد جنةً ونعيماً ومن يعمل سوءاً يجد ناراً ومهانة.
- "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ {33}"
سورة لقمان (31) – آية (33)
دعوة إلى الخوف من الله وخشية يوم الحساب الذى لا يجازى فيه والد عند ولده ولا ولد عن والده ودعوة إلى عدم الاغترار بمظاهر الحياة الدنيا الخادعة ولا بهمزات وسوسة إبليس اللعين الذى يقود صاحبه إلى الهلاك المبين.
- يقول كثير من الناس إنهم حين يقرؤن القرآن لا يفهمونه ويرجع السبب فى ذلك إلى عدة عوامل منها:
• أن القرآن قد نزل باللغة العربية الفصحى وأن ما نتكلمه نحن الآن هى اللغة العامية مقترنة بكثير من الكلمات الأجنبية مثل الفرنسية والإنجليزية والأسبانية وذلك نتيجة كثرة الاحتلال الذى تعرضت له الأمة عبر العصور.
• أن فهم القرآن بالذات يحتاج إلى تدبر ودراسة والقرآن يقول ذلك:
- "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {17}"
سورة القمر (54) – أية (17)
• أن فهم القرآن يحتاج إلى تقوى الله سبحانه وتعالى وكثير من الناس لا ينطبق عليهم خصائص التقوى.
- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {282}‏"
سورة البقرة (2) – أية (282)
• أن القرآن الكريم به آيات تتحدث عن العبادات وقصص الأنبياء والصالحين وذكر الله والاستغفار والتوبة ودلائل الإيمان والكفر والعقوبات والحلال والحرام... إلخ.
وهذه الآيات فى قدرة الإنسان المتقى أن يفهمها كما أن هناك آيات بالقرآن الكريم تحمل فى طياتها معجزات علمية أو تاريخية أو لغوية ويحتاج ذلك إلى الدراسة. ويكشفها الله سبحانه وتعالى لعباده المخلصين رويداً رويداً إلى أن تقوم الساعة. ولكن الجميع يجب أن يسلم بأن هذا القرآن من عند الله وأن يؤمنوا به أما الفاسقون فيحاولوا أن يخوضوا فى هذه الأمور المتشابهة حتى يحدثوا فتنة بين الناس وهى محاولات لتكذيب القرآن والصد عن سبيل الله ويقول الله سبحانه وتعالى فى ذلك:
- "هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ {7}"
سورة آل عمران (3) آية (7)
غالبية الناس فى ضلال مبين
- " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ {116}"
سورة الأنعام (6) – آية (116)
إن إتباع غالبية الناس يؤدى إلى الضلال المبين عن صراط الله المستقيم وذلك لأن غالبية الناس يتبعون عقائد باطلة مثل الشرك بالله وعبادة السند فى الروايات المزعومة وأيضاً لأن معظم الناس شديدى الكذب على الله وعلى رسله وهم الخراصون الذين احترفوا الكذب.
- "وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ {103}‏ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ {104} وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ {105} وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ {106} أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ {107}"
سورة يوسف (12) – آية (107)
يخبرنا الله سبحانه وتعالى أن معظم الناس ليسوا بمؤمنين أى كفار. إذن فإن قلة من الناس هم المؤمنون. بل أن معظم هؤلاء القلة المؤمنة هم مشركون أى يشركون فى عبادة الله آلهة أخرى مثل عبادة الهوى والبشر والأصنام. وتبين الآيات أن معظم الناس يمرون على آيات الله ومعجزاته فى السماء والأرض وهم لا يتفكرون فيها. وتقرر أن الرسول الكريم يتلو القرآن دون انتظار أجر أو مكافأة من أحد إلا الله. وأن هذا القرآن هو ذكر واجب التدبر على عالم الإنس والجن. وتحذر المتكاسلين عن عبادة الله أن يحل بهم عذاب وغضب من الله أو يفجعهم وقوع الساعة فجأة وهم فى غيهم يلعبون ويلهون.
- "وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ {19} وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ {20} أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ {21} بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ {22}‏ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ {23}"
سورة الزخرف (43) – آية من (19-23)
ادعى المشركون كذباً وزوراً أن الملائكة هم بنات الله وأنهم يعبدونهم بأمر الله والقرآن يفند هذه الإدعاءات قائلاً: هل شهد المشركون خلق الملائكة؟ ويحذرهم بأن شهادتهم هذه الباطلة ستسجل فى كتاب أعمالهم وسوف يحاسبهم الله عليها. ويقرر القرآن أن هؤلاء المشركون ليس لهم أدنى معرفة أو علم بطبيعة خلق الملائكة لأنهم لم يشهدوا خلقهم ولم يرسل الله لهم فى أى من الكتب السماوية أى معلومات عن هذا الأمر ويذكرنا القرآن بالمقولة الخالدة للضالين من عباد الشيطان وهى إدعائهم دائماً أنهم علموا هذه الحقائق من الأباء والأسلاف وأنهم يترسمون خطاهم. ويقرر الله سبحانه وتعالى أن كل القرى السابقة واللاحقة تكرر نفس هذه العبارات الجوفاء وهى إتباع السلف لكى يعارضوا به شرع الله فهم يؤمنون بالأباطيل لمجرد إتباع التواتر ما كان عملياً منه أو قولاً مع وضوح الأمر بأن هذا الشرع الباطل يخالف صريح الكتب السماوية وأخرها القرآن الكريم.
