فقه الدعوة الجاهلية

آحمد صبحي منصور Ýí 2007-04-12


بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد صبحى منصور

فقه الدعوة الجاهلية

1- فى أوائل الثمانينيات كنت مدرسا فى قسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر . تجمعنا لقبض المرتب ففوجئت باستاذ عريق مشهور بلحيته يمسك ورقة ويجلس الى جانب الصرّاف ليستقطع من مرتباتنا معونة اجبارية للجهاد فى افغانستان. رفضت وقلت لهم ساخرا :" عندى اقتراح أفضل. انها فرصة لكل من يكره حماته أن يرسلها الى افغانستان.".

المزيد مثل هذا المقال :

لم تعجبهم النكتة وحاصرونى بنظرات عاتبة.
بعدها وفى صلاة الجمعة - فى مسجد الحى الذى كنت أعيش فيه - فوجىء الحاضرون برجل تبدو عليه الهيبة والوقار وقد حمل حقائبه وهو يصرخ فى المسجد قائلا أنه لا يصح القعود عن الجهاد وأنه لا عذر للتخلف ، ومن لا يصلح للقتال يمكنه خدمة المجاهدين وتكثير سوادهم – أى عددهم – وانها فرصة للدعوة ومؤازرة الاسلام ضد الملحدين. تحول صراخه الى بكاء مزعج جهورى انتقلت عدواه الى كل الحاضرين . أسرعت بالفرار قبل ان تصل لى العدوى، ووصلت الى بيتى محتفظا بسلامة قواى العقلية.

2- عقلى المشاغب المتعب ( بفتح العين وكسرها أيضا ) أخذ يتساءل : ما هى علاقة الاسلام بذلك الصراع فى افغانستان ؟
انه طور من أدوار الحرب بين أمريكا والاتحاد السوفيتى ، تحولت فيه الحرب الباردة الى حرب مشتعلة على الحدود الجنوبية للقطب الشيوعى ، وشاركت فيه قبائل أفغانستان مع هذا الفريق تارة ومع الآخر تارة أخرى تتلاعب بهما معا مثلما كانت قبائل اليمن تفعل مع الجيش المصرى فى عهد عبد الناصر، ثم أقحم الأمريكيون والسعوديون اسم الاسلام فى تلك الحرب التى لا شأن للاسلام بها. ورآها كل فريق فرصته لتحقيق مكاسب خاصة له. الاسلام هو وحده الخاسر فى القضية .
تساءلت اذا كان الاسلام قد خسر مبكرا جدا حين أقحمه الصحابة فى حرب الفتوحات التى شوهت اسم الجهاد وأضاعت تشريعاته القرآنية، فهل ستكون قبائل الأفغان فى عصرنا الراهن أكثر حرصا على الاسلام وأفضل حالا من قبائل الحجاز و نجد فى عهد الصحابة؟ وصلت فى النهاية الى تأكيد عبارة كررتها كثيرا فى مؤلفاتى وقتها :" ليس مثل الاسلام دين ظلمه أصحابه والمنتسبون اليه " !!
هذه الدعوة الى الجهاد وقتها أفضل تعبير عن فقه الدعوة الجاهلية. ولقد دفع الثمن غاليا كل من شارك فيها من أمريكا والسعودية ومصر وبقية الدول العربية و"الاسلامية" من باكستان الى افغانستان الى المجاهدين العرب والأفغان الى طالبان. الجميع أصبحوا أعداء يضرب بعضهم بعضا بعد أن كانوا فى خندق واحد .