- "وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى {31} الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {32}"
سورة النجم (53) – آية (31-32)
توضح الآيات أن الله سبحانه وتعالى وحده ملك السماوات والأرض هو الذى يجزى الصالحين خيراً والمسيئين بالعذاب. وتبين الآيات بعض صفات المحسنين وهى اجتنابهم الفواحش مثل الزنا والقتل وشهادة الزور والآثام الكبيرة مثل الكذب على الله والشرك بالله ولكنهم قد يقعون أحياناً فى بعض الأخطاء البسيطة دون تمادى فى ذلك ويعدهم بالمغفرة. وتقرر الآيات أن الله وحده قد أحاط بالناس علماً حين خلقهم فى بداية الأمر من الطين مثل خلق أدم ثم تطور الخلق فيما بعد حين خلق الأجنة فى بطون أمهاتها. وتنهى الآية تماماً عن تزكية النفس فالله سبحانه وتعالى هو المطلع على السرائر. وفى هذا موعظة لنا ألا نتبع الظن فلا يزال كثير من الناس يعبدون السند والعنعنة ويقولون هذا الشخص ثقة وأخر ثقة متقن. فالدين لا يؤخذ إطلاقاً عن ثقتك بالآخرين أو عدم ثقتك بهم ولكن الدين يؤخذ مباشرة من كتب الله ورسله دون تدخل بشرى وما يجوز أن تأخذه من الآخرين إذا أحسنت الظن بهم هو خبرتهم فى الحياة الدنيا وبعض الحكم والمواعظ ولكن الدين كله لله سبحانه وتعالى فقط.
التفقه فى الدين وأهل الذكر - " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ {119} مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {120} وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {121} وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ {122}‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {123}"
سورة التوبة (9) – آية (119-123)
تتحدث الآيات حسب السياق عن الحرب والقتال وتدعو المؤمنين بالله حقاً أن يتقوا الله ويخشوه وأن يصدقوا الله فى مواجهة الكفر والطغيان فى ميدان الوغى. ويحرض القرآن أهل المدينة والأعراب من حولهم على القتال والانتظام فى الصفوف خلف الرسول القائد وأن يفدوا الرسول بأنفسهم. وتبين لهم أن الجزاء حينئذ عظيم حيث أن كل أعمالهم سوف يكتب لهم بها حسنات مثل صبرهم على الظمأ والجوع والتعب واتخاذهم مواقع قتالية متميزة للانتصار على العدو وإصابة العدو فى العدد والعتاد طالما أنهم فعلوا ذلك عن إيمان بالله وفى سبيل الله لأن الله لا يضيع أجر المحسنين. وكذلك يؤكد القرآن أن نفقة المؤمنين فى سبيل الله صغيرة كانت أو كبيرة وسيرهم مسافات طويلة عبر الوديان والصحراء سيكافؤن عليه أعظم أجر. وتعلم الآيات المؤمنين فنون القتال فتذكرهم بأنه لا يجب أن يخرج الجيش كله للقتال دفعة واحدة دون تخطيط وتدبير مسبق حتى لا يقع فريسة سهلة للأعداء وحتى لا يتعرض للهلاك فيجب عليهم أولاً إرسال قوات استطلاع من جميع الفرق القتالية المشاركة فى الحرب ليتدراسوا معالم الطريق ويخبروا باقى الجيش إذا عادوا إليهم من مهمتهم الاستطلاعية حتى يأخذوا حذرهم من كل عناصر القتال الناجحة فمثلاً إذا كان هناك بئر ماء يجب أن يعسكروا بجواره حتى يشربوا هم ويحرمون الأعداء من الشرب وإذا كان هناك طريق وعر أو ضيق لا يجب أن يسيروا فيه جميعاً مرة واحدة حتى لا يجهز عليهم الأعداء بضربة واحدة وجميع فنون القتال الأخرى. وتأمر الآيات المؤمنين بعدم التكاسل فى مواجهة الكفار وأن يكونوا أقوياء فى مواجهة الباطل وتذكرهم بأن الله دائماً مع الذين يتقوه. فالمفهوم من هذه الآيات حسب السياق أن كلمة الدين معناها الطريق وأن كلمة التفقه فى الدين معناها دراسة معالم الطريق. ولقد إدعى المبطلون ظلماً وزوراً أن مسئولية فهم الدين قائمة فقط على طائفة من الناس أسموهم الفقهاء وأنهم أصحاب الحق فى الفتوى والتشريع وهذا باطل تماماً كما ذكرنا من قبل. والقرآن يؤكد معنى كلمة الدين بأنها الطريق حسب الآيات التالية:-
- "قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
سورة الأنعام (7) – أية (161)
أى أن الطريق المستقيم إلى الله هو طريق ابراهيم النبى الذى أخلص العبادة لله وحده. وهذا الطريق إلى الله أسمه الإسلام.
- "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ {19}"
سورة آل عمران (3) – آية (19)
أن الطريق إلى الله هو إسلام الوجه لله أى التسليم بكل ما أمر الله به.
مما سبق يتبين لنا أن التفقه فى الدين الذى جاء فى القرآن معناه دراسة معالم الطريق حين الحرب والقتال وليس له أى علاقة بتشريع القرآن الكريم الذى هو فريضة على كل مسلم ومسلمة يتعلمه ويطبقه ويعلمه للآخرين وليس مقصوراً على طائفة معينة من الناس ولقد استشهد هذا الفريق الضال المضلل أيضاً بآيات أخرى فى كتاب الله إستشهاداً خاطئاً ليعلى من شأن هذه الطائفة المضللة تحت زعم فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون والقرآن الكريم تحدث عن أهل الذكر ولكن من هم أهل الذكر وفيما نسألهم؟.
- " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {44}"
سورة النحل (16) – آية (43-44)
لقد شكك المشركون وغيرهم فى نبوة الرسول الكريم وقالوا كيف يكون رجلاً يأكل ويشرب مثلنا ويذهب إلى الأسواق للتسوق ثم يدعى النبوة بعد ذلك فرد عليهم القرآن الكريم بأنه حقاً نبياً وأكد حقيقة هامة وهى أن كل أنبياء الله كانوا بشراً مثل النبى محمد وإذا تشككوا فى هذا فعليهم أن يسألوا أهل الذكر الذين هم أصحاب الكتب السماوية السابقة مثل التوراة والإنجيل فأصبح واجباً عليهم الرجوع لأصحاب الكتب السابقة للاستفسار عن بشرية النبى محمد أما استخدام العامة الآن لكلمة أهل الذكر بأنهم فئة بعينها متخصصة فى الدين وأن على كافة أفراد المجتمع أن لا تفهم الدين إلا بعد حصولهم على تصريح فهم وشرح من هذه الطائفة فهذا مفهوم شائع خاطئ يعارض نصوص الكتاب المبين صراحة وإليك العديد من النصوص القرآنية التى تؤكد هذا المعنى.
- "وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً {5} قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً {6} وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً {7} أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَّسْحُوراً {8}"
سورة الفرقان (25) – آية (5-8)
- أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ {9} قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {10}‏ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {11}"
سورة إبراهيم (14) – آية (9-11)
كما نرى شكك المشركون فى بشرية الأنبياء ودعوا إلى عبادة السلف والآباء الضالين.
- "وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً {90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً {91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً {92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً {93} وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً {94} قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً {95} قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً {96}‏"
سورة الإسراء (17) – آية (90-96)
- "ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ {44} ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {45} إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ {46} فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ {47} فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ {48}"
سورة المؤمنون (23) – آية (44-48)
- " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ {43} وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ {44}"
سورة سبأ (34) – آية (43-44)
- " وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ {14} قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ {15} قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ {16} وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ {17}"
سورة يس (36) – آية (13-17)
- " فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ {13} إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ {14}"
سورة فصلت (41) – آية (13-14)
- "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {22} كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ {23} فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ {24} أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ {25} سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ {26}"
سورة القمر (54) – آية (22-26)
- "أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {5} ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوا وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ {6}"
سورة التغابن (64) - آية (5-6)
ولقد ادعى كثير من الناس ظلماً وزوراً بأن القرآن كلام الله المعجز ليس بواضح ولا بين وأنه يحتاج إلى بيان ما كان ذلك البيان من الرسول أو من الناس وذلك تحريفاً لآيات الله السالفة "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون". ألا إن البيان هو هنا عكس الكتمان وليس بمعنى الشرح والتوضيح لأن القرآن قد ذكر من قبل الكثير من الآيات بأن هذا القرآن بين واضح سهل ميسر للذكر.
وقال تعالى:
- "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {159} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {160}"
سورة البقرة (2) – آية (159-160)