3- الأساس فى فقه الدعوة الجاهلية هو استخدام الدين – وهو أعز ما لدى الانسان – فى خداع الناس للحصول على حطام دنيوى زائل قد يكون مالا أو جاها أونفوذا. لكن ذلك كله لا يساوى شيئا بجانب استغلال الدين فى اقامة دولة. فالدولة هنا تجمع فى داخلها المال والقوة والنفوذ والسيطرة والتحكم. واذا تم هذا لك يا صاحبى باسم الدين فلن يملك أحد محاسبتك أو مساءلتك .
لقد نهى الله تعالى عن استغلال اسمه العظيم فى البيع والشراء معتبرا ذلك صدا عن سبيل الله يستحق العذاب العظيم ( النحل 94- 95) وهى عادة سيئة فى أسواق المسلمين حيث يقسم البائع لك باسم الله تعالى كذبا ليخدعك . فاذا كان استغلال الدين فى بيع حزمة بصل فى سوق شعبية يعتبر جريمة بهذا الشكل فما هو حجم الجريمة التى يستخدم فيها اسم الله تعالى ودينه فى خداع الناس واقامة دولة يركب فيها أولئك الملاعين على ظهورنا معتبرين اننا رعية لهم يملكونها باسم الاسلام ؟

4- نحن جميعا سواسية، أخوة من أب واحد وأم واحدة على قدم المساواة فى الدنيا فيما يخص الحقوق والواجبات. أكرمنا عند الله تعالى هو أتقانا لله تعالى . ( الحجرات 13 ) هذا ما جاء فى القرآن الكريم .
هذه التقوى تعامل قلبى خالص وخاص بين الانسان وربه يتعرض للصعود والهبوط طبقا لطاعة الانسان ومعصيته وحياة ضميره أو موته . فى يوم الدين فقط سيحدد رب العزة عند الحساب من أفلح فى اختبار الدنيا وكان متقيا . أما طالما نحن أحياء فى هذا العالم فلا يصح لأى مؤمن أن يزكى نفسه ويصفها بالتقوى، واذا فعل عصى قوله تعالى :" فلا تزكوا أنفسكم ، هو أعلم بمن اتقى."( النجم 32). هذا اذا فعل هذا بينه وبين نفسه، أى اقام لنفسه حفل تكريم على انفراد أعلن فيه بينه وبين نفسه أنه من المتقين. هذه معصية لله تعالى لأنه بدلا من اتهام نفسه ولومها ومحاسبتها على التقصير أعطاها درجة الامتياز فى امتحان مزور قبل موعد الامتحان الالهى يوم الحساب . الجريمة الكبرى عندما يفعل ذلك علانية مراءاة ونفاقا . ولأن التقوى شعور قلبى فانه يتحول فى خطاب المرائى المنافق للناس الى لحية وجلباب ومسبحة ومسواك وعلامات للسجود على الجبهة وعبارات طنانة . هذاالذى يطلق – على الناس – لحيته لا يفعل ذلك عبثا وانما ليطالبهم بالثمن خضوعا له وخنوعا لذاته ليركعوا لجنابه باعتباره المتحدث باسم الله والممثل له على الأرض، فاذا طالبهم بأن يحمكهم باسم الاسلام وشرعه بدا طلبه مستجابا لا شطط فيه. هنا تصل الجريمة الكبرى الى حضيض أفظع فى حق الله تعالى وحق الناس .

5- نحن جميعا سواسية، أخوة من أب واحد وأم واحدة على قدم المساواة فى الدنيا فيما يخص الحقوق والواجبات. هذا ما يتردد فى قوانين البشر ودساتيرهم.
هنا أيضا لا يجوز ان نتنافس سياسيا بالدين. دينك شىء يخصك انت ولا شأن لى به، فدينى أيضا يخصنى اذا كنت مؤمنا أو ملحدا. الذى يخصنا فى التنافس السياسى هو مدى قدرة المرشح على خدمة الجماهير. التنافس يكون فقط فى البرامج السياسية ومدى واقعيتها وقابليتها للتطبيق. التنافس ليس بالآيات القرآنية والشعارات الدينية ، فالاسلام يعتبر ذلك صدا عن سبيله وشراء لآيات الله تعالى مقابل ثمن قليل. والعقل المؤمن يعتبر التجارة بالدين فى سبيل مطامع دنيوية زائلة تدنيسا للمقدس الطاهر فى حياتنا . بالضبط كمن يلقى بالأحجار الكريمة فى تلال الزبالة .