السنة فى القرآن الكريم وفى شرع البشر قال بعض الناس أن السنة هى ما صدر عن النبى من قول أو فعل أو إقرار. وأضافوا أن هذه السنة مدونة فى كتب موثوق فيها عن رجال صادقين وأسموها بالكتب الصحاح الستة وهى البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وإبن ماجه وأبى داود. وكما قدمنا أن الدين يجب أن يؤخذ من مصدره الحقيقى ألا وهو كتاب الله؛ وحتى إذا صح كلامهم فى نقل بعض أخبار النبى وأعمالهم فإن هذا لا يعتبر تشريعاً وإنما من باب فضائل الأعمال والقرآن نفسه يذخر بالكثير من فضائل الأعمال علاوة على أنه مصدر التشريع الأوحد للدين الإسلامى. وإعتمدوا فى رواياتهم على أن فلان ثقة وفلان ثقة متقن والقرآن ينهى عن ذلك كما أسلفنا فيقول "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى". أى أن هذا المبنى السنى الذى يعتمد على الروايات يحمل معاول هدمه فى طياته من قواعده. والقرآن قد تحدث عن لفظ سنة بأنها تشريعات الله فقط وطريقة تعامل الله مع الأمم السابقة وخاصة الظالمين منهم. وتذخر الكثير من كتب السنة التى ألفها المبطلون بالكثير من السباب لله سبحانه وتعالى وللأنبياء والملائكة وللمؤمنين فإن ذلك يدلك على من كتب هذه الكتب!! ألا أنهم المنافقون وأعداء البشر. وعلينا أن نعلم أنه حقيقة الأمر لم يصدر عن النبى أى قول أو فعل أو إقرار لأى شئ يخالف القرآن. وما خالف القرآن فى سنتهم كثير جداً. وإليك نسوق أولاً معنى السنة فى القرآن الكريم. " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ {36} لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {37} قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ {38} وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {39} وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {40}‏"
سورة الأنفال (8) – آية (36-40)
تبين الآيات أن الكافرين ينفقون أموالهم فى الصد عن سبيل الله وأن عاقبة أمرهم خسراً. ثم يغلبون فى الدنيا ومصيرهم يوم القيامة إلى جهنم. وتبين الآيات فائدة الحروب والفتن حتى يظهر المعدن الثمين من الغث وحتى يتمادى الظالمون فى غيّهم فيستحقوا أن يدخلوا النار داخرين. وتعلن أن من تاب وأستغفر وأقلع عن غيه من الكفار فسوف يغفر الله له ومن عاد إلى الضلال والكفر فقد وقع فى الهلاك والدمار والخسران المبين مثلما وقع فيها أوائل الكفار أى سنة الأولين أى طريقة الغضب الإلهي والتعذيب للكفار. وهذه هى معنى سنة فى القرآن الكريم. وتحرض الآية المؤمنين على قتال الكفار حتى يخلص الدين كله لله وبشرط أن يتوقف القتال إذا ما انتهى الكفار من صلفهم وعنادهم وإن عادوا إلى الكفر فإن الله سوف يناصركم ويتولى أمركم ضد عدوكم.
- " الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ {1} رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {2} ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ {3} وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ {4} مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ {5} وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ {6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {7} مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ {8} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ {10} وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ {11} كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ {12} لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ {13}"
سورة الحجر (15) – آية (1-13)
تبين الآيات أن كلمة سنة معناه شريعة الله فى التعامل مع الأمم الضالة من عذاب وفناء وإهلاك.
- "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {70} يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً {71} وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً {72} وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً {74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً {75}‏ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً {76} سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً {77}"
سورة الإسراء (17) – آية (70-77)
سنة الله لإهلاك المخالفين لشرائع السماء.
- "مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً {51} وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً {52} وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً {53}‏ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً {54} وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً {55} وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً {56} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً {57} وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً {58} وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً {59}"
سورة الكهف (18) – آية (51-59)
سنة الله فى خلقه إهلاك الظالمين والكفار.
- " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {35}‏ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً {36} وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً {37} مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً {38} الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً {39} مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً {40} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً {41} وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً {42} هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً {43}‏ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً {44} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً {45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً {46} وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً {47} وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً {48}"
سورة الأحزاب (33) – آية (35-48)
سنة الله هى شريعة الله إذا أمر فواجب على الأنبياء وكافة البشر والمخلوقات الطاعة التامة. - " لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً {60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً {61} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {62}‏ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً {63}"
سورة الأحزاب (33) – آية (60-63)
سنة الله هى إهلاك الكافرين. - " وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي {41} اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي {42} اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {43} فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {44} قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى {45}"
سورة طه (20) – آية (41-45)
سنة الله هى تدمير القوم الكافرين. - "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ {78} اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {79} وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ {80} وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ {81} أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ {82} فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون {83} فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ {84} فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ {85}‏"
سورة غافر (40) – آية (78-85)
سنة الله هى إهلاك الكفار. - " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً {18} وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً {19} وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً {20} وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً {21} وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً {22} سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {23}‏ "
سورة الفتح (48) – آية (18-23)
نصرة الله للمؤمنين وهزيمة الكفار هى سنة الله. - هذه هى السنة كما ذكر الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم أما نسب سنة أخرى إلى النبى فهذا باطل ليس له أى أساس من الصحة.
- إن تأليف هذه السنة الباطلة بدأ مبكراً فى التاريخ وذلك لتبرير الأخطاء السياسية التى دبت بين المسلمين بعد وفاة النبى فذهب كل فريق يفترى على الله وعلى رسوله كذباً زعماً بأنه سمع الرسول يقول وهكذا. وحين فطن عمر بن الخطاب لهذه الفتنة أمسك بأبى هريرة وقال له إياك أن تحدث فكان مصيره قريباً بأن توعده أبو لؤلؤة المجوسى قائلاً لأصنعن لك رحاً تتحدث بها العرب فى مجالسها وقتله خلسه وهو يصلى الفجر بسيف مسموم حتى يفسح المجال لأعوانه من الكفار والمنافقين واليهود الذين زعموا إسلامهم نكاية فى الإسلام فألفوا دين بديل تماماً مخالف لدين الله الذى جاء فى القرآن الكريم وصار من بعد ذلك جميع الناس ذوى القلوب الضعيفة والمفسدون فى الأرض يروون هذه الأباطيل المزعومة بأسم السنة النبوية ويفدونها بدمائهم لأنها تبرر فسادهم وبعدهم عن كتاب الله الحق فهناك أحاديث كثيرة تأمر بشئ وأخرى تأمر بالشئ المضاد. وهناك الكثير من الأحاديث التى تعارض الكتاب الكريم صراحة فى تحدى صارخ ويفضل أيضاً بعض الناس إحتفاظهم بهذه الأباطيل المعروفة بكتب السنة حتى يكونوا متميزين عن عموم المسلمين نظراً لصعوبة الإلمام بكل كتب السنة وعلومها المزيفة مثل علم مصطلح الحديث وعلم الرجال ... الخ. وهى علوم لا تضر ولا تنفع. بينما القرآن الكريم لسهولته وخفة وزنه يستطيع الكثير من أطفالنا حفظه كاملاً. وحينما أحتكر هؤلاء الناس الفتوى فى دين الله لأنفسهم فإنهم بذلك يعلون فوق الجميع بزيفهم ويجعلون فى هذا الزيف مصدر لكسب مادى رخيص دنئ ومصدر لاكتساب الرفعة والأبهة والإدعاء بالعلم بكافة العلوم الشرعية.
- يفرض عليك بعض الناس هذه الأباطيل المزعومة تحت بند أنها الحكمة التى أوحاها الله إلى رسوله ويحرفون فى ذلك آيات من القرآن الكريم ليصلوا إلى مآربهم.
- " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {24} رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً {25} وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً {26} إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً {27}‏ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً {28} وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً {29} إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً {30} وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً {31} وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {32} وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً {33} وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً {34} وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً {35} وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {36} وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً {37} كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً {38}‏ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً {39}"
سورة الإسراء (17) – آية (23-39)
إن الحكمة ليست لها أى علاقة بما يسمونه السنة النبوية وإنما هى تقص علينا عدة أمور إذا فعلتها فقد وفيت بآيات الحكمة ومنها:
* البر بالوالدين * الوفاء بحقوق الأقارب والمساكين وأبناء السبيل
* عدم التبذير * عدم الشح * عدم قتل الأبناء خشية الفقر
* البعد عن الزنا
* عدم قتل النفس إلا بالحق مع تطبيق مبدأ القصاص فى حالة القتل خطئاً
* عدم أكل مال اليتيم بالباطل * الوفاء بالعهود * الوفاء بالكيل والميزان
* عدم قول الزور أو التدخل فيما لا يعلمه الإنسان
* حفظ اللسان والبصر والسمع والقلب لأنك ستحاسب على كل ما يصدر عنهم
* عدم المشى فى الأرض فى كبرياء وتعالى وزهو وفخر وخيلاء
- هل تعرف لماذا يدافع بعض الناس عن هذه الأباطيل بزعمهم التمسك بكتاب الله وسنة رسوله لأن الغالبية منهم يسيرون خلف الأفاقين الذين اخترعوا هذه الروايات المزعومة وهذه الغالبية للأسف الشديد لم تقرأ أو تفهم لا القرآن ولا حتى هذه الروايات الكاذبة لأنهم لو كانوا أصلاً عقلاء وقرأوا ولو كانوا أتقياء ووعوا ما فى كتب الروايات الكاذبة من تعارض صريح مع كتاب الله لما فعلوا ذلك.
- وإليك نسوق عينة من الروايات الكاذبة التى تعارض صريح القرآن: حيث يقول السيد سابق/ فى كتابه فقه السنة فى ص403 فى الجزء الثانى – أنه كان فيما نزل من القرآن فى سورة الأحزاب آية تقول "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. جزاء بما قضيا من اللذة". ويدعى أن سورة الأحزاب كانت فى الأصل فى حجم سورة البقر ولكنها نسخت تلاوة وبقيت حكماً. إنه كلام غريب جداً.
أولاً: الله يقول:
- " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}"
سورة الحجر (15) - الآية (9)
فالله قد وعد بحفظ الكتاب كله فلم يتم حذف أى شئ منه.
ثانياً: مفهوم النسخ فى القرآن هو الإثبات وليس المحو كما قال الشيخ.
- " مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {106}"
سورة البقرة (2) – آية (106)
ثالثاً: حكم الزانية والزانى فى كتاب الله واحد لجميع الأعمار وللذكر مساوى للأنثى وهو مائة جلدة.
- " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ {2}"
سورة النور (24) – آية (2)
أى أن الحكم فى الزنى للجميع مائة جلدة ولا يوجد رجم أصلاً.
رابعاً: إن أسلوب هذا الكلام الركيك لا يتفق مع نسق القرآن الكريم البليغ المعجز.
طاعة الرسول فى القرآن الكريم وطاعة الله
- "وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى {5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى {6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى {7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى {8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى {9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى {10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى {11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى {12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى {13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى {14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى {15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى {16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى {17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى {18}"