5- تجارب التاريخ تؤكد على العقاب الدنيوى الذى عانى منه كل من استغل الدين الحق فى اغراضه السياسية. ينطبق هذا على الصحابة كما ينطبق على عصرنا الراهن . الصحابة حين عصوا الله تعالى ورسوله واستخدموا الاسلام فى الفتوحات عوقبوا بالفتنة الكبرى ولقوا جميعا مصرعهم ، وحسابهم عند ربهم جل وعلا . عبد العزيز آل سعود منشىء الدولة السعودية الراهنة بسيوف الاخوان " النجديين" عانى منهم وعانوا منهم ، فى ثورات وصراع دموى لا دخل للاسلام فيه.
الاخوان المسلمون - وسائر التنظيمات التى انبتتها شجرتهم - لهم تاريخهم الدموى فى الاغتيالات والتآمر وقتل الابرياء والقتل العشوائى ، ولهم أيضا تاريخهم المهين المذل فى المعتقلات والسجون والآم التعذيب. ما تحالفوا مع أحد الا تآمروا عليه وقتلوه من احمد ماهر والنقراشى الى السادات، هذا ان لم يفطر هو بهم قبل أن يتعشوا هم به كما فعل عبد الناصر.
تجربة افغانستان الأخيرة فى استغلال الاسلام فى صراع دنيوى انتهت بالرفاق المتحدين الى أعداء يطارد بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا بشتى لغات العالم .
أرادت أمريكا استغلال المسلمين والاسلام فى حرب الاتحاد السوفيتى "الملحد".
وأرادت السعودية تأييد هذه الحرب لبسط نفوذها الوهابى بين قبائل الأفغان ومعظمهم صوفية وبعضهم شيعة .
النفوذ الوهابى سيطر على باكستان من قبل و" المدارس " الوهابية والجامعة الاسلامية فى اسلام أباد جهزت جيلا جديدا من الطلبة والتلاميذ ، معظمهم من أيتام الحروب واللاجئين الأفغان فى بيشاور، تعلموا الوهابية وتدربوا على السلاح ينتظرون على الحدود الباكستانية الافغانية لدخول أفغانستان بتمويل سعودى ودعم باكستانى يحقق أمل باكستان فى اقامة حكومة تابعة لها فى أفغانستان فى الوقت المناسب. هؤلاء الطلبة أصبح اسمهم "الطالبان".
مصر وبقية البلاد العربية التى تعانى من سرطان الجماعات المتطرفة وأمهم العاتية"الاخوان المسلمين" رأت فى أوكازيون أفغانستان أسلم طريقة لاستئصال هذا السرطان وتصديره الى بيشاور وتورا بورا. الجماعات نفسها وجدتها فرصة ذهبية للخروج من الأنفاق المظلمة والكبت والحصار داخل بلادها لتذهب الى ميدان حرّ وحقيقى تتدرب فيه على القتال وتمارس فيه سلطانها على أرض الواقع ، وتطبق فيه شريعتها من السلب والنهب والتسرى بالنساء السبايا وقطع الأعناق ، ولتتخذ من افغانستان قاعدة تنطلق منها لغزو البلاد الأخرى واقامة الخلافة السلفية الواحدة فى مواجهة الغرب الكافر حليف اليوم وعدو المستقبل والماضى أيضا.
أى أن كل فريق له حساباته السياسية ومطامعه الدنيوية فى الحكم والسيطرة وما يتبع ذلك من الاستئثار بالثروة ، وهى الهدف الأعظم لو كنتم تعلمون !!. ومع هذه المطامع الدنيوية فقد تم اخفاؤها عمدا بينما تبارى الجميع فى عزف ألحان الجهاد والتغنى بالاسلام لاستغلال اسمه العظيم فى تلك المخازى والمجازر وحمامات الدم !!

انتهت الحرب فى افغانستان لتشتعل بين الحلفاء ولتنتج ابن لادن وقاعدته وتفجيراته.
أصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم. واشتعلت حمامات دم أخرى لضحايا معظمهم أبرياء لا شأن لهم بتلك الحرب الجديدة وجذورها. امتدت الحرب الجديدة لتصل لأول مرة الى العمق الأمريكى والأوربى والسعودى والمصرى والباكستانى وبقية البلاد الأخرى من اندونيسيا الى اسبانيا ومن الشيشان الى لندن وامستردام ، ومن الأرض الى الجو ومن المساجد والزوايا الى القنوات الفضائية ومواقع الانترنت . حرب جديدة فى أدواتها وأساليبها وأسلحتها وميادينها ، وستستمر أجيالا اذا لم يتم مواجهتها بحركة اصلاحية اسلامية عالمية تنظف الشرق الأوسط من اليكتاتورية الدينية والسياسية. بذلك فقط يتم رد الاعتبار للاسلام الذى ظلمه أصحابه والمنتسبون اليه .

6- فقه الدعوة الجاهلية يقوم على افتراء على الله تعالى وخداع الناس.
قد تضطرهم الظروف الى التنافس الديمقراطى ليحتكروا لنفسهم حق الحديث باسم الاسلام فى المعترك الانتخابى ، لكن لا أمل فيهم طالموا لا يزالون فى افترائهم لأن المعنى الوحيد هو اصرارهم على الكذب على الله تعالى واستغلال دينه فى خداع البشر.
لا يمكن هزيمتهم الا بالوعى القائم على فهم صحيح للدين. فليس فى الاسلام وكلاء عن الله جل وعلا. والدعوة الاسلامية تقوم على الايثار والعطاء وليس الانتفاع وأكل أموال الناس بالباطل والسحت .
هناك تناقض هائل بين التنافس الاسلامى - فى الخير بدافع قلبى دون أدنى رياء أو مغنم شخصى طلبا لرضى الله تعالى يوم الدين - وبين دعوى الجاهلية.

7- احذركم من دعوة الجاهلية ودعاة الجاهلية ..
تذكروا ماذا فعلت الدولة السعودية بأحرار الجزيرة العربية.. جعلتعم متاعا بشريا مملوكا لهم تحت مسمى " السعوديين". الحركات السلفية الأخرى وصلت بالسودان الى القاع . هذه الحركة السلفية باخوانها وكل تنظيماتها العلنية والسرية لا مؤهل لهم سوى الافتراء على الله تعالى . ومصير من يسلم نفسه لهم ان يكون ضحية لهم فى الدنيا .
كلهم خارج الاسلام وخارج ثقافة هذا العصر فلا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وتنخدعوا فيهم..

اجمالي القراءات 18154

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   محمد سمير     في   السبت ١٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5619]

ما احسن ان يكون

ما احسن ان يتحلى رجل السياسة بأخلاق الاسلام المستمدة من منبعه الصافي (القرآن الكريم)،
من الصدق والعدل وقول الحق ولو على نفسه،
والابتعاد عن الكبر والخيلاء والغرور وتزكية
النفس واتباع الشهوات.وان يكون من الذين يظنون انهم ملاقو ربهم اي الذين يحسبون انهم سيموتون
في اية لحظة.
تحياتي لك استاذنا الفاضل د.احمد صبحي منصور.