سورة النجم (53) – آية (1-18)
يقسم الله سبحانه وتعالى بالنجم إذا كبر وتهاوى وأصبح بلغة عصرنا كالثقوب السوداء قليلة في حجمها عالية فى كثافتها تجتذب إليها باقى الكواكب والنجوم وهذه معجزة علمية بالقرآن الكريم. وتوضح الآية أن الرسول محمد لم يضل ولم يغوى ولا ينطق إلا بالحق وأن كل الذى ينطق به الرسول إنما وحى من الله ألا وهو القرآن الكريم لأن الكافرين اتهموا النبى بأنه شاعر ومجنون وأنه نسخ أساطير الأولين وأعاد نشرها وبين القرآن ذلك فى قوله تعالى:
- "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً {2}‏ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً {3} وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْماً وَزُوراً {4} وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً {5} قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً {6}"
سورة الفرقان (25) – آية (1-6)
فالقرآن يؤكد أن الله قد أوحى إلى نبيه القرآن الكريم فهو لا ينطق إلا بالحق ويقص علينا طرق الوحى الذى أوحاه الله إلى رسله جميعاً والطريقة التى يتكلم بها الله مع رسله هى إحدى ثلاث طرق ولقد قال الله تعالى"
- "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ {51}‏ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {52}"
سورة الشورى (42) – آية (51-52)
فكلام الله مع البشر يتم عن طريق الوحى بمعنى الإلهام أو كلام مباشر من وراء حجاب كما قال الله سبحانه وتعالى فى حق النبى موسى:
- "وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً {164}"
سورة النساء (4) – آية (164)
والطريقة الثالثة لكلام الله مع البشر هو إرسال رسول ملاكا كان أو الروح القدس الذى هو جبريل أمين الوحى وهذا هو ما حدث مع الرسول الكريم حيث يصف الله طريقة التقاء النبى محمد بجبريل فيصف جبريل أولاً بقوله شديد القوى ثم ثانياً ذو قوة. وتقص آيات سورة النجم أن أول لقاء تم بين النبى وجبريل اقترب فيه جبريل من النبى حتى كان قاب قوسين أو أدنى وأن النبى رآه فعلاً وتلقى منه الوحى والمرة الثانية رأى النبى جبريل ولكن وهو فى الأفق الأعلى أى لم يقترب منه وكان وقتها جبريل موجود فى مكان إسمه سدرة المنتهى الله أعلم بموقعه وأن هناك أحداث كثيرة قد حدثت وأن النبى لم يجاوز بصره الحدود بل صان بصره وركزه فقط على ما أراد الله أن يكشف له والله أعلم به.
ويقول الله سبحانه مؤكداً أن ما أوحى إلى النبى إنما هو قرآن كريم فقط وليس هناك كتب أخرى.
- "قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {19} الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {20} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {21} وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ {22} ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ {23} انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24} وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ {25} وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ {26}"
سورة الأنعام (6) – آية (19-26)
توضح الآية أن الوحى الذى أنزل على الرسول هو القرآن فقط لينذر به قومه والتابعين من بعدهم وتوضح الآيات أن أهل الكتاب يعرفون القرآن كما يعرفون أبناؤهم وأنهم حين لا يؤمنون بالقرآن فقد خسروا أنفسهم وحق عليهم عذاب الله وتبين الآية أن أكبر ظلم يقع من إنسان هو أن يفترى على الله الكذب أو يكذب بآيات الله. وتبين الآية أن الكفار يضعوا أصابعهم فى آذانهم حتى لا ينفذ هذا القرآن إلى قلوبهم والله نفسه لعلمه بكفرهم فقد ختم على قلوبهم حتى لا يفهمون هذا الكتاب الذى يكفرون به. وأن الكفار مهما رأوا من آيات فهم لا يؤمنون. وأنهم دائماً يصفون القرآن بأنه أساطير ويصدون الناس عنه ويبعدون عنه وفى ذلك هلاك لهم.
- "تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ {6} وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {7} يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {8} وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ"
سورة الجاثية (45) – آية (6-9)
تأكيد أن الذى أوحى إلى النبى إنما هو قرآن كريم، وإنها كافية جداً. وتتوعد الكذابين الآثمين الذين تتلى عليهم آيات الله فلا يؤمنوا بها وكأنهم لا يسمعونها وتبشر هؤلاء القوم بعذاب جهنم وتحذر الآيات أيضاً من يهزئ بآيات الله أيضاً من سوء المصير.
- "وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ {47} وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ {48} بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ {49} وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ {50} أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {51} قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {52}"
سورة العنكبوت (29) – آية (47-52)
توضح الآيات أن الذى أنزل على النبى هو القرآن. إن المؤمنون حقاً لا بد أن يؤمنوا بالقرآن ولا ينكر القرآن إلا كافر. وطلب المبطلون أن ينزل على النبى آيات أخرى غير القرآن يرد بأن القرآن كافى وأن الكافرين فى خسران مبين وسيحشرون إلى عذاب النار يوم القيامة.
- "إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ {196} وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ {197} وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ {198} خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {199} وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {200} إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {201} وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ {202} وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {203} وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {204}"
سورة الأعراف(7) – آية (196-204)
الله نزل الكتاب أى القرآن. والرسول يتبع هذا القرآن ويأمر الناس بإتباع القرآن. - "وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً {45} وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً {46}"
سورة الإسراء(17) – آية (45-46)
من لا يؤمن بالقرآن يجعل الله على قلبه حجاباً يمنعه عن فهم معانى هذا الكتاب. وصفه الكفار أنهم دائماً حينما يذكر الله وحده ينفروا ويشمئزوا ويولون الأدبار.
- "وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً {74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً {75}"
سورة الإسراء(17) – آية (73-75)
طلب الكفار من النبى أن يأتيهم بكتاب آخر من عند الله وكاد الرسول أن يطيعهم فى طلبهم هذا لولا تثبيت الله له. ولو كان قد افترى على الله كذباً لكان قد عرض نفسه لغضب الله.
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ {45}
سورة ق(50) – آية (45)
تدعو الآية النبى أن ينذر الناس بالقرآن وذلك لمن يخاف الله منهم.
- "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {40}"
سورة القمر(54) – آية (40)
- "بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ {14} وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ {15} لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ {16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ {17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {18} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ {19}‏ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ {20} وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ {21}"
سورة القيامة(75) – آية (14-21)
نستدل من كل ما سبق من الآيات أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذى أنزل على الرسول محمد وأنه كتاب عربى مبين واضح ميسر للفهم وأن شرحه وبيانه بيد الله سبحانه وتعالى وأن المؤمنين بالله عليهم الإيمان بالقرآن والرسول ومن يعص الله والرسول والقرآن فقد كفر.
والآن نسوق الآيات تحض على طاعة الرسول بعد أن بين القرآن أن الرسول بنفسه يتبع القرآن وينذر ويبشر الناس بهذا القرآن.
- "مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً {80}"
سورة النساء(4) – آية (80)
قررت الآيات أن طاعة الرسول من طاعة الله. - "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ{285}"
سورة البقرة(2) – آية (285)
تؤكد الآية أن الرسول والمؤمنين بالله كافة يؤمنون بالله والملائكة وكافة الكتب السماوية وكافة الرسل بدون تفريق بينهم. وأن عليهم السمع والطاعة.
- "مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً {46} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً{47}"
سورة النساء(4) – آية (46-47)
تحذر الآية أهل الكتاب من مغبة عدم طاعة الرسول محمد وتهددهم باللعنة وسوء المصير.
- "وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ {48} وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ {49} أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {50} إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {51} وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {52} وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {53}‏ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {54} وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55} وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {56}"
سورة النور(24) – آية (48-56)
دعوة عامة إلى الإيمان بالله وبرسوله وطاعة الله ورسوله لأن الرسول يحكم بين الناس بما أنزل الله وهو القرآن.
- "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً {36}"
سورة الأحزاب(33) – آية (36)
- "إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً {64} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً {65} يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا {66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً {68}"
سورة الأحزاب(33) – آية (64-68)
إن جزاء من يعص الله ورسوله نار جهنم خالداً فيها أبداً.
مما سبق اقترنت دائماً طاعة الرسول بطاعة الله لأن الرسول يحكم بين الناس بكتاب الله وأيضاً لاحظ طاعة الرسول وجاءت دائماً بصفته رسولاً وليس بصفة شخصية لأن فى ذلك إشارة واضحة أنه يحكم بالرسالة التى أرسل بها وهى القرآن الكريم.
- "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ {112} وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ {113} أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ {114} وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {115} وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ {116} إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {117}"
سورة الأنعام(6) – آية (112-117)
قرر القرآن أن هناك لكل نبى أعداء وأنهم شياطين سوءاً كانوا من الإنس أو الجن وأنهم يتعاونون دائماً على اختلاق الأكاذيب على الأنبياء وقد جعل الله ذلك فتنة للناس فمن آمن بالله فقد هدى إلى سواء الصراط ومن آمن بوحى الشياطين فقد كفر. وتأمر النبى أن يقول للناس أنه لن يطلب حكماً غير الله وكتابه المفصل البين الواضح. وتقرر الآية أن أهل الكتاب يعرفون أن القرآن منزل من عند الله. وتحذر الآيات النبى أن يتبع أهواء الناس لأن معظم الناس ضالين عن سبيل الله بسبب إيمانهم بالخرافات وشدة كذبهم على الله. وتقرر الآية أن الله يعلم بالضالين والمهتدين.
- "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {14} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {15} قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {16}"
سورة الحجرات(46) – آية (14-16)
تبين الآية أن الإسلام هو أن تسلم بما عرفت ولكن الإيمان يلزم أن يكون راسخاً فى قلبك ويلزمه أن تؤمن بالله ورسله وكافة كتبه واليوم الآخر وألا ترتاب وأن تجاهد فى سبيل الله بالمال والنفس وتبين أن طاعة الرسول وطاعة الله واجبة وضرورية.
- "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ {92}"
سورة المائدة(5) – آية (92)
إن طاعة الله والرسول واجبة ومن تولى فعليه عاقبة ذلك وهى سوء المصير وإن الرسول عليه البلاغ المبين فقط وليس التشريع.
- "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً {58} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً {59}‏ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً {60} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً {61} فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً {62} أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً {63} وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً {64} فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً {65}‏ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً {66} وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً {67} وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً {68} وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً {69}"
سورة النساء(4) – آية (58-70)
دعوة إلى الله والرسول وأولى الأمر من المؤمنين. تبين الآية أن من يرفض حكم الله ورسوله فهو من المنافقين. ومن صفات المؤمنين الاحتكام إلى الله والرسول والرضا تماماً بحكم الله ورسوله.
- "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {47} وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48}"
سورة المائدة(5) – آية (47-48)
دعوة الرسول إلى الحكم بين الناس بما أنزل الله وهو القرآن الكريم وتوضيح من لا يحكم بما أنزل الله فأولئك هو الفاسقون وأولئك هم الكافرون.
تشريع الله - "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ {13}"
سورة الشورى(42) – آية (13)
الله هو المشرع الوحيد وخلاصة التشريع هو إقامة الدين الحنيف لله وحده وعدم التفرق وعدم الشرك بالله.
- "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {21}"
سورة الشورى(42) – آية (21)
تؤكد الآية أنه لا يوجد مشرعين آخرين إلا الله.
- "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ {18}"
سورة الجاثية(42) – آية (18)
الرسول متبع لشريعة الله ومنهى عن اتباع أهواء الكفار والمنافقين.

اجمالي القراءات 15277

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ١٣ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5591]

بحث قيم جدا جدا ::

استاذه ساره الطحان - اهلا وسهلا ك على موقع أهل القرآن .وبارك الله فيك على بحثك القيم الشامل والمجيب على نقاط عديده يحتاج إلى فهمها كثير من المسلمين ..
وكنت أود ان يكون هذا البحث على مجموعة مقالات منفصله لكى تعطى فرصه للقارىء ان يدرسه جيدا وبهدوء وهذا لا يتوفر مع الأبحاث الطويله التى تنشر على صورة مقالات .فهل ممكن ان تعيديه على صورة مقالات نرقمه 1-2-3 وهكذا ..لتعم فائدته اكثر وأكثر ..
وهذه وجهة نظرى الشخصيه .ولكم خالص التحيه والتقدير .

2   تعليق بواسطة   عادل محمد     في   الإثنين ١٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5703]

هذا هو التوحيد

السلام عليكم/ أختنا : سارة
هذا البحث فى كتاب الله جعلك توفقى فى تجميع هذا المقال الطويل المثمر الدال على الحق فى من مصدره الحق
وأنا أقولها كلمة وكما تفضلتى بأن القرأن لا يفهمه الا المؤمنون حقا والمتقون فقط والدليل هو الأتى
((هدى للمتقين )) & (( وأتقوا الله ويعلمكم الله ))&
(( قل هو للذين أمنوا هدى وشفاء ))
(( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ))
يتبين لنا من ذلك أن من أراد الهدى هداه الله بأذنه ومن لم يريد الهدى يضله الله يهدى من يشاء ويضل من يشاء والله بكل شئ عليم
ننتظر منك المزيد من الجواهر التى بين سطور القرأن

3   تعليق بواسطة   ناصر العبد     في   الإثنين ١٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5734]

الاخت ساره الطحان أؤيد اقتراح د/عثمان

اؤيد اقتراح الدكتور عثمان على تجزئة مقالك القيم,لاننى بالفعل نظرا لطول المقال وعدم مساعدة الوقت لم استطع اكمال قراءته فأرجو المعذرة لعدم اكمالى المقال وفى انظار نشره على اجزاء.
شكرا اختنا العزيزة

4   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الخميس ١٩ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5902]

القرآن شريعة الله والأحاديث شريعة البشر

الاستاذة الفاضلة كاتبة هذا المقال قرأت المقال ووجدت ما به موافق تماما لمبادئ ومعتقدات أهل القرآن "القرآنيين" وأنا واحد منهم وكانت الآيات بمثابة النور الذي يضيئ كل السطور في هذا المقال المنشور على هذا الموقع والحقيقة أن كل مقدس للقرآن يعي ويفهم كل ما جاء بالمقال ويؤيده إلى أبعد حد ولكن المراوغون ربما لا يفهمون ويصيبهم الدوار والحيرة وربما يدعون انهم يؤمنون بالقرآن مثلٍكْ فالصورة مشوشة عندهم وهم بطيئو الفهم لذا أقترح على حضرتٍكْ أن يكون عنوان تعليقي هذا مضافاً لإحدى مقالاتك التالية إن شاء الله وتعضدي هذه المقولة وهذا العنوان بالكثير والكثير من الآيات المباركات حتى يتثنى للمراوغون الفهم التام لكل ما جاء بالمقال وإدراك حقيقة شريعتهم .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-04-12
مقالات منشورة : 1
اجمالي القراءات : 15,278
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 4
بلد الميلاد : Afghanistan
بلد الاقامة : Afghanistan

احدث مقالات سارة الطحان
more