2   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   السبت ١٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5639]

الوعود

أمثال هؤلاء الذين يقومون بالدعوة إلى الجهاد وجمع التبرعات وخلافه تجده يقول دائماً كلام مؤثر ومبكى، ولكن عندما يطلب منه على سبيل المثال الذهاب بنفسه للجهاد تجده يدعي أنه يجاهد بالفعل ،أي أن ما يفعله جهاد أيضاً،ومن المفروض أن يقال له في هذه الحالة إبدأ بنفسك
تجده يحاول إثارة حماس الشباب المسكين ووعده بالجنه والحور العين وغيرها كثير من الوعود التي اختصوا بها وبتحقيقها من غير بقية خلق الله.
المشكلة في أن كثير من الناس ينخدعوا في أمثال هؤلاء الدعاة للباطل وإلى ما لا يأمر الله سبحانه وتعالى به عباده .

3   تعليق بواسطة   لطفية احمد     في   الأحد ١٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5662]

الدين لله

المعروف لنا منذ بداية الإسلام أن الرسول الكريم رفض كل الإغراءات التي قدمها له أعداء الدعوة من جعله ملكا أو ثريا يملك الجاه والثروة ـ مع أن ذلك بالتفكبر العادي من الممكن أن يستغل في نشر الدعوة ويحيطها بأسباب النصرة والقوةـ رفض الرسول كل تلك الإغراءات مقابل أن يتنازل عن بعض ما أوحي إليه.
فمن يتنازل عن الجزء يتنازل عن الكل رفض الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك العرض ليفصل الدعوة عن السياسة والدولة، وهذا دليل لدعاة الدولةالإسلامية إن كانوا يريدون دولة، فلا داعي مطلقا لإقحام اسم الدين في الموضوع وليتباروا في إعداد برنامجهم السياسي الذي يقوم على معطيات خدمية دنيوية وليدعوا الدين جانبا،أما إن أرادوا الدعوة فعليهم عدم الاقتراب من السياسة فلها طرقها وأساليبها .
هذا والله الموفق

4   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الأحد ١٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5675]

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

أخي العزيز الدكتور أحمد و الإخوة القراء سلام الله عليكم،
مع الأسف الشديد ما تفضلتم به في المقال هو واقع المسلمين في جميع البلاد، رغم أن الله تعالى قد أرسل الرسل مبشرين و منذرين.
لكم ما يعتقده أحد رجال الدين عندما سألته ـ وهو من أصدقائي و قد توفي منذ سنين عديدة نرجو له الرحمةـ سألته قائلا: كيف تلقى الله ربك يوم الدين و أنت تقول ما لا تفعل و تزكي نفسك بلباس خاص و عمامة خاصة أيضا وتتظاهر أمام الناس أنك من المتقين الورعين؟ فماذا كان جوابه، قال لي: أنت غبي، نحن رجال الدين نتحدث بسم الله، ونبدأ الكلام بحمده و نختمه بالصلاة على النبي، و نؤم الناس و نخطب في صلاة الجمعة والأعياد و نقرأ القرآن و نغسل و نكفن الموتى ونلبس العريس و نحضر الأعراس للبركة، فقاطعته قائلا : هل كل هذا العمل الذي تقوم به لوجه الله تعالى ولا تريد من الناس جزاء و لا شكورا ؟ فأجاب: نعم، وهو سوف يجزينا الجزاء الأوفى عن عملنا، و إذا ما قدم لنا شخص مالا فلا نرض الهدية، و نظر إلي نظرة مريبة فقال: أنت تريد أن تفيق الناس من غفلتهم وتقطع عنا رزقنا، دع عنك هذا فنحن نعيش بجهل الناس و الله يكثّر من الجهلة لنعيش....
هذا ما يقوله حملة الأسفار الذين لا يرقبون في مؤمن إلا و لا ذمة و هدفهم الوحيد هو السعادة في الحياة الدنيا و التمتع بزينتها، أما الآخرة و المعيشة الضنك المحتملة لمثل هؤلاء فلا يفكرون فيها لأنهم لا يؤمنون بها ولأن قلوبهم مقفلة...
يقول تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124).طه.
و السلام على من اتبع الهدى.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4984
اجمالي القراءات : 53,445,107
تعليقات له : 5,328
تعليقات عليه : 14,628
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي